الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تثبيت الامن وحل المليشيات هل هو شعار للاستهلاك والدعاية ام ضرورة حتمية لاستمرار الدولة العراقية؟

رزاق عبود

2006 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود
للوصول الى حل لاستتباب الامن، والقضاء على الارهاب، وانسحاب السلاح والجماعات المسلحة من الشارع العراقي، لابد من معرفة الاسباب الرئيسية لظهورالجماعات المسلحة، واشتباك المواقع. فالقوات العراقية مخترقة من المليشيات، والمليشيات مخترقة من الارهابيين الصداميين، والتكفيرين، وتعمل على تاجيج الوضع لتبرير وجودها. كما ان تقصير القوات الاجنبية التي تدعي انها موجودة لحفظ الامن واخفاقها الكامل هو مبرر اخر للمليشيات ودعوة صريحة لعدم الثقة بالدولة الجديدة وتشكيلاتها المسلحة ونظامها الديمقراطي. عدم تفعيل قانون مكافحة الارهاب ساهم في تمادي القوى الاجرامية، والطائفية، وسيطرة العصابات المسلحة على الشارع. اطلاق سراح الاف المجرمين المتمرسين على القتل، قبل سقوط النظام عامل اخر، وامر مخطط له بعناية، ولديهم خطط مسبقة، ومستجدة لتنفيذها. تترافق وتتناغم مع الفضائيات التي تمول وتسير من نفس الجهات الحاقدة على التغيير في العراق. فوضى عارمة فالميلشيات تملك مثلا نفس اجهزة، ومعدات، وسيارات الجيش والشرطة، وملابسهم، مما فتح المجال للشكوك بين اطراف الحكم، وعدم الثقة باجهزته المسلحة التي هي موضع اتهام دائم ومبرر في معظم الاوقات. ولد لدى المواطن حيرة وخوف من كل المسلحين. وهذا تطلب من بين امور اخرى دعاية، واعلانات تكلف خزينة الدولة الملايين من الدولارات لتدفع المواطن للتعاون مع الاجهزة الامنية. القوات الاجنبية تقوم بتجاوزات على المواطنين المدنيين، وعلى القوات المسلحة الحكومية مما يضعف هيبتها. انفلات عمل قوات الاحتلال بحيث يعرقل استتباب الامن، والنظام، ويخلق حاجز من الخوف، والتحسس، وعدم الرضى، سواء لدى المواطن العادي، اوالاجهزة المسلحة للدولة. تم شراء الاسلحة من المواطنين، وهذا شجع على السرقة من الجيش والشرطة لبيعها، او قيام اعضاء الشرطة انفسهم ببيعها. لقد تم تدمير اسلحة وعتاد كثير ثم اشتري نفس العتاد والسلاح مرة اخرى. خسارة مالية، وانتظار حتى وصول السلاح والعتاد الجديد. في حين ان المليشيات والارهابيين لهم خزين رهيب من السلاح والمعدات. لم يتم تفعيل القضاء بالشكل المطلوب كما ان الاجهزة التحقيقية، والقضائية مخترقة، وبعضها محسوب بالكامل على النظام السابق والدليل حالات الافراج عن مجرمين معروفين، او اختفائهم من السجون مقابل مبالغ معينة، او الافراج عنهم "لعدم كفاية الاداة" او بكفالة، وعودتهم مرة اخرى الى العمل المسلح مع خبرات، وعلاقات، وصلات جديده. تعدد الجهات المسلحة: جيش، شرطة، حرس وطني، حرس حدود، مخابرات، حمايات الشخصيات والمؤسسات( ف ب س) حرس، ميايشيات، وهكذا. بحيث اختلط الامرعلى المواطن، والجهات الرسمية نفسها. فالحمايات، وفرق الموت صارت ميليشيات خاصة تتبع احزاب، ومنظمات، واحيانا اشخاص، او اجهزة، وكلها فوق القانون. وهم لم يحموا احد ولا مؤسسة ما. فالاغتيالات، والاختطافات للمسؤولين والسياسيين مستمرة، وتفجير الدوائر، والمؤسسات لم يوقفه احد منهم. تحرك قوى النظام السابق بسبب حل الجيش، والاجهزة الامنية المختلفة والمتعددة، وانسداد الافاق امام افرادها، والخوف من الانتقام العشوائي، وعدم تفعيل القضاء لمعقبة مرتكبي الجرائم من رجال العهد البائد. وبعضهم استغل دعوة السيستاني وسياسة الاحزاب الدينية بقبول ما يسمى بالتوابين الذي اطلقوا اللحى، وحملوا السبح. ولكنهم ظلوا يحملون كل الحقد للشعب، والتغيير وبقوا امناء لاسيادهم وقدموا لهم كل المعلومات وساعدوهم في انتحال الصفات والشخصيات، ورغم النداءات المتواصلة لتعاون المواطنين فهذه الظواهر ووجود رجال النظام السابق في اعلى المستويات يجعل المواطن يتردد في التعاون. ان تعدد وتشتت المجموعات المسلحة يصعب امر القضاء عليها. وتعددها، اما تكتيك متقن على اساس حرب عصابات لخلايا تتحرك حسب محيطها وظروفها وامكانياتها. واما انه ليس لها قيادة موحدة، او قيادات تعمل لهدف ما، الهدف الوحيد هو خلط الاوراق، وسفك الدماء وتحويل مبدا "الفوضى الخلاقة" الذي تنظر له رايس ضد القوات الامريكية. يدعون محاربة المحتلين، وهم في الواقع يحاربون الشعب بسلاح المحتلين، واسلوبهم، وفلسفتهم. لكن الفوضى هنا قتالة.

في كل بلد، وخاصة من مر في ظروف العراق كان غصن الزيتون دائما ترافقه البندقية. لان الاوهام حول النيات الطيبه سذاجة سياسية يدفع ثمنها المواطن من دمائه كل لحظة. فهل تمد يدك للتكفيريين ودينهم القتل وقد كفروا الجميع وحللوا دمائهم؟ ام المصالحة مع من يريد اعادة الامور الى الوراء، ويتحدث بصراحة عن افضلية النظام السابق؟ كما ان مثل هذه القوى الدمويه تعتبر نداءات المصالحة علامة ضعف ولذا يجب ان يترافق هذا النهج مع القوة. فقد تعهد الكثيرون بوقف النزيف ووقف القتل ولم يتوقفا. بل كانت وسيلة، وفرصة لملمة الصفوف، واكتشاف مواطن الضعف وضربها. فالعنف الارهابي كله هو لوقف العملية السياسية. مجموعات صدامية ارهابية متحالفة لاسقاط الوضع الجديد. والا فمن هي المقاومة، ومن هي المجاميع المسلحة التي يدعي الطالباني، والمالكي وغيرهما اللقاء بهما؟ وماذا اثمرت ياترى هذه اللقاءات؟ توجد فرصة للعمل السياسي لكل الاطراف. فلماذا التسلح اذن؟ كان من الخطا التخلي عن السياسة التي اتبعها اياد علاوي بان التفاوض يتم فقط مع من يلقي السلاح ويؤمن بالعملية السياسية. ولكن الاعتراف الرسمي بما يسمى "المقاومة المسلحة الشريفة" اتاح المجال لكال العصابات الاجرامية، والمليشيات الطائفية، ان ترفع السلاح بحجة المقاومة الموجهة ضد الشعب الاعزل. كان المفروض استخدام عامل الردع لتثبيت هيبة الدولة والردع هنا ضد المتجاوزين وليس ضد المواطنين الذين وقعوا بين مطرقة الارهاب وسندان شلل الدولة. فمن اختار العملية السياسية لايحتاج الى السلاح. فاما مع العملية السياسية، او ضدها. فالاحتلال مرفوض من الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: -الذخائر الموقوتة-.. إرث مسموم من ألغام الحربين العال


.. أحزاب فرنسية تسعى للتصدي لليمين المتطرف.. كيف؟




.. أفكار الانتحار.. هل تراود أطفالنا دون أن نعلم؟| #الصباح


.. صدامات بين أتراك وسوريين ومساع ومواقف من النظامين للتقارب وإ




.. الانتخاباتُ الفرنسية.. زلزالٌ يَضرِبُ أوروبا #بزنس_مع_لبنى