الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قيادي شيوعي إسرائيلي: حكومة نتنياهو ليست لديها إجابات

الحزب الشيوعي الاسرائيلي

2023 / 12 / 16
القضية الفلسطينية


مقابلة مع إيلي جوزانسكي

يدعو الحزب الشيوعي الإسرائيلي، أحد أقدم الأحزاب اليسارية في إسرائيل، إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب التي تشنها البلاد على غزة. تحدثنا مع أحد قادة الحزب حول الحرب، والوضع السياسي الداخلي في إسرائيل، وما سيأتي بعد ذلك.
………
منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، شنت القوات الإسرائيلية هجومًا لا هوادة فيه على غزة. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من احد عشر الف مدني قد قتل، أي أكثر من واحد من كل مائتي مواطن؛ وأغلبية القتلى من النساء والأطفال. وفي الوقت نفسه، أطلق المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية العنان لموجة جديدة من العنف، وكثفت إسرائيل قمعها المعارضة داخل حدودها.

تحدث هوغو ألبوكيرك Hugo Albuquerque من [مدونة ] جاكوبن البرازيل Jacobin Brasil مؤخرًا إلى إيلي جوزانسكي Eli Gozansky، وهو عضو يهودي إسرائيلي في قيادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي، و هذا الحزب جزء من ائتلاف حداش اليساري الأوسع، حول الأزمة المستمرة. وناقش الجانبان الحرب على غزة، و تطور الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل، ومطالب الحزب الشيوعي بوقف فوري لإطلاق النار.

هوغو ألبوكيرك
ما الشعور في إسرائيل عن المجزرة التي تحدث في غزة؟

إيلي جوزانسكي
لقد فاجأ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الإسرائيليين، سواء من الناحية العسكرية أو من وجهة نظر عدد القتلى والجرحى والمختطفين. وكان الشعور بالإهمال التام وأن الحكومة والجيش قد تخلوا عن السكان.

تحولت مشاعر الخوف والصدمة إلى كراهية ضد حماس، وضد الفلسطينيين بشكل عام، وكذلك ضد الحكومة الإسرائيلية، وخاصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. أعلنت الحكومة على الفور حالة الحرب التي خلقت، إلى جانب الأزمة وغسل الدماغ الإعلامي، نوعاً من الذهان الهائل الذي عبر عن نفسه في دعوات عنصرية فظيعة للانتقام - فضلاً عن دعوات إلى "الوحدة الوطنية" من ناحية و انتقادات قاسية للحكومة من ناحية أخرى.

ومن الجدير بالذكر أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، بقيادة نتنياهو، هي الأكثر يمينية وفاشية وعنصرية في تاريخ إسرائيل، بالإضافة إلى اتهامات الفساد العديدة الموجهة إليها. إنها حكومة حاولت تغيير [النظام السياسي] من خلال انقلاب دستوري.

وأكبر وأقوى الاحتجاجات التي شهدتها البلاد قامت ضد ذلك، لمدة أربعين أسبوعًا متتاليًا، وركزت على الموضوع الديمقراطي - ونحن فقط [الشيوعيين الإسرائيليين]، الذين نشكل أيضًا جزءًا من "الكتلة ضد الاحتلال"، قلنا إنه “لا ديمقراطية مع الاحتلال، ولا ديمقراطية دون مساواة”. وكانت هذه رسالة مهمة وجدت صدى لدى الناس ووضعت القضية الفلسطينية على جدول الأعمال.

في هذا السياق، ومن وجهة نظر العلاقات الخارجية، كان نتنياهو معزولاً. ولهذا السبب، وبدعم من الولايات المتحدة، سعى إلى الالتفاف على القضية الفلسطينية والتوصل إلى اتفاق مع السعودية على حساب الفلسطينيين.

كل هذا تغير بعد أكتوبر. لقد خرج نتنياهو من تلك العزلة الدولية عندما دعمت الولايات المتحدة وأوروبا إسرائيل في حربها الوحشية ضد غزة. داخلياً، قام نتنياهو بدمج خصمه بيني غانتس في الحكومة. علاوة على ذلك، وكما تفعل العديد من الحكومات اليمينية، فقد استغل الأزمة لتعميق اضطهاد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك التطهير العرقي في الجزء الجنوبي من الضفة، الذي ينفذه المستوطنون المحتلون بدعم من قوات الاحتلال.

[كما كثف نتنياهو قمع] المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، الذين يشكلون 20% من السكان، وأي شخص حاول التشكيك في الحرب وقتل الأبرياء في غزة. كان هناك المئات من الاعتقالات والفصل والطرد من الجامعات الإسرائيلية لمجرد كتابتهم أشياء على فيسبوك، حيث تستخدم الحكومة حجة غامضة تحدد هؤلاء المتظاهرين على أنهم من أنصار حماس.

رفضت المحكمة العليا اليوم التماسنا الذي يطالب بالحق في التظاهر بحرية في مدينتين إسرائيليتين يقطنهما سكان عرب (أم الفحم وسخنين). والسبب الذي قدمته هو أن الوضع كان متفجراً بشكل خاص وأن الشرطة لم يكن لديها ما يكفي من القوات للتعامل مع المتظاهرين "الخطرين". إن تعليق عضوية النائب الشيوعي عوفر كاسيف في الكنيست لمدة خمسة وأربعين يوما لإدانته الحرب هو دليل آخر على مستوى الاضطهاد وتقييد المساحة الديمقراطية المحدودة أصلا في إسرائيل.

ورأينا أيضًا تهديدات من الشرطة ضد مضيفي المؤتمر اليهودي والعربي المحتمل في حيفا. كما تم اعتقال – على الرغم من إطلاق سراحه بعد ذلك – محمد بركة، النائب السابق عن حزب حداش ورئيس لجنة المتابعة العليا، وهي منظمة جامعة لجميع الحركات والممثلين المنتخبين للسكان العرب في إسرائيل. وهناك العديد من الأمثلة الأخرى.

وبمبادرة منا، تم إنشاء مجموعة يهودية عربية هدفها منع الهجمات العنصرية. منذ بداية المظاهرات طالبنا بعودة جميع المختطفين [من قبل حماس] مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين. إلى جانب ذلك، قمنا بمظاهرات مباشرة ضد الحكومة وخاصة ضد نتنياهو، ودعونا أيضًا إلى وقف فوري لإطلاق النار.

كما قمنا مؤخراً بتشكيل تحالف يضم عشرات المنظمات الإسرائيلية، يهودية و عربية ، و أصدروا بيانًا هاماً لوقف إطلاق النار، وتبادل جميع المعتقلين أو المختطفين، والدعوة إلى حل سياسي وليس عسكري. والآن، بعد مرور شهر، بدأنا نشعر ببطء بصحوة طفيفة في يسار الوسط، خاصة في سياق العلاقات بين اليهود والعرب داخل إسرائيل، رغم أنها لا تزال غير كافية.

الأمر الواضح هو أن الحكومة الحالية، وكذلك نواة المعارضة الرئيسية، ليس لديهما إجابات حقيقية ليوم ما بعد الحرب. [مطلب المعارضة الرئيسية] هو فقط أن يستقيل نتنياهو بعد الحرب.

هوغو ألبوكيرك
[شعبية نتنياهو] في أدنى مستوياتها. لكنه يقود الآن حكومة مع المعارضه الليبرالية كشريك أقلية. ما هي الاحتمالات الحقيقية على المدى القصير؟

إيلي جوزانسكي
من الممكن أن تؤدي خيبة الأمل في نهاية المطاف من سلوك حكومة نتنياهو في الأزمة المتفاقمة - إلى جانب إدراك أن الشعب الفلسطيني لن يختفي والضغوط الدولية المتزايدة - إلى تغيير، بدءاً باستبدال هذه الحكومة، ومن ثم بدأ المفاوضات مع الفلسطينيين.

ومن غير الواضح ما إذا كان هذا سيحدث ومتى. لكن من الواضح أنه إذا لم يحدث ذلك فسننتقل من كارثة إلى أخرى. لكنني متفائل، وأعتقد أن القوى التقدمية بين البلدين ستكون قادرة على إظهار المسار الصحيح والعادل.

هوغو ألبوكيرك
ما هو خطر تحول الصراع إلى صراع إقليمي في الشرق الأوسط؟

إيلي جوزانسكي
ولا يقتصر الأمر على خطر نشوب حرب إقليمية فحسب، بل يمكن أن تتحول إلى صراع عالمي، حيث جلبت الولايات المتحدة المزيد من حاملات الطائرات والغواصات. ويستمر تبادل إطلاق النار وإطلاق الصواريخ على الحدود مع لبنان، رغم أن الجانبين حذران بشأن شن حرب شاملة.

ومع ذلك، فإن دعم إدارة بايدن لإسرائيل وهجومها على قطاع غزة يضر بشكل خطير بالرئيس الأمريكي الآن بعد أن بدأ حملة إعادة انتخابه. إن الرأي العام العالمي، وخاصة في الشرق الأوسط وكذلك في أوروبا والولايات المتحدة، يعارض استمرار المذبحة ضد سكان غزة.

هوغو ألبوكيرك
كيف يؤثر تمزق العلاقات بين إسرائيل والدول الأخرى على السياسة الإسرائيلية الداخلية؟

إيلي جوزانسكي
لم يكن لذلك تأثير كبير على الرأي العام المحلي، إما لأن الاهتمام يتركز على الحرب، أو لأن إسرائيل لا تزال تتلقى الدعم من حكومات الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. ولكن الآن تتنامى الأصوات الساخطة، وهو ما من المرجح أن يؤثر على هذه الحكومات أيضاً.

هوغو ألبوكيرك
ما هو موقف الحزب الشيوعي الإسرائيلي من الأزمة المستمرة؟

إيلي جوزانسكي
إن للحزب الشيوعي الإسرائيلي موقفاً متماسكاً وواضحاً يعارض إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء من جميع الأطراف. إننا ندين مجزرة 7 أكتوبر ومرتكبيها من جهة، لكننا من جهة أخرى ضد الهجمات الوحشية والعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني.

نحن نؤيد تبادل الأسرى الفلسطينيين بالإسرائيليين المختطفين، ونرى أن الحل السلمي العادل القائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وغزة، إلى جانب دولة إسرائيل، سيجلب الأمن والسلام والأمل لكلا البلدين. . ونحن ندعو إلى إجراء مفاوضات حول هذا الحل تحت رعاية الأمم المتحدة ونطلب من القوى التقدمية مساعدتنا في هذه المعركة المهمة. كما ندين القمع والاضطهاد الفاشيين ضد مواطني إسرائيل، وخاصة تلك الموجهة ضد المواطنين الفلسطينيين والقوى اليسارية المتحالفة معها. ونحن ندعو اليهود والعرب الذين يدعمون هذه الأفكار إلى النضال .

هناك مخاطر جسيمة، مثل حرب إقليمية تؤدي إلى حرب عالمية وزيادة الهجمات على الأبرياء والتطهير العرقي في غزة والضفة الغربية. وهناك أيضا خطر تزايد العنصرية والفاشية وتحول إسرائيل إلى دولة فاشية تماما.

هوغو ألبوكيرك
وماذا عن حل بناء دولة ثنائية القومية ديمقراطية علمانية؟

إيلي جوزانسكي
من الناحية النظرية نعم، ولكن في الواقع لا. لعدة أسباب مهمة: الأول هو أن الشعب الفلسطيني يريد ويحق له الاستقلال. ثانياً، إن عدم الثقة المتبادلة[في إمكانية قيام دولة واحدة ثنائية القومية] عميقة جدا، ومن المؤكد انها اصبحت أكثر وضوحاً بعد المجازر الأخيرة التي شملت البلدين. ثالثاً، إسرائيل أقوى كثيراً من الناحية الاقتصادية، وعلى هذا فإذا تم إنشاء الدولة الواحدة الآن، من دون مرحلة استقلال للفلسطينيين، فإن الفصل العنصري والسيطرة اليهودية على الاقتصاد سوف يستمران. في المستقبل، بعد أن يعيش البلدان في سلام وازدهار، فإن هذا الحل ممكن.

……………

إيلي جوزانسكي عضو في قيادة الحزب الشيوعي الإسرائيلي ومناضل مدى الحياة. وكان أول جندي في إسرائيل يتم اعتقاله لرفضه الخدمة في حرب لبنان عام 1982.

هوغو ألبوكيرك هو ناشر جاكوبن البرازيل.

المصدر
جاكوبن

https://jacobin.com/2023/11/israeli-communist-party-eli-gozansky-war-hadash-netanyahu








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف