الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في تونس عِناد المعارضة... و عِناد الحكومة في اسرائيل!

كريمة مكي

2023 / 12 / 19
القضية الفلسطينية


السيد أفيخاي أدرعي:
السلام عليك يا ابن العم،
إليك بقيّة ما كتبت.
سيبقى في حبري دائما بقيّة... مادامت فلسطين محتلّة و مادُمت بينكم حيّة!
كيف الحال عندكم الآن؟
نحن دائما نقول الحمد لله على كلّ حال.
الخير قادم، بإذن الله، لنا جميعا فلا تغتم كثيرا يا ابن العم و أبشر بالسّلام أنت و أهلك، فالعاملون عليه أكثر مما يتصوّر الأشرار المتعطشين دوما للحروب و الفِتن.
حدّثتك سابقا عن الصحيفة التونسية الورقية التي رفضت نشر رسالتي إليك دون تبرير واضح رغم أنّها نشرت لي مقالات و نصوص أدبية عن فلسطين و عن غيرها و لكنها رفضت نشر رسالة السلام تلك و أيضا بعض مقالاتي التي تتحدّث عن واقع السياسة في تونس و بخاصة تلك التي فيها حديث عن المعارِضة التونسية عبير موسي.
لماذا يا ترى امتنعت الجريدة المذكورة، في نفس الفترة تقريبا، عن نشر رسالتي إليك و كذلك مقالي الأخير عن عبير موسي!
يبدو الأمر في الظاهر بعيدا عن بعضه بُعد تونس عن فلسطين و إن كان لا يراه جدّ مترابطا إلاّ من كان ذا رأي و ذا بصيرة!
إليك رأي الخاص:
ربّما ظنّ القائمون على الجريدة الأكثر انتشارا في تونس أنّ مقالي ذاك قد يُحرجهم مع تلك الهاوية السياسية التي مازالوا يتخيّلون إلى اليوم أنّه سيكون لها مستقبلا سياسيا في تونس!! ( بالضبط مثلما تتخيلون أنتم اليوم أنه مازال لكم مستقبلا في فلسطين من بعد الطوفان)!!
في مقالي الأخير عنها، الذي لم يُنشر عندهم كما قلت و لكنه الآن منشور بموقعي الخاص بالحوار المتمدّن، كنتُ اعتبرتُ أنّ عبير موسي هي من كشفتْ أوراقها المُخادِعة و قضت بالكامل على أيّ مستقبل سياسي لها و ذلك من بعد أن صارت نائبة على الشعب بكِذبة إرجاع الأمن و الاستقرار لتونس ( بالضبط كما تدّعي دوما و تكذب عليكم حكومتكم : حكومة إسرائيل).
فمن يوم أن صارت نائبة على الشّعب ودخلت إلى مجلسه بنواياها المُبيّتة و هي في انحدار سياسي مُرعب... و إن كانت تظنّ عكس ذلك و بأنها قد حكمت مجلس الشعب و فعلت فيه ما تُريد بالجماعة المُطبّلة لها و بالبوق الذي ظلّت تحمله بين يديها زمنا طويلا عندما كانت تعِيث في أركان المجلس صراخا و عويلا و تصويرا (أي بالضبط كما قضت اسرائيل من بعد الطوفان على مستقبل وجودها في فلسطين و بالتحديد من يوم أن دخلت غزّة المباركة و هي تظن أنها ستنتهي سريعا من المقاومة و تضمّ القطاع إليها بعد أن تعِيثَ في البنيان تخريبا... و في السكّان تقتيلا و تهجيرا!!).
آه... يا ابن العم لو كنت من القارئين، كنتَ وفّرت عليّ الحبر و الجهد وفّرت الكثير على حكومة اسرائيل!
لقد كنتُ نبّهتُ إلى نهايتكم الوشيكة من بعد الطوفان في مقال نشرَته وقتها الشروق مشكورة و عنوانه: يا أولاد العم: ارفعوا أيديكم ...رجوعا للحق... و استسلاما.
هل قرأتموه ؟؟؟
كأنّكم لم تقرؤوه!
أنا مثلا قرأت أنّ ʺموشي دايانʺ قائد جيشكم الرّاحل قال أن العرب لا يقرؤون. و المعنى الذي أراد إيصاله لكم، و فهمتُهُ منه، هو أنكم بخلافنا، نحن العرب، أنتم اليهود تقرؤون و تقرؤون كثيرا!
فهل قرأتم ما كُتِبَ لكم أم أنّكم لم تقرؤوا مثل عبير موسي التي كتبتُ لها منذ مارس 2021 بأنّها عمّا قليل سترحل هي و شيخ الإخوان عن أرض السّياسة في تونس لِترك المجال للصادقين و الصادقات في حبّ تونس ليعتنوا، تمام الاعتناء بأرضنا الجميلة الخضراء.
لو قرأَتْ ما كتبتُ عنها وقتها لكفّت عن الغرور و عن العناد و التهريج (كما يفعل معكم اليوم المغرور العنيد نتنياهو و أنتم المساكين له خاضعون و مقهورون).
لو قرأَتْ... لَمَا وجدت نفسها اليوم وراء القضبان في السجن،(و هو حتما مصير نتنياهو إن لم يَسبِقه موتا و أرجّحُ أن يكون انتحارا)، ذلك السّجن الذي أتمنّى لها خروجا قريبا منه لِتعتني، كما يجب، ببناتها و تُحسن تربيتهن بما تعلّمته من تجربتها الأليمة لعلّهن يتجنّبنَ المصير المحتوم لكلّ أصحاب العِناد و الغرور!
يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟