الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجامعات الأميركية تحارب حرية التعبير والبحث

سعيد مضيه

2023 / 12 / 19
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


حرب بروباغاندا ذخيرتها التلفيق والتزوير
"وإذ تبدو هذه الأيام مرعبة حقا لكل من يحاول مخاطبة السلطة بالحقيقة ، فالحقيقة التي يصعب دحضها ان محكمة الرأي العام قد أصدرت حكمها لصالح العدالة والتحرر لفلسطين من القبضة الخانقة للامبريالية الصهيونية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والقوى الكولنيالية في الغرب"، بهذا التحدي تكشف الأكاديمية المتميزة ، فوزية أفضل –خان، تيار الإرهاب بجامعة مونتكلير للدولة في نيوجيرسي بمقالتها المنشورة في 11 ديسمبر تحت العنوان "مكارثية جديدة في الجامعات الأميركية":

في قسم التوظيف والعمل العام في كاليفورنيا أوضح ديفيد أوربان عام 2018 كيف يحدث:
في جامعة او كلية عمومية [ تابعة للدولة] يستطيع الطلبة والموظفون إلزام المؤسسة بمواد التعديل الأول[ حرية التعبير – المترجم] إن هي حاولت فرض مراقبتها او فرضت قيودا على التعبير .
على كل حال فالطلبة وهيئة التدريس في المؤسسات الخاصة ، كما يقول أوربان، " لا يمتلكون هذا الخيار، لأن المؤسسة ليست ملزمة بالتعديل الأول "، نظرا لأن الجامعات الخاصة ليست كيانات حكومية.
هذا يفسر لماذا فرضت قيود مشددة على انتقاد إسرائيل بسبب حرب إبادة العرق بالقطاع منذ 8 أكتوبر؛ يحدث هذا [ فرض قيود على التعبير] بالجامعات والكليات الخاصة ، من بينها جامعة هارفارد وجامعات بنسيلفانيا وبراديس وكولمبيا. أعضاء هذه المحافل الجامعية ممن يرغبون في دعم العدالة للفلسطينيين في المظاهرات ومنابر السوشيال ميديا ، وفي قاعات المحاضرات والغرف الصفية، إذ يشيرون الى انعدام النسبية اللاإنسانية في ضربات إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة ، والتي سببت وفيات 15000 إنسان [ ارتفعت بعد ذلك التاريخ بعدة آلاف] منهم حوالي 6000 طفل ، وذلك مقابل 1200 قتيل و250 رهينة ارتكبتها حماس في هجمة 7 اكتوبر، والتي استهلت ما لا يمكن أعتباره إلا حملة إسرائيلية للتطهير العرقي.
- حسنا هؤلاء الداعمون للحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني يتهمون بسرعة بالعداء للسامية من قبل سلطات الجامعة من بين هيئات أخرى.
الهتافات التي أطلقها الطلبة والموظفون " فلسطين حرة من النهر الى البحر " يستخدمها أنصار إسرائيل سلاحا، بينات دامغة للدعوة لاجتثاث المدنيين الإسرائيليين ، واستعمال كلمات مثل ’انتفاضة‘ تفسر دعوة لحمل السلاح لارتكاب إبادة جنس ليهود إسرائيل. واضح ان هذه التكتيكات موجهة لطمس حرب إبادة الجنس الحقيقية الجارية ضد الأطفال الفلسطينيين والنساء والرجال والتي يشاهدها العالم يوميا خلال الأسابيع الثمانية الماضية .
في حالات عدة ، هذه الحملات الخبيثة لتلطيخ سمعة دعاة حركات حقوق الإنسان الفلسطيني قد أدت الى دعوات لطرد علماء متميزين (الحالة البارزة في هذا الصدد جوزيف مسعد بجامعة كولمبيا)- بينما تم طرد العديد من الأكاديميين بدون حماية من تثبيت في الخدمة، وفصل طلبة نشطاء بتوصية من متبرعين وأتباعهم واوباش ماجورين ( في حالات عديدة أفضت الأمور الى سحب عروض التشغيل)، وهناك جامعات النخب حظرت منظمات الطلبة الفلسطينيين ، مثل منظمة إس جي بي (كانت جامعة برانديس اول من أقدم على هذا التصرف)- وكذلك منظمات تقدمية يهودية مثل جيويش فويسيز فور بيس ، التي هتف أعضاؤها " من النهر الى البحر فلسطين ستكون حرة".

“From the River to the Sea, Palestine will be free.”
يشير هذا الهتاف واسع الانتشار الى المعنى الحقيقي للعبارة. بدلا من الدعو الى إبادة اليهود الإسرائيليين او طردهم فإنه يدعو ببساطة الى إقامة دولة علمانية واحدة وديمقراطية حيث جميع السكان [ تأكيد من الكاتبة] يحظون بحقوق متساوية ويحيون معا في سلام وبكرامة .
في الأسبوع الماضي دُحِض الاعتقاد بأن الجامعات العمومية ، مثل الجامعة التي أعمل بها، هي آكثر أمنا من حيث قدرتنا على ضمان ممارسة حقوق التعديل الأول ، بحيث اننا ندرّس ونجري مناقشات حضارية للقضايا موضع الخلاف، تلك اقضايا التي برزت في الفصل الأخير في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي( باعتبارها امتدادا للحرب على فلسطين التي بدأت قبل 100 عام خلت ( طبقا لما أورده الأستاذ رشيد الخالدي، المؤرخ بجامعة كولمبيا عن فلسطين).
زميل يحظى بالاحترام الواسع بالجامعة قد اُجبِر علنا على الصمت؛ ومنذ زمن كنا، عدد من الزملاء حوله ، نبذل محاولات لا تكل لجلب الكلية الموالية للصهيونية في الحرم الجامعي الى حوارات لمجابهة تواطئهم في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة ( أغلبيتهم الساحقة اطفال).
استيقظْتُ صبيحة يوم الخميس (7 ديسمبر) لأجد رسالة اليكترونية من هذا الزميل تبلغني انه اتهم بانتهاك ميثاق الجامعة (عنوان 9) وذلك في شكوى رفعها شخص ضده، اسمه موجود ضمن قائمة الحرم الجامعي. بالنتيجة ، وبينما تمضي الشكوى بسرعة ضمن النظام لم يسمح للزميل المشاركة في أي نقاشات لاحقة على هذا المنبر.
العنوان 9 قانون فيدرالي أُقِر عام 1972 لضمان معاملة الطلبة والموظفين ، ذكورا وإناثا ، في النظم التعليمية بمساواة وبنزاهة .القانون يحمي من التمييز القائم على الجنس ( بما في ذلك الاعتداء الجنسي). وهو يحمي أيضا الموظفين والطلبة من التمييز على أساس الديانة ، العرق، العجز او التوجه الجندري.
بدون التعمق في الأسباب فاتهام الزميل بأي اعتداء ضد أي شخص ورد اسمه بقائمة الحرم الجامعي هو سخيف لدرجة إثارة الضحك ، والأمل ان يدحض بسهولة.
الزميل، بعد كل هذا ، ليس صاحب عمل يضايق موظفا ! وجهات النظر جميعها ، التي تطرح على هذا المنبر العام يجري تبادلها بطواعية بين زملاء الأكاديميا وهم جميعا مشاركون متساوون في ميدان لعب مستو( رغم الفروقات من حيث المرتبة الجامعية).
إذا كان ثمة اضطهاد، فنحن الذين نعاني الاعتداءات، نحن الذين ننتقد تصرفات دولة الأبارتهايد في إسرائيل التي شنت حرب إبادة على المدنيين الفلسطينيين في غزة ، ويتهمنا زملاء لنا عديدون موالون للصهيونية باللاسامية. ومع هذا لدي شكوك في واحدة من المذكورين آنفا تعجز عن الدفاع عن وجهة نظرها بأي طريقة متناسقة أو عقلانية ردا على اسئلة زميلي المتكررة بصدد موقفها الأخلاقي إزاء إبادة الفلسطينيين كعرق؛ شكوكي أنها قررت اتهام الزميل ، حيث أنها لا تستطيع الاحتجاب عن المقتضيات الأخلاقية لحججه التي عجزت دوما عن تحديها - حسنا يترتب على ذلك ان من المفضل إيجاد سبيل لمنع صوته من الوصول الواسع، صوت العقل والإنسانية.
كان من شأن أورويل أن يدرك مشهدنا الراهن بشكل جيد جدا ؛ آلة البروباغاندا الصهيونية في أقصى انطلاقتها، مثيرة مختلف تلاوين الكذب والانحرافات والافتراءات والمحاولات لإقناع العالم ان الأعلى هو دون، والخطأ هو الصحيح. وإذ تبدو هذه الأيام مرعبة حقا لكل من يحاول مخاطبة السلطة بالحقيقة ، فالحقيقة التي يصعب دحضها ان محكمة الرأي العام قد أصدرت حكمها لصالح العدالة والتحرر لفلسطين من القبضة الخانقة للامبريالية الصهيونية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والقوى الكولنيالية في الغرب.
ان زميلي وعشرات آخرون من شاكلتنا هم الطليعة لأسلوب جديد؛ أصواتنا لا يمكن إسكاتها :
From the river to the sea, Palestine will be free.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزيرة ترصد مطالب متظاهرين مؤيدين لفلسطين في العاصمة البريط


.. آلاف المتظاهرين في مدريد يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بمواص




.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية