الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطوار-الكرسي قصتان قصيرتان جداً

كامل الدلفي

2023 / 12 / 21
الادب والفن


اطوار
قصة قصيرة جدا

دهشا وهما يلتقيان على غير موعد في مقهى ام كلثوم ، بعد فراق إجباري أملته عليهما المتغيرات الوطنية التي حدثت جراء العاصفة العاتية لثقافة الانسان الأخير.. ظل فيهما رمق من ذوق فني يحن الى الغناء الكلاسيكي الخالد، قكانا يستعذبان صوت السيدة لذيذا بطعم الشرق وسحره المذهل.. حضنا بعضهما البعض، وتبادلا قبلا حارقة، واسئلة عطشى عن الاهل والاولاد ...
دخلا بالحديث الى دائرة ادمانهما العصي، فقلّبا بالوصف مرتكزات المفاهيم التي دافعا عنها عمرا وهم يرون أركانها تنخلع وأبنيتها تتهاوى .. الشاي الساخن يساعد في تقريض الاحاديث عن الحزب البروليتاري والثورة الاشتراكية ، وحلم المساواة في الايديولوجيا والطبقيات ، وهما يستعيدان بنشوة مسكرة حميمية الاجتماعات السرية القديمة ، وبينما هما كذلك في لذة مناخ مخدر كأفيون، فطنا كمن يفيق من حلم الى صوت الاذان ... اشارا الى بعضهما.. انها الصلاة... تركا المقهى .... ذهبا دون وعي كلا باتجاه مسجده...!




الكرسي
قصة قصيرة جدا

لطمت خدها امام العائلة التي تنتظر بصبر في الصالون الكبير نادبة :
- لم يعد معهم ...فانسحب هو وسط دهشة الجميع ! .
كابر على نحو مفتعل مشى ببطء دون ان يعير اهمية لنظرات احد من الجالسين الذين صوبوا نظراتهم اليه ، توجه الى رشاش الماء في الحديقة فلم يجده ، ولم يجد السنديانات أو الظليات وكذلك اشجارالرمان و السدر و الكالبتوس.. بل الحديقة و البيت بأجمعه لم. ... ولم ..وجد نفسه في كرسي من معدن يخص المعاقين وهي تنحني حين تضع الفوطة البيضاء على صدره ليتناول صحن الحساء ، وتمسح بمنديل على جانبي فمه المتهدل ، سرح النظر باسى حارق ..
انقضت عشرون عاما على تلك اللحظة ، ولم يزل يسمعها بوضوح وهي تندب : لم يعد معهم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الدكتور حسام درويش يكيل الاتهامات لأطروحات جورج صليبا الفكري


.. أسيل مسعود تبهر العالم بصوتها وتحمل الموسيقى من سوريا إلى إس




.. فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن


.. كريم السبكى: اشتغلنا على فيلم شقو 3 سنوات




.. رواية باسم خندقجي طلعت قدام عين إسرائيل ولم يعرفوها.. شقيقته