الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة غير ممكنة دون حرب ثوريّة للإطاحة بالحكم القائم -الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماوي )

شادي الشماوي

2023 / 12 / 19
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الثورة غير ممكنة دون حرب ثوريّة للإطاحة بالحكم القائم
آتاش / شعلة عدد 142 ، سبتمبر 2023 ، مجلّة الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماوي ) cpimlm.org
جريدة " الثورة " عدد 820 ، 18 سبتمبر 2023
https://revcom.us/en/revolution-impossible-without-revolutionary-war-overthrow-ruling-government

ننشر مقالين في هذا العدد من جريدتنا أتيا في الوقت المناسب revcom.us ملاحظة ناشري موقع أنترنت
و هما للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماوي ) صدرا على موقعه على الأنترنت . و المقال الأهمّ في مجلّة آتاش / شعلة عدد 142 ، سبتمبر 2023 ، هو " الثورة غير ممكنة دون حرب ثوريّة للإطاحة بالحكم القائم ". و قد ترجمته من الفارسيّة متطوّعون من موقع revcom.us و المقال الثاني بيان " في الذكرى الأولى لتمرّد جينا في إيران : الثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك في إيران و في كلّ مكان "
و هذا المقال الأخير متوفّر كذلك ، إلى جانب الأصل باللغة الفارسيّة ، باللغات الألمانيّة والفرنسية والأنجليزيّة و قد قام الحزب الشيوعي الإيراني ( الم- الل-الم ) بالترجمة ، و المقال باللغات الأربع المذكورة في صيغة بى دى أف جاهز للطباعة و التوزيع . و نحن نشجّع قرّاءنا ، بمن فيهم المتكلّمين بالفارسيّة ،على التطوّع حيثما كان ذلك ممكنا لطباعة هذا البيان عن تمرّد جينا و توزيعه أثناء تحرّكات تنظّم قريبا منهم لإحياء هذه الذكرى و متى لم يكن القيام بذلك على أرض الواقع ممكنا فليقوموا بذلك بقدر الإمكان على الأنترنت للمساعدة على التأثير في النقاش المحتدم حول مستقبل إيران و العالم .
-------------------------------
مضت سنة على تمرّد جينا المذهل غير أنّنا لم ننس كيف أنّ هذا التمرّد بقوّة و حيويّة كبيرتين زعزع الأسس السياسيّة و الإيديولوجيّة للجمهوريّة الإسلاميّة . فجدت عدّة تغيّرات في نظرة الناس و آرائهم مع تبيّن مرّة أخرى أنّ النساء قوّة مفتاح في الثورة الشيوعيّة في إيران .
لا ننسى أنّ القائد الأعلى خاميني و عصابته قيّموا تمرّد النساء على أنّه " أكبر تهديد " لنظامهم الفاسد . لقد كانت الأسس التيوقراطيّة للنظام الفاشي في حداد أمام الضربات المهينة التي كان يتلقاها النظام و قد تباكت على نزع النساء للحجاب كعمل " شيطاني " . و قد أقسموا على أن يقتلوا و أن يُقتلوا قائلين إنّ ذلك سيساعدهم على بلوغ المدينة ، المدينة المقدّسة للرسول . إنّهم سرقة فاشيّ,ن تدرّبوا على التعصّب الدينيّ و التطيّر .
لا ننسى أنّه أثناء تمرّد جينا ، تصرّف الإصلاحيّون صلب النظام بوقاحة في غنسجام مع توجيهات خاميني حول " الخطوط الحمراء "– بينما كانوا يصوّرون أنفسهم على أنّهم " معارضون للعنف المبالغ فيه من قبل النظام ضد لنساء في المجتمع ". و لا ينبغي أبدا أن نوفّر إنفتاحا لخداع الإصلاحيّين الذين أخفوا الخناجر التي يستعملونها لطعن الناس في الظهر .
لا يجب أن ننسى أبدا القائد سلامي ، رئيس الحرس الثوريّ الذى قال : " إنّنا بلا رحمة و لا شفقة تجاه العدوّ " . و قد رأينا و لمسنا هذه السياسة ! فأثناء تمرذد جينا ، جدّت مجازر من جهة واحدة في المناطق المضطهَدَة لكردستان و بالوشستان و في الشوارع عبر البلاد . و قال خاميني إنّ بوسع الجمهوريّة الإسلاميّة أن " تسحق معارضيها " َ! طوال 45 سنة ، حاولوا أن " يسحقونا كالورق " لكن لا زالت لديهم كوابيس متكرّرة حول اليوم الذى لا يعودوا فيه قادرين على " سحق " معارضيهم . لذا كيف يمكن أن نحوّل كابوس الجمهوريّة الإسلاميّة إلى واقع ؟
العامود الفقري للجمهوريّة الإسلاميّة ، شأنها في ذلك شأن أيّ حكم رجعيّ آخر ، هو إحتكارها للعنف المنظّم ؛ و هذا العامود الفقري ( بما في ذلك الحرس الثوري و الجيش و فارض القانون و الباسيج [ قوى شبه عسكريّة ] ) قويّ جدّا . هذا واقع . و إذا لم يتمّ سحق هذه القوّات العسكريّة ، فإنّه من غير الممكن الإطاحة بنظام الجمهوريّة الإسلاميّة الحاكم – و كلّ جهاز إضطهاده و قمعه . و هذا واقع آخر . و تتّخذ تيّارات سياسيّة و طبقات مقاربات مختلفة إزاء هذين الواقعين . لنلقى نظرة على بعض الأمثلة .
تفكّر مجموعة رضا بهلوي ، الملكي الموالي للولايات المتّحدة ، أنّه من " غير الممكن " سحق القوّات العسكريّة للجمهوريّة الإسلاميّة و " حلّها " هو محاولة إنتداب من يمكن إنتدابه من صفوف حرس الثورة . و حكم رضا بهلوي ب"عدم إمكانيّة " ذلك السحق وثيق الإرتباط بالنظرة القائلة إنّه من غير الضروري إلحاق الهزيمة بالقوّات العسكريّة للجمهوريّة الإسلاميّة . و في الواقع ، لمجموعة رضا بهلوي مصلحة طبقيّة في الحفاظ على الحرس الثوري لأنّه سيكون من غير الممكن لها أن تسيّر مجتمعا تنخره إنقسامات طبقيّة عميقة دون قوّات عسكريّة رجعيّة كالحرس الثوري . إنّها تعتبر أيّة محاولة لسحق العامود الفقري العسكري للجمهوريّة الإسلاميّة " خطيرة " ذلك أنّ هدفها هو الحفاظ على إطار النظام الطبقي للإضطهاد و الإستغلال الرأسمالي .
) الفاشيّون الموالون للولايات المتّحدة . و هم بدورهم يعتبرون من" غير الممكن" MEKو مثال آخر هو مجاهدو خلق (
إلحاق الهزيمة بالقوّات العسكريّة للجمهوريّة الإسلاميّة دون مساعدة الإمبرياليّة الأمريكيّة و إسرائيل . يأملون أن تطبّق هذه الحكومات " تغيير النظام " بالتعويل على وحدات المليشيا الخاصة المسلّحة التابعة لمجاهدى خلق ( و التي تقيم و تتدرّب في قواعد في عدّة أنحاء من العالم ) و كذلك على " خلايا المقاومة " التابعة لمجاهدي خلق داخل إيران (1) . و هذه الإستراتيجيا ستعنى أيضا الحفاظ على إطار النظام الطبقي للإضطهاد و افستغلال الرأسمالي .
و هناك بعض القوى السياسيّة المعارضة التي تتمنّى الإطاحة التامة بالجمهوريّة الإسلاميّة إلاّ أنّها تعتبر ذلك" رواية خيالية" " غير ممكنة " بالنسبة إلى الثورة الشيوعيّة و الحرب الثوريّة للإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة قصد تركيز حكم إشتراكي . فمن جهة ، يرون سلسلة من الوقائع بشأن الصراع الطبقي بيد أنّهم يستخلصون الإستنتاجات الخطأ منها . باللغة العلميّة ، يسمّى هذا " إستخدام فرضيّة غير صالحة لتقييم الأدلّة " . ما يرونه واقعا هو ا،ّ الشعب عرف الفشل تلو الفشل ، و من ذلك يستنتجون بالتالي أنّ الأمر لا يمكن إنجازه . لكنّ ماو تسى تونغ نظر إلى هذا الواقع و إستخلص " النضال ، ثمّ الفشل ، و العودة إلى النضال ثانية ، ثمّ الفشل أيضا ، ثمّ العودة إلى النضال مرّة أخرى، و هكذا حتّى النصر، [ ذلك هو منطق الشعب ] " . ( ماو تسى تونغ ، " أنبذوا الأوهام ، و إستعدّوا للنضال " ، مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة ، المجلّد الرابع، ص 428 بالأنجليزيّة ؛ أمّا باللغة العربيّة ف ص 73 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " )
عبر التاريخ ، رأينا قوى ثوريّة صغيرة الحجم تنجح في إلحاق الهزيمة بجيوش كبرى و قويّة . و قد شاهدنا ذلك في حرب الفيتنام . و قبل ذلك ، شاهدنا إنتصار الثورة الإشتراكيّة في روسيا ( 1917-1956) و الثورة الإشتراكّة في الصين ( 1949-1976). كلّ مكسب جدّي في التاريخ إستند إلى الواقع قدتقدّم من خلال المدّ و الجزر ، و الفشل و النجاح إلى نهايته . النظام قويّ و العدوّ له أنياب حادة – لكن ذلك لا يجب أن يقودنا إلى إستخلاص أنّه علينا أن نعود خلفا إلى طريق " الثورة السلميّة " التي لا تنجز شيئا وهي حتّى أسوأ من لا شيء !
معظم التيّارات اليساريّة و التقدّميّة تنتظر بعض " اليد اللامرئيّة " تحدث " إنهيار " قوّات النظام القمعية ، أو لها إنتظارا غريبة من التمرّد العفويّ للشعب . أثناء تمرّد جينا ، سمعنا بصفة مستمرّة رفع شعار " الشارع سينتصر " ! لكن بالإعتماد على الفهم العلمي للوضع ، كان من الواضح من البداية أن " الشارع لا يمكن أن ينتصر " لأنّه يواجه حكما ( تحديدا قوّة منظّمة ) مدجّجة بالسلاح . و التمرّدات العفويّة ( أو " الشارع " و " شبكات العمل " ) مهما كانت منتشرة و مستمرّة ، ليس بوسعها أبدا أن تتجاوز الحدود الكامنة و تصبح جيشا منظّما بإستراتيجيا عسكريّة و عقيدة قادر على التقدّم في حرب لسحق القوّات العسكريّة للجمهوريّة الإسلاميّة . القوّات العسكريّة للجمهوريّة الإسلاميّة منظّمة . و لديها إستراتيجيا عسكريّة و عقيدة و لديها قيادات تحلّل بإستمرار و تقيم حقل المعركة و تستخدم التكتيكات السياسية و العمليّاتيّة للتقدم بإستراتيجيّتها التي تدعو إلى القضاء على الثوريّين والردّ على أي شكل من أشكال المعارضة . التمرّدات العفويّة ، " الشارع " و " شبكات العمل " غير قادرة على التعاطي مع مثل هذه القوّة .
كامل سيرورة تطوّر الثورة و الإنتصار عسيرة للغاية . في صفوف المقاتلين – حتّى الذين هم على إستعداد لرؤية الشعب يكسب ، تظهر بعض التيّارات التي يمكن في نهاية المطاف أن تنتهي إمّا إلى الإستسلام أو الإكتفاء بوهم أنّ إنتصار الثورة " حتميّ " . بدلا من اليأس ، يجب أن نلخص علميّا التجربة المكتسبة بثمن باهض . علينا أن نفهم فهما علميا ضرورة الثورة و بالتقييم تقييما علميّا للحواجز على الطريق ، يمكن أن نرسم خارطة طريق لتحطيم نظام الجمهوريّة الإسلاميّة و نمضي قدما على ذلك الأساس . و يمثّل حزبنا التجربة النظريّة و العملية لأكثر من 150 سنة من الحركة الشيوعيّة . كتب بوب أفاكيان :
" و صحيح كذلك أن السلطات الحاكمة لهذا النظام بآلة القتل و الدمار التي تستخدمها لفرض هذا النظام ، بالفعل هي قويّة للغاية . لكن جزءا كبيرا من الصعوبة التي يواجهها الناس في تصوّر أنّه بوسعنا عمليّا إلحاق الهزيمة بهم هو عدم قدرتهم على أن يرتأوا وضعا مختلفا راديكاليّا عن السير " العادي " لهذا النظام ، وضع حيث بالنسبة لأجزاء كبرى من المجتمع ، " قبضة " الطبقة الحاكمة على الشعب – قدرتها على التحكّم فيه و التآمر عليه و بثّ الرعب في صفوفه – تنكسر و تضعف بصفة كبيرة . جوهريّا ، لا يقدر الناس على تصوّر هذا لأنّهم لا يقاربون الأشياء بنظرة و منهج علميّين . "
( بوب أفاكيان ،" لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن أن حقّا ننجز ثورة ؟ " ، صائفة 2018)
و تقول لنا المعرفة العلميّة إنّ الثورة الشيوعيّة ليست ضرورة حيويّة فحسب مجتمعنا و للعالم بل هي أيضا ممكنة و إنّ الحرب الثوريّة لازمة كي تحقّق الظفر .
و اليوم (2) ، دون إثارة مسألة هذه الضرورة و تحدّى كلّ مواقف القوى السياسيّة تجاهها ، لن يكون من الممكن رسم خطوط تمايز واضحة بين الثورة و الثورة المضادة ، بين الثورة و الإصلاح ، و بالتالي بين الثوريّين و الإصلاحيّين و إعادة الإستقطاب الإيجابي للساحة السياسيّة . في الواقع ، منذ بداية إكتشاف وتطوير علم الشيوعيّة للثورة البروليتاريّة في عصر الرأسماليّة ، كان هذا خطّ تمايز حاد بين الماركسيّة و التحريفيّة في الحركة الشيوعيّة العالميّة .
في وثيقة " إستراتيجيا طريق الثورة في إيران " المعتمدة على الدراسة العلميّة للمجتمع الإيراني في ظلّ حكم الجمهوريّة الإسلاميّة و تجربة الثورة الإشتراكيّة في روسيا و خاصة في الصين ، و كذلك تجربة 1981 للتمرّد المسلّح لسربداران [ في آمول ] في ظلّ قيادة إتّحاد الشيوعيّين في إيران للإطاحة بالجمهوريّة الإسلاميّة و كذلك تجربة حرب البشمرقة الثوريّة في كردستان ، رسم حزبنا بصورة عامة كامل الإستراتيجيا التي يمكن أن " تسحق كالورق " نظام الجمهوريّة الإسلاميّة . و تجارب تمرّدات ديسمبر 2017 و أكتوبر 2019 و مختلف النضالات في كردستان و خوزستان و بالوشستان و بوجه خاص تجربة تمرّد جينا ، قد بيّنت مرّة أخرى صحّة هذا الإطار العام و الإمكانيّة الحقيقيّة لمحاصرة و تحطيم أدوات الجمهوريّة الإسلاميّة للقمع عبر البلاد .
إذا لم نكن في حاجة إلى ثورة فعليّة ، لن نحتاج إلى الإطاحة العنيفة بهذا الحكم ز إذا لم تكن مثل هذه الثورة ممكنة ، ستكون محاولة الإطاحة بهذا الحكم عقيمة . كتب بوب افاكيان :
" الثورة تعنى قوّة الملايين من شتّى أنحاء المجتمع تكون منظّمة من أجل قتال هذا النظام على كافة الجبهات و من أجل تعويضه بنظام إقتصادي و سياسي مغاير راديكاليّا و أفضل بكثير ، نظام إشتراكي قائم على تلبية حاجيات الناس و التقدّم بالنضال في سبيل عالم شيوعي أين ستوضع في الختام نهاية في كلّ مكان من كوكبنا للإستغلال و الإضطهاد و تحطيم البيئة المبنيّين في أسس هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و أيّ شيء أقلّ من هذه الثورة سيخفق تمام الإخفاق في معالجة جذور كافة المشاكل أي لن يؤدّي إلى ثورة فعليّة . "
( من " بيان و نداء للتنظّم الآن من أجل ثورة فعليّة "، ذكره في " شيء فظيع أم شيء تحريريّ حقّا ..." ديسمبر 2021، التشديد مضاف من بوب أفاكيان )
كيف نصهر هذا الطريق ؟
وحده جيش ثوريّ بمقدوره أن يلحق الهزيمة بالجيوش الرجعيّة و يمضي بالثورة إلى الظفر . و أساسا ن ينشأ الجيش الثوري بتحويل الحركة السياسيّة الثوريّة إلى تنظيم عسكريّ. في مرحلة معيّنة ، ما كان سابقا نضالا سياسيّا يتغيّر و يمضى قدما بطرق أخرى . بكلمات لينين " الحرب مواصلة للسياسة بطرق أخرى ". و المقاتلون الثوريّون و المنظّمات الجماهيريّة المنخرطة في النضال السياسي في ظلّ قيادة الحزب الشيوعي ، عند نقطة معيّنة ، ستنتقل إلى خوض حرب ثوريّة قائمة على تقييم مراكزها القياديّة للوضع .
و النظام نفسه ، بسيره الخاص ، يولد عددا كبيرا من المناوئين له و تيّارات تساعد القوّة الثوريّة على عدم الإنحلال و على النموّ من قوّة صغيرة إلى قوّة ضخمة . و من العوامل الثلاث المرتبطة بتشكّل " الوضع الثوري " ما يرتبط بالتالي : التناقضات في صفوف الطبقة الحاكمة تصبح عدائيّة إلى درجة يغدو معها النظام غير قادر على السير بالطريقة القديمة ، و لا يعود قادرا على التحكّم في الشعب بالطريقة القديمة .
و بالتفاعل مع هذه الظروف ، قوّة ثوريّة صغيرة بوسعها أن تنتقل بسرعة و بصفة قارة و عبر مراحل عدّة لتصبح قوّة عسكريّة منسجمة بمستطاعها أن تنمو كمّيا و نوعيّا بقتال قوّات العدوّ .
و بالتالي ، حركة من أجل الثورة في إيران يجب أن تُبنى اليوم و ذلك بإنجاز أشياء ثلاث بالتوازي : 1- التسريع في النضال السياسي ضد الدولة الإسلاميّة والتأثير في الساحة السياسيّة ، 2- تغيير تفكير الناس لا سيما حول ضرورة الثورة و إمكانيّتها، 3- توسيع قوى الحزب و تعزيزها .
و جزء هام من صياغة الطريق و التسريع في الوضع كي نتمكّن من الإنطلاق في حرب ثوريّة بفرصة عالية للظفر هو النشر شعبيّا و الترويج للفكر الإستراتيجي حول الحرب الثوريّة . و التفكير الإستراتيجي بشأن هذا يجب أن يقوم به عن وعي عدد كبير من الشباب : الذين شكّلوا نواة المقاومة في تمرّد جينا في الأحياء الهامشيّة و غير الهامشيّة من المدن الكبرى و المدن الصغرى . و الطلبة الذين يرغبون في الوقوف إلى جانب تمرّد المضطهَدين و المستغَلّين في المجتمع ضد هذا النظام المقيت و النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى لا يرحم لهم دور هام في صياغة هذا الطريق و يجب ان يكرّسوا أنفسهم لذلك . يترتّب عليهم أن يخرجوا من " المجال الآمن " الذى منحهم إياّه النظام الذى يفصلهم عن الجماهير الشعبيّة و أن يكفّوا عن الإنشغال بالنظريّات اللاثوريّة و العقيمة ، و بدلا من ذلك يترتّب عليهم أن يصبحوا جزءا نشيطا من تطوير النظريّة التي نحتاجها للتكريس الناجح لهذه الإستراتيجيا . من الواجب أن يدرّبوا ك " قادة إستراتيجيّين " للثورة ، إلى جانب الشباب الذين لا يملكون لا " مجالا آمنا " و لا مستقبلا في هذا المجتمع .
و النجاح في هذه الإستعدادات هو مفتاح الإنطلاق في حرب ثوريّة . و لأنّ الحرب الثوريّة ستتقدّم ضرورة على جبهات مفصلة و في مناطق متباينة ، و لا يمكن لإلاّ أن تصبح ما هي فعلا حرا عبر البلاد ، إذا قادها " قادة إستراتيجيّون " . و القادة الإستراتيجيّون هم أولئك الواعون بمضمون الثورة و هم ملتزمون بإنجازها و يسترشدون بمخطّط مركزي موحّد و منهج تفكير إستراتيجي موحّد ، في ظلّ قيادة مراكز قيادة موحّدة . و إحدى أهمّ ميزات هؤلاء " القادة الإستراتيجيّين " هي أنّهم ينظرون إلى كافة المشاكل نظرة نقديّة و إبداعيّة متجذّرة في التفكير العلمي ، و يلخّصون بإستمرار النظريّة و التوجّه الإستراتيجي لمعالجة المشاكل و يترجمون ذلك إلى سياسات ، و ينشروا القوى و يرفعون مستوى الأداء . الثورة، و خاصة الثورة الشيوعيّة ، عمل أناس واعين للهدف السياسي و الاجتماعي ؛ يعرفون خارطة الطريق و يطبّقونها خطوة خطوة ، على نحو منظّم ، في ظلّ قيادة إستراتيجيّة موحّدة .
و للحرب الثوريّة ميزات متعدّدة لكنّ أهمّها هي الشعب و وعيه . الناس الذين نهضوا من الفئات الأدنى و الأكثر إضطهادا من المجتمع يجب أن يصبحوا العامود الفقري لهذه الحرب و أن ينجزوا هذه الحرب إلى جانب فئات أخرى لم تكن مضطهَدَة و مستغلَّة إلى الدرجة نفسها . إلاّ أنّهم جميعا يجب أن يكونوا واعين و ملتزمين بهدف إنشاء مجتمع خال من كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال في نهاية المطاف ستستفيد منه الإنسانيّة جمعاء . و كما يقول الرفيق أفاكيان :
" لأجل إغتنام هذه الفرصة النادرة للقيام بالثورة ، يجب أن نعترف بأنّ الوضع الذى نواجه كما هو فعلا : يحتاج الناس إلى رفع رؤوسهم و توسيع مجال رؤيتهم و النظر أبعد ممّا يحيط بهم مباشرة ، و القطيعة مع الأوهام و " الحلول " الزائفة و أن يتبنّوا المنهج العلمي للشيوعيّة الجديدة ليحصلوا على فهم أساسي و يواصلوا تعميق هذا الفهم لما يحدث عمليّا و ما هي الرهانات الكبرى لكلّ هذا و ليس ما هو سلبيّ جدّا فحسب بل كذلك الإمكانيّات الإيجابيّة جدّا لتغيير راديكالي الموجودة صلب كلّ هذا . "
( بوب أفاكيان ، " هذا زمن نادر حيث تصبح الثورة ممكنة – لماذا ذلك كذلك ، و كيف نغتنم هذه الفرصة النادرة " )
-------------------------
ملحق : مرشد للعمل النظري حول موضوع الحرب الثورية في إيران
للإشتراك في النقاشات حول إستراتيجيا الحرب الثورية في إيران و لجعل هذه النقاشات مفصّلة و علميّة قدر الإمكان ، عليكم بالعودة إلى الوثائق التالية :
- " الطريق الإستراتيجي للثورة في إيران " ؛ و " ستّة مقالات في القضايا العسكريّة " لماو تسى تونغ ، إضافة إلى الوثائق: " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكن أن ننجز حقّا الثورة " ( بوب أفاكيان ، صائفة 2018) ، " بناء حركة من أجل الثورة " و الجزء الثاني من كتاب " العصافير لا يمكن أن تلد التماسيح لكن الإنسان بوسعه أن يتجاوز الأفق " ، المنشور في " حقيقات " عدد 74 ، جانفي 2016).
في " بانء حركة من أجل الثورة " كتب بوب أفاكيان عن الإستراتيجيا العسكريّة في ما يسمّى ببلدان العالم الثالث . [ المقتطفات أدناه من القسم المتعلّق ببلدان العالم الثالث في القسم الثاني ] .
- اليوم في كافة بلدان العالم الثالث ،
هناك مسألة الريف ( تماما أو ربّما مجازا ) ك " مركز ثقل " النضال العام من أجل السلطة – في البداية و لفترة معيّنة ، على الأقلّ . و الآن ما أعنيه بتماما أو ربّما مجازا هو أنّ في تطوير ماو نظريّة حرب الشعب الطويلة الأمد و محاصرة المدن إنطلاقا من الريف ، كان ذلك معنيذا تماما و طبّق بصورة تامة – و كان ذلك صحيحا : حرب الشعب الطويلة الأمد المرتكزة عمليّا ضمن صفوف الجماهير العريضة من الفلاّحين في الريف ، بداية من أبعد المناطق حيث بلوغ سلطة الدولة الرجعيّة أقلّ شدّة و أقلّ إستمراريّة ما يفسح المجاللإمكانيّة تركيز مناطق دعم و في نهاية المطاف قواعد إرتكاز تتحكّم فيها القوى الثورية . لكن يمكن أن يوجد أيضا تطبيق خلاّق لهذا المفهوم لمحاصرة المدينة إنطلاقا من الريف .
الآن ، يجب أن نكون حذرينمن التطبيقات الخلاّقة – ففي عديد الأحيان ، أقيمت أشياء باسم " التطوير الخلاّق " أو " التطبيق الخلاّق " و أدّت إلى كافة أنواع المشاكل – كان مثل هذا " التطويرالخلاّق " و " التطبيق الخلاّق " علامة من علامات التحريفيّة ، أو تبرير التحريفيّة على أيّ حال . الجانب الخلاّق للتحريفيّة و أرهاط المقاربات المتّصلة به ليست جيّدة ...
و على ضوء هذا ، هناك شيء يحتاج إلى الإستكشاف : " الريف مجازا " بمعنى المناطق حيث تتمركز الجماهير و التي يمكن أن لا تكون تماما الريف ، على ألقلّ بالمعنى الأكثر " كلاسيكيّة " ، بل هي أماكن أين لا تكون السلطة الأكثر مركزة للطبقة الحاكمة الرجعيّة مركّزة ، أو ليست فعليّا معزّزة . أيمكن أن تكون هذه المناطق أساسا للإنطلاق و للتطوّر الإستراتيجي للأشياء بذلك كأساس للإنطلاق ؟
و هناك أيضا ، في عديد الحالات ، مسألة ما إذا كان الريف بالمعنى الحرفي ، سيكون " أرض البداية " الأولى ، حتّى و إن كان في نهاية المطاف " مركز الثقل " سيتحوّل أكثر إلى المناطق المدينيّة أكثر ممّا كان عليه كلاسيكيّا ، في كتابات ماو تسى تونغ عن إستراتيجيا حرب الشعب الطويلة الأمد ، مثلا ؟ و هناك مسألة ما إذا ، خاصة مع تدخّل القوى الأجنبيّة القويّة – القوى الرجعيّة و / أو الإمبرياليّة – ستوجد ، على ألقلّ في بعض الحالات ، حاجة إلى التراجع إلى الريف ، كمركز أساسي أو حتّى تقريبا حصريا للنضال لفترة معيّنة من الزمن .
و كلّ هذا ، مرّة أخرى ، يحتاج أن يتمّ تفحّصه بطريقة متحرّرة من عراقيل التقاليد – لكن ليست متحرّرة من العلم و ليست منفصلة عن المقاربة الماديّة و عن الأهداف الإستراتيجيّة التي يجب أن تشكّل كل هذا النضال في المقام الأوّل ...
حيث تكون الظروف موجودة و فيها ما هو ممكن و لازم لتقدّم الثورة ، خوض هذا النوع من النضال ، فقط بخوض هذا النوع من لنضال سيكون من الممكن أن نكسب تماما قوى بعيدا عن البرامج الإصلاحيّة المتنوّعة و أيضا للتقدّم بالأشياء عامة في تعارض مع النظام الرجعيّ المركّز و القوى الرجعيّة . هذه نقطة هامة للفهم : عندما تنشأ الظروف الموضوعيّة ، أو توجد ، إذا لم يتمّ إنجاز الإختراق الأوّل بمعنى خوض هذا الصنف من الصراع ، عندئذ ليست القوى الرجعيّة بل كذلك الإصلاحيّة هي التي ستمسك بالمبادرة و تعيد المسك بها . و على الجانب الإيجابي ، حينما تتوفّر هذه الظروف ، بإرساء قطب واضح متجسّد في بداية نشيطة للنضال من أجل السلطة ، سيكون من الممكن أن ندفع بأساس إعادة الإستقطاب إلى مستوى مختلف .
و تاليا ، لمّا تكون القوى الثوريّة في مثل هذا الوضع " على الخريطة " – لمّا تكون قد تمكّنت من إلحاق الهزيمة بمحاولات سحقها في البداية و إستطاعت التقدّم – ستوجد مسألة كيفيّة مواصلة التحرّك نحو وضع أين مسألة إفتكاك السلطة عبر البلاد ستُطرح ليس كهدف إستراتيجي عام فحسب بل بالمعنى الأكثر مباشرة – كيف تقام نهاية " المشهد الأخير " . بهذا الصدد ، بعض مظاهر " بصدد إمكانيّة الثورة " يمكن أن تكون مناسبة و تطبّق ، رغم أنّ هذه الوثيقة الأخيرة تركّز على البلدان الإمبرياليّة و ليس كثيرا على بلدان العالم الثالث المحتلّة أو التي تهيمن عليها الإمبرياليّة . "
الهوامش :
1- بالفعل ، هذا عامل جذب " تنظيمي" لمجاهدي خلق لبعض المجموعات " اليساريّة " التي تهمس هنا و هناك بلا خجل " في النهاية ، مجاهدو خلق هم الذين يملكون تنظيما عسكريّا " .
2- من أجل معرفة أساسيّة لهذا العلم ، أنظروا ماو تسى تونغ " ستّة مقالات في القضايا العسكريّة " ، منشورات باللغات الأجنبيّة ، بيكين 1966 .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام


.. كلمات أحمد الزفزافي و محمد الساسي وسميرة بوحية في المهرجان ا




.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال