الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من يسألني بعد هذا العمر من أنت؟ 2

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)

2023 / 12 / 19
سيرة ذاتية


ومضت أيضا الأيام ركضا فركضا وكأنها تهرب بي أو مني...لا أعرف هذا بماذا يفسر... لكن أعرف أني أتألم جدا من سرعة الأيام.
كنت أظنها تجري حتى نصل إلى المكان الموعود قبل الغير وهناك سنجد الماء العذب والظل الظليل والنوم تحت أشجار الفاكهة على جرف بحر فيروزي تحيط بك النعم وكأنك أبن الله أو أخيه...
عشرة عشرون ثلاثون أربعون عاما من الجري المتواصل أكتشفت أني مجنون لأنني صدقت أن الأيام تجري وأنا خلفها مقل أهبل بلا وعي...
قررت...
ماذا لو جعلت الأيام هي التي تجري خلفي؟....
ماذا يضر الله إن فعلتها بكل ثقة وأنا أعرف أنه منحنا فسحة صغيرة قال فيها :أسعى"...
فسعوت وعسيت وأمنت بنبوءتي متأخرا.... كان أول من صدق بهذه النبوءة قلمي ثم أوراق بيضاء تباع في الأسواق لتسود، ثم أنا صدقت نفسي....
وحمل رايتي أدور في الشوارع الممتلئة بالناس، أدعو فلا من مجيب، وأحطب بالناس فلا من سامع مستجيب، حدثت الصغار والكبار عن حكاية الإنسان مع الله، لا أحد يهتم وكأني بهم يقولون... لقد هزمنا الرب وأنتهت اللعبة... قر داع أن تذكر ولا داع أن نستذكر...
ما تعبت... ولا مللت وأعرف أن أنبياء الحق لهم قلوب من فاكهة التين "ناعمة وطرية ولذيذة"، لكن الله جعل من عقولهم كـ "الزيتون" مر ولكنه أيضا لذيذ لصاحب الذوق الفريد.... ومشيت طريق الأخطار أحمل في يميني قلم في يساري رغيف خبز يابس؟؟؟؟ في مشهد أعجب من مشهد يوم حمل آدم وزوجه أغراضهما ليرحلا من جنة الله نحو هذه الأرض ليباركهما الرب بعد ذلك بقاتل ومقتول .... وتستمر الحكاية في الحلقة القادمة مع الجلاد والضحية على مسرح الوجود.
وبدأت مشوار أخر وجربت ألف طريق وطريق حتى أعلم أقدامي فن المطاولة والمشيء السريع والبطيء وحتى اللا مشيء، لكني أبدا لم أعلم كفي مهنة التصفيق ولا عودتهما على أن تصافح من لا يريده فلبي، وفطمت لساني من مرديات السوء....
كتبت في الأساطير حقائق وفتشت في كلمات الأسلاف وقصصهم عن مشاهد بم يرها الإنسان، أما لكونها صغيرة قليلة التفاصيل، أو لأنها غير جميلة فلا تستهوي العيون....
نظمت مع شعراء التصوف أو ل وأخر مهرجان لتقديس الكلمة، ونحت مع عمال الحجر أول وأخر نصب للشرف في قارعة طريق كان مليئا بالناس، حتى إذ رأوا النصب لم يعد يرغب فيه أحد، فهجر وهاجرت الخطوات التي كانت قادمة وقافله منه إلى دروب أخرى.
صليت بالفقراء صلاة الصادقين وأقمت مع المجتهدين صلاة يوم الدين، وأستبدلت حيطان الجوامع ومنابر الخطبة بالرمل والتراب حتى نتذكر أننا هنا من أجل أن نعظم رب التراب، لا من أجل أن نحمد أهل النعمة أنهم شيدوا لنا دورا نعبد الله فيها ليشاركونا بالأجر وهم لم يعمروها بأن الله خولهم ولم يخول غيرهم، فأخرجوا فاضل نعمى الله وكابوا على أبواب المعابد "هذا من فضل الله" "وفضل عبد الله" "وفضل الفاضل المتفضل عليه" لنتفضل عليكم بأن تعبدوا الله على سندس وأستبرق وما صنع الصناعون المهرة من جمال ال اللآلئ المنورة والمصابيح المتوهجة حتى تروا الله...... ولا تروا شبيهه الذي يقال أنه أبو إبليس الذي أنجبه.
ما زادني ذلك إلا يقينا بأن الحق لا يمكن أن يكون إلا مثل الرب من حرفين، "ح ق" ، "ر ب"، "ح ب"، عرفت بعدها سر "ق ل" كما عرفت لاحقا سر "ك ن"... وكان الشعار بعدها "قل حق كن رب الحب وسر"....
هذا الذي قادني مرة أخرى إلى كهف المأوى لأعتزل ضجيج من حولي، وصراخ الجهالة بأني لا أريد لربهم الذي يرتدي ملابس الشرطة والعسس، ويحمل هراوة وسوط الجلادين ليجلد الناس على ذنب قالوا أن الله أمرهم به فأطاعوه بلا بصيرة، فما عادوا يملكوا بساطا ولا حصيرة بعد أن قدموه هدايا لجند الرب ورشوة للقائمين بالضرب.
يا ناس يا هو يا أهل العقل والفطنة.... الله لا يمكن أن يكون شرطيا لأحد وهو الواحد الأحد، ولا يملك قضية ضد أحد وقد منحهم كل أسباب السماحة وهو في المنظر الأعلى، إنما من يقولون ذلك عن الله إنما ليرعبوكم ويستحلوا ما حرم الله فسرقوكم بخوف ورهبة وقداسة ورغبة، وأنتم تعظمون اليد التي تجلدكم وتقطعون اليد التي تنقذكم منهم.
وما من مجيب ولا صدى حميد وخشعت الأصوات لجند المعبد ولم تخشع لأسم الرحمن الرحيم.
أشاعوا فيهم أن الله قد شاخ وكبر والأن هو عاجز عن يقود الكون من مكانه المعلوم، وقد أنتدب فلانا وفلانا ليكونوا خلفاءه في أمره، والقادة إلى سبيله فمن أمن بهم نجى ومن دخل دار الكاهن فهو أمن، فرأيت الناس تدخل في دار العبد أفواجا تترا وقطعان يتبع بعضها أثر بعض، ولا أحد دخل دار الله إلا قليلا وقليلا من قليل... فشكوت حالي ولم تتهدم أمالي بأن الله سيعيد سيرته الأولى ولو بعد حين.
ومضيت أطوي السنين وأسابق عمري كي أظفر بمعنى أو ألتقط دالة أعزز بها نبوءتي، فالأنبياء الذين خطوا رسالتهم بأيديهم مثل سيينوزا وسارتر ورسو والوردي ومن قبلهم كان الكبير خامس ملوك الرافدين (جيل خامس المعظم)، يسطرون رسالتهم بالتجريب، لا ينتظرون وحيا بل يصنعون إلهاما...
فولد أول وليد لي من مواليد النبوة وقد بلغت الأربعينا، وأردفت به الثاني والثالث والعاشر والخمسين وعبرت المائة بكثير، وما زال رحم النبوة خصب ولاد ينتظر في كل حين ولادة مباركة .... حسرتي أن جميع الأولاد ما زالوا محبوسين في أدراج الخزائن المعلقة والعلب المغلقة، يخاف منهم الناس وأخاف عليهم من الناس، فأصيبوا بالكساح وعدم القدرة على المشي،......... لكن هناك أمل أن يجدوا لأنفسهم دواء ولو أيضا بعد حين.
من النادر أن تنجب الأرض أنبياء كثر، ومن النادر أن يعقم رحم الأرض عن الأنجاب، كنت أعرف يوم تركني الله بلا جواب، أني سأكون جواب لمن يبحث عن سؤال....
علمتني أمي أول حرف من سفر النبوة وهي لا تقرأ ولا تكتب، فحروف الأنبياء من نور تقذف في القلوب وتقرأ من هناك، حتى الأعمى يمكنه أن يراها والأصم يقدر على نطقها سليمة، والأصم يسمع رنين موسيقاها على القلوب... لذا أخترت أتباعي وأشياعي ممن يقرأون ويسمعون، وينطقون باللغة النورانية الخارقة للحدود والعابرة للتعريفات والأوصاف ..... لمن ألقى السنع وهو شهيد.
فمن يكون هذا المدعو ابن علي المعروف عنه أنه مثل لؤلؤة تكمن في بطن محارتها، ويقال عنه أنه يغرد بما لا يدركه السائرون في طرقات عبدوها بدم الإنسان، ورصفوا حوافها بجماجم بني آدم، ليقولوا أن الرب صنع مجده بسيوف الأكرمين المجاهدين، الذين حباهم الله بجنان لم تمنح لا لنبي ولا لرسول... أسمها جنان الجهاد، فيها أنفال مؤنفلة ونساء مؤسره وولدان مستعبدة وأموال مكتنزه في غرف ممده بلا سقوف ولا أعمدة، وسيوف تقطر منها رائحة الموت المقدس الرخيص.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب