الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (12)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لا تُصدّقوا بايدن إنه كاذب.
الخبير العسكري توفيق ديدي.


"قبل أسابيع فقط من 7 أكتوبر ، التقيت في نيويورك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان الموضوع الرئيسي لتلك المحادثة هو مجموعة من الالتزامات الجوهرية التي من شأنها أن تساعد كلا من إسرائيل والأراضي الفلسطينية على الاندماج بشكل أفضل في الشرق الأوسط الأوسع. وهذه هي أيضا الفكرة الكامنة وراء الممر الاقتصادي المبتكر الذي سيربط الهند بأوروبا من خلال الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل، والتي أعلنت عنها مع الشركاء في قمة مجموعة الـ 20 في الهند في أوائل أيلول / سبتمبر. ويؤدي تعزيز التكامل بين البلدان إلى إنشاء أسواق يمكن التنبؤ بها وجذب استثمارات أكبر. إن تحسين الاتصال الإقليمي- بما في ذلك البنية التحتية المادية والاقتصادية - يدعم زيادة فرص العمل والمزيد من الفرص للشباب. هذا ما كنا نعمل على تحقيقه في الشرق الأوسط. إنه مستقبل لا مكان له لعنف حماس وكرهها، وأعتقد أن محاولة تدمير الأمل في ذلك المستقبل هو أحد الأسباب التي حرضت حماس على هذه الأزمة"
.
إسرائيل و الأراضي الفلسطينية و الشرق الأوسط الأوسع / the broader Middle Eastتوصيف جديد يضاف إلى القائمة التي ألصقت بالشرق الأوسط؛ الذي هو من حيث الموضوع واحد؛ و بزخم الاضطرار مرتهن بالجيوسياسية. فأضحى بالحد كثيرا و بلا حصر.
فبشائر اندحار الأحادية القطبية لاحت، و روسيا عادت بقوة إلى مجرى التاريخ؛ لتساهم بدورها في التعزيز التدريجي والمتسق لسلطة نفوذها، و تعزيز مسارها السيادي كواحدة من زعماء الأغلبية العالمية، و رواد العملية الموضوعية لبناء عالم عادل ومتعدد الأقطاب؛و الصين في أثرها تتحسس خطواتها.
لقد شرعتا في الأخذ بيد الدول الشرق الأوسطية خارج نفوذ أمريكا و الغرب مجتمعا. الذي هاله ما يجري؛ فوطن نفسه على الحديد و النار لإقبار القضية الفلسطينية تعيينا و رسما و تطبيعا؛ لنكون أمام ترسيم شرق أوسط زيد في منظوره ليغدو واسعا ما ضاق على وسعه؛ للنيل من طموحات الصين؛ و التضييق على مبادرة الحزام. لكن المسعى خاب و باتت الأمور خارجة عن التوطين. فأول القضايا تخاض كمعركة رئيسة؛ برهان دولة فلسطين و عاصمتها القدس؛ و طوفان الأقصى؛ بمقاومة باسلة على درب الاستقلال و التحرير ترجمة لها على الأرض الواقع.
و حتى لا نغمط حقا لصاحب؛ من حسرته على ما فاته يوطنه مقالته؛ فالتقرير جاء ليقر ما بات حقيقة لا ترتفع؛ فبتاريخ 02/12/2023؛ نوتيس مارياس؛ البرلماني الأوروبي السابق ،أكد أن اندلاع الصراع في الشرق الأوسط بعد هجوم حماس على إسرائيل، يعيق خطط واشنطن لإنشاء ممر اقتصادي من الهند كثقل معاكس للصين. وأضاف مارياس، وهو أستاذ في قسم مؤسسات الاتحاد الأوروبي بجامعة كريت اليونانية: "تسبب هجوم حماس والحرب التي تلته، بانهيار كامل في علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية المعتدلة، وهي العلاقات التي بدأت في التطبيع في السنوات الأخيرة بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي وخاصة في قطاع الطاقة. ولا شك في أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة، يعتبر هاما جدا لتنفيذ مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا الذي أعلنته الولايات المتحدة والهند على هامش مؤتمر مجموعة العشرين بنيودلهي في 9 سبتمبر. هدف هذا المشروع، الذي ترعاه واشنطن، بالطبع، هو إنشاء ممر اقتصادي ينافس طريق الحرير الصيني الشهير".
هذا الممر كان رهينة لحماس منذ البداية، و طوفان الأقصى جاء على تقويضه من الأساس.
و أمام هذه الحقيقة التي بعثرت أوراق الغرب الجماعي؛ بات لا مندوحة من التخفيف من عتم الصورة؛ لعله يبقي على سطوح مرنة تستقبل الجديد؛ و تتفاعل مع جديد أحداث؛ من شأنه البناء عليها. و هذا ما انتهى إليه بإيدن؛ فصدع بعد كثير تفكير ممض؛ فقد لاح له في العتمة قبس من نور خافت:

"وهذا أمر واضح: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الطويل الأجل لكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. على الرغم من أنه قد يبدو الآن أن المستقبل لم يكن بعيدا أبدا، إلا أن هذه الأزمة جعلته أكثر ضرورة من أي وقت مضى.
إن الحل القائم على دولتين - شعبان يعيشان جنبا إلى جنب مع تدابير متساوية من الحرية والفرص والكرامة - هو المكان الذي يجب أن يقوده الطريق إلى السلام. وسيتطلب التوصل إلى ذلك التزامات من الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك من الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا. يجب أن يبدأ هذا العمل الآن.
وتحقيقا لهذه الغاية، اقترحت الولايات المتحدة مبادئ أساسية لكيفية المضي قدما من هذه الأزمة، لإعطاء العالم أساسا يبنى عليه.
بادئ ذي بدء، يجب ألا تستخدم غزة مرة أخرى كمنصة للإرهاب. يجب ألا يكون هناك تشريد قسري للفلسطينيين من غزة، ولا إعادة احتلال، ولا حصار أو حصر، ولا تقليص في الأراضي. وبعد انتهاء هذه الحرب، يجب أن تكون أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في مركز الحكم في مرحلة ما بعد الأزمة في غزة. "

هل بات كل ما يخشى الغرب الجماعي تبعاته؛ لا يجد غضاضة في الجهر به و الإعلان عنه؛ ليرعى آنيته حتى لا يفقده الزخم المرجو. فبعد كثير تسويف و حروب و اتفاقيات؛ سقف مراميها راهن على الزمن لإقبار القضية الفلسطينية؛ لكن الأمر أفضى إلى ما هو ضاف على القدرة لتوجيه دفته. فهل كشفت المقاومة الباسلة عن الحقائق التي لم يكن بد منها ؛ فأبان العم سام عما كان يساوره من خشية في تأبيد استعماره؛ و لا يجد عند الكيان العول المأمول. الجيوسياسية باتت على مجرى المقاومة؛ التي ارتفع منسوبها فوق أقدامها؛ و لما غاست رجت غطرستها. الكيان كوكيل غدا عاجزا إلى حد التفكير في التخلي عنه؛ فقد بات مكلفا في دور حراسته التي تآكلت؛ و لم يعد له حظوة عند من يتعشم منهم الحماية و الدعم.
و الإجابة على بايدن يختصرها. البروفيسور في الجامعة العبرية في القدس ألكسندر جاكوبسون.:العالم الحديث لن يتصالح مع وجود إسرائيل الحالية، التي لا تسمح للفلسطينيين بإنشاء دولتهم الخاصة، وفي الوقت نفسه ترفض إعطاء الحقوق المدنية للسكان غير اليهود داخل الحدود الحالية لدولتها. و يرى أن دولة إسرائيل لن تستطيع الاستمرار في انتهاك مبادئ العالم الحديث علنًا إلى ما لا نهاية، بما في ذلك عالم ليس ديمقراطيًا بالكامل. فليس هناك اليوم دولة تحكم أي إقليم من دون منح الحقوق المدنية أو السياسية للسكان المحليين.
وما يحدث في إسرائيل الحديثة، في نظره، هو أسوأ من نظام الفصل العنصري، حيث كان البيض يمتلكون الأراضي لكنهم يحرمون السكان الأصليين من حقوقهم. إن العالم الحديث لم يتحمل وجود الفصل العنصري، وقد تم تفكيك ذلك النظام تحت ضغط دولي.
و لك أن تدرك عظم الخيبة التي ستعتريك من بايدن المتصهين حتى النخاع و من تصريحاته؛ عندما رفض بعجرفة توقيف الحرب؛ بعلة أن استمرار الحرب أو توقيفها سيساعدان حماس على الانتصار. لذا وجب الكذب حتى آخر كذبة تعري ما بقي من تلك القيم التي يسوق لها الغرب الجماعي بقيادة أمريكا. و هذا ما انتهى إليه بول بيلار المحلل الإستراتيجي الأميركي قائلا: إن أغلب تداعيات حرب غزة السلبية بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن من صنع يده، بسبب دعمه الفوري وغير المشروط لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "والذي لم يتراجع عنه عندما بدأت إسرائيل تمارس القتل والتدمير ضد سكان قطاع غزة المدنيين بصورة لا يمكن وصفها".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. متضامنون مع غزة في أمريكا يتصدون لمحاولة الشرطة فض الاعتصام


.. وسط خلافات متصاعدة.. بن غفير وسموتريتش يهاجمان وزير الدفاع ا




.. احتجاجات الطلاب تغلق جامعة للعلوم السياسية بفرنسا


.. الأمن اللبناني يوقف 7 أشخاص بتهمة اختطاف والاعتداء -المروع-




.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين ينصبون خياما أمام أكبر جامعة في الم