الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطة الكارثة

مجدي عبد الوهاب

2023 / 12 / 19
القضية الفلسطينية


هذه الكلمات التي تفوه بها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو والتي أتت بعد عملية طوفان الأقصى وما ترتب عليها من حرب على غزة وأكلت الأخضر واليابس وأتت بعد ان ان ذاق نتنياهو من يلات عذاب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ربما تعكس المرات النادرة التي يتفق فيها الجمع الفلسطيني مع نتنياهو.
نتنياهو قال ان أوسلو كارثة والمعنى ان السلطة الفلسطينية كارثة بما حمله مشروعها من نتائج كارثية على إسرائيل على ضوء ما أفرزته من نشوء حماس وتعزز قوتها الامر الذي اسفر عن الدمار الذي لحق بإسرائيل من وجهة نظر نتنياهو، والفلسطينيون يتفقون مع نتنياهو بأن هذه السلطة قد جلبت الدمار على الفلسطينيين كما نراه اليوم في قطاع غزة، ولا اريد هنا التحدث عن الجانب السياسي الذي سيبقى خلافيا بين الفلسطينيين أنفسهم ولكن أيضا بين الإسرائيليين والفلسطينيين وفيما ان كان مشروع السلطة قد قدم الخدمات لإسرائيل أو الحق الأذى بها، فالتاريخ سيجيب على هذا السؤال بعد ان يكون قد ارتحل عن العالم من استفادوا من الجانبين من هذا المشروع.
الفلسطينيون الا من رحم ربي لا ريب يرون ان السلطة كارثة لانها عادت بهم الى الوراء عشرات السنوات على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والإنمائية بل وأسهمت بتفشي الفساد على مختلف هذه الأصعدة، فهي ومنذ نشأتها بفترة قليلة حملت الفلسطينيين الى الجمود بل والى التراجع على مختلف هذه الأصعدة، وهي أوبئة لا شفاء منها الا برحيل السلطة ورجالاتها واذنابها.
فان كنا نحن ونتنياهو نتفق انها كارثة يبقى السؤال المطروح على من أتى بهذه السلطة وحملها على الاكتاف وزودها بالسلاح ومنحها القوة وعزز من مكانتها: متى سيعلن وفاتها ويحملها لدفنها؟ فما بعد الكارثة طالما انها كارثة؟!!
تعالوا أيها الإسرائيليون لنعمل على بناء كيان او سلطة او سموها كما تريدون، ولنتفق فيها على ان البناء والاقتصاد والنمو والحياة والرفاه والتعليم والصحة هي العماد وهي التي تحقق الاستقرار فتعالوا بنا ومعا نبني هذا الكيان الذي يضع الانسان في المقام الأول فحينها يكون الإسرائيلي والفلسطيني قد حقق مراده واستطاع ان يعيش بأمن وسلام، فطالما ان الكارثة وابناءها ورجالاتها قائمون فلا أمن لكم ولا حياة لنا فالكارثة لن تحقق شيئا لا في الضفة ولا في غزة ولن تجلب لكم الامن فهي أصبحت بحكم الماضي، والإسراع بدفن الميت أكرم له حسبما تتفق الديانتان اليهودية والإسلامية، فاحملوها وادفنوها حتى لا تفوح رائحتها اكثر وحتى لا تسبب بانتشار الأوبئة والامراض والتي حينها لن تنفع معها سوى المبيدات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا