الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مؤتمر دولي للمصالحة الوطنية وانهاء العنف في العراق

نوزاد جرجيس

2006 / 11 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


مع انتهاء الانتخابات الامريكية النصفية التي ستؤدي الى سيطرة الديمقراطيين على الاغلبية في مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الامريكيفي شهر يناير القادم والتغيير الذي حصل في قيادة البنتاغون الامريكية بترشيح الادارة الامريكية لروبرت غيتس لخلافة دونالد رمسفيلد بدأت التكهنات حول ما ستقدمه مجموعة الدراسة حول العراق ( التي يرأسها جيمس بيكر /جمهوري - وزير الخارجية السابق و لي هاملتون/ديمقراطي-الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي) في تقريرها النهائي للادارة الامريكية خلال الاسابيع المقبلة من مقترحات ومضامين جديدة للخروج من المأزق الامريكي في العراق ,حيث يعتبر جيمس بيكر شخصية تعود للمدرسة السياسية الواقعية ( التي انتهجها جورج بوش الاب خلال فترة حكمه للبيت الابيض ) و بحكنته السياسية في امكانية تغيير الاوضاع لاعادة الهيبة السياسية الامريكية في المنطقة حتى لو تحتم على الادارة الامريكية على الحوار مع دول اقليمية صنفت سابقا بمحور الشر من قبل الرئيس الامريكي جورج بوش ,قبيل الانزلاق لخطر الفشل العسكري والسياسي للادارة الامريكية في المنطقة من خلال الدعوة الصريحة لفتح باب الحوار مع ايران وسوريا لمعالجة الوضع الامني المتدني و الفوضى السائدة في العراق و تجسدت اولى الخطوات بهذا الاتجاه ( كما يبدو ) من خلال ترشيح العضو السابق في المجموعة هذه لمنصب وزارة الدفاع ( روبرت غيتس )ليمضي بالمسلك الجديد للاستراتيجية الامريكية التي توصي بلغة الحوار لتجاوز الفشل .
المراهنة على الحلول السحرية والسريعة المنتظرة من مجموعة بيكر-هاملتون حول العراق فيها قسط من المبالغة وقصر النظر لسببين اثنين محسوبين على المؤثر الوطني العراقي والامريكي .
في المؤثر الامريكي حيث ستقدم مقررات المجموعة اعلاه على هيئة مقترحات للادارة الامريكية لا يمكن الجزم انها قد تأخذ بها كورقة عمل استراتيجية ولكنه من المؤكد انها ستقوم بدراستها.
كونداليزا رايس ( وزيرة الخارجية الامريكية التي رافقت رئيسها في رحلته الى جنوب اسيا ) استبقت الاحداث وصرحت من فيتنام برفض الادارة الامريكية للحوار المباشر مع ايران حول مجمل الامور المعلقة برغم ما اشارت اليه صحيفة ( النيويورك تامز ) الامريكية عن قيام جيمس بيكر بالتحدث الى المسؤليين السوريين والايرانيين في واشنطن تمهيدا لتقرير مجموعته حول مدى تقبلهم لهذه الطروحات و كيفية الشروع بالفكرة ,و بلاشك ان سوريا وايران لن يقدما على مساعدة الادارة الامريكية على التخفيف من مأزقها في العراق دون تقديم شروطهم ومآربهم على طاولة الحوار , واتضح لاحقا بعض التجاوب من الجانب السوري للتعامل مع المعادلة الجديدة من خلال ارسالها السيد وليد المعلم ( وزير خارجيتها ) للعراق في اول بادرة سياسية سورية تجاه الحكومة العراقية منذ سقوط الطاغية صدام , في اشارة الى حسن نيتها في التعاون والمساهمة في جلب الامن والاستقرار للعراق ناهيك عن رغبتها العميقة للشروع بالحوار مع الجانب الامريكي لتجاوز عواقب قرارات المحكمة الدولية التي انشأت حديثا لمحاكمة الضالعيين في اغتيال رفيق الحريري و الملابسات المتراكمة على الدور السوري في لبنان.
و لايقل ادخال ايران في هذا الحوار تعقيدآ بل هو متشبك اكثر ومتعدد من ملفها النووي الى دعمها السياسي والعسكري لحزب الله والى انخراطها بالتصريحات العدوانية ضد اسرائيل و نياتها في تقديم قوتها للاعتراف في دورها الاقليمي في المنطقة و تبسيط نفوذها على النظام المركزي في العراق.
الرئيس الامريكي جورج بوش كما عهدناه لن يغيير نظرياته وسياساته بين ليلة وضحاها لمجرد خسارة حزبه الجمهوري في الانتخابات النصفية الاخيرة ولم يبدي اي تجاوبا للافكار الجديدة التي طرحها حليفه البريطاني توني بليير لتفعيل عملية السلام في الشرق الاوسط ودعوته الى ايران و سوريا للمساهمة في اخماد العنف الطائفي في العراق و بذلك نعتبر الجدل القائم حول الغطرسة الامريكية وسياسات الهيمنة والغاء الاخريين قائما لحين بروز مؤشر جديد في خطاب جورج بوش السياسي في المرحلة المقبلة.
اما المؤثر الثاني فهو محلي بحت , اذ ان الدراسة ستفتقر ال معالجة ( الحالة الموضوعية ) للوضع العراقي وستنصب مجمل اهتماماتها على الحفاظ على المصالح الامريكية في العراق والمنطقة بشكل عام لتجاوز ( حالة الفشل ) كما اشرنا و بالاضافة ان مجرد الحوار مع القوى الاقليمية للخروج من الازمة في العراق ليس قادرآ لوحده على اخراج العراق من محنته دون الانتباه الى الاستحقاقات السياسية على الحكومة العراقية والامريكية يستوجب اتخاذها لتسهيل هذه المهمة .في مقدمة ما يستحق على الحكومة الامريكية ( اخلاقيا ) هو اعادة بناء الجيش العراقي على اسس وطنية وسليمة بعيدا عن الولاء الطائفي و المذهبي ويشمل ذلك اعادة الاعتبار للضباط السابقيين في الجيش و زجهم في التكوينة الجديدة للجيش ( متجاوزيين بذلك قرارات هيئة اجتثاث البعث ) وتجهيز الجيش بدقة وعناية وبالاسلحة المتطورة و تأهيله لمحاربة قوى الظلام الارهابية والتكفيرية وفرق الموت البشعة و مساندة الحكومة العراقية على جعل وحدة العراق والولاء للوطن فوق المصالح الطائفية والشخصية الضيقة .
للحكومة العراقية استحقاقات اكثر في الحفاظ على هذه الوحدة وتكريس المصالحة الوطنية الحقيقية والشاملة بالشروع بالتحدث الى الجميع ( باستثاء القوى الارهابية الخارجية) وترسيخ مبادىء الدستور واعطاء زخما قويا لدولة القانون دون الانزلاق للمصالح الطائفية في سلوك الحكومة المركزية كما حدث في تخبطها الاخير في طريقة معالجتها للحصار الامريكي على مدينة الصدر والتساؤلات المشروعة حول الكشف عن حقيقة ما جرى في عملية الاختطاف الجماعي في وزارة التعليم العالي والجهات التي كانت تقف خلفها واسباب تباين التصريحات الحكومية حول مذكرة ( التوقيف ) او (تحقيق) الصادرة بحق الشيخ حارث الضاري الى آخرها من المآخذ الجدية على حكومة السيد المالكي في مدى قابليتها في حل الازمات و مصداقيتها في تعاملها القانوني للجهات التي تتجاوز و تخرق القانون والدستور .
والحكومة العراقية مطلوبة فورا ( مع الدعم الاقتصادي الخارجي ) بتنفيذ مشاريع اعادة تعمير موارد الطاقةو البنية التحتية و الاساسية لاقتصاد البلد و تشريع خطة وطنية لاستثمار العائدات النفطية و توزيع هذه الثروة بشكل منصف و استنادا الى احكام الدستور ومحاسبة المتطفلين على وزارة النفط ثم خلق فرص عمل متاحة للجميع (حسب التقديرات ان نسبة البطالة في العراق تفوق 50% اذا تم استثناء اقليم كردستان من النسبة لتمتعه بنوع من الانتعاش الاقتصادي )لتفادي انضواء العاطلين عن العمل تحت خدمة الارهابيين و افكارهم التكفيرية و كل هذا سيمهد الطريق للمصالحة الوطنية المنشودة.
لازالت الابواب مفتوحة على مصراعيها للمصالحة الوطنية الشاملةو هي الفرصة الاخيرة للاطراف المتنازعة لتجنب العراق ويلات مدمرة اضافية وبما ان دول جوار العراق مدركة مليآ بالسيناريو المرعب القادم فهي معنية ايضا في المساهمة في تدارك الخطر .وبهذا الصدد يمكن للحكومة العراقية استغلال وصاية مجموعة بيكر-هاملتون للحوار الاقليمي حول العراق و الدعوة التي قدمها مؤخرآ هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق والمقرب من الادارة الامريكية الحالية لعقد مؤتمر دولي حول العراق بالمبادرة والدعوة الى عقد مثل هذا المؤتمر ليشمل جميع الاطياف السياسية العراقية بما فيها المعارضة المسلحة والدول المجاورة للعراق ( ايران,سوريا,تركيا,الاردن,السعوديةوالكويت)بالاضافة الى اميركا وبريطانيا وممثلين عن الاتحاد الاوربي والامم المتحدة وبشرط التمسك بالخيوط الاساسية في وضع الاجندة المطروحة على طاولة الحوار من منظور وطني عراقي بعيدا عن الاحتكار الامريكي لقرارات المؤتمر السياسية وفسح المجال امام الجميع بلا استثناء لطرح اجندتهم دون الخضوع لاي فيتو امريكي
المعيار الاساسي للاجندة الموضوعة على طاولة الحوار قد تبدأ ولا تنتهي بتحديد الاسس العامة للمصالحة الوطنية عبر الاستماع الى اهداف ونوايا التمرد المسلح والمعارضة و تقريب وجهات النظر لاشراكهم بالعملية السياسية وتتشكيل لجان مختصة لاعادة النظر وتعديل بعض مواد الدستور العراقي بما فيه فيدرالية المحافظات ( عدا فيدرالية اقليم كردستان ) ثم الاقرار بنزع سلاح كافة الميليشيات واحتكار حمل السلاح للجيش العراقي ومطالبة دول الجوار بتعزيز جهودها لمراقبة حدودها الدولية مع العراق وايقاف كافة انواع المساعدات للمعارضة والميليشيات المسلحة وتحديد مسؤليات قوى متعددة الجنسيات وثم صياغة قرارات مناسبة لانهاء وجودها لاحقآ.وعلى هذا السياق يمكن فتح قنوات الحوارحول الملفات الاقليمية الاخرى العالقة للبت بها مستقبلا.
المعضلة البسيطة الباقية:من سيمثل المعارضة المسلحة ؟ وهل هي موحدة في نواياها؟وهل هي جاهزة لطرد الارهابيين من العراق ؟ وهل هي مستعدة للتخلي عن اوهام احتكار السلطة ؟
المستقبل سيكشف لنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط