الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من يسألني بعد هذا العمر من أنت؟

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 12 / 18
سيرة ذاتية


أنا يا سيدي ويا سيدتي رجل من أهل الله بسيط للحد الذي يتهمني فيه البعض بالسذاجة....
شديد في الحق وقوي به للحد الذي يتهمني فيه البعض بالغرور.
أنا رجل من عامة الناس حملت وزر الماضي والحاضر وأستللت سيفي للمحاربة من أجل الغد لهم ولي، فسيفي قلمي ولساني وساحة حربي الكلمة والمعنى والحكمة وساحة الحق المبين.
لم أسعى لمنقصة ولم اهفو لعظيمة زائلة مغرورة، بل كل ما أتمناه أن أغمض عيني ودفتر حساباتي لا أخجل من أن يفتحه أحد بعدي.
عاشرت القوي كقوته وعاشرت الضعيف بالطيبة، لم أفرق بين شريف قوم ولا عزيز بقوة مع كل إنسان بمعزل عن عنوانه طالما جاء يسمعني أو يفهم ما أقول.
كنت من أصحاب الرسالات أدعو الناس إلى بينة فمن أرتوى هنيئا له ومن أكتوى من سعير الحق فلست بملام.،
طعنني الكثيرون وشتمني الأقربون وعفوت وأستعفيت وعافيت نفسي عن الرد والمجازاة، حتى قيل ما له لا ينتفض لنفسه موقنا أن عند الله تحكم المسائل وتوضع الموازين.
انا نهر لمن أراد أن يتطهر لنفسه وكنت المحمل والمحمول والحامل لهم على طريق النور مبصرا وبصيرا بنور الحق والعدل.
كسرتني المكاسير وفي كل مرة أعود مثل صخور الشواطئ تتكسر عندها الأمواج ولا أتكسر.
هذا أنا كتاب صغير يحمل ما لذ وما طاب من حكمة الحكماء ومعرفة العرفاء وعلم العلماء وتقوى الأنقياء... فاحملني للدرب أحملك للدهر....
وما زلت أمشي في طريق أسوي مائله وأفرشه للسائرين من بعدي على مهل ليكون درب أنبياء قادمون يرمقون الوجود بنظره فيستخرجون معادلات كانت في خزائن الغيب من بها الله عليهم، ليكونوا وطنا للتائهين.
وما زلت ... كما كنت.... أمارس طبيعيتي وإنسانيتي بلا خداع، ولا ألبس لباس الملائكة ولا أزدري الشياطين، فكلنا تركيبة كيميائية وفيزيائية يحرص الله على أن تعمل وفق قانون "كن كما كنت لتكون كما يريد الرب".
فلا غيرت قوانين راسخة ولا أحدثت نظم ناسخه، وظيفتي الآن أن أرفع الحجارة عن طريق المارة، الذين لا يدركون أن حجارة ما قد تقتل، وحجارة أخرى فيها حياة، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
عند خط البداية الجديد عرفت من أنا، أنا من هو أنا ولو كنت غير ذلك ما كنت أنا، أنا القائم بأمري لذات أمري، التارك لهوى الناس وغبتهم وجمعهم، فعشت منفردا على أطراف ما يجمعون ويجتمعون بحسره ما فرطوا وأفرطوا وتفارطوا شعبا وصفوف وجماعات لا يجمعهم إلا أسم البشر، وحيدا أغني للوجود أجمل مواويل الطين وأناشيد الماء وبيدي كتاب الحياة.... وصرخت في وجههم يا أيها الناس "أنا النبي الذي لم يبعثه إله ولا يرغب به العباد ومع ذلك ما زلت أقص لكم قصص الخليقة وقوانين الأشياء"...
كما أدركت من خلال قراءة رسالتي للناس، أني أول المحتاجين لها ولما فيها، وأن الأنبياء كانوا أكثر الناس إدراكا لنقصهم، فأكملوا أولا قبل أن يكلموا الناس، فالناقص لا يجبر ناقص مثله بل يزيده نصبا وخسارة، فعكفت أبحث في كل شيء مني، كل طارئة وسائحة وسانحة ومثلبة، وما زلت أطارد أخطائي لأستعبدها، وأذلها لتقويم روحي القوامة بالتقويم وأرشد نفسي بالتقسيم، فالأبيض في غير موضعه أسود، والأسود في غير مكانه أبيض مشوه لا يقيم ولا يستقيم.
وعرفت من مصاحبة الأنبياء كلهم من آدم أبي الأول وحتى أخر الفانين، أن الحياة مدرسة فقط تعلمك وتعطيك سلطة التقرير، أنت حر فيها كيف تسير يسميك السائرون، ماشي مهرول راكض أو ربما يسموك المقعد العاجز، وفي الأخر تجبرهم أن يدسوك في حفرة النهاية لترجع لنقطة البداية، لا أنت أخترتها ولا هي أختارتك، لكن قانون أهلك ومن أواك قرر ذلك، فلا تك طاغ ولا باغ ولا سائقا بلا بلاغ.
فهل من مدكر، انا ابن علي عباس.
والسلام ختام لمحبي السلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -