الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما انصف القوم ضبّه زيلينسكي واورسولا الطُرطُبة

محمد حمد

2023 / 12 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


المقصود باورسولا في عنوان المقال هي رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين التي بذلت الغالي والنفيس من أجل حلب البقرة الأوروبية المعطاء التي اصبحت بعد عدة أشهر من البقرات العجاف. كما استبسلت اورسولا في جمع الأموال وإرسالها إلى كييف حيث تنتهي في جيوب عصابة زيلينسكي.
لقد توقع الكثيرون وانا منهم أن المهرّج زيلينسكي سيعود إلى وطنه بخفيّ حُنين بعد جولته في ربوع امريكا وبعض الدول الأوروبية. وكان الهدف من تلك الجولة هو ترسيخ سياسة الاستجداء وثقافة الدعم "بلا وجع گلب" وجعلها ماركة مسجلة لصالح اوكرانيا. لكن المسكين زيلينسكي عاد بخفّ واحد ملطّخ بالاهانات وعدم الاكتراث ونظرات الارتياب من قبل داعميه.ّ وسيمضي ما تبقى له من عمر في الرئاسة الأوكرانية يبحث عن الخف الآخر الذي فقده بين واشنطن وبروكسل. وفي كلا العاصمتين، كما أوضحت الصحف الغربية، افهموه بعدة لغات، باستثناء اللغة العربية، بأن زمان الكوميديا "البايخة" التي برع فيها قد انتهى. وما عادت الاعيبه وحيله البهلوانية تنطلي على أحد. حتى المخرف جو بايدن أصيب بالضجر وفقدان الشهية واليأس من هزيمة او إضعاف روسيا..
ومع ذلك علينا أن نعترف، نحن الكارهون لكل انسان له علاقة بامريكا، بأن شحاذ اوكرانيا هذا حقق نجاحا واحدا لا يمكن نكرانه. ماذا اقول؟ على مهلكم يا اخوان. على مهلكم. نعم قلت حقق نجاحا واحدا. فبعد فشل هجومه المضاد وتكبد جيشه العرمرم خسائر فادحة وتدمير نصف اوكرانيا أرضا وشعبا. يكمن نجاحه في تخريب البيت الأوروبي وجعل ساكنيه يختلفون على كل شيء بعد ان "دقّوا بينهم عطر منشمِ" الجاهلية. فنشبت الخلافات والصراعات في مفاصل الدول الأوروبية وشعوبها المغلوبة على أمرها رغم فسحة الديمقراطية والحرية المتوفرة لديهم.
لقد أصبحت اوكرانيا ورئيسها المدلل مصدر إزعاج وفلق ودوخة راس بالنسبة للأوروبيين حكومات وشعوب. وسبب أساسي لخلافات لم يشهدها الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من عقدين من الزمن.
وصار الأوروبيون ينظرون شزرا عندما يزورهم شحاذ اوكرانيا ويرون فيه " مشكلة "عويصة" وليس طرفا في مشكلة يمكن حلها بسهولة. ويعتبر بقاءه في السلطة بنظر الكثيرين من داعميه بالمال والسلاح، حجر عثرة ثقيل جدا (اكبر وأثقل من صخرة سيزيف) وسط طريق التفاوض الذي لا سبيل غيره، مع روسيا الاتحادية والرئيس فلاديمير بوتين. قبل أن يحلّ "خراب البصرة" في ما تبقى من دولة اوكرانيا.
اما الشق الآخر من نجاح المهرج زيلينسكي فقد تمثل في تخريب "البيت الأمريكي" الداعم الأول له. وجعل منسوب الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين يرتفع إلى مستويات خطيرة. فوجدوا انفسهم في وضع "بلاع الموس". فأصبح التنابز بالالقاب وأمور اخرى اكثر خطورة (إجراءات عزل المخرف جو بايدن مثلا) مادة شيقة في التعامل مع بعهم البعض وفي وسائل الإعلام الدولية.
وفي كل الاحوال، ستكون نهاية المطاف خسارة مدوية وهزيمة نكراء, ليس بالضرورة على الصعيد العسكري، لكل من أمريكا ودول حلف الناتو.وقبلهما اوكرانيا.وستسمعون في المستقبل القريب زيلينسكي مرميا في زاوية معتمة في اقاصي مزبلة التاريخ وهو يردّد باسى وحسرة: لقد اُكِلتُ يوم اُكِلٓ الثور الابيض جو بايدن !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة