الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبعون يوماً من الحرب على غزة: ساعة الحقيقة تقترب

صبري الرابحي
كاتب تونسي

(Sabry Al-rabhy)

2023 / 12 / 18
القضية الفلسطينية


يبدأ اليوم السبعين للعدوان الصهيوني على غزة بملامح معهودة، الإبادة الجماعية، إستهداف المستشفيات وأماكن إيواء اللاجئين، الحصار العنصري لأصحاب الأرض.
كل هذه العوامل تأكد مكابرة الكيان الصهيوني في مواصلة حربه دون هوادة أو تراجع عن نهجه الأناركي في تقويض حياة المدنيين في غزة.
فهل نجح الإحتلال في زعزعة أداء المقاومة؟هل أحدث توازناً دولياً على الأقل في المواقف من الحرب؟وهل دقت ساعة الحقيقة لعروبتنا؟
إدارة المقاومة الفلسطينية للحرب:
تتقاطع كل التحاليل في حقيقة التطور النوعي للمقاومة، ناهيك عن إبتداعها لطرق وتكتيكات غير معهودة في العلوم الحربية خاصة وأن الحرب تراوحت بين الهجوم والدفاع على شاكلة الجيش المنظم عندما يتعلق الأمر بالرشقات الصاروخية وعلى شاكلة المليشيات المسلحة عندما يتعلق الأمر بالإشتباك على الأرض لصدّ الإجتياح وإيقاف خط هجوم العدو.
أحد المؤشرات أيضاً عن هذه النقلة النوعية هو سيطرة المقاومة بشكل كامل على المشهد الإعلامي للحرب والذي صار مصدراً للخبر وتأكيداً على سقوط قواعد الإشتباك الكلاسيكية وإبتداع أساليب أخرى لم يعهدها جيش العدو ولا غيره من الجيوش المنظمة.
كما كان للعمليات الفردية دوراً هاماً ومحورياً في أداء المقاومة جعلها تبرهن على متانة جبهاتها الداخلية من حيث الإنضباط إضافة إلى إقدام عناصرها بشجاعة متناهية على إرباك العدو حتى عندما يتعلق الأمر بآلياته الثقيلة التي يفاخر بها في مجمل الصناعات الحربية التي تقتل الإنسان في كل مكان.
خلق التوازن في المشهد الدولي:
على خلاف بقية الحروب التي دارت في قطاع غزة تاريخياً وحتى قبل خطة شارون لإنفصال غزة وعزلها عن محيطها الإقليمي، نجد أن الكيان الصهيوني وشركائه في الحرب داوموا خلال سنوات على إستعمال الإسلاموفوبيا لوصم المقاومة في غزة وأساساً المقاومة الإسلامية بالإرهاب وهو ما جعلها تخسر تعاطفاً دولياً هاماً حتى من أنظمة الطوق التي أصبحت بدورها تسعى إلى تحجيم دور هذه الفصائل خاصة مع تزامن ذلك مع ثورات الربيع العربي التي أتت بالجماعات الإسلامية إلى الحكم في عديد الدول.
هذه السردية بدورها سقطت من خلال برهنة المقاومة الفلسطينية على أنها لا تخوض حرباً دينية وإنما تخوض حرب تحرير إستحقاقاً للأرض.كما كان لمشاهد وشهادات الأسرى المفرج عليهم تأثير منقطع النظير لإسقاط سرديات الإرهاب والتوحش التي داوم الكيان الصهيوني على دحرها وعكسها على المقاومة بشتى السبل لإستجلاب المساندة الدولية وإفراغ المحيط الإقليمي من داعمي المقاومة وإسقاط الإستحقاق العربي على الأراضي الفلسطينية.
ساعة الحقيقة للعروبة:
كشفت هذه الحرب على غير العادة إختلال الموازين بين القوى الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية والدول العربية التي توقف إسنادها للمقاومة عند رفع سقف المواقف نسبياً وإنحصارها في المعطى الإنساني وقصور مواقفها الدولية سواءاً في مجلس الأمن أو على مستوى علاقاتها الدولية التي لم تنجح في حشد موقف رسمي من الحرب والدفع نحو إنهائها.
الدور العربي إنحصر في وساطات الهدنة المؤقتة التي كانت مهمة للمقاومة في تقييمها لقدرات العدو والإنتصار عليه معنوياً بإذعانه إلى شروطها.كذلك لم يكن فك الحصار وقتياً على غزة من خلال إدخال المساعدات الإنسانية او إخراج الجرحى للتداوي على قدر واسع من الأثر في الحرب التي مازلت تنتج المزيد من الجرحى والمحاصرين في ظل الحصار المفروض على القطاع.
هذه الحرب هي ساعة الحقيقة للعروبة لتنجح في إسناد المقاومة أو الوقوف متفرجاً في توحش الكيان الصهيوني لتسكت كل دعايتها الزائفة حول الممانعة ومركزية القضية الفلسطينية لدى الانظمة العربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم