الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى يصبح العراقي مواطنا بالمعنى العصري للكلمة ؟

محمد حمد

2023 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لدي شكوك كثيرة، نابعة عن معرفة ومتابعة دقيقة، بان حلم اجيال من العراقيين (خصوصا الأجيال القادمة) بأن يعيشوا في وطنهم كمواطنين تابعين لوطن اسمه العراق وليس اتباع مكونات كما هو الحال اليوم. وما جرى في الانتخابات الاخيرة المتعلقة بمجالس المحافظات، والتي ما زال دخانها الكثيف مثصاعدا في سماء البلد، اثبت للجميع حقيقة مؤلمة تزداد وضوحا وتجذرا في المجتمع العراقي. وهي تكتل وتمترس القوى السياسية خلف الحزب والطائفة والقومية والعشيرة. ولا احد يتمترس خلف حائط الوطن. ولا احد لديه مشروع او برنامج وطني يشمل الجميع. وكل ما سمعناه قبل الانتخابات هو صراع محتدم، باسلحة غير تقليدية اهمّها المال العام والتهديد بالقتل، من اجل المناصب فقط. وكل ما قيل على لسان الفائزين في الانتخابات، وهم في الواقع فازوا باقل من عشرين بالمئة من الاصوات، لا يتعدى الوعود التي سرعان ما تتبخر بمرور الوقت. وبيع الاحلام الوردية على قوم فقدوا (سياسيا) جادّة الصواب. وطاب لهم العيش في ربوع الفوضى الخلّاقة والديمقراطية البرّاقة ! واصبح اتفاقهم على كلمة واحدة او موضوع واحد أمرا عسيرا للغاية.
فالشيعي يتفق ويتحالف مع الشيعي ليس من اجل الوطن ولكن للوقوف ضد الآخر. سني او كردي, ليس مهما. بالمقابل ترى الكردي يتحالف مع الكردي ضد الجميع، بما فيهم بعض الاكراد، ليس لمصلحة العراق ولكن من اجل مرامي وغايات لها علاقة باحلام واوهام لن تتحقق ابدا. تُمارس كوسيلة لاخضاع واستعباد الشعب الكردي، وتهييج مشاعره القومية بشعارات رنانة عفى عليها الزمن.
اما الطرف الثالث "السنّي" فالحديث ايضا ذو شجون. لقد أصبحت الخلافات بينهم سمة من سمات العمل السياسي النشاز. من اجل المنصب المريح وتحقيق الارباح قبل أفول نجمهم الشاحب اللون.
واعجب أشد العجب كيف لا يخجل هؤلاء الناس من وصف انفسهم "شيعة وسنة واكراد".
يا ترى، اين العراق منكم واين انتم منه؟ يا من ابتلى بكم العراقيون كما ابتلت شعوب اخرى بالاوبئة والكوارث.
على كل حال، مهما كانت نتائج الانتخابات لمن فاز فيها. ومهما كانت نسبة المشاركة الشعبية واسعة وكبيرة، ستبقى خارطة العراق السياسية برأيي المتواضع، على النحو التالي.
الشيعة يتبعون إيران
الاكراد يتبعون امريكا
السنّة يتبعون تركيا وقطر.
وهذا المثلث العرقي الطائفي المشؤوم جعل المواطن العراقي في حالة تيه وضياع.
اما العراق، يا ويلي على العراق، فهو آخر ما يفكّر به الباحثون عن الغنائم والمكاسب وابطال الفساد المستشري في مفاصل الدولة العراقية.
وعليه سيحتاج العراقيون الى نصف قرن على الأقل وبعد ان يقوم (ملك الموت) عزائيل بمهمة كنس الساحة العراقية من بهائم السياسة المخضرمين وتعقيم ارض الرافدين من كل الجراثيم والبكتريا الضارة التي جلبها الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003.
وعند ذلك فقط يمكن للمواطن العراقي ان يتنفس الصعداء ويشعر بكل حريّة وفخر بالانتماء الى العراق، وطنا للجميع. ويصرّح في الداخل والخارج بلا خوف او خجل وبملء ارادته، قائلاً:
انا مواطن عراقي !
امّا نحن الواقفون خلف الحدود فما علينا سوى الردّ عليه بودٍّ واعحاب:
اهلا وسهلا...تشرّفنا !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-