الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب - دراسات في البلاغة وعلم النص- أمْ -دراسات في البلاغة وتماسك النص-

مؤيد عليوي

2023 / 12 / 26
الادب والفن


الكتاب "دراسات في البلاغة وعلم النص" لمؤلفه أ.د كاظم عنوز، الذي جاء بـ(288) صفحة، وحجمه من القطع الوسط طبعة اتحاد أدباء وكتاب النجف الأشرف 2022، وقد خلا الكتاب من مقدمة وخاتمة له فيما استعاض عنهما المؤلف عنوز بمقدمة أو تمهيد وخاتمة أو خلاصة لكل مبحث منه حيث كان الكتاب من سبعة مباحث أغلبها ضمن خارطة مصطلح "تماسك النص" بين التنظير والتطبيق،وبين الموروث والمعاصرة، بينما كان المبحث الآخير وهو السابع من الكتاب يتماهى في فحواه من مصطلح "تماسك النص".
في حين أغفل الباحث معنى حرف العطف (ثم) فلم يوضح معناها -التراخي في الزمن- إذ ذكر(ثم) وعددها في جدول توضيحي وهو يدرك معناها جيدا ولكن ربما عذره أن معنى (ثم) واضح للجميع، إذ أغفل الباحث معنى (ثم) في الآية الشريفة من المبحث الخامس وأهميتها في التراخي بالزمن في عملية خلق الانسان لتوضيخ وتبين قدرة الله –تعالى- بشكل أكثر وضوحا مما قدم فأثر الزمن في الخلق يعجز الأنسان أمام قدرة الباري عز وجل حيث بقيت قدرة الله –تعالى – كما هي على الخلق، بينما غيره تضعف وتضمحل مقدرته كلما تراخى الوقت وابتعد عن مرحلة من مراحل الخلق بسبب التراخي في الوقت كما في قوله من [سورة الحج الاية5 ]:((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًاۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ))
حيث كان جهد المؤلف باحثًا كبيرًا لكنه أغفل حرف العطف (ثم)، فالمؤلف كان واعيًا بعنوان هذا المبحث الخامس: انتقال الصور وأثره الدلالي في إيضاح المراد في النص القرآني . فلم يذكر مصطلح "تماسك النص" في عنوان المبحث ولا في مضمون أوراقه وهي سمة واضحة من سمات الكتاب المنزل القرآن الكريم، بل قد جاء عمل ورشة المبحث الخامس بما يكشف هذا التماسك في النص القرآني من خلال الصور البلاغية وفصحاتها، فهذا العمل ضمنًا يقع في منطقة جغرافيا كشف اعجاز القرآن، في تماسك نصه وسبك نظمه وهو كتاب الله المحكم، فقد أجاد الباحث المؤلف كاظم عنوز في هذا كثيرًا أيّما إجادة.
أما المبحث الأول:أثر الحذف في تماسك النص في عهد الإمام علي (ع)لمالك الأشتر.
فقد تكوّن المبحثُ من: أولا: التماسك في حذف العبارة ، ثانيا: التماسك في حذف الجملة، ثالثا التماسك في حذف الكلمة، رابعا: التماسك في حذف أن واسمها ، خامسا: التماسك بحذف كان واسمها، سابعا : التماسك بحذف الحرف . وكان عملا وجهدا يتحذى به في الموضوعية والدقة في بحث خطب الإمام علي-عليه السلام- معززًا ذلك بالرسوم الموضحة لعمله.
وفي المبحث الثالث :ملامح من التماسك النصي في نقد الشعراء العرب حتى نهاية العصر العباسي .
نرى أولاً عنوان المبحث "ملامح" وهو دقيق جدًا حيث وفق المؤلف في عنوان مبحثه ومحتواه، فالجميع يعلم - وأقصد من أهل الاختصاص بالجميع- أنّ تلك المدة لا يوجد فيها مصطلح "تماسك النص" إلا أنه ربما إشارات وأرآء هنالك وهناك توضح معناه ولا تذكر لفظه، أو عمل لغوي أو بلاغي يقارب معنى "التماسك النصي " ولا يقترب من نواة فحواه..لذا كان عنوان هذا المبحث وفحواه من الدقة العلمية بمكان يليق بعلوم اللغة العربية وآدابها ، وهو يبدأ "بالتماسك النصي" هو مصطلح مقارب جدًا لأصل المصطلح "تماسك النص" ولكن لايعطي معناه اليوم الذي انتجه بعيدا عن ذلك الزمان وتلك اللغة وصياغاتها وآراء أهل اللغة فيها، فيتكون المبحث من : أولا: التماسك النصي في نقد الشعراء الجاهلين، ..الى النقطة الرابعة : التماسك النصي في نقد الشعراء العباسين .
واللافت في عملية تأليف الكتاب،أن عدد صفحات هذا المبحث الثاني قليلة حيث عددها(24)صفحة أو (12) ورقة، بمعنى أن المؤلف عنوز كأنّه أراد بهذ المبحث مقدمة أو تمهيدًا للمبحث الثالث الذي فيه تفاصيل أكثر وبدقة أيضا عن مصطلح "تماسك النص" إذ عنوان المبحث الثالث: تماسك النص في كتابه الصناعتين لأبي هلال العسكري (395 هـ) المصطلح والإجراء. وعدد صفحاته (40) صفحة أو (20) ورقة من الكتاب. واذا كان الباحث كاظم قد قصد ذلك فعلًا بأن يجعل المبحث الثاني تمهيدا للثالث فقد أجاد كثيرا في عملية التأليف فالمبحث الثاني لايحتاج أكثر مما قد كتب فيه. بينما المبحث الثالث كان دسما غنيًّا وقد أشبع الباحث كتاب الصناعيتين جهدا في البحث عن مناطق جغرافيا كتابة أبي هلال العسكري التي تحمل مضمون مصطلح "تماسك النص " ولكن لايوجد له لفظ بهذا "تماسك النص". اما مواطن عمل ورشة كاظم عنوز في هذا المبحث فقد توزعت على مايأتي :
أولا : حُسن التأليف، ثانيا:الرصف، ثالثا:السبك، رابعا:النسج، خامسا: النظم، سادسا: سوء النظم (المعاظلة)،سابعا:تخير الألفاظ.
وفي كل ما تقدم من مباحث نجد توضيح في متن وهامش الكتاب قيد القراءة للمصطلح القديم في لغة البلاغيين وأرآئهم حول الظاهر التي تتماهى من من مصطلح تماسك النص، كما استعان المؤلف بالمعجم العربي في هذا التوضيح في جميع المباحث.
ثم ينتقل الكتاب إلى مبحث رابع وهو معاصر معنون بـ: (توظيف الرمز وأثره في تماسك النص في شعر صباح عنوز)، وقدعمل فيه المؤلف على توضيح مفهوم الرمز في مقدمة بسيطة وعدة نقاط تنتاول عنوان المبحث . أما المبحث السادس فهو: (أوجه الشبه بين الإمام علي والأنبياء في قصيدة الأشباه للمفجع البصري(327هـ) .دراسة في ضوء التماسك)
وعود على ذي بدء من هذه السطور عنوان الكتاب "دراسات في البلاغة وعلم النص" فكل ماتقدم من المباحث الستة يتناول مصطلح" تماسك النص" كما تقدم وهنا نبدي مقترحا مفاده أن:"علم النص" عنوان عام قد القى بظلاله على العنوان المتفرع منه "تماسك النص" فعنوان الكتاب " دراسات في البلاغة وتماسك النص" يكون أكثر وضوحا واكثر تجليا للقارئ عن فحوى الكتاب للمباحث الستة آنفة الذكر،بينما المقترح للمؤلف أن يجد مكانا آخر للمبحث السابع في كتاب آخر له لأنه ليس من"تماسك النص" بل يقترب منه حيث فحواه في جغرافية "علم النص" بصورة عامة والبلاغة طبعا، فمن أجل هذا وذاك كان المقترح لعنوان الكتاب" دراسات في البلاغة وتماسك النص".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل