الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الامم المتحدة و اتفاقية الكيل بمكالين

شكري شيخاني

2023 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


منذ يومين او ثلاثة وتحديدا" في ٩ ديسمبر، حلُّ عيدُ الميلاد 75 لـتوقيع اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها". هذه الاتفاقية التي أقرّتها "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في مثل ذاك اليوم من عام ١٩٤٨.
واليكم لمحة عن هذه الاتفاقية وقد جاء في هذه الاتفاقية أن "الإبادة الجماعية جريمةٌ بمقتضى القانون الدولي، تتعارض مع روح الأمم المتحدة وأهدافها، ويدينها العالمُ المتمدن. وتقرُّ بأن الإبادة الجماعية قد ألحقت، في جميع عصور التاريخ، خسائرَ جسيمةً بالإنسانية؛ ولذا فأن تحرير البشرية من مثل هذه الآفة البغيضة يتطلب التعاون الدولي. وتتكون الاتفاقية من تسع عشرة مادةً، تنصُّ المادةُ الثامنة عشر منها بأن يُودع أصلُ تلك الاتفاقية في محفوظات الأمم المتحدة، وأن تُرسل نسخة مُصدّقة منها إلى جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وكذا إلى الدول من غير الأعضاء. في مادتها الأولى تُقرُّ الاتفاقيةُ على تجريم الإبادة الجماعية تجريمًا دوليًّا سواء ارتكبت في أيام السلم أو أثناء الحرب، فهي جريمةٌ بمقتضى القانون الدولي، وتتعهد بمنعها والمعاقبة عليها. وتقولُ المادةُ الرابعة: “يعاقبُ مرتكبو الإبادة الجماعية سواء كانوا حكامًا دستوريين أو موظفين عمومًا أو أفرادًا.” كذلك تنصُّ المادةُ السادسة على: “يُحاكم الأشخاصُ المتهمون بارتكاب الإبادة الجماعية أو أي من الأفعال الأخرى المذكورة في المادة الثالثة أمام محكمة مختصة من محاكم الدولة التي ارتكب الفعل على أرضها، أو أمام محكمة جزائية دولية تكون ذات اختصاص إزاء من يكون من الأطراف المتعاقدة قد اعترف بولايتها.” وأما المادةُ الثالثة فتنص على: “يُعاقب على الأفعال التالية: (أ) الإبادة الجماعية، (ب) التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية، (ج) التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة الجماعية، (د) محاولة ارتكاب الإبادة الجماعية، (هـ) الاشتراك في الإبادة الجماعية. أما المادةُ الثانية فتنصُّ على: “في هذه الاتفاقية، تعني الإبادةُ الجماعية أيًّا من الأفعال التالية، المرتكبة على قصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية، بصفتها هذه، ومنها القتل- إلحاق الأذى الجسدي- الإخضاع العمدي لظروف معيشية يُراد بها التدمير المادي الكلي أو الجزئي، إيذاء الأطفال أو تهجيرهم. وفي المادة الخامسة: “يتعهد الأطرافُ المتعاقدون بأن يتخذوا، كلٌ طبقًا لدستوره، التدابير التشريعية اللازمة لضمان إنفاذ أحكام هذه الاتفاقية، وعلى وجه الخصوص النص على عقوبات جنائية ناجعة تنزل بمرتكبي الإبادة الجماعية أو أي من الأفعال الأخرى المذكورة في المادة الثالثة.”
والسؤال: ألا تتفق جميعُ بنود تلك الاتفاقية على معاقبة رجب طيب ارودغان رئيس النظام التركي و بشار حافظ الأسد بوصفه "مجرم حرب" من الدرجة الاولى الممتازة ؟؟ جرّاء ما ارتكبه منذ توليه الحكم في العام 2000 واستكمالا" لدور ابيه حافظ سليمان علي الاسد وشقيقه رفعت ، ومازال يرتكبه في كافة المدن السورية من تدمير كُليّ للبنية العمرانية وإبادة عمياء للمواطنين السوريين بمَن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ ومحاصرة للمدن والقرى التي تقول لا لنظام البعث الفاشي ومنع وصول المواد الغذائية والعلاجية؟! ماذا قالت "الجمعية العامة للأمم المتحدة" في احتفالها السنوي بهذا اليوم، وهي تقرأ تقارير الصحفيين حول العالم بالاعتداءات اليومية من قبل الطيران التركي الحربي والمسير على بلدات وقرى ومدن شمال شرق سوريا وقد سبق وأعلنت، في سبتمبر ٢٠١٥، أن يكون يوم ٩ ديسمبر هو "اليوم الدولي لإحياء وتكريم ضحايا جرائم الإبادة الجماعية ومنع هذه الجريمة.” ، نسألُ عن التدابير التي اتخذها العالم "لمنع هذه الجريمة" وعن "معاقبة مرتكبها"؟!
بل ما هي التدابير التي تم اتخاذها بحق الاحتلال التركي والنظام السوري ؟؟يبدو أن تلك الاتفاقية "الأنيقة" التي صدّق عليها العالمُ عام ١٩٤٨ والتي تُعدُّ "أول معاهدة لحقوق الإنسان اعتمدتها الجمعية العامة" ليست إلا زهرةً حمراءَ جميلة مشبوكة في عروة جاكيت البدلة التي يرتديها العالمُ الغربي، لزوم الشياكة والأناقة وحُسن المظهر مثلها مثل الكراڤات والبرفان والساعة الثمينة، لكنها فيما يبدو لا تُلزم لابسَها بأن يكون متحضرًا ونظيف اليد وجسورًا ويقول كلمة الحق بما يكفي لمنع الجرائم ومعاقبة مرتكبها، بدلا من الاكتفاء بتدبيج الشعارات والكلمات الطيبة التي لا تتعدى سطور الورق المكتوبة عليه! والان دول الخليج تستقبل قاتل الاطفال والنساء اردوغان هؤلاء الذين لاحقوا حتفهم على يد الاحتلال التركي والفصائل المرتزقة والتي يدعمها في راس العين وعفرين .... فمن بنود تلك الاتفاقية "الأنيقة" أنها تُلزم المجتمع الدولي بألا يتكرر ذلك أبدًا، كما تتيح كذلك أول تعريف قانوني دولي لمصطلح ”الإبادة الجماعية“، الذي تم اعتماده على نطاق واسع على المستويين الوطني والدولي. كما تنص على واجب الدول الأطراف في منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
في مثل ذلك اليوم عام ٢٠٢٠ قال "أنطونيو جوتيريش" أمين عام الأمم المتحددة: "حيثما نرى الناسَ يواجهون التمييز المنهجي ويصبحون أهدافًا للعنف بسبب هُويتهم، علينا التحرك للدفاع عنهم. وعلينا إشاعة ثقافة السلام ونبذ العنف واحترام التنوع وعدم التمييز. بهذا يمكننا إقامة مجتمعات قادرة على مواجهة خطر الإبادة الجماعية.”
أين ذهبت بنودُ الاتفاقية "الأنيقة" حين أسقطت طائرات النظام السوري والروسي البراميل المتفجرة والمحملة بالبارود و النارَ في جوف قرى الغوطة وبلدات حلب وادلب الخضراء فخرّبت وفجّرت وأبادت؟! أين كانت الكلماتُ الحلوة حين انطلقت الصواريخُ البعثية تفجّرُ المدارسَ والمستشفياتِ في كفر بطنا ودوما وخان شيخون وحمص وارياف حلب ، وتصرعُ الأطفالَ على مقاعد الدرس وتقتلُ المرضى على مراقد الشفاء؟ العالم باكمله قام ولم يقعد بسبب قتل 1200 اسرائيلي وانا ضد قتل اي اي مدني ولكن بالمقابل اين هذا العالم الحر وفي كل ساعة تقتل النساء والاطفال في وطني في شمال شرق سوريا بفعل الغارات التركية الارهابية وفي ادلب بفعل الغارات الروسية والبعثية المجرمة لنقل وبكل اسف
" أن اتفاقية الإبادة الجماعية" ماتت عندما مات الضمير العربي والغربي والكيل بمكالين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل سقطت في فخ حماس..فكيف تترجم -الانتصار- على الأرض؟ |


.. تمرّد أم انقلاب؟ إسرائيل في صدمة!| #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد مسار عملية رمي جمرة العقبة في أول أيام عي


.. مراسل الجزيرة يرصد تطورات الخلاف في إسرائيل بشأن -هدنة تكتيك




.. مظاهرات في ألمانيا والنرويج نصرة لغزة