الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وثيقته الختامية قابلة للتأويل / مؤتمر المناخ يقر التحول من الوقود الأحفوري بدلا من الاستغناء التدريجي عنه

رشيد غويلب

2023 / 12 / 16
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


بعد جولة من الجدل، وافق مؤتمر المناخ العالمي في دبي على بيانه الختامي. ولأول مرة تمت الدعوة فقط إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري. والغريب أن يحتاج العالم لـ 28 قمة مناخية، للتحول من الوقود الأحفوري، والوصول الى هدف تصفير الانبعاث.
لقد جاء البيان الختامي غامضا، واحتوى العديد من الثغرات. ولم يتضمن اية اشارة الى الاستغناء التدريجي.

التحول بدلا من الاستغناء
يدعو البيان الختامي “الدول إلى المساهمة في الجهد العالمي” لوضع العالم على مسار 1.5 درجة. بمعنى يجب أن تبلغ الانبعاثات ذروتها قبل عام 2025؛ ويجب ان تنخفض بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030، مقارنة بعام 2019، لكي تصل بحلول عام 2050 لتصفير الانبعاث. لكن المشكلة هي أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لا تنخفض بالقدر المطلوب، بل إنها مستمرة في الارتفاع. لذلك كانت التدابير المرجو بالغة الأهمية. وأحد هذه المبادئ هو “الانتقال من الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة بطريقة عادلة ومنظمة ومتوازنة”. وكانت هذه الصيغة الغريبة ضرورية للتوصل إلى توافق بين المختلفين.
وكانت 130 دولة قد دعت الى صياغة أكثر شمولاً، أي الإلغاء التدريجي. لكن الامر غير مقبول بالنسبة لدول أوبك. وبدت منظمة (أوبك) أكثر عدوانية، مقارنة باي مؤتمر مناخ سابق.
ودعا الامين العام للمنظمة الدول الاعضاء الـ 13، و10 دول حليفة اخرى، الى رفض اي قرار يدعو للتخلي، والتركيز على خفض الانبعاث، بدلا من اختيار مصادر طاقة بديلة. وهذا ما دفع رئاسة المؤتمر الى طرح صياغة “التحول” بشكل ضبابي قابل للتأويل. وتم التركيز على العام البعيد 2050، في حين يتم حاليًا تنفيذ استثمارات كبيرة في تطوير رواسب جديدة من الوقود الأحفوري، الذي يسبب الانحباس الحراري العالمي، من خلال تخصيص 7 مليارات دولار سنوياً، اي 13 مليون دولار في الدقيقة. وهذه الصياغات تعد تراجعا مخيبا للآمال، مقارنة بما توصل اليه المؤتمر 26، في التخلي السريع، وليس التدريجي كما جاء في بيان المؤتمر الحالي.

خيبة أمل لبلدان الجنوب
مثّل البيان خيبة أمل جديدة لبلدان جنوب العالم، التي تعمل المراكز الإمبريالية على ابقائها متخلفة ومثقلة بالديون، على الرغم من كونها الأكثر تضررا من تغير المناخ. ومنذ ما يقرب من 30 عاما، تطالب هذه البلدان بإنشاء صندوق، تموله البلدان الغنية، لدعم البلدان الفقيرة عندما تتعرض لكارثة طبيعية تتفاقم بسبب تغير المناخ، لكونها مسؤولة أيضًا عن معظم انبعاثات الغازات الدفيئة. لقد تم الإعلان عن إنشاء صندوق الخسائر والأضرار، بقيمة 100 مليار، في مؤتمر شرم الشيخ في العام الفائت.
وقد تمت الموافقة الآن على هيكلية الصندوق الذي يتخذ من البنك الدولي مقراً له، ولكن لم يتم بذل الكثير للتغلب على نقص التمويل المروع، حيث أقرّ البيان الحاجة إلى استثمارات بتريليونات الدولارات، دون تحديد ارقام والتزامات ملموسة. وبدون تمويل يبقى الحديث عن أزمة المناخ حبر على ورق، ولا يغير من هذه الحقيقة وعد كل من الإمارات وألمانيا بتقديم 100 مليون دولار لكل منهما. وتبعتها بريطانيا بـ 75 مليون دولار أخرى، والولايات المتحدة بـ 25 مليون دولار، وأخيراً اليابان بعشرة ملايين دولار.

تجاوز دول الجزر
وأشارت آن راسموسن، ممثلة ساموا وكبيرة المفاوضين في تحالف الدول الجزرية الصغيرة، إلى أن القرار اتخذ أثناء غيابهم عن الجلسة العامة حيث كانت مجموعتها لا تزال تنسق ردها على النص. وإن الدول الجزرية المهددة بشكل خاص بارتفاع منسوب مياه البحر تم تجاهلها. وقالت: “لقد خانتنا هذه العملية”. و”تصحيح المسار الذي نحتاجه لم يتحقق”.
وبعد إصدار المسودة النهائية مباشرة، اشار هارجيت سينغ، رئيس الاستراتيجية السياسية العالمية في شبكة العمل المناخي الدولية لأخبار الأمم المتحدة، إلى ما وصفه بـ “نفاق الدول الغنية، حيث تواصل توسيع عمليات الوقود الأحفوري على نطاق واسع بينما تكتفي بالتشدق بالتحول الأخضر”. وإن البلدان النامية لا تزال تعتمد على الوقود الأحفوري، لأنها تُركت دون ضمانات قوية، للحصول على الدعم المالي الكافي في “انتقالها العاجل والعادل إلى الطاقة المتجددة”.

دور متميز لكولومبيا
ومثّل الوفد الكولومبي صوت المنظمات المدافعة عن البيئة، وكذلك صوت وفود بلدان الجزر التي تم تجاوزها. ويعود الفضل في اضطلاع كولومبيا بدور خاص في مؤتمر المناخ العالمي إلى وزيرة البيئة والتنمية المستدامة، سوزانا محمد، وهي مؤرخة بيئية مؤهلة حاصلة على شهادة في تخطيط التنمية المستدامة، وتفتخر بأصولها الفلسطينية.
وقالت سوزانا محمد: “علينا أن نتخلص من الوقود الأحفوري، ولكي نفعل ذلك نحتاج إلى نظام اقتصادي جديد”. وأشارت بأصابع الاتهام إلى “المراكز الرأسمالية التي لا تريد أن تسمع عن تخفيف عبء الديون وتقديم المساعدات الجادة لبلدان الجنوب، لتسهيل عملية الانتقال”.
قبل المؤتمر قدمت كولومبيا التي ترأسها حكومة يسارية لأول مرة في تاريخها، خطة جديدة لمكافحة إزالة الغابات وأعلنت وقف جميع تراخيص استخراج النفط والغاز الجديدة. لم يكن هذا قرارا سهلا بالنسبة لدولة لا يزال النفط فيها على رأس قائمة أهم الأصول في عام 2020.
وفي المؤتمر، انضمت كولومبيا إلى معاهدة عدم انتشار الوقود الأحفوري، وهي معاهدة دولية مقترحة على غرار الاتفاقيات الرامية إلى إنهاء سباق التسلح النووي. وهي أول دولة منتجة للمواد الهيدروكربونية تفعل ذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل