الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل قرأت لائحة دفاعية كهذه نقضاً للرواية الاسرائيلية ؟؟

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 12 / 17
القضية الفلسطينية


ونحن نعيش منذ ان تفتحت اعيننا على الدنيا احداث فلسطين عبر اخبار القنوات الاعلامية ، ولا اذكر يوماً ان نشرات الاخبار قد خلت من خبر او تقرير عن فلسطين وانتهاكات الاحتلال الصهيوني فيها ، وكم اقتادونا ونحن طلاباً في الابتدائية بدون وعي مسيرات من قبل حزب البعث في العراق لنصرة فلسطين، ثم حضرنا وشاهدنا مسيرات يوم القدس العالمي الذي تتبناه الفصائل العراقية الموالية للجمهورية الاسلامية في ايران ، ولكن اقولها بمرارة طيلة كل تلك السنوات والمسيرات والمواقف الاعلامية لم نسمع او نقرأ عن الحقائق التي كتبها لنا مفكرنا الكبير " عبدالحسين شعبان " في كتابه القيّم ولا اقول كتيباً رغم صغر حجمه (93) صفحة الا انه بشجاعة مضمونه و واقعيته وموضوعيته يعدل عندي مجلد وموسوعة لا فقط كتاب لما تضمنه من حقائق صادمة اسمع بها لأول مرة .
صدر هذا السفر الهام عن دار البيان العربي هذا العام بعنوان " عصبة مكافحة الصهيونية ونقض الرواية الاسرائيلية " سواء كنت يسارياً ام قومياً ام اسلامياً ، سيفتح الكتاب عينيك بكامل سعتهما على حقائق وبدايات وجذور الحركة الصهيونية في الوطن العربي و سينصف اليهود بشكل عام واليهود العراقيين بشكل خاص قبل غيرهم.
ستعلم ان اسرائيل كدولة الان اعجزت الانظمة العربية هي في الاصل فكرة " يعتبر ثيودور هيرتزل عراب الحركة الصهيونية، وهو مؤلف كتاب دولة اليهود The Jewish State الذي صدر العام ١٨٩٦ عشية مؤتمر بال (سويسرا) الصهيوني العام ۱۸۹۷ الذي تبنى فكرة إقامة وطن يهودي في فلسطين، والتي كانت تمهيدا لإصدار وعد بلفور العام ۱۹۱۷ من جانب بريطانيا بعد توقيع اتفاقية سايكس – بيكو السرية بين بريطانيا وفرنسا العام ١٩١٦ والتحضير لذلك بوضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني العام ۱۹۲۰ في مؤتمر سان ريمو والذي أقرته عصبة الأمم العام ۱۹۲۲" ص٢٥ ٢٦ .
اذا كنتَ شيوعياً ستعرف لماذا أُعدم في عام ١٩٤٩ رمزك التاريخي " فهد" امين عام الحزب حيث يعلل باحثنا القدير في الصفحة (43) من الكتاب ذلك نتيجة " موقف فهد من القضية الفلسطينية، خصوصا تحفظه على قرار التقسيم كان وراء إعدامه، فبعد أن اضطرت حكومة صالح جبر إلى إبدال حكم الإعدام بالسجن المؤبد، إلا أن ذلك لم يرض المخابرات البريطانية فلجأت إلى التحريض ضده بدعم من الصهيونية، خصوصا بعد وثبة كانون ١٩٤٨ ، واعتبرته مسؤولا عن التحرك الشيوعي خارج السجن، لا سيما بعد فشل الحكومة من إمرار معاهدة بورتسموث (معاهدة جبر - بيفن)، ولذلك أصرت حكومة نوري السعيد التي تشكلت في ٦ كانون ثاني / يناير ١٩٤٩ على إعادة المحاكمة وصدر حكم الإعدام بحق فهد ورفاقه، وتم تنفيذه على جناح السرعة ليلتي ١٣ - ١٤ شباط / فبراير ١٩٤٩..."
ثم سيصدمك اكثر حينما تعرف من خلال هذا الكتاب ان روسيا " الاتحاد السوفيتي " هي اساس ومهد الحركة الصهيونية حيث "نشأت الحركة الصهيونية أساسًا في روسيا وبولندا، وكانت أولى الهجرات اليهودية إلى فلسطين العام ۱۸۸۰ من روسيا وبولندا ودول البلطيق" ص٤٨ . وان " انعكس تغيير الموقف السوفيتي من القضية الفلسطينية سلبًا في الشارع العربي، فبعد أن كان موقفه ضد قرار التقسيم تحوّل إلى تأييد له، وتحضرني مفارقة نقلها منير شفيق في مذكراته، ومفادها أن فؤاد نصار (أبو خالد) الذي كان حينها مسؤولا عن الجريدة وعضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني قبل أن يصبح أمينا عاما له، وكان ينام في مطبعة الحزب، وفي الساعة الرابعة صباحًا جاء مصفف الحروف وقال له استيقظ يا رفيق فقد أيد المندوب السوفيتي قرار التقسيم، فنهض كمن لسعته أفعى، فطلب منه التقاط محطة راديو موسكو للتأكد من الخبر، وبعد أن اطمئن إلى أن الخبر صحيح، قام بسحب المقالة التي كتبها للتنديد بقرار التقسيم والدعوة إلى دولة ديمقراطية موحدة، واستبدلها بمقالة أخرى كتبها بالضد من مقالته الأولى أعرب فيها عن تأييده لقرار التقسيم كما أشاد فيها بالموقف السوفيتي، وهو ما سارت عليه الغالبية الساحقة من الأحزاب الشيوعية العربية، بل إنه يمثل نموذجا لطريقة التفكير التعويلية والعلاقة التبعية بالمركز الأممي" ص٤٠ .
ثم سيّعرفك مأساة اليهود العراقيين وما لاقوه من مصائب وكوارث وجرائم كي يهّجروا قسراً الى فلسطين من اجل انشاء دولة اسرائيل !
ففي هامش الصفحة (14) يسرد لنا قصة اليهودية العراقية الباسلة " عميدة مير مصري ( عمومة التي استبدلت اسمها من عمومة إلى عميدة) وهي الأخرى ناضلت في صفوف الحزب الشيوعي وسجنت مثل شقيقها عادل (يعقوب) لعشر سنوات بسبب كفاحها ضد الصهيونية كجزء من نضالهما الوطني، وكنت قد رويت حكاية عميدة التي ألقي القبض عليها في العام ١٩٦٣ ، وعذبت في قصر النهاية، وخلال التحقيق اكتشف المحققون أن أصلها يهودية فأرادوا تهجيرها إلى «إسرائيل» عنوة، وبالفعل فقد استخرج لها جواز سفر مرور Laissez-passer وطارت من بغداد إلى بيروت ومنها إلى روما، لكي تأخذ طائرة العال الإسرائيلية، وتتوجه إلى تل أبيب لكنها رفضت ذلك ومكثت في مطار روما لأكثر من يومين وفيما بعد خيرتها سلطات المطار بالسفر إلى أي بلد آخر فاختارت براغ (جمهورية تشيكوسلوفاكيا باعتبارها مقرا للحركة الشيوعية العالمية حينها وفيها العديد من المنظمات الدولية المحسوبة على ملاك الحركة الشيوعية (اتحاد الطلاب العالمي، اتحاد نقابات العمال العالمي ومجلة «الوقت قضايا السلم والاشتراكية)، لكن السلطات التشيكية لم تسمح لها بالدخول لعدم وجود فيزا لديها، واضطرت إلى المبيت في مطار براغ ليومين أو ثلاثة، ثم أعيدت إلى روما التي اضطرت للبقاء في مطارها لثلاثة أيام ومنها عادت إلى بيروت التي بقيت في مطارها ليومين ومنه أعيدت إلى بغداد و من مطار بغداد إلى قصر النهاية مرة أخرى، ويومها فوجئ المعتقلات والمعتقلون بعودتها، حيث لم يكونوا يعرفون أين ذهبت وأين كانت؟ وحين أخبرتهم بحكايتها، ظنوا أن مشا من الجنون أصابها، فكيف لمعتقلة في سجن الموت والعذاب كما يسمى (قصر النهاية تصل إلى بيروت وروما وبراغ وتعود القهقرى إلى بغداد وقصر النهاية" ولعمري ما قصتها التي هي احد الامثلة عن ظلم اليهود العراقيين الا موضوعاً طازجا لكتابة رواية عراقية تاريخية عنها وانتاجها سينمائيا ،ولكن اين الاعلام الوطني الحر الذي يخطو هذه الخطوة الشجاعة!
بل اليهود العراقيين الشيوعيين هم اول من أسس عصبة لمكافحة الصهيونية اذ اصبحت جمعية مجازة قانونا عام ١٩٤٦ ثم احظرت قانونيا بسبب مواقفها من قيام الكيان الصهيوني وتم اعدام اغلب مؤسسيها ومطاردتهم !
لا اريد ان استمر في ممارسة الاقتباس من هذا الكتاب التاريخي التحليلي الثمين كي لا اقتل لذة مطالعته عليكم ، ولكن وانا اقرأه بصدمة ولوعة وحرقة كم كنتُ اتمنى ان تطبع عشرات النسخ منه هذه الايام ونحن نعيش احداث غزة ونشاهد آلامها ونوزعه على طلبة المدارس والكليات كي نعّرف الاجيال لا سيما الجديدة هذه الحقائق المغيبة و نبث الوعي الذي بدأ يتلاشى تجاه هذه القضية الحقة نتيجة الاوضاع الاقتصادية والسياسية والثقافية ، ان الكتاب كما اسميته في العنوان من افضل وامتع اللوائح الدفاعية التي يمكن ان يكتبها محام شجاع عن قضية فلسطين في نقض الرواية الاسرائيلية عنها !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي
ابراهيم المصري ( 2023 / 12 / 17 - 21:28 )
شكرا لمن ينشرون النور والأمل

اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها