الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الحل يا عبدالحسين شعبان؟

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2023 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في بداية هذا الشهر ساعدني الزميل " يحيى الواجد " في التنسيق لعقد ندوة حوارية للمفكر الكبير " عبدالحسين شعبان " في مدينة الصويرة واسعدني جدا قبول معالي المفكر القدير لهذه الفكرة وتجشم عناء المجيء الى قاعة منتدى شباب الصويرة والقاء حديث مشوق يتنوع بين السيرة والفكر والتاريخ ، وكنتُ ادير دفة بداية الندوة والحوار فيها وكم تنفست الصعداء وانا اجلس بجانب هكذا قامة علمية وفكرية حتى قلتُ في حينها عند تقديمه " شرفٌ عظيمٌ لي أن أجلسَ بجانب هكذا مفكر كبير لأقدمه اليكم أساتذة و مثقفي مدينة الصويرة التي كانت و ما تزال وستبقى عنواناً ثقافياً يُشار إليها بالبنان على مستوى العراق إن شاء الله.
و مثلي في علاقتي مع مفكرنا القدير كمثل محمد عيسى الخاقاني مع علي الوردي حينما ألفَ كتاباً عنه بعنوان ( مائة عام مع علي الوردي ) فأنك ستستغرب لأول وهلة من أين جاء بهذه المئة عام فما حياة الوردي كلها عند وفاته سوى إثنين وثمانين سنةً ومرت على وفاته عند تأليفهِ الكتابَ عام ٢٠١٣ ثمانية عشر سنة فما معنى المئة عام ، وإذا به يوضح في مقدمة الكتاب بإنه يعني بها سنواته العشرَ التي قضاها معه فكلُ سنةٍ منها تعادلُ عشرَ سنوات ، والحقيقة فأنا أعطيه الحقَ في هكذا حساب فقد عرفتُ والتقيتُ شخصياً الكبير عبدالحسين شعبان العام الماضي و بقينا على تواصلٍ طيلة العام المنصرم وكان كما وصفَ الخاقاني أعوامه مع الوردي يعادلُ عشر سنوات علماً و رأياً و تحليلاً و معرفةً." وما ان انتهى مفكرنا من حديثه و اعلنت بدأ الوقت لمداخلات الجمهور ، حتى بادره احد الحاضرين متسائلا أياه دكتورنا العزيز بعد هذه السيرة والمؤلفات والمواقف ما الحل لوضعنا في العراق ؟ واستغربت ان يخرج هكذا تساؤل من شخص اعرف انه مثقف وشاعر كيف يريد حلا من مفكر وقد اجابه المفكر جواباً واقعياً يشبه الى حد كبير ما اجاب به الوردي رفيقه حسين علي محفوظ إذ يذكر محمد عيسى في كتابه التي اقتبست منه بعضا من كيفية تقديم المفكر بأن " سأل العلامة محفوظ الوردي قائلاً دكتور : لقد شخصت على مدى نصف قرن أمراض المجتمع العراقي. وقد سلطت الضوء عليها، ربما اختلفنا معك او اتفقنا، وقلت بازدواج الشخصية العراقية، نسألك: ما علاج هذه الأمراض بصفتك عالم اجتماع، وكيف يمكن للمجتمع أن يتخلص منها ؟، قال الوردي: ليس من واجب عالم الاجتماع أن يكون مربياً للمجتمع، بل هو كشاف للعلة، بل هو باحث ودارس المجتمع ووظيفته الإشارة إلى الداء واسبابه الدواء على المصلح الاجتماعي وصاحب السلطة، المصلح بوصل الافكار الى الناس ويحاول اصلاحهم، وصاحب السلطة يصدر القوانين المتوافقة مع الاصلاح المجتمعي، لكي يتحول المجتمع بالتزامه بالقانون الى مجتمع نافع، لكن اذا كان مصلحنا مخرباً، وسلطننا. تصدر القوانين العكسية، بل ربما سعت لتخريب المجتمع لأجل فائدة وقتية تتوخاها، فتلك هي المصيبة"
وهذه هي الحقيقة التي ينبغي ان يعرفها الناس فلا حل بيد المفكر او المثقف او رجل الدين او غيرهم من الفاعلين في المجتمع وانما الحل بيد صاحب السلطة الذي يزور الناس في الانتخابات فقط ولا يطلب منه الناس الحل بل يبحثوا عن طلباتهم الخاصة ويقدموا له ملف تعيين او طلب حاجة ويتناسوا عنده الحل لوضعهم العام ولكن حينما يلتقون بمفكر او كاتب ويعلمون ان ليس بيده وظائف او اموال كي يطلبوا منه المساعدة عندئذ يريدون منه حلا لوضع بلدهم ، ما اعجب شعبنا العربي وساعد الله مفكرينا علينا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه