الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو المعمّم الذي لا يريد الخير لنفسه ولا لغيره ؟

محمد حمد

2023 / 12 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


قد يكون هذا السؤال غريبا نوع ما. فما اكثر المعمّمين حين تعدّهم ولكنهم في الانتخابات قليلُ !
طبعا لا استبعد أن الكثير منكم خطر على باله سماحة مقتدى الصدر. كبّر الله عمامته وزادها وزنا، ولا أظن أن شخصا آخرا من "باقة" أصحاب العمائم السوداء او البيضاء لدينا ينطبق عليه عنوان مقالي هذا.
وبما أن الانتخابات، برلمانية أو محلية، هي حق للمواطن وواجب عليه. بغض النظر عن اختياره عندما يقف أمام صندوق الاقتراع. بالتالي لا يحق لأحد مهما كانت سلطته ونفوذه وموقعه السياسي او الاجتماعي. ان يصادر هذا الحق ودعوة مقتدى الصدر لانصاره ومريديه وهم أكثر شرائح العراق جهلا وففرا ثقافيا.بل أكثرهم قدرة ومرونة على الانصياع الاعمى للقائد او الزعيم او الرئيس.
وبالرغم من أن انتخابات مجالس المحافظات في العراق ستكون، كما اتوقع، نسخة معدّلة عن الانتخابات البرلمانية السابقة، وسوف تعزز سلطة ونفوذ أحزاب المحاصصة التي تحكم العراق حاليا. إلا أن مقاطعتها وبصوت علني من قبل حزب أو فصيل سياسي "ذي وزن" جماهيري يعتبر تمرّدا على الدستور وخرق صريح لما يسمى بالنظام "الديمقراطي" في العراق. وتشكيك في العملية السياسية التي شارك فيها تيار مقتدى الصدر عدة مرات. واذا كان البديل هو هيمنة طرف ما على كل شيء كما يسعى ويتمنى مقتدى الصدر، فلا خير لا في المشاركة ولا في المقاطعة.
ان المواطن في كل مكان، باستثناء العراق، حرٌّ في المشاركة في الانتخابات أو مقاطعتها. ولا يرغم بشتى الوسائل البعيدة عن الديمقراطية كما يحصل في العراق. على ممارسة حقه الدستوري أو رفضه.
لقد شاركت وعلى مدى أربعة عقود بما لا يحصى من الانتخابات، برلمانية ومحلية والكثير من الاستفتاءات العامة، لم اسمع اطلاقا ان احدا دعا المواطنين الى المقاطعة. ولم اسمع عن عمليات تمزيق وتخريب للدعايات الانتخابية وصور المرشحين المنافسين وشعاراتهم. ولم ار ولا مرّة واحدة، وانا اسكن في مقاطعة كبيرة، ان مواطنا تجرأ وعبث باللوحات والشعارات الانتخابية. وهنا من لا تعجه الانتخابات من حقه عدم المشاركة دون تدخل وارغام ودعوات عليا، لا من قبل معمّم ولا من قبل افندي.
وقبل ايام قلائل نشرت وسائل الإعلام العراقية خبرا يقول إن مقتدى الصدر، شخصيا وبدون التفاهم مع ايّ من قادة تياره، قام بجرة قلم بطرد (نعم استخدمت هذه المفردة تحديدا) عشرة من منتسبي ميلبشيات سرايا السلام التابعة له. وكان ذنبهم أنهم روجوا أو دعموا أو ساعدوا بعض المرشحين للانتخابات المحلية. فإذا كان هذا السلوك الفردي والديكتانوري لسماحة الصدر مع اتباعه فماذا سيفعل مع خصومه إذا استلم السلطة؟ هل سيقوم بنصب المشانق لهم في شوارع المدن. وهو ليس بحاجة طبعا إلى البحث عن أدلة وبراهين ضدهم. واذا كان مقتدى الصدر يتهم الآخرين بالفساد، لانهم الآن في مراكز السلطة والنفوذ، فمن يضمن أن اتباعه، وجلهم من الناس البسطاء والباحثين عن موطيء قدم باي ثمن، سوف يكونون من الملائكة ونظيفي اليد واللسان والجيوب.
لا توجد دولة في العالم، عدا العراق الديمقراطي جدا، يخرج فيه تيار أو فصيل أو حزب إلى الشارع في تظاهرة مطالبا بمقاطعة الانتخابات. والغريب هو أن مشكلة هؤلاء الناس أنهم يسمحون وبرحابة صدر لرجل واحد اسمه مقتدى الصدر (يعيش على الارث السياسي والاجتماعي والديني لعائلته) أن يصادر حق آلاف المواطنين في المشاركة في الانتخابات. وقراراته باتّة وملزمة لجميع اتباعه، كقرارات المحكمة الاتحادية العليا، لا تقبل النقض او الاستئناف ! فيها اهلنا في العراق من اين جئتم بهذه الديمقراطية المليئة بالشوائب التي لم تجلب لكم سوى المصائب والنوائب..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمطار الغزيرة تغرق شوارع لبنان


.. تشييع جثماني الصحفي سالم أبو طيور ونجله بعد استشهادهما في غا




.. مطالب متواصلة بـ -تقنين- الذكاء الاصطناعي


.. اتهامات لصادق خان بفقدان السيطرة على لندن بفعل انتشار جرائم




.. -المطبخ العالمي- يستأنف عمله في غزة بعد مقتل 7 من موظفيه