الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنسيق الفرنسي ، الإسرائيلي ، المغربي ، الإماراتي ضد الجزائر إلى أين ؟

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2023 / 12 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كانت الحرب الباردة هي مواجهة سياسية ، وإيديولوجية ، وأحيانا عسكرية بشكل غير مباشر، التي دارت أحداثها خلال 1947-1991 بين أكبر قوتين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية هما الولايات المتحدة الأميركية ، والاتحاد السوفياتي. وكان من مظاهرها انقسام العالم إلى معسكرين : المعسكر الشيوعي الذي تزعمه الاتحاد السوفياتي ، و المعسكر الليبرالي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية. فإنه بذلك صار لكل دولة من دول العالم منافسين ، و حُلفاء ، و أصدقاء ، أو ممتعضين من المواقف و الإديولوجية المتبعة بها . لكن ظل كل شيء في إطار الحدود القانونية التي تُؤطرها العلاقات الدولية ، و تُحددها المصالح الإقتصادية ، والتجارية ، و المالية ، و الثقافية و الدبلوماسية ، و السياسية بين دول العالم ، و إن كانت هناك حالات استثنائية تم فيها خرق القانون الدولي من قبل الدول ذات النفوذ العالمي. كما أن للبعض من هذه الدول أعداءا غالبا ما يكون الصراع حول الحدود الجغرافية الفاصلة بينهما هو السبب الرئيسي في نشوب تلك العداوة ، التي تصل أحيانا حد المواجهة العسكرية ، مما يستدعي بذلك تدخل المؤسسات الدولية كمجلس الأمن الدولي ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، و الوسطاء للعمل على إخماد شرارة تلك المواجهة المسلحة ـ، و العمل على تطويق الأزمة.
فالجزائر كمثل كل دول العالم لها أصدقاء ، وحُلفاء ، و ممتعضين ، كما لها من يُنافسها أيضا في مجالات مختلفة ، خاصة في عرض ثرواتها الطبيعية ، ومنتوجاتها بالأسواق العالمية ، وقد تعتبر تلك المنافسة عادية و طبيعية تتحكم فيها قوانين الأسواق ، و المنطق الذي تفرضه الشركات العالمية الكبرى ، وهي منافسة تجارية ، و اقتصادية مرتبطة بتحديد اسعار المواد المعروضة في الأسواق ، بل هي منافسة يستطيع أن يُحقق منها البعض استفادة كبيرة ،و واسعة أمام منافسيه ، كما أن المعادلة قد تنقلب ،و تتغير في يوم ما فيحصل العكس ، حيث يستفيد من لم يستفيد في السابق ، وتلك هي المنافسة التي لا تصل إلى منطق تحقيق الربح التام ، أو تكبيد الخسارة التامة .
لكن ما يثير الإنتباه و الاستغراب في وضع الجزائر، كونها دولة تختلف عن باقي الدول فيما يخص تكالب بعض الدول التي تتربص بها ، و تُخطط مخابراتها في السر و العلن من أجل تدميرها ، و تخريبها ، و إرجاعها سنوات للوراء ، مع العلم أن هؤلاء يتخذون الجزائر عدوا لهم لا لشيء إلا لأنها ترفض التبعية لهم ، أو لا تريد الإعتراف بهم ، أوتجهر علانية بإجرامهم . فمن هي تلك الدول ياترى ؟ و ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلتها تحقد على الجزائر إلى هذا الحد؟
عُرفت الجزائر بأسطولها البحري القوي الذي تحطّم في معركة نافرين سنة 1827 عندما ساعدت الدولة العثمانية في حربها ،و بعد انهيار الدولة العثمانية وجدت فرنسا فرصة ثمينة التي اغتنمتها للتو لتنفيد مشروعها الاستعماري ، حيث احتلت الجزائر يوم (5 يوليو 1830 - حتى يوم 5 يوليو 1962) . وبما أن هذا الاستعمار دام أكثر من مائة وثلاثون سنة فقد كانت فرنسا تعتبر الجزائر مجرد ( فرنسا الثانية )، لولا الإنتفاضة الشعبية ، و المقاومة الشرسة ، و العزيمة القوية ، التي أبان عنها الشعب الجزائري الوطني المقاوم ، التواق للحرية و الانعتاق ، الذي برهن للعالم عن رغبته القوية ، و عزمه اللامتناهي في تحقيق الاستقلال بكل ما يتطلبه ذلك من تضحيات جسام ، و بكل ما هو غالي و نفيس ، وهو ما جعلها تقدم مليون شهيدا من أبناءها المقاومين من أجل حريتها ، و استقلالها ، وسيادتها، مما أدى إلى انهزام العنترية الفرنسية الاستعمارية ، وإعلان مغادرتها لبلاد المقاومين.
بالرغم من هذه المغادرة فإن فرنسا كانت و لاتزال دولة متربصة بالجزائر في السر و العلن من أجل فرض منطقها الاستعماري عبر التحكم في ثرواتها ، و إقتصادها ، و تجارتها ، وثقافتها ، و فرض إملاءتها ، ومحاولة جعلها مجرد دولة مستقلة ظاهريا ، و محتلة تبعية لها باطنيا ، لما تجنيه من أرباح مالية وراء ذلك ، و كلما أحسن الشعب الجزائري إختياره لرئيس مناسب يمثله ، ويحكمه بأمانة ، كلما ازداد الرفض للهيمنة الفرنسية ، حيث صارت الجزائر كل يوم تحقق المزيد من استقلاليتها ، وابتعادها ، بل فك ارتباطها وفق الرؤية القديمة مع فرنسا ، المبنية على أسس استغلال القوي للضعيف . و لكن فرنسا بدورها لن تبقى مكتوفة الأيدي و ترك الجزائر تحرر تحررا كليا و شاملا ، و هو ما جعل فرنسا اليوم تبحث بكل السبل عن الأنظمة التابعة لها بالمنطقة ، و الأنظمة المرتزقة لتحريضها ضد الجزائر من أجل الإنتقام منها ، و من سياستها ، و توجهاتها ، و مواقفها المساندة للشعوب المحتلة ، واختيارها للنهج التحرري ، وذلك من أجل ممارسة كل أشكال الضغوط عنها ، و مساومتها بهدف إعادتها إلى الصف الفرنسي ، حيث التبعية العمياء ، و تخليها عن مواقفها.
في هذا الصدد وجدت فرنسا في اسرائيل ما تبحث عنه ، حيث أن قاسمهما المشترك هو الرغبة في تركيع الجزائر ، و الإنتقام منها ، و بالتالي لا بد من تسخير الأنظمة التبعية لها و المرتزقة ، وهما النظام العلوي الحاكم بالمغرب ، والنظام القبلي الحاكم بالإمارات العربية المتحدة لتنفيذ تلك المهمة القذرة ، لكن لماذا هذه الأنطمة بالذات ، و ما مصلحة كل واحد منهم وراء الإنتقام و الإساءة للجزائر؟.
لقد تم إختراق مواقع القرار بفرنسا الحالية من قبل الصهيونية ، حيث انتهى شعار الثورة الفرنسية المعروف ب ( الحرية ، المساواة ، الأخوة ) و إلقي به في حاوية الزبالة. نتج عن ذلك انتفاضات شعبية بمختلف المستعمرات الفرنسية السابقة بإفريقيا مدعومة بالقرار العسكري ، و السياسي ، و الأمني لرفض التعامل مع الفرنسين ، و تعويض ذلك بالتعامل مع روسيا و الصين ، كما تبين ذلك الإختراق الصهيوني لفرنسا بالمكشوف من خلال مساندة فرنسا للإبادة التي ينفّذها الكيان الصهيوني الإسرائلي في حق الفلسطينين خاصة بقطاع غزة . و بالتالي كلما توسع استقلال الجزائر على جميع المستويات ، كلما إشتدت حدة المكر، و المكائد ، و الغضب ، و الخديعة و العداوة والبغضاء ضدها بمبررات واهية ، مفادها أن الجزائر هي التي تزعزع استقرار المنطقة ، و تحرض المستعمرات الفرنسية السابقة لرفض النفوذ الفرنسي بالمنطقة.
إذن فيما يخص فرنسا ( فإذا عُرف السبب بطَل العجب ) كما يقال لأنها لا تقبل أن تتخلى عن الأرباح الخيالية التي تحققها من خلال ارتباطاتها الإقتصادية ، و التجارية ، و المالية ، و الجمروكية ، و الفلاحية ، و العسكرية ، و الأمنية ، و في شتى المجالات مع الجزائر.
أما فيما يخص كل من الكيان الصهيوني الإسرائيلي ، والنظام العلوي الحاكم بالمغرب ، و النظام القبلي الحاكم بالإمارات العربية المتحدة فإن الطيور قد وقعت على أشكالها ، حيث أن الكيان الصهيوني الإسرائلي يريد الإنتقام من الجزائر نظرا لما قدمته هذه الأخيرة من دعم و مساندة للفلسطنيين بمختلف توجهاتهم السياسية و العقائدية ، والإيديولوجية ، و للصراع العربي الإسرائلي ، فكما سبق لها و أن ضحت من قبل بأسطولها البحري في مساندتها للعثمانيين ، فهي ضحت بأفراد من جيشها ، و لازالت تضحي بأموالها ، و بنفطها ، وبغازها ، و بأسلحتها في كل المواجهات المسلحة التي اندلعت عبر مختلف المراحل التاريخية بين الكيان الصهيوني و دول الطوق العربي ، أي الدول العربية التي تحيط بفلسطين المحتلة ، وهي كل من لبنان ، وسوريا ، والأردن ، و مصر. مع العلم أن التموقع الجغرافي للجزائر هو شمال إفريقيا ، و هي تبعد الاف الكيلومترات عن منطقة الصراع العربي الإسرائلي ، و مع ذلك فهي إلى حد الساعة لا تعترف بالكيان الصهيوني الإسرائلي الذي اغتصب ، و أحتل الأراضي الفلسطينية ، و اغتال عددا كبيرا ، وقام بتهجير الملايين منهم ، في تحدي سافر لقرارت مجلس الأمن ، و هو ما جعل الجزائر ترفض التطبيع مع هذا الكيان الصهيوني الإسرائيلي، بل تحاربه في كل المناسبات ، وبشتى الوسائل ، وهو ما لا يقبله ، ولن يتقبله هذا الكيان الصهيوني الإسرائلي خاصة و أنه تلقى ، ولازال يتلقى مساندة ، ودعم مباشر وعلني من الدول الغربية التي يسيرها الحكام الصهاينة ، و المتصهينين منهم ، الذين يتشدقون بالأعراف الديمقراطية و بحقوق الإنسان في كل المناسبات. ناهيك على أن الجزائر لا تُساير ، ولا تساند ، ولا تتبنى الحملة الشرسة الصهيونية ، الماسونية الغربية ، و العربية منها ضد ما يسمى بمحور المقاومة ، و وصفها من قبل حلفاء الكيان الصهيوني الإسرائيلي بمنظمات إرهابية كمنظمة حماس الفلسطينية ، و حزب الله اللبناني ، و أنصار الله اليمنيين ، كما أنها ليست ضد حق دولة إيران في التصنيع ، و إمتلاكها التكلونوجية الحديثة ، ومختلف الأسلحة كما هو شأن الكيان الصهيوني الإسرائلي الذي لا يشكل تواجده تهديدا للفلسطنيين فقط بل للمنطقة العربية برمتها.
من هنا يرى الكيان الصهيوني الإسرائلي بدوره على أن الجزائر تشكل خطرا على مستقبله ، وبالتالي يتوجب عليه مواجهة هذا الخطر في حينه. من هنا بدأت المناورات ، والدسائس ، و المخططات الجيوسيسية ، ورسم الخرائط ، وتسخير الحلفاء ، والإسراع بإخراج عملية التطبيع من جحورها السرية إلى اتفاقيات علانية ، و عقد اتفاقيات التعاون الأمني ، و الاستخباراتي ، والعسكري ، و الثقافي ، والإعلامي ، خاصة مع النظام العلوي الحاكم بالمغرب ، والنظام القبلي الحاكم بالإمارات العربية المتحدة ، و إجراء لقاءات ماراطونية ثنائية و ثلاثية ، و رباعية لتسخير المغرب و الإمارات ، و تجنيدهما من خلال تلك الإتفاقيات ضد الجزائر ، لأن هذين النظامين ديكتاتوريين ، و لا يهتمان برد فعل الشعبين في كل من المغرب و الإمارات. لأن كلا الشعبين لم يستوعبا بعد مدى الخطورة التي يخفيها هذا التنسيق الرباعي ضد الجزائر ، لأن الإعلام الذي من واجبه العمل على توعية الشعب ، و إيقاظه من سباته ، و تحذيره بهول الكارثة التي يتم التخطيط لها ، هو إعلام مسخر ، مسترزق ، و عميل ، و مهرول وراء حُفنة من الأموال التي يتقاضاها من أعداء الوطن ، و أعداء الإنسانية بشكل عام ، فمن هي الإمارات العربية المتحدة ياترى التي تورط نفسها في هذه الأعمال الخسيسة ؟
في عام 1968 أعلنت بريطانيا عن رغبتها بالانسحاب من جميع محمياتها ومستعمراتها في شرق المتوسط ، وهو ما أدى في 18 فبراير 1968 إلى اتفاق بين المدعو زايد بن سلطان آل نهيان ، و المدعو راشد بن سعيد آل مكتوم لبلورة فكرة الاتحاد بين الإمارات السبع وهي : إمارة أبوظبي ، وإمارة دبي ، وإمارة عجمان ، وإمارة الشارقة ، وإمارة رأس الخيمة ، وإمارة أم القيوين ، وإمارة الفجيرة ،اعتمد اتحادهم على نظام سياسي حدده دستور عام 1971على أن الإسلام هو الدين الرسمي ، واللغة العربية هي اللغة الرسمية ، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع . هكذا تأسست هذه المحمية البريطانية ، ذات حدود بحرية مشتركة من الشمال الغربي مع دولة قطر ، ومن الغرب حدود برية ، وبحرية مع المملكة العربية السعودية ، ومن الجَنوب الشرقي مع سلطنة عُمان . قبل 1971، كانت هذه المحمية القبلية معروفة باسم الإمارات المتصالحة أو ساحل عُمان ، كما تعدّ جزءاً من الإقليم الذي عرف تاريخياً باسم إقليم عمان ، والذي يشمل حالياً سلطنة عُمان ، إذ قبل ميلاد الإمارات العربية المتحدة كانت المنطقة تسمى مشيخات الساحل العُماني ، و هي الأن محمية من سابع أكبر منتج للنفط ، و عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، كما أن عدد سكانها هو 9,365 مليون نسمة حسب إحصاء 2021 .
لا شيء يجمع بين الجزائر و الإمارات سوى أنهما عضوين في كل من منظمة أوبك ، و الجامعة العربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، ومنظمة التجارة العالمية ، والأمم المتحدة ، لكن بالرغم من ضيق مساحة الإمارات التي لا تعادل حتى مساحة ولاية من ولايات الجزائر ، و بالرغم من قصر عمرها ، و وجودها الذي لم يبلغ 55 سنة بعد ، أي كونها أصغر من عمر أي جزائري على وشك التقاعد ، فهي تحشر أنفها فيما لا يعنيها حيث تحارب كل ما هو إسلامي في كل من مصر ، و لبنان ، وسوريا ، و إيران ، و العراق ، وصولا إلى شمال إفريقيا ، فلا يوجد مكان عربي ، أو إسلامي لم تتدخل الإمارات في شؤونه الداخلية بممارستها العدوانية الشيطانية. ما هو هدفها الحقيقي وراء ذلك ياترى ؟ أم أنها مُستأجرة فقط من قبل الكيان الصهوني ، و فرنسا من أجل زعزعة استقرار تلك الدول؟
إنها تستعمل أسلوبا سياسيا لا يختلف عن الأسلوب الماسوني ، حيث القيام بزرع الأموال من أجل حصدها أضعافا ، وذلك من خلال التخفي وراء غطاء الظاهر منه هو السخاء ، و العطاء ، و البر و الإحسان ، و الإنسانية ، ودعم الفقراء ، والخفي ورائه هو المكر و الخذاع و الفساد ، و تنفيذ مخططات هدامة ، و تحقيق أغراض دفينة ، لتدمير مستقبل أخوانهم ، وخدمة الصهاينة . بذلك فهم يفسدون في الأرض و يعتقدون بذلك أنهم يصلحون . حيثما وجدت الإمارات ، و جد المغرب ، و اسرائيل و فرنسا ، فالدول التي يصعب على إسرائيل التوغل فيها بشكل مباشر لتنفيذ مخططاتها الصهونية ، وفرض تواجدها ، يتم تركها إما لفرنسا ، أو للمغرب ، أو للإمارات للقيام بالدور الإسرائلي ، أو الفرنسي هناك ، هكذا يتقاسمون الأدوار فيما بينهم للإنابة ، وتمثيلية بعضهم للبعض .
في هذا الإطار يتم تسخر كل من المغرب و الإمارات من طرف فرنسا و اسرائيل كل حسب أطماعه ، و أهدافه الإستراتيجية ، و الجيوسياسية لاستعمال أموال النفط الإماراتية ، واستثمارها في تونس للقضاء على التغيير الديمقراطي ، إلى جانب تمويل العسكري حفتر بليبيا لتغذية الصراع هناك ، و تقسيم البلاد بين الملشيات المتناحرة ، ثم تمويل المغرب للقضاء على كل الأصوات الحرة ، و محاربة التوجهات الإسلامية ، و العمل على عرقلة تحقيق الديمقراطية ، و حقوق الإنسان بمورطانيا ، و دول الساحل ، و الصحراء كالسينغال ، ومالي و النجير ، و بوركينافاصو ، و كل الدول الإفريقية التي بدأت تستيقظ من غفوتها لاتباع نهج الجزائر في رغبتها ، و إرادتها في تحقيق الاستقلال التام عن فرنسا على جميع الأصعدة ، بما في ذلك حق فك الإرتباط ، والتخلص من إملاءات القوى الصهيونية الإمبريالية الاستعمارية ، إذ يحق لها اختيار حلفائها الجدد و على رأسهم روسيا الاتحادية و الصين الشعبية ، وهذا بالضبط ما أثار غضب التنسيق الرباعي المشار إليه بهذا المقال ، وجعل الإمارات تستثمر أموالا هائلة لشراء الذمم ، و إنشاء منابر إعلامية استرزاقية بمختلف الدول لشن حملة مسعورة ضد الجزائر لزعزعة استقرارها ، و إدخالها في دوامة الحرب الأهلية بين مواطنيها العرب و الأمازيغ ، وخلق عداوة بينها وبين جيرانها كليبيا و مالي ليسهل الأنقضاض عنها ، وتقسيمها ، وتقزيمها ، و وضع حد لدورها و ثقلها بالمنطقة ، ومحاسبتها على مواقفها المساندة لتحرر الشعوب من قبضة قوى الإحتلال .
أما أن النظام العلوي الحاكم بالمغرب فقد فشل سواءا في صراعه الجغرافي مع جيرانه الصحراويين و الإسبان من أجل تحديد ، و تحقيق الوحدة الترابية للمغرب ، التي يتغنى بها في كل المناسبات ، كما فشل في تحقيق حقوق و متطلبات الشعب المغربي في حدها الأدنى لتوفير التعليم ، و الصحة ، و السكن ، و الشغل ، و العيش الكريم ، فإن هذا الفشل الذريع جعله متخوفا من انتفاضة الشعب المغربي ضده ، و كي ينقد عرشه و يتجنب انهياره ، وزواله ، عمل على إخراج التطبيع مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي من سريته إلى علانيته إعتقادا منه أن هذا الكيان هو القادر على حماية عرشه ، ثم لجأ إلى خلق عدو خارجي ممثلا في جارته الجزائر ، متخذا إياها كمشجب يعلق عليها كل مشاكله الداخلية ، لإلهاء الشعب المغربي بصراع تافه ، و تنويمه ، وصرف نظره عن المشاكل الحقيقية التي يتخبط فيها المغاربة بسبب بقاء هذا النظام الديكتاتوري القبلي العنصري الحاكم . الذي يستنزف طاقات و ثروات و خيرات و أموال الشعب المغربي ، حيث يُعد العدو الداخلي الحقيقي للشعب المغربي ، و ليس الجزائر كما تسوق المخابرات المغربية لذلك.
هكذا صارت الجزائر هدفا لهذا التنسيق الروباعي ( الإسرائيلي ، الفرنسي ،الإماراتي ، المغربي ) ، حيث يتم بين حين و أخر عقد اجتماعات سرية ، و علانية بين مخابرات هذه البلدان لتناول الشأن الجزائري ، و التخطيط لإستهدافها عبر استعمال مختلف الوسائل ، بما فيها تخصيص ملايين الدولارات ، و الأوروهات ، والدراهم من الأموال القذرة من أجل تمويل مشاريع إعلامية تحريضية ، وتخريبية ، فهل ستنجو الجزائر من شر هؤلاء؟ .

علي لهروشي أمستردام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل