الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرتكزات الانطولوجية والسياسية لحزب امارجي الليبرالي

أسيل العزاوي

2023 / 12 / 18
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ينطلق حزب امارجي الليبرالي من رؤية مغايرة في منهجه السياسي ، فهو مشروع يناهض الأصولية السياسية والأيديولوجية التي يتبناها الإسلام السياسي في العراق بعد 2003م. لذا يعد الاعتراض والنقد للحزب امارجي حالة سياسية وصحية ؛ لأن امارجي بنية سياسية جديدة ،ترتكز على مبادئ براغماتية غير مهادنة ولا ملتوية تحت عباءة ايديولوجية في تثبيت تصورات دوغمائية غايتها قمع إرادة الشعب العراقي وسلب حقوقه في الحياة والكرامة. فالزخم السياسي (لحزب امارجي الليبرالي) هو حصيلة الوعي التنويري لجيل الشاب في بناء دولة ذات نظام يشابه الأنظمة السياسية في الدول المتقدمة . وعلى الرغم من ذلك، فهو حزب لا يقفز فوق الواقع ولا يتناغم مع الأنظمة السياسية السابقة والتقليدية ، بقدر ما يتخذ مسارا جديدا في بناء الذات الإنسانية للفرد العراقي وصون كرامته وقيمه الكونية، إذ يشكل حلقة وصل مع العالم المتقدم حضاريا وإنسانيا ؛ بل يقترب منه كتجربة مثالية في بناء الدولة.
وعطفا على هذه المقدمة، يرتكز امارجي في تكوينه الانطولوجي والسياسي على محورين هما : يشمل المحور الأول في التأكيد على هويته الوجودية المتمثلة في بعدها التاريخي والرمزي ، حينما يرتكز المحور الثاني على تأسيس نظام سياسي ليبرالي مرن ومتقدم ، ويشكلان هذان المحوران مقاومة سياسية واقعية في اختراق النظام السياسي في العراق. سيما أن النظام الليبرالي يتجه في ابعاده الفلسفية والسياسية في طروحات ما بعد الحداثة إلى صون كرامة الذات الإنسانية والانشغال بها، فهو نظام لا يؤسس لمركزية معينة من خلال نبذ النزاع الطائفي والعنصري ، والاعتراف بالهويات الفرعية كضرورة ذاتية تتبناها الأقوام المختلفة ؛ لكن في الوقت نفسه ، لا يتم تغليب هذه الهويات على الذات الإنسانية وصهرها في بوتقة الأنظمة الدينية.
واستنادا لذلك ، ترتكز الهوية الوجودية لامارجي الليبرالي على جذورها التاريخية، بوصفها هوية ثابتة وعابرة للأنظمة السياسية الدينية ، فهي هوية أصلية للفرد العراقي ، وعلى وفقها جاء مصطلح (الأمة العراقية) ويدل هذا المصطلح على تصور مرن وتعددي في ضم الاطياف المتنوعة بفروعها العرقية والاثنية ، إذ تتجاوز الأمة العراقية المفهوم القار للقومية العربية ، وإنما تعد انفصال صريحا عن شعارات الأنظمة السابقة. ومن جانب أخر لا يتقاطع النظام السياسي الليبرالي مع الرؤيا التاريخية لهوية الأمة العراقية ، أي إن الحزب لا يؤسس لإيديولوجيا عراقية تاريخية قائمة على الاقصاء ونبذ التنوع واللغة والدين والهويات الفرعية ؛ وإنما ينطلق من حيز الاختلاف في بناء دولة تتسع للجميع. فضلا عن ذلك لا يرمي إلى الانسلاخ الإقليمي، ، وإنما يعمل من منطق توطيد علاقاته عبر سياسيات متوازنة ، لا تنطوي على شعارات زائفة. ولو نعود للجذور الهوية العربية فهو هوية ارتبطت بالهوية الإسلامية، فالعراق ومصر وسوريا ولبنان فهم لمن يكونوا عربا قبل الإسلام ، فهذا التعريب الديني رافقه تغيير على مستوى الهوية الانطولوجية ، وأصبح كل من يعود إلى جذوره ينكر عروبته في أدبيات الإسلام السياسي ، ويرتبط الأمر بشكل كبير بروح الطائفية الدينية . وفي المقابل تحتفظ الحضارات التاريخية برمزيها الوجودية للانتماء ، فهي لا تشكل خطرا في بناء الدولة الحديثة ، فصيرورة التاريخ هكذا تأتي أمم وتتبدل بأخرى. وينطبق هذا التصور ، على صعيد الهوية الإسلامية فعانت هي الأخرى مخاض الاختلاف منذ عهد الخلفاء حتى سقوط الدولة العباسية وفي المشرق وقبلها الدولة الأندلسية في المغرب العربي.
وتأسيسا على ذلك ، حزب امارجي مفتوح الأفق ، لا يقوم على الإقصاء والتهميش ، وإنما يرتكز على هوية الأمة العراقية التي نخرتها طائفية الإسلام السياسي، الذي يرى الانشغال في بناء دولة عراقية ذات انتماء وجودي جريمة السياسية وردة دينية . سيما أنه حزب لا يؤسس للأصولية جديدة ، أو تثوير هوية مستلبة تكمن في ترسيم شعارات سياسية مؤقتة ، ولا تلغي هوية امارجي العراقية معتقدات الأخرين بقدر استيعابها ـ فضلا عن ذلك ، إنه لا يرمم أو يرقع الأصولية السياسية ،ولا يتأخذ منها مركزا .سوى أنه ينطلق من عمق تاريخ تأسيسًا ، ولا يتنصل من واقعه بكل تناقضاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا