الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامح الشخصية الصعيدية فى أدب نجيب محفوظ

محمد حمادى
كاتب رأى حر مصرى

2023 / 12 / 17
الادب والفن


تحِّل علينا هذه الأيام ذكرى ميلاد الأديب المصرى والعربى أديب نوبل نجيب محفوظ، الذي وُلد في 11 ديسمبر عام 1911، وتُوفى في 30 أغسطس عام 2006 ، تاركا أعمالا أدبية وفكرية من طراز رفيع، لكاتب نادر على طريقته. ومن بين أبرز الشخصيات الأدبية في أدب نجيب محفوظ، والتي تركت بصمة في حياة المصريين منذ ظهور الثلاثية، روايات “بين القصرين”، “السكرية”، “قصر الشوق”وملحمة الحرافيش وغيرها.
واليوم ونحن نحتفل بذكرى ميلاد محفوظ،كتب الراحل عن المدينة المصرية، كتب عن العمال والبسطاء والمهمشين، وجعلنا عبر واقعيته السحرية أن نخوض تجربة الحارة وحياة الفتونة، ومأساة الصعاليك والحرافيش، وخاض معنا رحلة للتاريخ الإنسانى تدور كلها من داخل الحارة المصرية التى ولد فيها وتأثر بها، لكن من الملاحظ أن عالم الريف والصعيد قد غابا عن أعماله، ولعل مرجع ذلك أن نجيب محفوظ لم يعش في الصعيد، ولم يحب حتى الإقامة فيه كزائر.
لكن يبقى الريف والصعيد، من الأماكن التى لم يذهب إليها نجيب محفوظ فى روايته، وظلJ تلك المناطق بعيدة تماما البعد عن أدبه، وهو الأمر الذى فسره الأديب العالمى الراحل خلال حديثه مع الناقد الكبير الراحل رجاء النقاش الذى نشر فى كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ".

يقول الأديب العالمى فى حديثه: "لم أذهب إلى الريف مرة واحدة عندما كنت طفلا، أخذنى أقرباء والدى من أسرة (آل عفيفى) بالفيوم لقضاء الصيف هناك، وكانوا يملكون دوارًا كبيرًا، أمامه حديقة عنب، وبجانبه أرض فضاء واسعة كنت ألعب فيها كرة القدم، ورغم استمتاعى إلا أننى طلبت إعادتى إلى القاهرة، ولم يمض على إقامتى فى الفيوم أسبوع واحد، حاولوا إرضائى لأبقى ولكنني كنت شديد التصميم فأعادوني".

"كانت تلك هى تجربتى الوحيدة فى الريف، وخلال هذه التجربة لم أر الفلاحين ولم أتعمق فى تفاصيل حياتهم، وربما كان ذلك هو السبب القوى الذى جعلنى لا أتناول حياة الفلاح وقضاياه فى رواياتى، بعكس الطبقة العاملة المسحوقة فى المدينة والتى تناولتها بشكل مكثف، وإن كنت أعتقد أن المعاناة متشابهة فى الحالتين، والفرق الوحيد أن العامل او الموظف المسحوق فى المدينى لديه وعى أعمق من الفلاح.

"وإذا كانت لى تجربة واحدة فى الريف، فإننى لم أذهب للصعيد فى حياتى كلها، ولم أزر الأقصر أو أسوان أو أيا من الأماكن الأثرية المشهورة هناك مع أننى أسمع أنها مناطق جميلة ويأتى إليها السائحون من كل أنحاء العالم، ولكنه الكسل، ورغم عدم زيارتى للصعيد، فقد تعرفت عليه من خلال الأعمال الأدبية التى تناولته مثل رواية (دعاء الكروان) و(الأيام) لطه حسين، ومازالت معرفتى بالصعيد تتم من خلال القراءة والاستماع إلى الآخرين".
وهنا أتسائل هل لم يكتب نجيب محفوظ عن أهل الصعيد أو الريف أو يلمح اليهم فى شخصيات رواياته ؟
الاجابة هى لن نبالغ إذا قلنا إن عالم الأديب الكبير نجيب محفوظ الروائى شامل وجامع لكل الشخصيات فى المجتمع المصرى. هذا العالم الروائى الذى اجتهد محفوظ فى حفره داخل الرواية العربية، والذى اشتمل على صور عديدة، فهناك صور كثيرة للمصريين ظهروا فى مرايا الأديب العالمى. المصريون جميعا لهم مظلة داخل رواية هنا أو قصة هناك. هناك المرأة الأكثر جدلا فى روايات محفوظ. وهناك الرؤساء والملوك الذين وقفوا أمام عرش عميد الرواية العربية.
قدم نجيب محفوظ شخصية الفتوة فى عدد غير قليل من أعماله الروائية والقصصية، مثل «همس الجنون»، «الشيطان يعظ»، «حكايات حارتنا»، «الطريق»، «أولاد حارتنا»، «القط الأسود»، «الكرنك»، «قلب الليل»، و«دنيا الله». وتعددت التناولات والإيماءات لهذه الشخصية للدرجة التى جعلتها مركزية فى مشروعه السردى الممتد، لكن حضورها الأوضح، وربما الأنضج، كان فى ملحمة «الحرافيش» التى دارت حول عوالم شخصية الفتوة وتحولاتها عبر الزمن والأجيال، وعلاقتها بالتحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ومن وجهة نظرى أن شخصية الفتوة المتمثلة فى شخصية " عاشور الناجى" تمثل ملمحا للرجل الصعيدى أو الريفى ، برغم الاختلاف وابتعاد للشخصيتين لكن ربما يتفقون فى أشياء وروابط متعددة ، فقد انتشرت ظاهرة الفتوة في مصر على مدار القرنين؛ الثامن عشر والتاسع عشر، وكان لقب الفتوة يُطلق على القائد الشعبي في كل حي الذي يتمتع بصفات مثل؛ الشهامة والجرأة ونصرة الضعيف والدفاع عن الحق، إلى القوة الجسدية وبنيان قوي متين يعينه على واجبه هذا، ويشتهر بحمله “النبوت”، وهو عبارة عن عصا طويلة غليظة يذود بها عن أهل حارته ويدافع عن حق المظلومين.
عاشور الناجي، الشخصية الرئيسية في ملحمة الحرافيش، التي تمثل مرحلة مزدهرة من مراحل تاريخ الحارة، بما جسدته من القوة والعدل والأخلاق، وشكَّلته عوامل مختلفة؛ تربية الشيخ عفرة زيدان له على الأخلاق والقرآن، وخلوته في الصحراء فترة طويلة، نمت فيها قوته الروحية والتأملية، فجمع بين قوة الجسد وقوة الروح والعقل والأخلاق، وهي الصورة المثلى للفتوة كما يراه نجيب محفوظ ، كما يصور هنا التشأة والتربية فى القرى أو فى الصعيد فنرى هذا التشابه بينهم .
تعد «الحرافيش» نموذجا متكاملا للفتوة بكل مكوناتها وأهدافها، من خلال أسرة عاشور الناجى الذى توارتث الفتوة أبا عن جد من جهة، وانحيازها إلى الفقراء من جهة ثانية. وربط محفوظ شخصية الفتوة، بكل ممارساتها بتحولات سلم القيم، وانقلابها، ومنها قيمة الرجولة والشهامة وأيضا بقضايا الإنسان الكبرى من حظ وقدرة وضعف، فضلا عن علاقة الفتوة بالمرأة والمال، وغيرها من الإغراءات التى قد تحرف الفتوة عن طريقه، لكنه سرعان ما يعود إلى رحاب «الفتونة» فقد كشف أديب نوبل الغطاء عن ثراء هذه الشخصية التى تحمل قيما متناقضة.

أيضا شخصية أخرى بها ملمح الشخصية الصعيدية ربما نختلف معها أو نتفق لكن ربما تواجدت أو تتواجد بيننا، هى شخصية سى السيد أو السيد أحمد عبد الجواد ، تعتبر شخصية السيد أحمد عبد الجواد فى ثلاثية نجيب محفوظ، من أبرز شخصيات عوالم محفوظ إن لم تكن أبرزها وأشهرها، وهو رجل العائلة الحازم الصارم على أهل بيته وزوجته، وهو أيضًا الغارق فى ملذاته وشهواته ونسائه خارج هذا البيت، يجمع بين نقيضين ويعيش حياته هكذا بلا مشقة تذكر. وظلت هذه الشخصية رمزًا لأى زوج متسلط.
وشخصيته كما يطلق عليها نقديا مصطلح "البطل الإشكالي" شخصية تحمل من مفارقات الواقع كثيرا من جوانبها، ولعلي أستعير مقولة الشاعرة ملك عبدالعزيز في مقدمتها لكتاب "نماذج بشرية" للدكتور محمد مندور، الذي استعارته من بحث الدكتور مندور في شخصية من شخصيات كتابه وصّدرت بها هذا الكتّاب كبحث خاص في نماذج إبداعية للبشر الذين يحتويهم هذا الكتاب، يقول الإثنان: "للكاتب الإيطالي المعروف بيراندللو رواية مسرحية هي "ست شخصيات تبحث عن مؤلف يبرزها إلى الوجود"، وهذا هو معنى الخلق في الأدب. ولكم من شخصية لا تزال مبعثرة غامضة حائرة، حتى يتاح لها مؤلف يجمع أشتاتها ويوضح معالمها ويدعم حياتها، فإذا هي أبقى على الزمن من البشر، وإذا بها تجتاز الأجيال مستقلة الوجود في مأمن من الفناء، لأنها أعمق في الحياة من كل حي، وأصدق دلالة من كل واقع"
ولعل شخصية السيد أحمد عبدالجواد في ثلاثية نجيب محفوظ من الشخصيات التي بحثت لنفسها عن مؤلف يبرزها إلى الوجود ويضعها في حالتها التي ظهرت عليها في الثلاثية لتكون رمزا خالدا لشخصية الرجل الشرقي في هذا العمل الروائي الملحمي الكبير، حتى وجدت نفسها أمام نجيب محفوظ فحققت لنفسها وللثلاثية هذا الحضور وهذا الوجود، وشكّلت حالة من حالات الحضور الخاص في عالم الرواية وأيضا في عالم السينما حين تم تجسيد أبعادها في عالم السينما والتليفزيون، مما أوجد نوعا من التوهج والألق الشديد لهذه الشخصية المنقولة من صفحات الورق إلى الشاشة، مما زاد في حضورها على المستوى الجماهيري بعد أن كان حضورها على المستوى الأدبي لا يتعدى قراء الثلاثية.
كما لم تحظ شخصية السيد أحمد عبدالجواد بدراسة نقدية متأنية تبرز أوجه المفارقة والالتباس في طبيعة وحياة وممارسات هذه الشخصية الثرية التي أبدعها نجيب محفوظ في مواجهة المتناقضات والتداخلات بين الشخصيات الأخرى في ثلاثيته "بين القصرين"، "قصر الشوق"، "السكرية" فقد طغت الشخصيات الفكرية الأخرى مثل شخصيات كمال وفهمي وأحمد شوكت وغيرها على شخصية الأب التي تعد هي العمود الفقري لمحور تداخلات وتقاطعات الأحداث في الثلاثية، والسيد أحمد عبدالجواد بطبيعته وطريقه تشكله قد أعطى الثلاثية أبعادا لتاريخ أسرة مصرية من الطبقة البرجوازية الصغيرة، كانت ترتزق من مهنة التجارة فى بدايات القرن الماضى، وتسكن إحدى الأحياء المتاخمة لمسجد سيدنا الحسين، ويتناول الكاتب حياة هذه الأسرة بداية من سنة 1917 وحتى سنة 1944، أي قبل ثورة 1919 وحتى قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية، ففي هذا المدى الزمني المتجاوز لربع قرن عاشت هذه الأسرة المحافظة في النصف الأول من القرن الماضي أحداثا تاريخية تجسدت فيها أبعاد التاريخ الاجتماعي لهذه الأسرة البرجوازية، حيث جرت أحداث الرواية في "بين القصرين" خلال الفترة من 1917 إلى 1919 و"قصر الشوق" من أعوام 1924 إلى 1927، و"السكرية" من 1935 إلى 1944. وكان السيد أحمد عبدالجواد هو فارس الرهان الذي قامت على أكتافه أركان هذا البيت الشرقي العتيد بشخصياته وطبيعته الخاصة، (ياسين كاتب مدرسة النحاسين الذي ورث عن أبيه مباذله وملذاته الليلية، وفهمي طالب الحقوق، وكمال تلميذ مدرسة خليل أغا، وبناته خديجة الصلبة العنيدة المتسلطة، وعائشة التي ورثت عن أمها بعضا من طباعها اللينة، والأحفاد (رضوان ابن ياسين، وعبدالمنعم شوكت وأحمد شوكت ابنا خديجة، ومحمد وعثمان ونعيمة أبناء عائشة، وكريمة ابنة ياسين من زوجته الثانية زنوبة).

أيضا هذا ليس كل شىء فالشخصية الصعيدية أيضا الكثير منها فقراء وبسطاء ومهمشين ، فيعتبر محفوظ من أكثر الأدباء الذين لم يتخلوا عن الطبقة المهمشة في أعمالهم، فبينما الفقر كان ينهي حياة هؤلاء، كان نجيب محفوظ ينتصر لهم في أعمال أدبية بارزة، ورائحة في قلوب الملايين، لأنها كانت تعكس الواقع وتعبر عنه.
فعلى سبيل المثال، جاءت رواية "بداية ونهاية" عام 1949 وتعتبر من أهم أعمال نجيب محفوظ التي تناولت الحديث وعن الفقر، وكيف يؤثر على الأسرة المصرية ،وتدور أحداثها عن أسرة فقيرة مكونة من الأم وأربع أبناء يعانون من صعوبة الحياة والفقر المدقع، الذي يعانون منه، ويدفع كل منهم إلى اتجاه معين في حياته لتدور أحداثها بين اتجاهات سلكها كل فرد من أفراد الاسرة، فنجد الأخ الأكبر عاطل عن العمل يؤثر حياة الفتوات على أن يبحث عن عملاً شريفًا، بينما الآخرون يحاولان التغلب على فقرهما بشتى الطرق، إلا أن الأخ الأصغر يتذمر دائمًا من حياته الفقيرة البائسة التي جعلت أسرته تبيع أثاث منزلهم ويسكنوا البدروم للتقليل من نفقات الحياة اليومية، وتضطر أختهما الوحيدة نفيسة أن تعمل لتتغلب علي الفقر.

ويضطر حسين أن يتوقف عن استكمال دراسته رغم تفوقه لكي يبحث عن عمل يعين الأسرة في نفقاتها، بينما حسنين لا يتنازل عن مكتسباته ويكمل تعليمه بفضل مساعدة أخيه حسين وأخته سيدة التي تساعده دائمًا بمالها ، ليضيق بهم الحال، فيدفع نفيسة تلك الفتاة التي تتأخر في الزواج بسبب فقرها وقدرها البسيط من الجمال فتقع في شرك أحدهم الذي يرفض الزواج منها لتتحول إلى عاهرة مقابل مبالغ مالية زهيدة، ثم يتخرج حسنين في كلية الشرطة ويبدأ السخط على حياته ويراقب أخطاء أسرته إلى أن تنتهى الأحداث باكتشاف حسنين عمل نفيسة المخل، فتقرر الانتحار لكي لا يخسر وظيفته فتقفز في مياه النيل أمامه.

يكتشف فى تلك اللحظة أن غروره جعله أعمى عن الحقيقة فيقرر الانتحار دون تردد وينهي حياته ، أيضا رواية زقاق المدق تبدأ أحداثها بين مجموعة من الشخصيات التي تعيش في المدق وتجمعهم العديد من الأماني والآمال ، تتناول الرواية حكاية حميدة الفتاة الجميلة الفقيرة المعدمة التي تحاول الخروج دائرة الفقر، فتوافق على الزواج من السيد علوان صاحب الوكالة وأغنى من في الزقاق وترفض الزواج من عباس الحلو الشاب الذي يعمل حلاقًا متواضعًا لا يريد الخروج من الزقاق، إلا أنها تنجح في إقناعه بالذهاب إلى معسكرات الإنجليز لكي يكسب مالاً كثيرًا وحينئذ سيكون قادرًا على الزواج بها.

كان الزقاق بتركيبته الضيقة يسع عالما صغيرا مليئًا بالشخصيات التي تتنوع في أشكالها وأجناسها وألوانها وأعمارها ومبادئها وقيمها ومعاييرها التي تحكمها، وذلك في إطار الصراع ما بين العديد من المتناقضات، لكن الفقر والعوز والنقص الذي كان يحدد مسارت تلك الشخصيات.
فتخرج حميدة من الزقاق لتعيش الحياة التي تريدها فتصبح عاهرة، وتنتهي حياتها بعد عودتها إليه وكأن الحياة تبدأ من هذا الزقاق المعدم وتنتهي فيه، وكأنه الفقر قدر لا يستطيع الإنسان الفرار منه.
كانت مصر همه الشاغل، فكتب عنها وتبحر، حتى صار رمزا لكل ما هو مصري، بضحكته المجلجلة، وجلساته المؤنسة، وكتاباته التي تسترعي انتباه العالم العربي كله، فهو حينما يمسك قلمه يقف الجميع على أطراف أصابعهم في انتظار ما سيجود به، وما خاب ظنهم يوما.
ونرى أنّ اهتمام نجيب محفوظ بمصر تحقق خلال مستويات كثيرة جدا في أعماله، ابتداء من اختيار عالمه الروائي نفسه، حيث بدأ هذا العالم، بجانب القصص القصيرة التي كتبها في فترة مبكرة، بالكتابة عن تاريخ مصر البعيد، وتمثل هذا في رواياته الفرعونية الثلاث المبكرة؛ ثم انتقل ليكتب عن تاريخ مصر الذي يراه ويعايشه، فاختار التركيز على تفاصيل محلية تماما، تخص الحياة المصرية في بيئة نموذجية من بيئاتها التي تختصر هذه المحلية مثل حي الجمالية، أو حي الحسين، الذي يعبر عن الحياة المصرية الخاصة، كما أن تاريخ هذا الحي نفسه مفتوح على عصور قديمة وجديدة تحيا معا، وبذلك التقط محفوظ بعدا مهما في الهوية المصرية أو التكوين المصري الخالص، وقد وضح هذا في روايات مثل «زقاق المدق» و«خان الخليلي» و«الثلاثية».
وأنّ اهتمام محفوظ بأبعاد الشخصية المصرية تنامى خلال أعمال كثيرة له، انطلقت من الاهتمام بأبعاد الهوية المصرية، وبالتفاصيل المحلية تماما، لكنها تصل بين قضايا مصر وقضايا الإنسانية كلها، وتتطلع إلى مستقبل مشرق في مصير مأمول.

كذلك كان من ضمن اهتمام محفوظ بالهوية المصرية انطلاقه دائما من الاحتفاء بمعنى «التعدد» الذي صاغ هذه الهوية عبر تاريخها سواء التعدد على مستوى الأديان والثقافات والأعراق، وهذا التعدد واضح جدا في أغلب كتابات نجيب محفوظ، وقد قاد هذا التعدد إلى قيم عظيمة في المجتمع المصري، على رأسها قيمة «التسامح» واحترام التنوع والاختلاف ، وأن كل روايات محفوظ تناولت الشخصية المصرية ومن الصعب تحديد رواية واحدة يمكن أن نقول من خلالها أنه مثل بها الشخصية المصرية أو مصر، «نجيب كان مشدودا حتى في مقالاته الصحفية التي لم تجمع في كتب، لمصر والشخصية المصرية والإنسان المصري بتعبير جميل ودقيق يدفعك لحب الأدب».








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا