الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا جديد تحت الشمس سيدي الجنرال

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2023 / 12 / 23
القضية الفلسطينية


المعروف أنه كان لدى عرب المشرق قديما ، ميل لتصديق الوعود الكاذبة و للتعلق بالأوهام ، وأن طول مسافة الترحال أملا بغنيمة أو هبة ، لا يثنيه عن الانتقال ، إلى حد أنه من المحتمل أن يكون مرد الفوضى التي نلاحظها في علاقة الفرد و الجماعة بالمكان ( البلاد ) و بالناس سواء سكانها (المجتمع الوطني ؟) أو الغرباء ، لا سيما المستعمرون و الغزاة منهم ، إلى رعاية الماشية التي علمت المرء التنقل من مكان إلى آخر ، مع جماعته أولا ، ثم بمفرده عندما صار ذلك متاحا و آمنا . من البديهي أننا نسوق هذه العلاقة المتقلقلة بالمكان و بالآخرين ، بما هي فرضية في سياق البحث ، و أنها تتطلب بالتالي مقاربة أكثر عمقا لا يتسع هذا المجال لها .
لذا نقتضب فنقول أن ما أوصلنا إلى الواقع الذي نحن فيه ، هما ثلاث ظاهرات رئيسية:
1ـ الهجرة الاقتصادية ، بحسب خط بياني متصاعد . لا نستطيع في هذا الصدد أن نبرر هذه الظاهرة باستحالة معالجة أسبابها أو بضعف القدرات المعرفية ة بأن الوسائل المادية المطلوبة لهذا العلاج غير متوفرة. كما أنه لا يجوز لنا أن نكتفي بلوم نظام الحكم ، بالرغم من التسليم بانه ، في أغلب البلدان العربية ، متخلف و فاسد ، متحالف مع المستعمر القديم ،لأننا لم نشهد حقيقة ، تجربة حركة وطنية إصلاحية أصيلة ، تقدمت جماهير الناس لاقتلاع عوائق التنمية و التربية و من ضمنها نظام الحكم . لا نقلل هنا بالتأكيد ، من همجية هذا النظم و طغيانه و لا ننسى "هجرة الرأي " المتمثلة بما يتعرض له المناضلون الوطنيون من إجراءات تجويع و مطاردة و سجن و تهجير .
2ـ التناقض الرئيسي الذي يبرز في ظروف عديدة ، بين الجماعات الدينية فيما بينها من ناحية وبين الجماعة الوطنية من ناحية ثانية . ليس من حاجة من وجهة نظرنا لبراهين و أدلة تثبت ذلك . لم نسمع خلال العقود الثلاثة الماضية ، المعلوم أنها عقود عودة الاستعمار و تفتيت البلدان و محو شبه الدولة العربية ، أن الجماعة الوطنية موحدة ، تصدت لاستعمار و احتلال بلادها ، ما يعني أنها في الحقيقة ليست موجودة . نجم عنه أن المواجهات كانت مع حلف الدول الغربية الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية ، و التي ما تزال متواصلة ، هي في جوهرها فئوية دفاعا عن النفس ضد الحلف المذكور مباشرة أو بشكل غير مباشر ضد المتعاونين معها في البلاد ، في أجهزة السلطة أو خارجها .
3 ـ إن ما يجري في قطاع غزة من أعمال شنيعة يدل بما لا يدع مجالا للشك على أن الهدف هو التطهير العرقي قتلا و تهجيرا ، فكثيرون من الفلسطينيين ، باتوا في العراء تحت وابل من القصف الجوي بعد أن منع عنهم الغذاء و الماء و الوقود ، و بعد أن فقدوا جزءا من عوائلهم أو كلها ، تمكنوا من انتشال بعضهم في حين أن بعضهم الآخر بقي تحت الركام . نكتفي بهذا التوصيف لنقول أنه يتعدى شناعة إبادة اليهود الأوروبيين في الحرب العالمية الثانية ، الذين تخلت عنهم الدول الأوروبية الرئيسية ، بريطانيا و فرنسا ، و الولايات المتحدة الأميركية ، التي رفضت سلطاتها الاعتراف أثناء الحرب بوجود معسكرات تجميع اليهود في سياق تطهير المناطق الخاضعة لألمانية النازية منهم ، بواسطة أفران الغاز أو التهجير إلى فلسطين حصريا ، لا سيما أن أبواب الدول الغربية أغلقت أمامهم . أن القنابل الثقيلة الأميركية التي تلقيها الطائرات على سكان غزة ذات مفاعيل تساوي في أغلب الظن أفران الغاز التي استخدمها الألمان للتخلص من اليهود .
من نافلة القول أن انضمام ألمانيا و اسرائيل إلى حلف الدول الغربية التي تعمل ، عسكريا ودعائيا على تطهير الأراضي الفلسطينية من الفلسطينيين ، لا يمثل اختلافا فارقا بين هذه العملية من جهة و عملية أبادة اليهود في سنوات 1940 ، ولكنه يدعم بالقطع الخلاصة التي توصل إليها ، أيميه سيزير في خطابه عن الاستعمار " إن هتلر يسكن في الراهن في لا وعي كل حاكم في هذه الدول "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 10. June 2024


.. الانـتـخـابـات الأوروبـيـة: مـن سـيـحـكـم فـرنـسـا؟ • فرانس




.. -صفعة- عمرو دياب تتصدر المشهد وليدي غاغا تنفي شائعة حملها..


.. هل تكون مقامرة ماكرون.. جائزة لبوتين؟| #التاسعة




.. صفعة عمرو دياب.. بين القضاء وتوقعات -ليلي عبد اللطيف-!| #منص