الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات مسجون سياسي بتهمة ترويج أفكار متطرفة -3

محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)

2006 / 11 / 22
سيرة ذاتية


+ لم أدر بعدها بشيء ... أفقت على صداع رهيب يجتاح رأسي كله ، وألم فظيع في أنفي وجبهتي .... وجدت نفسي ممدا على أرضية الغرفة ، وبجانبي ( س.ف ) ، والباقي ينظرون من تحت " الغمة" في خوف وشفقة ... كان الدم قد تجلط على أنفي المكسور من ضربة حذاء الجندي في وجهي ، وكان ثمة جرح في رأسي من الخلف نتيجة اصطدامي ببروز في نتوء الحائط .. لم تكن الرؤية قد اتضحت لي ، فقد كانت عيناي غائمتين من أثر الدوار الذي يجتاح رأسي .
+ " رجع الغمة على عينه “. قال أحدهم آمرا الجندي... فربطها بإحكام.. " هاته " .. قمت معه، حيث اصطحبني إلى حجرة أخرى بمفردي .



+ " هنا بأة ترفع الغمة ما ترفعش براحتك ... مفيش حاجة ولا حد معاك " ... خرجت ضحكته كريهة كأنها قد حوت كل غل وقذارة الدنيا ، فانقبض قلبي أكثر من المجهول الذي ينتظرني .



+ لم يسمح لأهلي بإدخال أغطية أو ملابس أو طعام في اليوم الأول أو الثاني عرفت فيما بعد أنهم قد أخبروهم أنه ليس هناك أحد بهذا الإسم هنا ، وأن عليهم البحث في مكان آخر .



+ فقد الجسد مقاومته نتيجة لعدم تناول الطعام ليومين متتاليين . حتى الماء حجب عني ، زيادة على أن فقرات ظهري صارت ترفض الاستجابة بسبب النوم على أسفلت الغرفة دون حائل .



+ في اليوم الثالث استطاع أهلي إدخال أغطية وملابس وطعام.... كانت تلك هي يد الله التي تنجي من الهلاك في اللحظات الأخيرة.



+ واحد وعشرون يوما. في مقر أمن الدولة بين صباح ومساء... لا أرى أحدا ولا يراني أحد إلا لحظة دخول الطعام الذي يحضره أخي أو أحد أهل بيتي أو في الوقت البسيط الذي يسمح لي فيه بدخول الحمام، وعليك أن تعود نفسك على عدم الاحتياج لهذا المكان أكثر من مرة في اليوم .





+ 28 يناير ... الثانية والنصف صباحا



+ استيقظت على هز عنيف . فتحت عيني . " قوم معايا " . قمت ... سرت في ممر طويل لا أعلم كنهه ، ثم دخلنا مبنى داخل المبنى . صعدنا درج سلم . عند الدرجة الثالثة تلقيت صفعة على وجهي ولكمة في كتفي وسؤال بصوت صارخ " اسمك إيه ؟ " .... تمالكت وأجبت " محمد وجدي " .. عاودنا الصعود ... وصل إلى مكتب . قرع الباب . أذن له بالدخول ... قال قائدي .... فقد كنت أشبه بالعمى الذي يقوده أحد ، وابتسمت حينما قفز " بشار بن برد " إلى رأسي وهو يردد

أعمى يوقد بصيراً لا أبا لكم

قد ضل من كانت العميان تهديه



+ " إزيك يا ابو حميد ؟ " ... نفس الصوت . نفس الجملة .... أهو ؟ ... نعم هو ... رددت " الحمد لله يا باشا " ... ف ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون ينفي وجود خطط لانتشار الجنود الأميركيين في قطاع غز


.. هل يحمي الواقي الشمسي فعلا من أضرار أشعة الشمس؟| #الصباح




.. غانتس: قادرون على إدخال لبنان في حالة من الظلام وتدمير القدر


.. حرب غزة.. نازحون يعيدون استخدام أكياس الطحين لصنع خيام تؤويه




.. بعد اختفاء سيدة في جزر البهاما.. السلطات الأميريكية تحذر من