الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية حلاوة العشرين من العمر

رياض ممدوح جمال

2023 / 12 / 22
الادب والفن


تأليــــف : فلويد ديل
ترجمة : رياض ممدوح جمال

الشخصيات : الشابة – الشاب – الوكيل – الحارس .
(زاوية من بستان فيه دار للسيد المرحوم بوكلي. وهي الآن معروضة للبيع. ان البستان الآن في موسم تفتح ازهارها وثمارها، المكان نظيف جداَ. هناك مصطبة خضراء اللون على جانب الممر...).
(شابة ترتدي ثوباً صيفياً خفيفاً وتحمل مظلة ملونة. رياح خفيفة تدفعها من الخلف. ترى المقعد، تتجه اليه وتجلس متعبة).
(شاب وسيم يدخل من اليمين. يتوقف لحظة حين يرى الفتاة الغريبة الساحرة الجالسة على المقعد. ينزع قبعته).

هو : أوه، استميحك عذرا!
هي : أوه، لا داعي لأن تعتذر! بالأحرى انا التي لا يحق لها التواجد هنا.
هو : (يتقدم نحوها اكثر) ما الذي تقصدين بقولك؟
هي : اعتقد انك متهرّب من الواجب، كما هو حالي.
هو : متهرّب من الواجب؟
هي : كنتُ اتطلّع الى الدار، كما تعلم. وقد تعبتُ وخرجت الى هنا.
هو : حسنا، لنقُل الحقيقة. انه عمل ممل، أليس كذلك؟
هي : كنتُ قد أمـضيتُ ساعتـــــين في رؤية الطابقين السفلي والعلوي من
المنزل. وقد انهكني معرض الصور العائلية. انها صور قديمة وكئيبة
جدا بحيث اني شعرتُ مباشرة وكأني انا نفسي ميتة. اردتُ ان افعل
شيئاً ما. اردتُ ان احطم بمظلتي الزجــــاج الملون للنافذة. هكــذا هو
شعوري كما فهمته. لكني كنتُ أخشى ان اُخيّب ظن الوكيل. فهو
رجل وديع، ويظن بي خـــيراَ. لو كنتُ قد كسرتُ زجاج النافذة لكنتُ
قد شوّهتُ صورة المرأة في عينــــيه. لهذا تسللتُ بهدوء الى الخارج
وجئتُ الى هنا.
هو : لقد أمضيتُ انا نصف ساعة كنتُ انظر الى ما في القبو، ولهذا لم
نلتقِ سوية هناك كنتُ أتفحّص الفرن. هل تفهمين بالأفران؟ (يجلس
بجانبها) انا لا أفهم شيئا عنها.
هي : هل ترغب الصور العائلية؟ انا اكرهها!
هو : ماذا؟ سيبيعون الصور العائلية مع المنزل؟
هي : كلا، الحمد لله. لقد أهدوها الى أحد المتاحف. قيل لي انها ذات قيمة
تاريخية .. تتضمن كل الحكام الاستعماريين الاوائل والعديد من تلك
الشخصيات. لكن هناك شخص جاء معي وهو يهتم كثيرا بمثل هذه
الاشياء.
هو : (يتذكر فجأة، ويُعبّس) ألم أرَكِ معه أمس في نيويورك في مكتب
العقارات؟
هي : نعم. هو الذي كان معي.
هو : (بشكل عاطفي) انا .. انا اعتقد اني تذكرتُ بأني رأيتك .. رأيتك
معه.
هي : (بمرح) ألا يبدو عليه انه من صنف الرجال الذين يهتمون بالصور
التاريخية؟
هو : (مشوّش) نعم .. ما دمت قد سألتني ..
هي : أوه، ذلك جيد. عزيزي البدين، بالرغم من أفكاره البالية المضحكة.
فأنا أحبه كثيراً.
هو : (يبتلع حبّة) نعم ...
هي : انه يترجاني بلهــــفة لأشتـــــري هذا المنزل. وهو يعتقد انه سيكون
بأفضل حال فيما لو امتلكنا هذا المنزل، لكني احب ان اتأنى، احب
ان اشعر دائماَ انه هناك نقطة غامضة يجب البحث فيها .. لغز ما،
احسب حسابا لأيام المطر. البدين لا يمكنه ان يستوعب ذلك.
يسحــبني في ارجـــاء المنزل، يوضّح لي كيف يمكننا ان نحتفظ بهذا
الجدار هنا، ونزيل ذلك الشباك هنــــاك، وربما ننشئ جناحاً جديداً
هناك ... اعتـــقد انه ربما عليـــنا اعادة بناء المنزل بالكامل أيضا؟
هو : كلا. قرر مجــرد ان يحوّل تلك الغرفة الجنوبية المشمسة الى غرفة
مكتبه. لأنها غرفة صالحة جدا للقراءة والعمل. لكن اذا كنت تريدين
المكان حقا، فانا اكره ان آخذه منك.
هي : كنتُ انا سأقول لك تـــوا بانك لو اردت المنزل حقا، فانا سأنسحب.
انها كانت فكرة الرجل السمين ان نشتريه، انت تعرف .. ولا تفكر.
انت تريده، أليس كذلك؟
هو : لا استطيع ان اقول اني اريده. انه منزل كبير جدا. لكن ماريا تعتقد
انه يجب ان امتلكه. (بشكل توضيحي) .. ماريا هي ..
هي : (بلطف) انها هي .. التي تهتم وتفهم بالأفران. انا فهمتُ. رأيتها
معـــك في مكتب العــــــقارات يوم أمس. نعم .. اعتقد ان الافران
ضرورية في المنزل.
(هناك فترة صمت، تنقطع فجأة) هل ترى تلك النحلة؟
هو : أية نحلة؟
(ينظر الى حيث تنظر هي، أي الى باقة من الازهار).
هي : نعم .. هناك! (عاطفياَ) الملعون!! يذهب هناك، الى حيث الازهار.
(ينيهما تتبع طيران نحلة في البستان. فترة صمت. تحاول هي
التفكير في شيء لكسر فترة الصمت .. وتنجح اخيراَ).
هي : هل سمعت بقصة الناس الذين عاشوا في هذا المنزل؟
هو : كلا؛ وما هي؟
هي : كان الوكيـــــل قد اخبرنا بها. انها قصة رومانسية جدا .. وحزينة
بالأحرى. هل فهــمت، الرجل الذي قد بنى هذا المنزل كان مغرماً
بفتاة. وقد بناه من اجـــلها.. كمفاجأة لها. لكنه تأخر في مصارحتها
بحبه. ولـــذلك، وهي في نوبـــة غضـب منه وافقت على الزواج من
رجل غيره، بالرغم من انها كانت حقا عاشقة له هي ايضا. وصلته
اخبار زواجها عندما انهى بناء المنزل. فاغلقه لسنة او سنتين، لكنه
في الآخر تزوج من فتاة اخرى، وعاش معها في هذا المنزل بحزن
كبير لعشرة سنوات ثم سافرا الى خــــارج البلاد وباع المنزل. وان
الذي اشتراه من بعدهم هو زوج الفتاة التي كان يحبها وتحبه. عاشت
الفتاة في هذا المنزل مع زوجها الذي تكرهه ويكرهها الى ان ماتا
فيه في النهاية، كما قال الوكيل.
هو : القصة جعلتــني ارتـــعش. الذي يفــــكر في اقتناء هذا المنزل ستبقى
تطارده اشباح الحب الضائع ! أتساءل، أي منّا يمكنه ذلك؟ انا لا
اريد ذلك.
هي : (بملل) أوه، لا تأخــــذ الأمـــور بجدية لهذا الحد. اذا كان المرء لا
يستطيع ان يعيش اِلاّ في منزل ليس فيه زواج غير سعيد، فيا الهي،
اين سيعيش؟ ان اكثر الزيجات غير سعيدة.
هو : انها أفضل فلسفة صادرة من فتاة شابة و ..
هي : هذا هراء! لكن اصغي الى بقية القصة وهو الأكثر اثارة والذي
يتعلق بهذا البستان.
هو : حقا!
هي : نعم. هذا البستان، يبدو، انه كان موجودا قبل بناء المنزل. انه كان
جزء من مزرعة قديمة حيث كان الحبيبان .. هو وهي .. يقودان
كل منهما سيارته، فأرادا ان يأكلا شيئا ما. وكانت زوجة المزارع
مشغولة، فأعطت لكل واحد منهما قدحاً من الحليب، واخبرتهما انه
بإمكانهما ان يأكلا من ثمار الكرز بقدر ما يريدان. لذا التقطا كمية
كبـــيرة من الكرز وجلسا على مقعد مثل هذا واكلا. ثم وقع هو في
حبها ...
هو : و ... لم يخبرها اذن ...
(تنظر اليه بفزع. فقدت السيطرة على نفسها. وهو شاحب وخائف،
لكن هنــاك نظرة مستميتة في عينيه، كما لو ان هناك قوة مجهولة
تدفعه لعمل شيء طائش جداً. باختصار، يبدو وكأنه شاب سقط توا
في الحب).
هي : (بعجالة) ترى اذن ان هذا البستان تسكنه الاشباح ايضا!
هو : اشعر بذلك . يبدو لي اني اسمع اصوات شبح ذلك الحبيب القديم
تهمس لي ...
هي : (باستفزاز) حقيقة! ماذا تقول لك؟
هو : انها تقول "انني كنتُ جباناَ؛ وعليك انت ان تكون جريئاَ. انا كنتُ
صامتا؛ وعليك انت ان تتكلم" .
هي : (بمكر) ذلك شيء غريب جداَ ... لان ذلك الحبيب القديم لم يمت لحد
الآن. وحسب ما قــــــال لي الوكيل، انه الآن عضو مجلس شيوخ او
عضو في الكونجرس او شيء من هذا القبيل.
هو : (بجدية) لا خلاف على ذلك. ان شبابه هو الذي قد مات؛ وان شبابه
هو الذي يحدثني .
هي : (بسرعة) لا تصدق بكل ما يقوله لك ذلك الشبح.
هو : أوه، لكن يجب ان اصدقه. ليعرفوا حماقة الصمت.. ومرارة الجبن.
هي : كانت ظروفهم مختلفة بعض الشيء، أليس كذلك؟
هو : (بعناد) لا يهمني ذلك!
هي : (بجدية) انت تعلم جيداَ ان ذلك غير لائق.
هو : لا يمكنني ذلك!
هي : رجاء! لا تسهّل الأمور! انه شيء معيب!
هو : ما هو المعيب؟
هي : (مشوّشة) ما تقوله انت.
هو : (ببساطة) انني احـــــبك. ما المعــيب في ذلك؟ انه شيء جميل!
هي : انه عمل خاطئ.
هو : هذا لابد منه.
هي : لماذا لابد منه؟ أليس بإمكانك ان تجلس مع فتاة في بستان لمدة نصف
ساعة دون ان تقع في حبها؟
هو : لا يمكنني اذا كانت الفتاة هي انت.
هي : لكن لماذا انا بالذات؟
هو : لا أعلم . الحب .. لغز. كل الذي اعرف هو انه قُدّر علي ان احبك.
هي : كيف بإمكانك ان تكون متأكدا هكذا؟
هو : لأنك غيّرت عالمي. كما لو اني كنت في ظــــــلام دامس، وبعد ذلك
شرقت الشمس! وأشعر بألم هنـــا (يضع يدهُ على قلبه) والحق يقال،
اشعر كما لو ان ألما في مــعدتي قد زال. وان ركبتيّ ضعيفتان. الآن
عرفتُ لماذا الرجال دائــما يبركون على ركبهم عندما يخبرون الفتاة
بحبـــــهم؛ كـــان ذلك بســبب انهم لا يستطيعون الوقوف على ركبهم.
واشعر في قدميّ كما لو انهما يسيران في الهواء. و ..
هي : (بدلال) يكفي ذلك!
هو : ويمكنني ان امــــوت الآن واكــون راضيا بذلك. أعلم ان ذلك غير
معقول، لكنه حقيقي جدا، لم اكلمك من قبل ابدا، ويعلم الله انه قد لا
يصادف ان اكلــــمك ثانية، لكني لن اغفر لنفسي اذا لم اصارحك
بحبي الآن. احبكِ! احبكِ! احبكِ! والآن قولي لي بأني احمق. قولي
أي شيء لكي أذهب. أيّ شيء.. فأنا قلتُ رأيي لماذا لا تتكلمي؟
هي : انا .. ليس لديّ ما أقوله .. ماعدا .. ماعدا انه انا .. نعم .. (بصوت
غير مسموع تقريباَ) انا نفسي أحسُ بذلك الاحساس.
هو : (بانتصار) انكِ تحبينني!
هي : انا .. لا أعرف. نعم. ربما.
هو : اِذن قبّليني!
هي : (بخوف وريبة) كلا ...
هو : قبّليني!
هي : (بتردد وخجل) أوه، وما الفائدة؟
هو : لا اعرف. ولا يهمني. كل الذي اعرفه ان احدنا يحبُ الاخر.
هي : (بعد تردد للحظات) لا ابالي، فيما اذا كنت اريد تقبيلك.
(هي تقبّله... يصحو على أول نشوة).
هو : انها خاطئة ..
هي : (بشرود ذهن) أليس كذلك؟
هو : لكن، أوه يا للسماء! قبليني ثانية!
(تقبّله ثانية).
هي : ايها العزيز!
هو : هل تعتقدين انه من الممكن ان يأتي أحد ما الى هنا؟
هي : كلا.
هو : (بشكل تخميني) من المحتمل ان زوجك مازال في معرض الصور.
هي : زوجي ! (تنظر بعيدا) ماذا تعني؟ (منتبهة جدا الان) الا تفكر ..؟
(تقفز وتضحك بشكل متشنج) اعتقدت ان ذلك السمين المسكين هو
كان زوجي؟
هو : (يحدّق الى الاعلى بحيرة) كيف، أليس هو زوجك؟
هي : (باحتقار) لا!! انه عمّي!
هو : عمكِ ..
هي : نعم، بالطبع! (بسخط) هل تعتقد اني ممكن ان اكون زوجة لرجل
بدين واصلع وبعمر الأربعين؟
هو : (باكتئاب) انا .. اعتذر. اعتقدت ذلك.
هي : لمجرد انك رأيتني معه؟ كم هو مضحك!
هو : انه خطأ سخيف. لكن ... الاشياء التي قلتِها تظهر خبرة حول
موضوع الزواج.
هي : انا قد تكلمت عن زواجك انت. (تستدرك بسرعة) أوه، اعتذر منك.
هو : زواجي أنا! (ينهض) يا للهي، يامــــن اصلي اليه، هل تعتقدين اني
متزوج؟ (تومض لدـيه فـــكرة) من ماريا؟ كيف، ماريـــا هي عمتي!
هي : نعم .. بالطبع. كم كان هذا غباء مني.
هو : دعينا نعيد ترتيب معلوماتنا. هل انتِ متزوجة من شخص ما؟
هي : بالتأكيد لا. وهل كنتُ سأسمح لنفسي ان ابادلك كلمات الحب واقبلك
لو كنتُ امرأه متزوجة!
هو : الآن لا تتظاهري بعكس الشيء. انك فعلتِ الشيء الخاطئ تماماً. فقد
تبادلتِ القُبل مع رجل متزوج.
هي : انا لم افعل ذلك.
هو : الأمر شبيه بذلك. كنتِ تعتقدين اني متزوج.
هي : لكنك غير متزوج.
هو : كلا. انا غــــير متزوج. و .. و .. انتِ غير متزوجة. (يتذكر انه هو
ايضاً ارتكب نفس الفعل) في الحقيــــقة ..!
(يتوقف، بالأحرى هو قلق)
هي : نعم؟
هو : في الحقيقة .. نعم .. ليس هناك سبب في العالم يمنعنا من ان يحب
احدنا الآخر!
هي : (منذهلة) هكذا اِذن!
هو : اِذن .. اِذن .. أيمكننا ذلك؟
هي : (تجلس وتنظر بوقار الى اصابع قدميها) أوه، كلا اِن لم تكن انتَ تريد
ذلك أيضاً!
هو : (يُعدّل من وضعه) نعم .. في هذه الحالة .. اعتقد انه يجب ان اطلب
منكِ الزواج بي.
هي : (بضعف ولمحة مثيرة) لا تبدو متلهفاً جداً لي.
هو : (يشعر بالضعف) ليس الأمر هكذا .. لكن .. حسناً ..
هي : (بخفة) ماذا تعني؟
هو : ضعي كل شيء جانباً، انا لا اعرف اسمكِ!
هي : (تنظر اليه بفضول) لم يكن يهمك ذلك قبل لحظات ...
هو : (بإصرار) حسناً، اِذن .. هل تتزوجيني؟
هي : (فوراً) لا.
هو : (متفاجئ) لا! لماذا تقولين ذلك؟
هي : (ببرود) لماذا عليّ ان اتزوجك؟ لا اعرف شيئاً عنك. تعرفتُ عليك
قبل أقل من ساعة.
هو : (بسخرية) تلك الحقيقة لم تمنعكِ من تقبيلي.
هي : اِضـافة الى ذلك .. لا احب الطريقة التي تحكم بها على الامور. اذا
تقدمت وطلبت مني الزواج راكعاً بالطريقة التي تحدثت عنها، فربما
سأقبل بك.
هو : حسناً. (يركــع على احـــدى ركبتـــيه أمامها) حبيبتي! (فترة صمت
صعبة) كــلا، لا يمكننــي ذلك. (ينهــــض وينفض الغبار عن ركبته
بمنديل) أنا آسف جداً.
هي : (تتحقق منه بهدوء) ربما ذلك لأنكَ لا تحبني كثيرا؟
هو : (بشكل مشاكس) بالطبع احبكِ!
هي : (ببرود) لكنك لا تريد الزواج مني ... انا أرى ذلك.
هو : لا على الاطلاق! انا اريد الزواج منكِ. لكن ..
هي : نعم؟
هو : الزواج مسألة جــديّة. لا تعتــبري هذه اِساءة! انا اقصـد بأن .. نعم ..
(يبدأ من جديد). اننا يحب احدنا الآخر، وهذا هو المهم. لكن، كما
قلتِ، اننا لانعرف بعضنا. لاشك باننا حين نتعرف على بعضنا
سنحب احدنا الآخر اكثر. لكن علينا ان نتعرف أولاً.
هي : (تنهض) انت مثل عمي البدين حين يريد شراء منزل. تريد معرفة
كل شيء عنه. حسناً! أحيطك علماً انه لا يمكنك ان تعرف كل شيء
عني. لذا عليك ان لا تحاول.
هو : (باعتذار) كان هذا رأيكِ انتِ.
هي : ( بنفاذ صبر) أوه، حسناً! استمر واستجوبني اِن احببت. سأخبرك
من البداية بأني في أتم الصحة، وليس هناك احد من افراد عائلتي
مصاب بالجنون ولا أحد منهم من معتنقي الاشتراكية ما الذي تريد
معرفته بعد؟
هو : (بتردد) لماذا وضعتِ الاشتراكية والجنون في ميزان واحد؟
هي : أوه، للمزاح فقط. انت لست اِشتراكياً، أليس كذلك؟
هو : نعم. (بشكل جدّي) هل تعرفين ما هي الاشتراكية؟
هي : (ببراءة) هي نفس الفوضوية، أليس كذلك؟
هو : (بلطف) لا. هي تجعل كل السيارات التي في الشارع مُلك البلدية،
واشياء من هذا القبيل. سأعطيكِ بعض الكتب لقراءتها.
هي : حسناً، انا لم اركب ابداً في سيارات الشارع، لذا لا يهمني اِن كانت
مُلك البلدية أم لا. بالمناسبة هل ترقص؟
هو : كلا.
هي : عليك ان تتعلم الرقص الآن. لا يمكنني ان اعلمك الرقص بنفسي،
لكني أعلم ان يمكنك ان تأخذ دروس خصوصية وتصبح جيداً جداً
خلال شهر واحد. من الغباء ان لا يجيد المرء الرقص.
هو : (كما لو أحس بالإهانة) انا اعلم اني أجيد رقصة التانجو!
هي : رقصة التانجو موديل قديم، يا عزيزي.
هو : (بإصرار وتصميم) حسناً .. لن أتعلم الرقص. يجب ان تعلمي ذلك
منذ البداية!
هي : وانا لن اقرأ كتبك القديمة عن الاشتراكية. يجب ان تعلم ذلك منذ
البداية!
هو : هذا لن يتم. يا عزيزتي، ببساطة انا لا يمكنني الرقص، ولا فائدة من
ان اتعلم الرقص.
هي : أي شخص يمكنه التعلم. سبق لي ان خرّجتُ خبراء في الرقص من
رجال عصاميين!
هو : لكن، كما ترين، ليس لي الميل للرقص. الرقص خارج اهتماماتي.
هي : وانا ليس لي الميل نحو الملكية البلدية. فهي خارج اهتماماتي!
هو : يجب ان لا يكون هذا خارج اهتمامات الشخص الذكي.
هي : (تدير ظهرها نحوه) حسناً .. تريد ان تدعوني بالغبية!
هو : (يستدير ويبدو انه يتأمل) يبدو اننا نشترك قليلاَ في اذواقنا.
هي : (تنقر قدمها) يبدو ذلك.
هو : لو اننا تزوجنا سنكون سعيدين لمدة شهر ..
هي : ربما.
(يبقى ظهريهما عكس بعضهما)
هو : وبعد ذلك .. نفس القصة القديمة. الخلافات ...
هي : انا لا اتحمل الخلافات ابداً ...
هو : زواج غير سعيد ...
هي : (تفهمه) أوه!
هو : (يستدير نحوها بيأس) لا يمكنني ان اتزوجكِ.
هي : (تستدير وتواجهه بابتسامة) لم يطلب احد منك ذلك، يا سيد!
هو : (كأنه ينهي كل شيء) يبدو انه ليس هناك ما يقال بعد ذلك.
هي : (بلطف) ماعدا مع السلامة.
هو : (بحزم) اِذن، مع السلامة.
(يمد يده لمصافحتها)
هي : (تأخذ يده) مع السلامة!
هو : (يأخذ يدها بيده الاخرى ايضاً .. فترة صمت، شعور بالعجز) مع
السلامة!
هي : (تغرق في عينيه) مع السلامة!
(يتعلق أحدهما بالآخر، ويتعانقان عاطفياً. يفلت نفسه منها ويذهب
بعيداً، ثم يتجه نحوها ثانية).
هو : اللعنة على كل شيء، نحن نحب بعضنا!
هي : (تمسح دموعها) هذا هو الشيء الوحيد المشترك بيننا!
هو : هل تعتقدين ان ذلك يكفي؟
هي : اتمنى لو كان كافياً!
هو : شهر من السعادة ..
هي : نعم!
هو : وبعد ذلك .. تعاسة.
هي : لا .. أبداً!
هو : يجب ان لا يكون ذلك. يجب ان لا نتزوج.
هي : اعتقد ذلك.
هو : تعالي، دعينا نسيطر على انفسنا.
هي : نعم (كل منهما يمسك يد الآخر ثانيةً).
هو : (بجهد) اتمنى لكِ السعادة. انا .. انا سأذهب الى أوربا لمدة سنة.
حاولي نسياني.
هي : ربما .. سأكون قد تزوجتُ حين تعود.
هو : اتمنى لكِ شخصاً غير بدين ولا أصلع وليس في الاربعين من العمر!
هي : وانت .. لأجل الله! تزوج فتاة شابة وجميلة جداً.
هو : يجب ان لا تطيلي البقاء الان. لو بقينا دقيقة اخرى ..
هي : اِذن اِذهب!
هو : لا استطيع الذهاب.
هي : يجب ان تذهب، يا عزيزي! يجب عليك ذلك!
هو : أوه، لو أن أحداً ما يأتي الآن!
(يميلان الى بعضهم البعض، مشوشين على وشك ان يُقبّل احدهما
الآخر، حينما قدم شخص قصير، معتدل المظهر يرتدي قبعة على
رأسه هناك بريق غريب في عينيه).
الدخيل : (بذهول) عذراً.
(يستديران ويحدّقان فيه، لكن يتشبثان بأيدي بعضهما).
هي : (بضعف) الوكيل!
الوكيل : (في لهجة يائسة) فات الأوان! فات الاوان!
الشاب : كلا! جئت في الوقت المناسب!
الوكيل : فات الاوان، أقول، سأذهب.
(يستدير)
الشاب : لا! ابق!
الوكيل : ما الفائدة؟ لقد ابتدأ. ما هو العمل الجيد الذي يمكنني ان افعله
الان؟
الشاب : تعال هنا! سأريك العمل الجيد الذي يمكن ان تقوم به، (الوكيل
يقترب). هل يمكن ان تسحب يدي من يدي تلك الشابة؟
الشابة : (بغطرسة، تتركه وتبتعد عنه) لا تزعج نفسك! بإمكاني انا ان
افعل ذلك.
الشاب : شكراً لكِ. ذلك فعلاً كان فوق طاقتي. (الى الوكيل) .. هل تتلطف
وتسحبـــني الى هناك؟ (يسحبه الوكـــيل بعيداً عن الفتاة) شكراً لك.
بهذه المسافة ربــما يمكنني ان اقــــول وداعاً بأسلوب لائق وغير
مؤذي.
الوكيل : ايها الشاب، لن يمكنك ان تقول وداعاً لتلك السيدة بعد عشرة ايام
وربما الى لابد!
الشابة : ماذا؟
الوكيل : انهم رتّبوا كل شيء.
الشاب : من رتّب وماذا؟
الوكيل : عمّتكَ، الانسة بروك .. و (الى الشابة) عمّكِ، السيد اِجرتون.
(الشاب والشابة يدوران ويحدقان ببعضهما البعض في دهشة).
الشاب : اِجرتون! هل انتِ هيلين اِجرتون؟
هيلين : وهل انت جورج بروك؟
الوكيل : عمّكِ وعمتكَ تعارفا الآن فوق في المنزل، ورتبوا ان تتناولون
العشاء جميعكم سوياً الليلة، في قصر السيد اِجرتون الواقع على
الساحل. (بتجهم) وان الغاية من كل ذلك سيكون واضح جداً
لكِ. . يريدان لكما ان تتزوجا.
جورج : اِذن انتهى الامر! الان علينا ان نتزوج سواء أردنا ذلك ام لا!
هيلين : ماذا! فقط لإرضائهما؟ انا لن افعل!
جورج : (بكآبة) انكِ لا تعرفين عمتي ماريا.
هيلين : واعلم، ان السمين سيحاول اِخافتي. لكني لن اوافق .. مهما يقول
ويفعل!
الوكيل : يا آنسة، اعذري لي صلافتي؛ هل حقاً انتِ لا تريدين الزواج من
ذلك الشاب؟
هيلين : (بغضب) اعتقد لأنك رأيتني بين ذراعيه .. أوه ، اريد الزواج،
حسناً، لكن..
الوكيل : (باعتدال) اِذن اين هي المشكلة؟
هيلين : انا .. أوه، اشرح له، يا جورج.
(تذهب الى المقعد وتجلس).
جورج : حسناً، الحقيـــقة كــــما اســتنتجتها انت ربما مما رأيتَ، هي اننا
مجانين ببعضنا البعض..
هيلين : (من مقعدها) لكني لستُ مجنونة بملكية البلدية. تلك هي المشكلة
الرئيسية.
جورج : كــلا، المشكلة الرئيسية هي اني ارفـــض ان ارقص غير رقصة
التانغو.
هيلين :(بانفعال) قلت لك ان رقصــة التانغو قديـــمة جــداً ولا احد يعرفها
الآن!
جورج : حسناً، اِذن هي رقصة الحكماء.
هيلين : بل الاغبياء.
جورج : ها هي المشكلة لديكِ! لاشك تبدو انها مضحكة بالنسبة لك.
الوكيل : (بجدية) لا على الاطلاق، يا ولدي. عرفتُ زواج تحطم لأسباب
اتفه من ذلك. عنـد ما تأتي وتــفكر في الامر، ان من يهتم بالملكية
البلدية ومن يهتم بالرقص هما على طرفي نقيض وان البعد بينهما
كالبـــعد بين الارض والســماء. انهما يختلفان في اسلوب حياتهما.
واذا شخصان يعـيشان في مــنزل واحــــد لا يتــفقان علــى هذين
الشيئين، سوف لن يتفقان على مئات الاشياء التي ستظهر لهما كل
يوم. وما الفائدة من محاولة نوعـــــين مختلفين من الازواج للعيش
سوية؟ لا يمكن مهما حاولا، ان يكون هناك حب بينهما.
جورج : (يندفع اليهِ وهو راض بهذه المـــــفاجأة، ويصافحه بحرارة) اِذن
انت من جانبك ستساعدنا على ان لا نتزوج!
الوكيل : عمتك ستحبط جداً ... وعمك ايضاً يا انسة!
هيلين : علينا ان نجد طريقـــــة للخـــــــروج من هــذا المأزق. والا فأنهما
سيسجناننا في هذا المـــنزل حتــــى قبل ان نراه. (تنهض وتتقدم
نحو الوكيل) الا يمكنك ان تفكر لنا في خطة؟
الوكيل : ربما يمكنني ذلك، وربما لا يمكنني. انا نفسي عازب، يا انسة،
وذلك يعني اني قد فكرتُ بالكثير من الخطط للهروب بنفسي من
الزواج.
هيلين : (بغضب) انت وغد كبير!
الوكيل : أوه، انها ليست خطط سيئة جداً، كما تعتـــقدين، يا انستي. كنتُ
دائماً اذهب معهن الى مراسيم الزواج لإرضائهن. لكن هذا النوع
من الزواج، انا لا اسميه زواجاً.
جورج : اِذن ما هو الزواج في نظرك؟
هيلين : نعم، اريد ان اعلم!
الوكيل : الزواج، يا اصـــدقائي الشباب، هو ترتيــب جائر وضعه الشيطان
نفسه لإزالة كل الحـب من قلوب المحبــين. يبدآن عاشقان احدهما
للآخر كما انــتما الان في هـــذا الـــيوم، وينتهيان حينــــما يكونان
كالمصاب بضعف البصر لا يــرى احــــدهم، الاخر كما ستكونان
انتما بعد خمس سنوات اذا انا لم اجد لكما طريقة للعيش خارج فخ
الشيطان. ان المشــكلة ليست في قلــة الحب في الزواج .. انما في
الزواج نفسه. وعـــندما اقـــول الزواج، لا اعنــــي الوعد بالحب،
وبالشرف والطاعــــة للغنـــي وللفقير، في الصـــحة وفي المرض
لايزال الموت جــــزءاً منا .. تـــلك هي الطبـــيعة الـبشرية تتمنى
وتحاول. فان الترتيب الجائر للزواج يفعل نفس الشيء.
جورج : لكن ما هو الترتيب الجائر؟
الوكيل : اه تلك هي المشــــكلة! اذا اخـــبرتك، لن تصــــــدقني. وستمضي
وستجربه، وستجد كل التعاسة التي وجدوها من قبلك. اصغوا لي،
يا اطفالي. الم تذهبوا في رحلة ابداً؟
(ينظران الشاب والشابة أحدهما في الاخر.. يقفان متعجبين
وصامتين).
بالطبع ذهبتم. كــل شخص قـــد ذهب في رحــلة. هناك غريزة فينا
تجعلنا نــعود الى اسلوب حـــياة اسلافنا المتوحشين .. للتجمع حول
النار في الغابة، لـــــشوي اللحم على عصى مدببة ونأكله بأصابعنا.
لكن، ايها الشباب كم كــــــتاباً يمكنك ان تقرأ عن الملكية البلدية اذا
كان يتوجب عليك ان تـــعود كــــل يوم الى نار المخيم لأجل تناول
وجبة الغداء؟ وكــــم عـــدد الرقصات التي يمكنك ان تخترعينها اذا
عشت دائماً في رحلة الحضارة؟ لا! الرحلة تتنامى مع روتين الحياة
اليومية. كما تتنامى مع الزواج.
جورج : لكن ..
هيلين : لكن ..
الوكيل : الزواج هو غريزة بناء عش، يدار من قبل مدرسة الشيطان نفسه
لتقود الــروح الانسانية الـى سلاسلــها. ان ملـــخص قصة الزواج
تكمن في هذه الحكمة القديمة : "لماذا الطيور تتوافق في اعشاشها
اعشاشها؟ لانــهم ان لم يفــعلوا ذلك، سيسقطان هما الاثنين خارج
العـش". ذلك هو السبب. الزواج هو عش صغير جداً لا غرفة فيه
للخلاف. الان ربما من المناسب للطيور ان لا تختلف، لكن البشر
بطبيعتهم يختلفون، فيصبح البيت جحيماً مصغّراً. والاهم سيتوافقون
لكن على حساب خنق حرية الروح لأحدهما أو لكلاهما.
هيلين : نعم، لكن قل لي ..
جورج : اِششششش!
الوكيل : رغم ذلك هناك غريزة بناء العش. انت تشعر بها، وكل منكم. اِن
لم يكن الان، فعــن قريــب ستتزوجان. ذلــك اِن كنـــتما احمقان،
ستـحاول ان تعــيش كـل حياتك في عش الحب؛ وستسجن روحك
فيه وسيضحك الشيطان.
هيلين : (الى جورج) انا بدأتُ اخشى منه.
جورج : وانا كذلك.
الوكيل : اِن كنتما حكيمين ستبنيان لكما عش سري صغير في الغابة، بعيد
عن المدينة، وستهربان لذلك العش كلما كان مزاجكما جيداً. ذلك
العش سيضمُ كائنيــن وفكـــرة واحــــدة .. فكرة الحب. بعد ذلك
ستعودان منتعشان الى المدينة، حيث روح كل منكما تختلف عن
الاخرى .. حيــث كــل مــنكما يترك الاخر يقوم بأعماله الخاصة
بسلام. هل فهمتما؟
هيلين : اعتقد هو يعني ان يتخذ كل منا قسماً من المنزل او على الاقل انه
علينا ان نعيش منفصلين ويرى احدنا الاخر في نهاية الاسبوع انا
لستُ متأكدة من ذلك.
الوكيل : (بشكل عاطفي) انا اقصـد انه يجب ان لا تخنقوا الحب بالمدينة،
ولا تثقلوا الحضارة بالحـب. ماذا يفعل أحدهما بالآخر؟ هل تعتقد
انك تريد زوجـة هي طالبــة اقتصـــاد. انك على خطـــــــأ ايضاً.
وتريدين انت زوجـــاً يكـون شريكاً لكِ في الرقص. انكِ مخطئة.
تريدان ان يتجلى لكما بهاء الكون كله.
هيلين : (الى جورج، سراً) بالطبع هذا هراء بلا معنى لكنه كان هناك
شئ من هذا القبيل .. قبل الان.
جورج : (في حيرة) نعم ؛ عــــدما عرفـــنا القـــبلة الاولى واعتقدنا انها
ستكون هي قبلتنا الاخيرة.
الوكيل : (بعنف) اية قبلة هي دائماً الاولى والاخيرة .. او انها لا شيء.
هيلين : (بشكل حاسم) انه مجنون تماماً.
جورج : بالتأكيد.
الوكيل : مجنون! بالطبع انا مجنون. لكن ..
(يستديرُ فجأةً، وينكمشُ على نفسه، يدخل رجل بزي حارس رسمي)
الحارس : آه، انت هنا! تعتقد انه بإمكانك ان تفلت منا، أليس كذلك؟ (الى
الاخرين) انه هارب من الملجأ، لقد هرب قبل اسبوع، وحصل
على عمل هنا. كنا نطارده في كل مكان. تعال الان!
جورج : (يبذل قصارى جهده ليتحدث) ماهي ... مسألتهُ؟
الحارس : مسألــتهُ؟ لقد اصـبح مجــنوناُ، قرأ اعمال برنادشو، فجن. اِن لم
يكن في محــجر المجـانين كان من الممكن ان يكون في السجن.
انه متعـــدد الزوجات. انـه قد تزوج اربعة عشر امرأة. لكن ولا
واحدة منهن شاهـــدته بعد فــترة من الزواج. قال انه كان زوجاً
مثالياً. وقد شهدن له بذلك وقلن ايضاً انه غير مؤذي ابداً.
الوكيل : (بسرور) غير مؤذي ابداً نعم غير مؤذي ابداً!
(يُقاد الى الخارج من قِبل الحارس)
هيلين : ذلك يوضح كل شيء!
جورج : نعم .. ولازلت اشعر ان هــــناك شيئاً من الصحة فيما كان يقول.
هيلين : حسناً .. هـل ســـنتزوج ام لا؟ يجب ان تقرر ذلك قبل ان تواجه
عمي وعمتك.
جورج : الطبع سنتزوج. تتصرفين انتِ بالرقص وابقى انا على افكاري
في ملكية البلدية، و ..
هيلين : حسناً، اِن تزوجــنا، لا يمــكنك ان تأخــــذ تلك الغـــــرفة الجنوبية
المشمسة للمطالعة. انا اريدها للأطفال.
جورج : الاطفال!
هيلين : نعم؛ انت تعرف، الاطفال!
جورج : يا الهي!

ســـــــــــتار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا