الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الماركسية نظرية استعمارية نمطيه؟!!/8

عبدالامير الركابي

2023 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


عاش الكائن البشري حياته المجتمعية على مدى مايقرب من العشرة الاف عام، في حال قصور ادراكي مجتمعيا ووجوديا، وبما خص حقيقته، ومالات وجوده على الكوكب الارضي، فما كان له ان يخرج عن نطاق وحدود الادراكية الارضوية الاحادية، الحاجاتيه الجسدية، باعتبارها منتهى ممكنات ماهو معني بالمرور به كطور فاصل تكوينا وسيرورة، بين "الانسايوان" المرحله الوسطية، واللازمه بين الحيوان، و"الانسان" تشكلا وارتقاء، مع انه يظل يصر اعتباطا، على اعتبار ماهو عليه، ومكتوب له المرور به من طور انتقالي، على انه المنتهى والهدف، وتلك ابرز خاصيات الامكان الادراكي للكائن الانتقالي المنوه عنه.
ويظل الطور "الانسايواني" يعاش تفاعلا كسيرورة ارتقائية ذاهبة الى مابعدها، الى ان تحل ساعة الانتقال من الانتاجية اليدوية الطويلة، لتبدا مع الاله اهم واخطر اشكال التوهمية والتضارب الادراكي، تسود ابان الفترة الافتتاحية من الانقلابيه العقلية المنطوية في المتغير الالي، حين يتعاكس الوعي الانسايواني الارضوي ومتبقياته القصورية الموروثة المتراكمه، مع طبيعة ونوع مؤديات الانقلاب الالي الفعليه، سببهاعجز العقل الانسايواني عن الارتقاء الى مستوى المتغير الالي، بما هو نوع وسيلة من نوع اخر، متعد ومفارق للانسايوانيه الارضوية الى مابعدها، وتحديدا الى اللاارضوية / العقلية، بدل الموروت المجتمعي الجسدي، الذي يكون هو الغالب من بداية تشكل المجتمعات وحتى حينه.
وفي اوربا النمطية الارضوية، المنشطرة طبقيا، والاعلى ديناميات بين صنفها ونمطها على مستوى المعمورة، حبث تنبجس الالة، تتجلى التوهمية الارضوية باعلى صورها الممكنه، بظل ومع تعاظم وتيرة الديناميات المتاتي من فعل الاله، مايجعل منها انموذجا وحالة غلبه انقلابيه، هي في الجوهر قفزة ارضوية متساميه الى الحد الاقصى الممكن، تظل مع ذلك مادون المطلوب وعاجزة عن تجاوز طبيعتها ومستوى ادراكيتها، فلا تتمكن من عبور الحاجز المنوه عنه الى مابعده، والى مايعطي الاله صفتها، وطبيعة دورها التي هي مولجة به، ووجدت لكي تؤديه بعد طول انتظار ارضوي جسدي.
وهنا وفي هذا الجانب الاساسي بالذات، يتمثل عجز الارضوية الاوربيه عن الارتقاء لمستوى الانقلاب الالي، ابتداء على مستوى التوصيف وتعيين نوع الحدث الحاصل،حيث تجري نسبته الى الوسيلة الانتاجية ضمن نطاق الارضوية الحاجاتيه، ليعتبر حالة انتقال من اليدوية، مايضع الاله ضمن نطاق ودور مخالف للحقيقة الابعد، فالاله وسيلة انتاج مختلفة عن اليدوية، لكنها ليست وريثا لها، ولا هي استمرارية اعلى، بقدر ماهي نقلة نوعية شامله، ذاهبة الى مابعد ارضوية، والى "الانتاجية العقلية"، مكان الجسدية الحاجاتية، المتوافقة مع، والمواكبة للانتاجية اليدوية البيئية ونمطيتها.
وهنا تتجلى من حيث المنطلق، ضخامة الفارق المتاتي عن القصورية الاعقالية الارضوية واحاديتها النمطية الرئيسية، النافية للاارضوية من الاعتبار، ومن ثم للاليات التفاعلية وقوانين التحول المجتمعي التاريخي ومالاته، والمتعدية للطبقية ومايمكن ان يتولد عنها من منظور انتهائي قمة، تاتي اليوم وكانها جزء من فرضية "التقدم" الاعلى على مستوى المالات المتولدة عن الالة ومايرافقها وينجم عن حضورها من احتدامية اصطراعية طبقية، حصيلتها زوال الطبقية وقيام العدالة المطلقه، فلا يرد ولايمكن ان يرد هنا، احتمال او فرضية ان تكون الالة بالاحرى عنصر قلب للمجتمعية ونمطيتها، من شانه ان ينهي الطبقات والصراع الطبقي بحضورها كعنصر فعال من خارج الكينونه المجتمعية، ووحدة الكائن البشري البيئة، بعد ان يدخل عليها من خارجها عنصر مستجد فعال، مؤهل للتدخل في كينونتها الاصل، بما في ذلك التدخل الواعي والمحسوب وفقا للدوافع الارضوية الحاجاتيه، بما يدخل المجتمعات، ومنها الطبقية عدا عن غيرها مع الاله، حالة تشكل جديد اصطراعي، طرفاه، المجتمعية البيئية من ناحية، والالة العنصر المستجد الفعال والقادر على اعادة صياغه البنية المجتمعية الاولى كما كانت تشكلت يدويا بيئيا.
ليست المجتمعات الالية هي نفسها المجتمعات اليدوية، بل هما مجتمعيتان مختلفتان، الاولى اليدوية منهما تتشكل من عناصر اساسية بيئية بشرية، الثانيه بيئية بشرية متحولة الى نمطية اخرى بالتصارع مع العنصر الجديد الطاريء، سائر الى انهاء متبقياتها ونمطيتها بالاخص الارضوية منها، بعد حقبة من التحورات الاصطراعية المتقابله، المجتمعية الالية، فالاله في اصطراعها مع متبقيات ماقبلها، تتحور من جهتها، لنصبح امام عملية،انتقالية تحورية كبرى، لاتظل الاله خلالها مصنعية كما تبدا، بل تنتقل من صيغتها تلك الى "التكنولوجيا الانتاجية" الراهنه، لينقلب معها ومع ظهور المجتمعية بلا نمطية،امريكا المفقسة خارج الرحم التاريخي وتزعمها للعالم الغربي خارج الطبقية الاولى المصنعية، وما ينجم عن ذلك من خرق الكيانية "الوطنيه" انتاجا، نحو العولمه التي تنهي ظاهرة الكيانيه والسيادة الوطنيه، ومايرافقها من دخول العالم زمن التيه الاكبر المفهومي، قبل ان تتبلور الاسباب الموجبة للانتقال بظل الاحتدامية التازمية الشاملة، الى " التكنولوجيا العليا" العقلية.
تغدو الماركسية من الماضي، بما هي نظرية عائدة الى الطور المصنعي الالي واحتداميته الطبقية ،وتوهميته، وانهيار مايعرف بالاتحاد السوفياتي، هو بالاحرى انهيار للطور المصنعي من التوهمية الاليه الغربية، سقطت معه، ان لم يكن قبله، الكيانيه الراسمالية بصيغتها "الوطنيه" الاولى، و (الدولة/ الامه) وطبقاتها، بينما يصير التفارق الادراكي للجوهر، وللحقيقة الكامنه وراء الانقلاب الالي، اكثر فاكثر، مصدر خطر متعاظم، فالمجتمعات والتاريخ الذي ينتظم حركتها اليوم، خارج الاحاطة البشرية، لابل هو ماخوذ بما لا يتفق معه، ومع مجرياته، الامر الذي استمر غالبا منذ بدايات الانقلاب الالي والى اليوم، بينما التوهمية والقصور الادراكي يخيمان على العقل، الى ان بلغت المسارات المعاشه بالتراكم، درجة من التازم الخطر، تحول استمرار فعالية التوهمية، الى كارثة تخص علاقة الكائن البشري بوجوده، وبمآلات مصيره.
وجدت الالة كانتقال مجتمعي من نمطية الى اخرى، من دون ان تتوفر اسباب وعي حقيقتها، وماهي منطوية عليه، وقد بلغت اليوم لحظة وبدايات التحقق الذي وجدت بالاصل لتؤديه، في وقت غدت المجتمعات على ابواب الانقلاب والتحول الاعظم، من صيغتها الجسدية الحاجاتية التي كانت وظلت عليها من بدايات تبلورها الى اليوم، الى صيغة اخرى ظلت مطوية، وغير مكشوف عنهاالنقاب حتى الساعه، الصيغة العقلية اللاارضوية، ومنظورها الذي هو المنظور الالي المفتقد، والمؤجل تحت وطاة القصور العقلي، وقد صار من غير الممكن استمرار الحياة، الا بتجاوزه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا