الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افق التغيبر المتجذر في التاريخ

البشير عبيد

2023 / 12 / 25
مواضيع وابحاث سياسية




أن الحلم بالمدينة الفاضلة مثلما هو متعارف عليه في الثقافة العربية الاسلامة يستدعي بالضرورة رؤية فكرية متناسقة٫منهجا و مضمونا٫ و هذا العمل الفكري التنظيري لا تقوم عقول شغلها الوحيد الغذاء و الجنس و جمع المال من كل حدب و صوب٫بل هذا العمل الشاق تقوم به عقول راجحة لها من التفكير النقدي و السفر و الترحال بين الثقافات و منجزات الحضارات المختلفة٫دينا و لغة و هوية. أن الأجساد الحاملة لعقول راجحة مع الافق البعيد ٫زمانا و مكانا٫,في النظر للاشياء و الاشكاليات و المعظلات الفكرية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية٫بامكانها الذهاب بعيدا و صياغة مقاربات لاخراج أي بلد أو امة من الأمم من انفاق الظلام و التخلف و التبعية للدول و الامبراطوريات الكبرى المسيطرة في العالم ..و ادخال هذه الشعوب إلى قلب الحضارة المعاصرة عبر آخر منجزات الفكر الحديث و انجازات العلوم و التكنولوجيا..من هنا ٫تلج هذه الشعوب مناطق الضوء و الاستنارة و تبدأ رحلتها الطويلة من أجل تحقيق الرفاهية و التنمية و التقدم و العدالة الاجتماعية و إرساء مجتمع المواطنة النقيض للمجتمع الرعايا..الأول مركزه حقوق الانسان بكل تعبيراته و سياقاته أما الثاني فلا يعترف بهذه الحقوق الكونية نظرا لغياب هذه الحقوق و كل القيم عن مرجعياته الفكرية و عقيدته السياسية.ان الاباطرة و الملوك و الامراء و الرؤساء٫على مدار التاريخ٫لم يكن "الانسان"جوهر تفكيرهم و اهتمامهم٫بل غاب عنهم هذا الانسان المقهور و المغدور و المستغل نظرا لاعتبارهم هذا المخلوق الذي يتحكمون في مصيره هو في النهاية رعية و ليس مواطنا حرا .هذه الافكار كتب عنها الكاتبة المفكر المصري و العربي الكبير خالد محمد خالد في كتابه القيم "مواطنون لا رعايا"سنة 1951 قبل سنة واحدة من ثورة الرابع و العشرين من جويلية/اغسطس 1952 التي اخرجت مصر من النظام الملكي إلى النظام المجهوري بابعاده الديمقراطية و الإجتماعية. ليس بامكان أي شعب في العالم أن يخرج من نفق الرعايا إلى اضواء المواطنة إلا بالفكر النقدية و ابعاد المؤسسة الدينية عن السلطة السياسية و العمل السياسي.....
الطموح المسنود بفكر مستنير و رؤية إستشرافية للقادم من الأحداث ٫ يجعل المرء منحازا بالضرورة للغد المتسم بالتغيير و إدخال الحركية و الدينامية على مسارات الشعوب الحالمة بالتحرر و الإنعتاق و تأسيس الأرضية الصلبة التي تبنى عليها اركان دولة الحكم الديمقراطي و العدل الإجتماعي و التنوير الفكري و الثقافي المناهض للظلام نهجا و نسقا و رؤيا....ما تنتظره الجموع الغفيرة من مكافحي الطبقة العاملة بالفكر و الساعد في كل اقاليم العالم ٫ هو الذهاب بالمشروع المدافع بلا هوادة عن الدولة العادلة إلى الأمام بعيدا عن التسرع و الشعبوية و حرق المراحل مع الاستفادة من كل تجارب التحرر الوطني التي خاضتها الشعوب الخارجة رغم كل التضحيات الجسام من نير الاستعمار و الاستغلال......
لا سبيل لاحداث أي تغيير متجذر في مسار التاريخ ٫ دون النهل من قيم المواطنة و الفكر الإجتماعي المدافع عن بهاء العدالة و مقاومة التفاوت الطبقي و التمييز الظالم بين الفئات و الأجيال و الحهات و الأعراق و الطوائف...هنا و هناك......
الغد ٫ تصنعه العقول المستنيرة المنتجة للفكر التحرري المستقبلي و السواعد المؤمنة بالوطن الحر و الإنسانية التقدمية........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل