الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثلاثية _ المسودة 1

حسين عجيب

2023 / 12 / 22
العولمة وتطورات العالم المعاصر


المسودة 1

مقدمة ضرورية كما أعتقد ، مع أن علاقتها غير مباشرة بموضوع النص

هل تفضلين ، أو تختارين ؟
1 _ أن تكوني سعيدة .
2 _ أن يكون الحق معك .
وهو نفسه سؤال التسامح : هل أنت متسامحة ؟!
....
لا يمكن الجمع بين الاحتمالين 1 و 2 ، هما نقيضان بالفعل .
وهذه المشكلة ، تمثل إشكالية مزمنة قبل أفلاطون ، وتتجاهلها كتب الفلسفة والعلم ، وغالبية كتب الثقافة ( الرصينة ) :
لا يمكن أن يكون الانسان سعيدا وأن يكون الحق معه ، بنفس الوقت .
( أو أن يكون سعيدا ، ويفعل ما يشاء ) .
....
هل الكون يتمدد بالفعل ؟
هذا السؤال أبسط ، أوضح وأسهل ، من السؤال السابق .
جواب غالبية الفزيائيين والفلاسفة ، خلال القرن الماضي وهذا القرن أيضا ، نعم . ( بصفاقة وبدون تردد ) .
لماذا يكذبون ، الفلاسفة والفزيائيون مع بقية الكتاب ، بهذه السهولة ؟
لأنهم يفضلون الحاضر على المستقبل ، والمصلحة المباشر على المصلحة الكلية وغير المباشرة بالطبع .
إلى أين يتمدد الكون ، في الزمن والمكان والحياة ؟!
الزعم بأن الكون يتمدد ، مجرد تفسير أهوج لبعض الملاحظات الفلكية غير المؤكدة بشكل منطقي وتجريبي .
....
يوجد أحد الاحتمالين ، وبقية الاحتمالات تنويع أو بديل ثالث فقط :
1 _ الكون يتمدد ، ويتوسع من البداية إلى النهاية .
2 _ الكون ثابت ، والعلاقة بين البداية والنهاية تزامنية وليست تعاقبية .
منطقيا ، كلا الفرضين ممكنين .
ناقشت هذه الفكرة ، بشكل تفصيلي ومكرر ، عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن لمن يهمهن _م الموضوع .
أكتفي بهذه المقدمة ، وأدعو القارئ _ة لتأملها بهدوء .
....
نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم
لماذا تكتب ، أو يكتب أحد ما ، كلمة الزمان بدل الزمن أو الوقت ؟
لا يوجد تفسير علمي .
يوجد تفسير نفسي فقط ،
بحكم العادة ، أو الغفلة ، أو الخداع ، أو نقص الانتباه بأحسن الأحوال .
....
للغة العربية ميزة كبرى ، بل ميزتين : 1 _ الوقت 2 _ الحاضر .
ولكن ، للأسف كما تستخدم الجماعات الإسلامية بغالبيتها الدين الإسلامي كأداة ووسيلة سياسية بالدرجة الأولى ، يستخدم المثقف _ ة العربي تميز لغته بشكل سلبي ومضلل غالبا . ويهمل الجانب المعرفي ، الجديد خاصة .
نقيصة اللغة العربية ذكوريتها ، ومشكلتها المحورية ، وهذه مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات حيث الماضي يتحكم بالحاضر والمستقبل .
المهم في هذا النص ، ليس نقائص العربية ومشاكلها الكثيرة بالتأكيد ، بل العكس التركيز على ميزتين ، تشكلان قيمة مضافة للعربية بالفعل .
1
الوقت هو الزمن المحدد ، الذي تقيسه الساعة بشكل دقيق وموضوعي .
في العربية لا معنى لسؤال هايدغر الشهير :
ما الذي تقيسه الساعة .
الساعة تقيس الوقت .
بشكل بسيط ومباشر ومتكامل .
والمشكلة بين الوقت والزمن والزمان ، وهل هي مترادفات وثلاثة أسماء لنفس الشيء ، أم هي ثلاثة كلمات مختلفة بالفعل ؟
يوجد ثلاث احتمالات لهذا السؤال :
1 _ هي مترادفات ، هذا موقف الثقافة العربية كما تستخدم بصورة عامة .
2 _ هي مختلفة بالفعل ، وهذا موقف بعض الغلاة والمتعصبين في تقدير قيمة وأهمية اللغة الغربية .
3 _ الجواب الصحيح والمناسب ، والممكن كما أعتقد ، يحتاج لبديل ثالث يحقق التكامل ويدمج كلا الموقفين بالفعل .
أفضل الجواب الثالث ، مع الاعتراف بشرعية الاحتمال الأول .
الزمن = الوقت + فكرة الزمن .
ولأن فكرة الزمن معدومة خلال القرن الماضي ، وحتى اليوم ، يمكن اعتبار أن الزمن والوقت والزمان مترادفات ، ولا فرق بينها .
الوقت = الزمن = الزمان .
هذه الفكرة ، ناقشتها بشكل تفصيلي ومكرر وممل ، عبر نصوص منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن لمن يهمهم _ ن الموضوع .
بينما الاحتمال الثاني ، أن الزمن يختلف عن الوقت وعن الزمان ، يحتاج إلى برهان منطقي أو تجريبي ، ولا أعتقد أن أحدا يمكنه تقديمه في المدى المنظور ....ربما يساعد الذكاء الاصطناعي بحل هذه المشكلة أيضا ؟
أنا متفائل جدا بالذكاء الاصطناعي ، وأعتقد أنه سوف يساعد بحل مشكلة اللغة أولا ، والمعرفة بصورة عامة .
2
الميزة الأهم للغة العربية تتمثل بالحاضر ، حيث للحاضر ثلاثة أنواع مستقلة ومنفصلة بالكامل :
1 _ حاضر الحياة ، او الحضور .
2 _ حاضر المكان ، أو المحضر .
3 _ حاضر الزمن ، وهو نفس التسمية للحاضر العام أو المستمر .
كلمة الحاضر تشبه كلمة تونس ، أو الكويت ، حيث اسم العاصمة هو نفسه اسم الدولة . والأنسب تسمية جديدة للعاصمة ، أو للدولة ، كما حدث في بقية دول العالم .
( وهذا مثال نموذجي لمشاكل اللغة ، تشبه مشاكل الشيخوخة ) .
....
بالمقارنة بين اللغتين العربية والانكليزية كمثال ، تتكشف جوانب الضعف ( النواقص والعيوب ) بنفس درجة الوضوح التي تتكشف فيها المزايا ( جوانب القوة ) . وقد استخدمت هذا المثال ، بفضل مساعدة بعض الأصدقاء الذين يجيدون اللغتين .
التقسيم الثلاثي ، الحاضر والماضي والمستقبل ، كمثال لنقص العربية ، لا يكفي لفهم العلاقة بين الحياة والزمن . بالمقابل ، نقص الإنكليزية يتكشف في كلمة الزمن العامة ، والحاضر خاصة .
هذا الفكرة ، رغم أهميتها ، خارج موضوع النص .
....
....


لماذا تتجاهل د يمنى طريف الخولي العلاقة بين الزمن والحياة ؟
( ومثلها كل الكتاب ، والمترجمين _ ات ، لكتب موضوعها الزمن ، وبلا استثناء لا في العربية ولا في غيرها )

1
هذا السؤال ، الشبهة ، يطال جميع الكتب التي تبحث في فكرة الزمن خلال القرن الماضي وهذا القرن أكثر .
الغريب ، الشاذ ، إلى درجة يصعب تصديقها ( مع أنها الحقيقة الكاملة ) ذلك الاتفاق التام على القفز فوق مشكلة " العلاقة بين الحياة والزمن " ؟!
يقال لي ، بشكل متكرر ، أن هنري برغسون ناقش العلاقة بشكل تفصيلي .
لماذا لا تترجم كتبه ، بالتحديد حول فهمه للعلاقة بين الحياة والزمن ؟!
في كل الأحوال ، تجاهل العلاقة بين الحياة والزمن في أي كتاب موضوعه الزمن ، هو احد احتمالين :
1 _ عن قصد ، أو خداع .
2 _ بشكل غير قصدي ، أو غفلة .
وأي كتاب مناسب مصدره الغفلة أو الخداع !
وفي الحالتين ، أين المراجعات والنقد من الأصدقاء والشركاء لا الخصوم ؟
يعرف الجميع أن التجاهل أقصى حدود العداء للفكرة ، أو الكتاب ، أو الرأي وللثقافة والفكر بشكل عام .
....
الموقف الغريب ، ذلك الاتفاق على الخطأ وتقليده ونقله بشكل ببغائي ، تشترك بهذه المشكلة ( السرطانية ) جميع الكتب التي قرأتها حول الزمن .
جدلية الزمن _ باشلار ، تاريخ موجز للزمن _ ستيفن هوكينغ ، الزمن _ سافرانسكي ، الزمان في الفلسفة والعلم _ يمنى طريف الخولي ، أيضا كتاب فلسفة الكوانتم وترجمة يمنى طريف الخولي يتجاهل المشكلة .
( ذكرت فقط بعض الكتب التي قرأتها ، وموضوعها الزمن ، وهي بالعشرات بالإضافة للمقالات والآراء المتفرقة ) .
العلاقة بين الحياة والزمن تكشف الواقع الفعلي ، كما هو عليه ، لا كما تحوره رغباتنا ومخاوفنا دوما .
الظواهر الثلاثة خاصة ، وتدعمها جميع الظواهر التي تقبل الملاحظة بلا استثناء ، تؤكد العلاقة العكسية بين حركتي الحياة والزمن .
( تمت مناقشة الظواهر الثلاثة ، أيضا السبعة والعشرة ، في نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن لمن يهمهم _ن الموضوع ) .
....
خطأ مشترك آخر ، تعتبر الكاتبة أن الحاضر والماضي والمستقبل أبعاد الزمن ، بشكل مشابه لأبعاد المكان . هذا خطأ مشترك أيضا وسيئ جدا .
الحاضر والماضي والمستقبل ، هي مراحل لوجود الزمن ، وهي متعاقبة بطبيعتها . لكنها تنطوي على مفارقة ومغالطة معا ، وهنا جوهر المشكلة .
نفس المناقشة الحالية ، وكل مناقشة بلا استثناء ، لفكرة الزمن تنطبق على الحياة والعكس صحيح أيضا . مثل اليمين واليسار ، يكفي معرفة أحدها .
....
الموقف من العلاقة بين المكان والزمن ؟!
مرة تعتبرها الكاتبة واحدة : حيث الزمن ( تستخدم الكاتبة كلمة الزمان ، لا أحبذها لدلالتها السلفية والتقليدية غالبا ) نفسه المكان ، والعكس أيضا المكان هو نفسه الزمن . وتستخدم الفكرة النقيض أيضا ، بلا توضيح ، بأنهما متمايزان ويختلفان بالكامل !
ولا أعرف موقفها ( الشخصي ) من الزمكان ، بعد عدة قراءات للكتاب .
2
فضلت البدء بالجوانب السلبية للكتاب ، بحسب قراءتي وفهمي ، والختام مع الجوانب الايجابية .
....
كتاب " الزمان في الفلسفة والعلم " ، أول كتاب يعرض تطور فكرة الزمن بهذا الوضوح ، بشكل دقيق وموضوعي ، خلال أكثر من 25 قرنا .
وهو انجاز يقارب المعجزة .
....
أدين بشكل شخصي للكاتبة ، في ثقافتي الفلسفية ( إذا جاز التعبير ) ، فأنا في الحقيقة لا أستحي فقط بل أرتعب ، عندما يطلق علي البعض لقب فيلسوف ! حتى صفة المهندس تشعرني بالارتباك ، والشاعر أكثر .
ما أريد قوله بصراحة ووضوح ، أنني حاولت على مدى عشرات السنين ، فهم معنى الفلسفة وفشلت كما أعتقد . وبفضل كتابات وترجمات يمنى طريف الخولي ، في الفلسفة بالتحديد ، اعتبر نفسي صرت متوسط الفهم في مشاكل الفلسفة وتطورها خلال القرن الماضي خاصة .
وفلسفة العلم بالأخص .
....
والأهم كما أعتقد ، الأسئلة التي تطرحها الكاتبة ، فهي اعتبرت أن الموقف اللاعقلاني ( الذي يعتبره فكرة إنسانية ) من الزمن ليس أقل أهمية من الموقف المقابل ( العقلاني ) ، والذي يعتبر الزمن موضوعا فيزيائيا ، وكلا الموقفين يتكاملان في شرح ومناقشة فكرة الزمن ، التي يتطور فهمها عبر الحوار والمناقشة .
هذه الأفكار للمناقشة والحوار المفتوح ، ولي عودة للكتاب المهم والجدير بالقراءة والنقد والاهتمام .
....
....
( خلاصة مكثفة لما سبق )

" لا تنظر بعيدا
كل الأشياء الحقيقية جميلة "

ثنائية الزمن والمكان مضللة _ ولفهم حركة الواقع ، والعلاقة بين الزمن والحياة خاصة _ لا بد من تغيير الفرضية الأساسية ، الموروثة والمشتركة والتي تتمثل حاليا بفكرة الزمكان ( المعتمدة في الثقافة العالمية ، منذ بداية القرن الماضي ) . واستبدالها بثلاثية المكان والزمن والحياة _ بدل الثلاثية الزائفة والمضللة أيضا ( المكان والزمن والمادة ) .
المادة أحد أجزاء المكان والحياة ، وربما الزمن أيضا ، أو أحد صيغها وأشكالها المتنوعة والمتعددة ؟! ....
بينما أبعاد الواقع الحقيقية ، خمسة ، أو ثلاثة المكان والزمن والحياة . بعد استبدال صيغة الزمن الأحادي بثنائية الزمن والحياة ، الحياة بعد خامس للواقع ( طول وعرض وارتفاع وزمن وحياة ) أو ثالث ( مكان وزمن وحياة ) .
....
فكرة الأبدية وعلاقتها بالزمن والحياة ، مصدر ثابت لسوء الفهم والتفاهم ، وهي من بقايا التفكير السحري والأرواحية ، والفكر الأسطوري خاصة .
ما هي الأبدية ؟
حلم انساني ، متخيل ، يقوم على انكار واقع الموت كحقيقة موضوعية .
الأبد يختلف ، مصطلح محدد يمثل النهاية ( المطلقة ) مقابل البداية أو ( الأزل ) المطلق .
الأبدية والأزلية والسرمدية ، تسمية أخرى لثلاثية الحاضر والماضي والمستقبل . والمشكلة في اعتبارها تمثل أبعاد الزمن ، هي مراحل حركة مرور الزمن ( أو الحياة بالشكل المقابل والمعاكس دوما ) . والمشكلة الثانية أنها مقلوبة وتحتاج للتصويب بالفعل . الخلط بين الزمن والأبد أو بين الزمن والأزل حذلقة لغوية ، غالبا تطمس المشكلة بدل تحديدها وحلها بالفعل .
مشكلة الزمن لغوية بالدرجة الأولى ، ومنطقية تاليا وتجريبية في النهاية .
وهي غاية النظرية الجديدة ، ومشروعها المفتوح .
....
بكلمات أخرى ،
اعتبار الزمن ثلاثي البعد خطأ ، الحاضر والماضي والمستقبل مراحل أو حالات وجود الزمن .
ونفس المناقشة تصح بالنسبة للحياة ، لكن بشكل معاكس دوما .
العلاقة بين الحياة والزمن جدلية عكسية ، يمكن دراسة أحدها بدلالة الثاني والعكس لا فرق ( مثل اليمين واليسار صورة طبق الأصل ) .
لكن بدلالة المكان ، ذلك غير ممكن . حيث أن العلاقة بين المكان والزمن غير مباشرة ، وغير قابلة للملاحظة والاختبار ، ( حتى اليوم ) وهي غلطة اينشتاين الكبرى والمستمرة للأسف .
....
المشكلة المحورية في الثقافة العالمية بلا استثناء ، حلقة مشتركة بين العلم والفلسفة ، تتمثل بالموقف من العلاقة بين المكان والزمن والحياة .
الموقف الثقافي الحالي اعتباطي ، كما يتمثل في كتاب الزمان في الفلسفة والعلم . ويتركز الخلل في اهمال العلاقة بين الزمن والحياة واستبدالها بالثنائية الزائفة ( الزمن والمكان ) . لا يوجد موقف موحد ومتفق عليه في الثقافة العالمية المستمرة منذ بدايات الرقن الماضي ، بل تصورات اعتباطية ومتناقضة غالبا .
....
أدعو القارئ _ ة الآن إلى التوقف دقائق ، في عملية استبطان وتذكر إرادي لفهم العلاقة بين الحياة والزمن ؟!
في مختلف الكتب التي قراتها عن الزمن ، وهي غالبية الكتب المتوفرة في العربية سواء بالترجمة أو التأليف ، يتم تجاهل الفكرة كليا .
وهي إما بقصد ( خداع ) أو بدون قصد ( غفلة ) .
....
....
نقد كتاب الزمان في الفلسفة والعلم _ القسم الثاني

مقتطف طويل من الكتاب ، ص 78 :
( إذا وقع حادثان في المكان نفسه لكن في لحظتين مختلفتين من وجهة نظر مشاهد ، فيمكن اعتبارهما قد وقعا في مكانين مختلفين إذا نظر إليهما مشاهد في حالة حركية أخرى ) .
سوف أناقش هذه الفكرة ، في ملحق خاص نظرا لأهميتها الكبرى .
وتكمل الكاتبة ...
( وعلى أساس تكافؤ الزمان والمكان الذي يجعل أحدهما دالا على الآخر يصح العكس ، فإذا وقع حادثان في اللحظة نفسها ، فيمكن اعتبارهما قد وقعا في لحظتين مختلفتين إذا نظر إليهما مشاهد آخر في حالة حركية أخرى ) .... وتكمل أيضا ( وأيضا إذا وقع حادثان في اللحظة نفسها من وجهة نظر مشاهد ، فإن هذين الحادثين _ من وجهة نظر مشاهد آخر في حالة حركية أخرى _ يكونا منفصلين عن بعضهما بفترة زمانية معينة ) .
ثم توثيق للمرجع ، الذي تعتبره الكاتبة يطابق الواقع والحقيقة :
جورج جاموف ، واحد ...اثنين ...ثلاثة ... لا نهاية ، ترجمة إسماعيل حقي ، مراجعة محمد مرسي أحمد ( القاهرة النهضة المصرية ، 1968 ) ، ص 109 .
ثم تكملة مباشرة :
( كل هذه المتغيرات المتحركة في تحديد الزمان ، والتي تجعل حادثا بعينه ماضيا لمشاهد ومستقبلا لمشاهد آخر ، نجم عنها ما يعرف بالتآني ، أي استحالة الحكم بأن حادثا وقع قبل أو بعد الآخر ، كما يشترط التحديد العلي " السببي " للأحداث إلى علة سابقة ومعلول لاحق في خط الزمان الواحد المطلق . لقد تلاشت العلية ، كما سبق أن تلاشت في الكوانتم ، لكن النسبية تنفي أيضا خاصية عدم قابلية الزمان والأحداث للارتداد ، فالأحداث توجد بحيث يمكن افتراض تتابعها الزماني في الاتجاه المعاكس ، بحيث انتهى التسلسل الزماني الكلاسيكي ، ومع النسبية أصبح الذهن البشري يستطيع ادراك نظم مختلفة للترتيب الزماني ، النظام الكلاسيكي مجرد واحد منها ) ..... وتكمل الكاتبة ، في حالة من التناقض الصارخ بين موقفين وعقليتين :
( ربما كان التوغل بإشكالية الزمان إل هذا الحد ، أكثر من أن نستطيع استيعابه بسهولة ، فقوانين الديناميكا الحرارية غير قابلة للانعكاس ، والظواهر التي تعكس اتجاها وترتيبا زمانيا واضحا ، وأبسطها الفيلم السينمائي وآثار الأقدام على الرمال والحفريات ...ألخ . كلها تهب دفاعا عن الزمان غير القابل للارتداد والذي اغتالته النظرية النسبية ) .
كيف يمكن لشخص واحد أن يحمل هذين النوعين المتناقضين من التفكير !
وتكمل الكاتبة ، بدون أن تنتبه لتناقضها الصادم بين منطقين مختلفين على الأقل .
تبرر الكاتبة ذلك التناقض ، لكن بشكل غير واضح ، بنفس الصفحة :
( إن هذا يذكرنا بالفجوة الواسعة ، إن لم نقل التناقض بين الصورة الكوزمولوجية التي يرسمها العلم المعاصر _ علم النسبية والكوانتم _ وبين الصورة الكوزمولوجية الكائنة في الحس المشترك _ خبرة الانسان العادي في الحياة اليومية _ والتي كانت تتفق تماما مع الصورة الكوزمولوجية للعلم النيوتوني ، بكتله المتحركة في زمان ومكان مطلقين ومنفصلين . إن الحس المشترك لا يستطيع الصعود إلى مستوى التجريد الذي بلغه زمان النسبية ، فاشتهر عن قابليته للارتداد الزجل الشعبي :
كان هناك سيدة أسمها شوء
تسبق في سيرها الضوء
خرجت تقضي حاجة لها بالأمس
نالها في الطريق من المسبية مس
فعادت إلى بيتها أول أمس ) .
وهكذا تنتهي فكرة الكاتبة إلى ما يشبه فيلم خيال علمي ، وجلسة تحضير أرواح وليس كتابة في الفلسفة والعلم .
بصراحة لا أفهم هذا التناقض .
وأشعر بالحرج عن الكاتبة ، والارتباك .
....
....
هل يمكن أن يكون نفس الحدث في الحاضر بالنسبة لشخص وفي الماضي بالنسبة لشخص آخر ، وفي المستقبل بالنسبة لثالث ؟
نعم ، يمكن ذلك وبشكل تجريبي أيضا : ظاهرة اليوم الحالي ، تفسر ذلك بشكل دقيق وموضوعي معا . ( اليوم الحالي ، وكل يوم جديد ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء وفي الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد وفي المستقبل بالنسبة للموتى ، كما يوجد احتمالان أيضا رابع وخامس ، بالنسبة لمن سوف يولودون أو يموتون خلال اليوم الحالي ) .
لكن الظاهرة الثانية ، ظاهرة اليوم الحالي ، تنطوي على مفارقة وتتحول غالبا إلى مغالطة عند غالبية الكتاب عن فكرة الزمن ؟!
الحاضر نفسه يتحدد بالأحياء ، والماضي يتحدد بالموتى ، والمستقبل يتحدد بمن لم يولدوا بعد . الحالات الوجودية الثلاثة للفرد ، هي موضع سوء فهم عام في الثقافة العالمية وخاصة الفلسفة والفيزياء !
( العلاقة بين حركتي الحياة والزمن ثنائية ، متعاكسة ، بطبيعتها ) .
بالإضافة إلى ان الحاضر والماضي والمستقبل ليست حالات ، أو فترات ، مرور الزمن فقط . بل هي حالات الواقع بأبعاده الثلاثة : المكان والزمن والحياة .
وهذه بؤرة المشكلة ، وسوء الفهم والتفاهم .
نحتاج ( في العربية غيرها ) إلى كلمات جديدة : مثلا ماضي الحياة ، يختلف بالفعل عن ماضي الزمن ، ويختلف عن ماضي المكان أيضا . ومثله المستقبل ، والحاضر . ناقشت هذه المشكلة سابقا ، وبشكل تفصيلي عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن تحت عنوان " المشكلة اللغوية " لمن يهمهن _م الموضوع ؟!
ويستمر الحوار المفتوح ...
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال