الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حافة الانقراض الثقافي العربي!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2023 / 12 / 23
الادب والفن


دور نشر عربية أكثر من الكتاب، لا تكاد تكشف صخرة حتى ترى تحتها دار نشر بعضها تبدو حقيقية من الظاهر ولكنها مجرّد وكر احتيالي تصطاد المتطفلين على الشهرة والحالمين بغلاف واسم على أيّ حزمة أوراق صفراء تحت مسمى رواية أو ديوان أو أيّ ترهات. الظاهرة منتشرة كلما اتسعت قافلة من يتطفل على الكتابة وهي ظاهرة تفسيرها سهولة النشر طالما دفعت مبلغًا أنت وحظك وسبب ومحرض هذه الظاهرة الاعتقاد السائد بأن الكتابة والتأليف ما هما سوى عناوين مثيرة توقع القارئ بكمين اللصوص والدجالين، دور نشر ونقاد ومواقع الكترونية، هذه الظاهرة منتشرة مؤخرًا وكادت تطغي على بضعة دور نشر حقيقية صارمة.
النقد...يا للهول، حدث ولا حرج. أسماء بعدد نجوم الظهيرة مهمتها التظاهُّر بالكتابة والقراءة والبحث والتحليل وتنتهي بترهات...النقد مات تمامًا ولا يوجد سوى بضعة أسماء ترى نفسها فوق التل والجبل ولا تقترب سوى من أسماء كغابرييل غارسيا ماركيز ونجيب محفوظ حتى تمنح نفسها بريق على أنها نقاد بمستوى هؤلاء الكتاب وعندما تبحث في تفاصل نقدها تكتشف سطحيتها برغم علامة الدكتوراه في النقد وهي في الواقع عاجزة عن الوصول لفهم القراءة وتستغرب عندما تستقبلها القنوات الفضائية بمقابلات لكونها تحمل رتبة جنرالات وحتى مارشالات أدبية!!
القراء...كارثة الكوارث وهناك إعلان عن انقراض القراءة الصحية ذات الخمس نجوم إلا من بقايا جيل القراء المتبقين صدفة، فغالبيّة القراء ومن ورائهم المنشورات المتعددة الجنسية العربية ذات الإثارة وربما بعض الأسماء البراقة تجتذب هؤلاء القراء الذين سلط عليهم هاجس البحث عن روايات أغلفتها وعناوينها وأسماء دور نشرها تدغدغ القراء الذين تستهويهم مجرّد الهواية تملأ فراغهم، فقد انقرض قراء القرن الماضي وحلّ قراء عصر الإيقاعات الراقصة! بالطبع لا يعني ذلك خلو الساحة من قراء يتحسرون على واقع مزرٍ ارتفعت فيه عناوين تدغدغ الفضول وليس العقول.
موجز يلخص الواقع السريالي. أعداد هائلة من دور النشر، آلاف الكتاب بأنحاء الكوكب العربي، وأقل أرقام نقاد يحملون الاسم وينتهزون الاهداء المجاني لهم لتسطير بضعة سطور زئبقية تدغدغ مشاعر كتاب حالمين بالشهرة القادمة مع الرياح الموسمية، لتطير في فضاءات النسيان، وهكذا بلغنا حافة الهاوية ولا تكاد تثق بالنجوم والكواكب والمجرات المتعلقة بالتأليف والنشر والتوزيع والنقد مما دفع من يرى هذه الحالة الغرائبية ذات الانتشار الأسطوري!! للاعتكاف عن القراءة ومراجعة النشر وتجنب القراء والنقاد الطارئين على الساحة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ


.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع




.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي


.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????




.. الفنانة الجميلة رانيا يوسف في لقاء حصري مع #ON_Set وأسرار لأ