الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جماليات التشكيل اللغوي والتنغيم الموسيقي في قصيدة (لا أبالي) للشاعر واثق الجلبي

واثق الجلبي

2023 / 12 / 20
الادب والفن


قراءة / أياد النصيري
واثق الجلبي كاتبٌ وروائيٌ وشاعرٌ وصحفيٌ واثقُ الجلبي شاعرٍ أصيلٍ معاصرٍ عذبٍ يكتبُ الشعرُ بسلاسةِ حتى لوْ سمعها الأميُ يفهمُ المقصودُ وهذهِ المقدرةُ على التوصيلِ نادرةً وشعراءَ قلائلَ عندهمْ هذهِ القدرةِ وبسببها وصلوا إلى القارئ وغيروا فيهِ فأحبهمْ والجلبي من هؤلاءِ الشعراءِ . قديم شعرهِ جزلٍ مسبوكٍ ببراعةٍ ولكنَ الشاعرَ أخذَ منْ قديمهِ فصاحةَ اللغةِ وعذوبةِ الموسيقى وطوعِ الصياغةِ حتى غدتْ معاصرةً تماما ثمَ استقرَ على هذا الأسلوبِ تاركا للموضوعِ تلوينَ كلِ قصيدةٍ منْ قصائدهِ بلونٍ خاصٍ ولحظةِ عاطفيةٍ محددةٍ بزمنٍ وظرفٍ خاصينِ يمنحانِ القصيدةُ طعمها لهُ مجاميعُ شعريةٌ ( رسالةُ حبِ وشواطئِ اللؤلؤِ وهيَ مجموعةٌ شعريةٌ ) و ( تسبيحةٌ عاريةٌ ) ( مجموعةٌ شعريةٌ ) لهُ عدةُ رواياتٍ منها ( كلُ أنواعِ الحليِ لا تفيدُ الموتى ) و ( يوسفْ لا يعرفُ الحبُ ) و ( شفاهُ الشطرنجِ ) و ( للقلبِ فم آخر ) و ( فقيهْ الطينِ ) . . لهُ مجاميعُ قصصيةٌ منها ( قشرةُ الملحِ - و ( لحاءُ الطباشيرِ ) و ( الاغتيالُ الأزرقُ ) وروايةٌ ( منطقُ الطيرِ والشيخِ يوسفْ عملٌ في أغلبِ الصحفِ العراقيةِ وأسسَ بعضا منها جريدةَ الموقفِ وترأسَ تحريرها وجريدةُ العهدِ وجريدةِ الكلمةِ الحرةِ وجريدةُ اللواءِ وجريدةِ المشرقِ وجريدةِ البينةِ وجريدةِ البينةِ الجديدةِ التي يعملُ سكرتيرا لتحريرها وجريدةِ العراقيِ وجريدةُ المراقبِ العراقيِ وجريدةُ الدستورِ وجريدةِ المرآةِ وجريدةِ التآخي وجريدةِ النهارِ --القارئِ لكتاباتِ ونصوصِ الشاعرِ واثقِ الجلبي يلحظَ تطورا وتغيرا جذريا سواءٌ منْ ناحيةِ الشكلِ أوْ الأسلوبِ أوْ اللغةِ محافظا مرةً على شكلِ القصيدةِ العموديةِ ملتزما بالقافيةِ والوزنِ ومجددا مرةً أخرى سواءٌ منْ ناحيةِ المضمونِ واللغةِ أوْ منْ ناحيةِ الشكلِ ورافضا الالتزامَ ب أطرَ القصيدةِ القديمةِ . فهوَ لا يحبُ البدايةَ ولا يريدُ أنْ يكونَ آخر الشيءَ مثلٍ أولهِ (لا أبالي) صدى للرُّوح واسترجاعات واستدعاءات ..حنِينٌ وعزْفٌ على أوتار الرُّوحِ التي تُغدِّي تجربته في عالم الكتابة والإبداع من النَّحت من عالم الطَّبيعةِ والإنسان بكل تلاوينه فيرسم لوحة فرحٍ غامرٍ المُبدعَ واثق الجلبي يدغدغ حواس المتلقي بتوليفاته المتناغمة ونسيجها الإبداعي وكيمياءات الروح المتجانِسة وكأنه يعزِفُ نوتات موسيقى هادئة تُغْري النَّفس وتُطربُ الأسْماعَ الاتجاه الرومانسيِ بدتْ ملامحهُ طافحةٌ في البنيةِ النصيةِ القائمةِ على التراكيبِ الموحيةِ بانطلاقِ القريحةِ الشعريةِ بوصفها وسيلةً للتعبيرِ عنْ الذاتِ الشاعرةِ الداعيةِ إلى الطبيعةِ بغيةِ ترطيبِ توجهها النفسيِ ومزاجها الانفعاليِ ليكونَ أكثرَ قدرةً على استيعابِ مناطقِ البوحِ الشعريِ حيثُ وجدتْ لها مستقرا فنيا في ذهنيةِ الشاعرِ التي أخرجتها بطريقةٍ يختلطُ فيها الواقعيُ بالمتخيلِ لتكونٍ مرتقيةٍ إلى المستوى الفنيِ الذي أرادهُ الشاعرُ لها وهوَ يقفُ على هرميةِ التجلي الرومانسيِ في صوغِ أفكارهِ المقاربةِ في أثرها الفنيِ والنفسيِ أنَ إفرازاتِ المعطياتِ الموسيقيةِ لهذا النصِ تشيرُ بوضوحِ إلى تأثرِ الشاعرِ بتجربةِ الشعراءِ الروادِ منْ خلالِ اعتمادهِ تفعيلاتِ البحورِ الصافيةِ في صياغةِ أفكارهِ ورؤاهُ الإبداعيةِ منْ حيثُ إنهُ أتمَ بناءَ نصهِ الموسيقيِ فضلاً عنْ ذلكَ فإنَ الشاعرَ لمْ يكنْ متناسيا محورَ الأثرِ الفنيِ للقافيةِ لأنها ( تحاصرَ ذهنَ الشاعرِ وتموسقهْ فيصبحُ قادرا على الإبداعِ وتتفجرُ في ذهنهِ معانٍ ما كانَ ليصلَ إليها لولا وجودُ القافيةِ ) فكانَ للاستشرافِ الثقافيِ للشاعرِ وحدودِ إطلاعهِ أنْ يمضيَ أثرهما في تجربتهِ الإبداعيةِ التي جعلتْ منْ الوعاءِ النصيِ حاضنةً للهندسةِ الصوتيةِ المؤسسةِ للتنابرْ الإيقاعيِ المنسجمِ وبذلكَ يكونُ الشاعرُ محققا للمجاوزةِ الموسيقية التي أخذتْ مظهرا تجديديا ينسجمُ وتوجهاتهِ الساعيةَ إلى تحديثِ الرؤى الفنيةِ وإبعادها عنْ الرتابةِ والجمودِ بيدِ أنَ ذلكَ التغييرِ جاءَ بنحوِ منضبطٍ لمْ يتخلَ عنْ الانطلاقِ منْ أواصرِ التنغيمِ الموسيقيِ الأصيلِ ليكسيهُ حلةٌ جديدةٌ تتماشى ورغبةَ الشاعرِ في موسقة النصُ بطريقةٍ إيقاعيةٍ ابتعدتْ في اتجاهها الموسيقى عنْ التوجهاتِ الوزنيةِ الثابتةِ في عددِ مقاطعها وأنواعَ عروضها المعروفة في قوانينها انتقالٌ وتِجْوالٌ بين عرْصات هذه المشاعر التي تجتاح الذات دفقات الرُّوح وفَيْضِ الْخَاطِرِ يَتَوشَّح الشاعر ريشة الإبداع لينقل لنا دفقاته الروحية الوجدانية فتَسَّاقط حُروفاً بَهِيَّة ألقة تُلامِس إحساس القارئ/ المتلقي الذي يسْتعْذِبُ اهتزازات الحروف وترانيمها هنا في هذا النص نجد الشاعر واثق الجلبي اشتغل وبحرص على انتقاء مفرداته بعنايةٍ وكأنه ينسجُ نَسِيجاً بهِيا أو يصنع عقدا بديعاً قوامه اللغة الرَّشيقة وهذا ما لمسناه في متن النص حيث الانتماء إلى فضاء القصيدة العربيّة التقليديّة في اعتمادها قصيدة الوزن معياراً إبداعيّاً مركزيّاً للنصّ الشعريّ بمعنى أنّ هذه التجربة من حيث الجذور تعود إلى المرجعيّة المعروفة للشعريّة العربيّة القديمة في تقاليدها الشعريّة المتوارَثة ولأجل التجديد والتطوير والتحديث في هذا السياق لا بدّ من حضور فاعل وبارز لطبيعة الوعي الشعريّ الثقافيّ والجماليّ العارف والقادر على التغيير ضمن رؤية نافذة تتضمّن معالم الاجتهاد اللغويّ والصوريّ والإيقاعيّ وملامحه بدرجة عالية من المعرفة، للعمل الصحيح والوافي على إحداث ما هو مطلوب من تطوّر في كلّ مرحلة من مراحل التجربة وعلى نحو شديد الوضوح والقيمة والإنجاز لقدْ جاءَ التكرارُ ليكشفَ لنا عما تموجُ بهِ نفسُ الشاعرِ تجاهَ اللفظِ المكررِ إذْ يكتسبُ التركيبُ معانيَ إضافيةً معَ كلِ مرةٍ يتكررُ فيها مما يقوي ويؤكدُ الدلالةَ المطروحةَ ويجعلُ الحركةَ الناتجةَ عنْ هذا التكرارِ إيقاعا يسري في بنيةِ النصِ كما تسري هذهِ المعاني المتدفقةِ ثمةَ شكلٌ آخرُ منْ أشكالِ التكرارِ في الشعرِ ألا وهوَ تتابعُ اللفظِ المكررِ في أواخرِ السطورِ ( لا أبالي ) بشكلٍ متتالٍ وتتعددُ مظاهرُ هذا النمطِ التكراريِ ويحققُ هذا الشكلِ بملامحهِ المتعددةِ توازيا صوتيا واضحا نتيجةِ للترجيعِ الصوتيّ كما أنهُ يساهمُ في ترابطِ مكوناتٍ / سطورُ القصيدةِ فهوَ وسيلةٌ ناجحةٌ في تمديدِ العبارةِ وعرضَ الكثيرُ منْ تفاصيلِ الفكرةِ / الصورةُ التي يعرضها وهكذا نقرأُ جماليةُ النصِ لما يحتويه من المشاعر والأحاسيسْ المتباينةَ حيثُ اجتاحتْ ذاتَ الشاعرِ فانبرتْ لتدوينها بحسٍ شاعرِيٍّ مُرْهَفٍ من خلال امتطاء صهوة الحرف الذي يأبى إلا الانكتاب من خلال لغة أنِيقَةٍ جميلةٍ وشاعرية النص أشهيق الرب يستعصى منالي كدموع المسكِ من عينِ الغزالِ أم رجوعُ الأمس في كهفِ المُحالِ فأنا محضُ ظلالٍ في الظلالِ لا أبالي ليتَ شعر الأمس قد عادتْ خطاهُ أُجلّ الحرفُ وكم كلتْ يداهُ ماتتْ الأغصانُ واستعدى مداهُ لن يعودَ الأمرُ في سربِ الرجالِ لا أبالي ومليحُ الطرفِ والقدِ تثنى يُحرِقُ القلبَ بما كان تمنّى نحنُ فردٌ ولهُ ما ليس منا هل يكونُ الوصلُ في عنفِ القتالِ ؟ لا أبالي أقرأ الصدرَ لذيذا منهُ يؤتى يستفيقُ الصمتُ بعد النومِ صوتا وحياةُ لحبيبٍ ما نساهُ الآن حتى يطعن الناتئ في سوح النزالِ لا أبالي كم من صيامٍ صامتْ الأيام فينا وأتانا العيدُ في العيد حزينا قاب قوسينِ شموعا قد بقينا لحظة النجم بأحضانِ الليالي لا أبالي والتصقنا حدّ أوجاعِ الثكالى بنعيمِ الوصل قد كنا ثمالى ما رأينا الصوتَ إلا يتعالى يلثمُ الثغر ويُغذيهِ إقتبالي لا أبالي في زحامِ العشقِ فاهٌ وقصيدة وامتشاقُ الغصنِ في كفٍ عتيدة إنها في الوصل تبدو كالعنيدة أسقطتْ صدر الندى فوق السلالِ لا أبالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة