الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية إسرائيل من دمار قطاع غزة!

توفيق أبو شومر

2023 / 12 / 19
الارهاب, الحرب والسلام


ركّز الإعلامُ الإسرائيلي على أن اختطاف الرهائن هو السبب الرئيس في دمار غزة، وقتل عشرات آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، أوهم هذه الإعلامُ العالمَ أجمع أن الحرب ستنتهي إذا تمكنت إسرائيل من إنقاذهم بلا ثمن!
لم يتنبّه كثيرون من المحللين والمعلقين والسياسيين وقادة الأحزاب الفلسطينيين وغيرهم إلى ما حدث في اليوم الأول والثاني من بداية حرب الدمار الشاملة على غزة، عندما أفصحت إسرائيل عن هدفها الاستراتيجي من تدمير غزة، فقد صرح أكثر من مسؤول أن الهدف الاستراتيجي هو إجبار سكان غزة على الرحيل، وتجميعهم وتركيزهم عند الحدود المصرية ليكسروا الجدار الفاصل، غير أن الإخوة المصريين تنبهوا إلى ذلك لذا فقد أمطرت الطائرات الإسرائيلية بوابة صلاح الدين بالقذائف،
حينما اصطدمت إسرائيل بجدار الرفض المصري، أعادتْ صياغة أهدافها من تدمير غزة، وأعادت فقط التكتيك وهو (تحرير الرهائن وتدمير حماس)!
حجب إعلامُ إسرائيل الاتصالات وشبكات الإنترنت ومحطات البث في غزة، وأخضع الجماهير لبربوغندا هذا الإعلام، فلم يجد كثيرون سوى نقل أخبار هذا الإعلام الوحيد والتأثر به!
خططت إسرائيل منذ سنواتٍ طويلة لاستراتيجية الترحيل، وللتذكير فقط فإن الباحث غيورا أيلاند، هو المستشار، واللواء، والقانوني، والخبير العسكري، والكاتب الصحفي، قدم مشروعا غايته إزاحة قطاع غزة باتجاه سيناء، مدعيا أن المشروع يهدف لتوسيع مساحة قطاع غزة وذلك باقتطاع سبعمائة وعشرين كيلومترٍا من الأراضي المصرية على أن تُمنح مصرُ المساحةَ نفسَها من صحراء النقب! قدَّم الباحث، غيورا أيلاند، مشروعَه هذا إلى مركز، بيغن السادات، في جامعة، بار إيلان، عام 2015م.
أرجو أن يتابع سياسيونا ومعلقونا وخبراء الجيوش والمعارك المتقاعدون منذ قرن مضى أحداث ما يجري في منطقة رفح نفسها، فما تزال إسرائيل تزج بمئات الآلاف من المهجرين قسريا إلى رفح على الحدود مع مصر، وتقوم بين الفينة والأخرى بقصف المناطق المحاذية للحدود المصرية بحزامات نارية بادعاء تدمير الأنفاق على أمل تدمير أسوار الحدود، لكي يتسرب المهجَّرون إلى مصر بفعل الضائقة!
انزعج الإسرائيليون عندما كانوا يتابعون عودة المغتربين إلى غزة ليعيشوا وسط الأهل على أمل أن تكون غزة ضمن دولة فلسطينية مستقلة! ها هم اليوم يقضون على هذا الحلم بجعلها غير صالحة للحياة لعشرات السنين بإغراقها بماء البحر ودمار أبراجها وبيوتها! علينا أن نعترف أيضا بأن تدمير غزة واغتيالها وهي المدينة الحضارية والتي كانت تُضاهي معظم مدن العالم في منتجعاتها، وفي مؤسساتها وفي طريقة حياة أهلها، هو الهدف الاستراتيجي! لا تصدقوا أبواق إسرائيل الإعلامية، فهم لا يكترثون بحياة رهائنهم، رهائنُهم تكتيك لتنفيذ الاستراتيجية فهم لا يهتمون بحياتهم، هم يقتلونهم بقنابل الطائرات الإسرائيلية! تذكروا أن إسرائيل أنهت قضية (قدسية الأسرى الإسرائيليين) وهي التعويذة الإسرائيلية الهادفة لتعزيز قوة الروح المعنوية عند جنودها، أنهت إسرائيلُ هذه التعويذة حين طبقوا نظرية القائد الروماني حنا بعل، أو هانيبال، وهو الذي أمر جنوده بقتل الخاطف والمخطوف معا وكان المسؤول عن تقليد هانيبال هو رئيس هيئة الأركان في تلك الفترة 2014م وهو عضو المجلس الأمني الراهن، بني غانتس، منع بني غانتس استبدال الجثث بالأحياء، وأقر تمييز منزلة الأسير ودرجة يهوديته قبل إقرار أية صفقة، حصل على موافقة كبار الحاخامين!
أرجو ألا ينزعج كثيرون من رافعي شعارات الوطنية عن بعد، أو المؤمَّنينَ على سلامتهم من حقيقة مُرة أعايشها كل لحظة في مراكز اللجوء في غزة، وهي أن التهجير من الوطن أصبح أمنية يحلم بها معظم المنكوبين بضياع بيوتهم وممتلكاتهم ممن يرغبون في إسعاد أبنائهم خارج غزة، والسبب بالتأكيد لا يعود فقط إلى نجاح المؤامرة الإسرائيلية بل يعود كذلك إلى أن القادة السياسيين لم يبذلوا أدنى جهد لحماية أهلهم، وتوفير أبسط مطلوبات حياتهم، فهم حتى في خطاباتهم لا يكترثون بمآسي أهلهم ولا يذكرون الشهداء والجرحى والجوعى والمشردين!
لا تنسوا أننا بعد أربعة وسبعين يوما من حرب استئصال فلسطينيي غزة مازلنا نراهن على انهيار اقتصاد إسرائيل وحكومتها!
إسرائيل أيها الكرام ليست دولة، بل مشروع استعماري عالمي يُرمم مؤسسوها اقتصادها في ساعات، أما نحن فلن نجد مَن سيرمم حيا واحدا من أحياء غزة بعد سنوات طويلة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نتمنى لكم حسن العاقبة والنصر ولكن...!!!
سمير أل طوق البحراني ( 2023 / 12 / 20 - 04:54 )
يقول الامام علي عليه السلام. من استبد برايه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها. هل ما قامت به المنظمات الجهادية وعلى راسها حركة حماس كان باتفاق بين جميع القيادات الفلسطينية و مدوس النتائج والمآلآت ام ان انه راي فردي؟؟. فاذا كان ما وقع عن دراسة وتخطيط لا لبس فيه فلا تقلق وان كان غير ذالك فلا تقلق ايضا واسال الله النصر لانه وقع الفاس في الراس ايضا.انه من الؤسف حقا ان نرى هذه المجازر التي ترتكب من العدو الصهيوني لابادة البشر والحجر بحجة الدفاع عن النفس وتحرير الرهآئن ولكن ما تكشفه الاحداث هو غيرذالك تماما والهدف هو جعل غزة غير صالحة للسكنى وما تحرير الرهآئن الا وسيلة لنتفبذ المخطط الارهالبي. الدفاع عن الوطن واجب شرعي ولكن ايجاد العدة ومستلزمات الحرب لسكان الارض اولا وليس ترك الحبل على الغارب اعتمادا على القوانين الدولية في ادارة الحروب لان (البقاء للاقوى ) لا غير.نتمى ايقاف هذه المجازر وحسن العقاقبة ونقول لشهداء غزة:
سنبكيكم ما در لله شارق ** ولاحت نجوم الليل مبتدرات.

اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز