الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزيز عقاوي يرد على إدريس لشكر دفاعا عن الحراك التعليمي

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 12 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


بعد الحراك التعليمي الذي أعاد لرجال ونساء التعليم هيبتهم وكرامتهم وسط المجتمع المغربي بفضل صمودهم وحركاتهم الاحتجاجية ومسيراتهم الإقليمية والجهوية والوطنية الرائعة والمتميزة والتي أفرزها هذا النضال البطولي والصامد لتنسيقيات رجال ونساء التعليم والجامعة الوطنية للتعليم- التوجه الديمقراطي، كنا ننتظر خروج جهات لتعبر عن عدم رضاها عما بجري على الساحة الوطنية.
هذه الجهات خرجت منذ اليوم الأول. انطلقت في البداية من أبواق المخزن ونقاباته وتلتها محاولات "المفسرين" و"المحللين" و"الوطنيين" المفرطين في "وطنيتهم" المحسوبين على المخزن وانتهت الآن بخرجات زعماء أحزاب المخزن.
لنستمع إلى ما صرح به زعيم "الاتحاد الاشتراكي" :
"أن نترك هذا المجتمع للعدمية كارثة. حتى هذه الأغلبية يجب أن تفكر في الأمر. ليس من الصعب، بل من السهل جدا أن نتحمل مسؤوليتنا ونعلن عن مبادرة من هذا الحجم. إذا قمنا بهذه المبادرة فليس من أجلنا نحن، بل من أجل بلدنا. من ضعف النقابات معروفة هويته. كذلك لا يخفى علينا من قوى الإطارات غير القانونية وغير المؤسساتية في مراحل معينة اعتقادا منه أنه سيقضي على الأحزاب أو النقابات. على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها. أما وإن أردتم تشكيل تنسيقيات حراس العمارات وتنسيقيات "الفراشة" فيمكن ملء المجتمع بمثل هذه التنسيقيات ومطالبها. لكننا لا نشرع للمصالح الفئوية، والدول التي تبغي المستقبل لا يمكن لها أن تخطط لمصالح هذه الفئة أو تلك. نحن أحزاب مسؤولة، وما يهمنا إلا مصلحة الوطن".
كما لاحظ الجميع، السيد إدريس لشكر ، زعيم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، طرح مجموعة من الأسئلة سأحاول الإجابة عنها:
- السؤال الأول: من أوصل الأحزاب والنقابات إلى هذا الوضع الذي هي سجينة فيه؟
الجواب، يا لشكر، يسير وفي المتناول. من أوصل الأحزاب والنقابات إلى هذا الضعف والهوان هم زعماؤها ورؤساؤها وكتابها العامون. هذه الزعامات الحزبية والنقابية بدأت، للأسف، رويدا رويدا تنسلخ عن جلدها متنكرة للجماهير الشعبية، وتتقرب شيئا فشيئا من الباطرونا والمخزن، وضحت بالتالي بمبادئها وتصوراتها وعلاقاتها بالجماهير الشعبية. لهذا، بدأ الشعب يشكل لجانا وتنسيقيات وتكتلات وتنظيمات للدفاع عن نفسه. وهكذا ظهرت التنسيقيات للدفاع عن نساء ورجال قطاع التعليم وقطاعات أخرى بعدما تبين أن قيادات وزعامات هذه النقابات تبقرطت واستسلمت واستفادت من الريع، وانسلخت بالتالي عن أهدافها ومبادئها ومراميها، فلم يكن أمام الجماهير إلا أن تتكتل في إطار هذه التنسيقيات للدفاع عن نفسها.
نفس الشيء ينطبق على الأحزاب التي لم يبق من اشتراكيتها وشعبيتها وديمقراطيتها إلا الاسم.
إذن، المسؤولون عن صعف الأحزاب والنقابات هم زعماؤها البروقراطيون المتواطئون المستسلمون المنبطحون الذين عوض ممارسة الصراع الطبقي يجنحون إلى العمالة الطبقية.
- السؤال الثاني: هل تريدون منا أن نشكل تنسيقيات حراس العمارات وتنسيقيات "الفراشة"؟
فيم يبدو لك المشكل إذا أسس "الفراشة" وحراس العمارات تنسيقيات للدفاع عن أنفسهم؟ ما العيب في ذلك ما دمت لم تعد تدافع عنهم، وما دام أن النقابات تخلت عنهم؟ هل تريد أن يبقوا فريسة للباطرونا والرأسمال والمنتفعين من الاستغلال والريع وناهبي المال العام ومصاصي الدماء؟ ألا تريد أن يتنظموا، يا أيها المناضل الاشتراكي التقدمي الذي يدعي كونه زعيما لحزب مضافة إليه القوات الشعبية؟
من الناحية النفسية، كلامك هذا يفصح عن مدى احتقارك ل"الفراشة" وحراس العمارات. أليس من حقهم تأسيس تنسيقية للدفاع عن أنفسهم؟ هل تظن أنهم لا يعانون من المشاكل؟ أم يلزمهم أن يستسلموا؟ أم انهم مطالبون بأن يأتوا عندك ويقبلوا اقدامك حتى تقبل بالدفاع عنهم؟
- السؤال الثالث: هل تريدون أن نترك البلاد للعدمية؟ ما هي العدمية يا سي إدريس؟ هل يعد من قام للدفاع عن حقوقه وكرامته عدميا؟ أنت تعلم أنه تم تشريد الفلاحين وطرد العمال ونهب المال العام وتخريب التعليم والصحة، كما أنك الأدرى بالوضع الكارثي الذي آلت إليه مستشفياتنا. وعندما يقرر المغاربة أن يتكتلوا ويناضلوا ويجتمعوا ويتنظموا للدفاع عن حقوقهم الأساسية التي تضمن لهم العيش الكريم يصبحون عدميين؟! من هو غير العدمي؟ هل هو أنت الذي استفدت من ريع المخزن؟
يبقى في الأخير أن نقف عند الوطن والوطنية. مللنا من هذه الأسطوانة المشروخة. كلما انتفضت الجماهير محتجة ومناضلة ومدافعة عن حقوقها تحتمون بذريعة الوطن والوطنية، بينما أنتم في الحقيقة تدافعون عن مصالحكم الطبقية واستفادتكم من الريع. لأجل ذلك تتهمون المغاربة بالخيانة؛ أي انكم عندما يأتي على لسانكم الوطن فهذا يعني آليا أن الآخرين أعداء الوطن، وأنهم خونة الوطن وعملاء في خدمة أجندات جهات معينة، مع العلم أن هؤلاء الناس، بكل بساطة، هم من يدافعون عن سيادة الوطن ضد إملاءات البنك الدولي والدوائر الإمبريالية والرأسمالية. إذا كان هناك من يكن الحب للوطن ويعبر عن استعداده للدفاع عنه فهم هؤلاء الذين تتهمهم أنت بالعدمية وخيانة الوطن.
الكل على وعي الآن بأنك تبحث عن مكان ضمن تشكيلة الحكومة تحسبا للتعديل الوزاري المرتقب. ولهذا الغرض، لا تستحيي من إظهار استعدادك للتكتل مع الأغلبية الحكومية الحالية من أجل طحن المواطنين الأحرار والبسطاء والأساتذة الذين يدافعون عن مطالبهم المشروعة. ربما تضع نصب عينيك تعيينك سفيرا في بلد ما، أو مديرا على رأس معهد ما.. ما هكذا تورد الإبل يا إدريس.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غروسي يرى إيران -غير بعيدة- عن تطوير قنبلة نووية وعراقجي يعت


.. إفشال نتنياهو للصفقة وتفاقم أزمة جنود الاحتياط.. أبرز ما تنا




.. إدارة ترمب تخطط لاستخدام مفاوضات الرسوم الجمركية للضغط على ش


.. ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 46 جراء القصف الإسرائيلي المتواصل ع




.. دمار إثر غارة إسرائيلية قرب بلدة قباطية بالضفة الغربية