الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الذين ينكرون الحقوق الوطنية الفلسطينية ومن هم أنصارها

سعيد مضيه

2023 / 12 / 25
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


"من جهة، جمهور من المتوحشين بليدي الإحساس ممن لا يرون غضاضة في ذبح آلاف الأطفال في غزة.. يقف ضدهم الكاسريلزيون والإديلمانيون ممن أثروا تقاليد الكفح التحرري "، قدم الكاتب اليوناني، غيورغوس ميترالياس، عينة من أنصار القضية الشعب الفلسطيني، ناضلوا ضد العنصرية والاضطهاد السياسي – روني كاسريلز وميريك إديلمان:

ما إن بدأ حمام الدم في الشرق الأوسط حتى ارتفعت بطاقات حمراء من جانب أنصار إسرائيل تتهم كل من يجرؤ على انتقاد تصرفات إسرائيل؛ في هذه المرة تخلوا عن تهمة اللاسامية، و قذ فوا ب ...التجريم والمراقبة وبشتى صنوف الاضطهاد؛ شمل الحملة حتى من أعلنوا التضامن مع ضحايا إبادة العرق الجارية في غزة . إلا أن الأكثر فضائحية وصداما أن هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم صيادي اللاساميين في معظم الحالات هم أنفسهم عنصريون و... معادون ألداء للسامية. الظاهرة ، رغم ما تنطوي عليه من "تناقض" تكفي خطورتها لأن نهتم بها ، ذلك انها تهدد مستقبل حقوقنا الديمقراطية الأساس وحرياتنا....

أيتام النازية

الحقيقة المنطوية على مفارقة صارخة أن العديد من أفضل " أنصار إسرائيل " ونتنياهو بالذات، إن لم يكن معظمهم، هم معادون شرسون للسامية، وهذا لا يستغربه سوى الجهلة بفكرة المشروع الصهيوني وتاريخه. مؤسس الصهيونية وإيديولوجيها ، ثيودور هيرتزل ، أقام مشروعه على قاعدة نبوئية تدعي أن قادة أعداء السامية في الدول العظمى في زمنه "سوف يكونون معنيين للغاية بأن يمنحونا السيادة"، يقصد دولة يهودية. صحيح ان التاريخ لم يكذّب هذه النبوءة؛ فالرجل الذي عبد الطريق مع "بيانه" الشهير عام 1917 لإنشاء "الدولة اليهودية "هذه، آرثور بلفور ، وزير خارجية الامبراطورية البريطانية حينذاك، كان أيضا لاساميا شرسا من شاكلة ’الصهاينة المسيحيين ‘،الذن يعتبرون اليوم أكثر أنصار إسرائيل تعصبا .
وماذا في هذه الأيام؟ هل أن " حقيقة التناقض الداخلي الصارخ" هذه تهمّ السيد أوربان؟ الديكتاتور رئيس وزراء المجر، الذي أعلن نفسه "أفضل صديق" للسيد نتنياهو،، لكن أيضا أحد المعجبين بأعمال الأدميرال هورثي، ديكتاتور المجر السابق وحليف هتلر، هل حرك ساكنا لمعارضة إبعاد اليهود أو قتلهم حين كان بالسلطة؟ المحزن انه لم يعترض! والسيد أوربان الذي يحب إطلاق’النكات‘ حول غرف الغاز أثناء المحرقة (!) هو أحد اللاساميين الكثر، ولا يكتفي بتقديم الدعم لنتنياهو في إسرائيل، إنما ينظر بازدراء الى الذين يجرؤون على انتقاد سياسات إسرائيل وقادتها، ويتهمهم باللاسامية. وهذه أيضا ، على سبيل المثال، حالة قادة اليمين المتطرف الفرنسيين، مارين لوبين وإيريك زيمّور، الذين يحنون للمارشال بيتان ، المتعاون (مع النازيين ) ومضطهد اليهود؛ او رئيسة وزراء إيطاليا ’بعد الفاشية ‘، غيورغيا ميلاوني، التي لم تبق سرا الإعجاب بموسوليني، مرشدها السياسي، هذا الذي ميز نفسه ب ’القوانين العنصرية‘ وباضطهاد اليهود. وبالطبع أيضا نجد ما لايحصى عددهم من السياسيين العنصريين من ترامب أميركا الى سالفيني الإيطالي... الى فوكس في إسبانيا ، المولع بالحنين [للديكتاتور] فرانكو، كلهم يقدسون نتنياهو وظلوا على عنصريتهم مستبدلين العداء التقليدي لليهود والسامية بعنصرية العداء للإسلام، التي غدت اليوم الأكثر "قبولا" وتتفق مع الموظة.

مناضلون أمميون أنصار الشعب الفلسطيني

وماذا عنا؟ جميع الذين يصرون على اعتبار ما تقوم به إسرائيل في الوقت الراهن في غزة ينتهك القانون الإنساني ويشكل إبادة العرق ، حسب تعريف الإبادة بالميثاق. ماذا علينا قوله لأصدقاء السيد نتنياهو في إسرائيل ممن يذهبون للنوم لاساميين وينهضون من نومهم خصوما لا يهادنون اللاسامية؟ كلا ، هذه المرة سوف لن نستحضر شهادة الأشهَر بين اليهود كافة ، والإنسان الذي كاد ان يكون أول رئيس لدولة إسرائيل ، آينشتين، حذر -قبل 75 عاما – ان معلمي السيد نتنياهو وأسلافه السياسيين كانوا "فاشيين"، إرهابيين ومجرمين.[بيان نشره مع عدد من المثقفين اليهود التقدميين بصحيفة نيويورك تايمز بمناسبة زيارة بيغن للولايات المتحدة].هذه المرة سوف نستدعي شهادة نفيسة لشخصيتين بمفردهما عملا قائدين في حدثين تاريخيين هامين، كلا الحدثين يهمان اليهود وإسرائيل مباشرة: النضال "المظفر"ضد نظام الأبارتهايد العنصري في جنوب إفريقيا، وانتنفاضة غيتو وارصو البطولية.
الشخصية الأولى هو روني كاسريلز، من جنوب إفريقيا ، كان أكثر من مجرد مناهض للعنصرية والأبارتهايد، كان شخصية قيادية في حزب المؤتمر الوطني الإقريقي، وعينه نيلسون مانديلا وزيرا في أول حكومة ما بعد الأبارتهايد. بوضوح تعني تجربته الشخصية في مقدمة النضال المناهض للعنصرية طوال 30 عاما أن وجهة نظره لا بد ان تكون حاكمة تجاه الأبارتهايد في إسرائيل .يكفي أيضا انه يهودي الديانة بخلفية لاجئ فقد أفراد أسرته في المحرقة!
إذن ، نقدم تبصرا مختصرا في ما فكر به روني كاسريلز[مقال "الروح الفلسطينية عصية على الكسر ، ومن النيران سوف تنهض غزة ، متحدية وبطولية"] مقاله حول زياراته لفلسطين المحتلة، حيث احتفظ بعلاقات ودية مع منظمات المقاومة فيها ، كتب فيه:
"علينا ان نستذكر ان مؤسسس الحركة الصهيونية في القرن التاسع عشر ، ثيودور هيرتزل، سعى لدى قادة السلطات الأوروبية طلبا للمساندة، ووعد أن "دولة يهودية" في فلسطين سوف تقيم جدارا حديديا " ضد البربرية الأسيوية" . عرض الحفاظ على المصالح الامبريالية للغرب ضد العرب والشرق ـ عن طريق استيطان كولنيالي في بلد مزدهر أطلق عليها منذ قرون خلت اسم فلسطين." أضاف: " عبر التاريخ استهدفت انتفاضات العبيد مالكي العبيد وأسرهم ، الى جانب نظام العبودية ذاته؛ هذه الانتفاضات كانت عادلة ؛ وعلينا ان نأسف لفقدان مدنيين حيواتهم ، وجرائم الحرب على وجه الخصوص، غير ان هذا الأسف لا يجوز إساءة استعماله بإنكار عدالة القضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين القانوني والأخلاقي في المقاومة المسلحة."
"مدشنا ’ الحرب الشاملة‘، أعلن يوآف غالانت ، وزيردفاع إسرائيل، بكلمات تشين إسرائيل للأبد: ’أصدرت الأوامر بفرض حصار تام على قطاع غزة؛ سوف تقطع عنهم الكهرباء والأغذية والوقود... اننا نكافح ’حيوانات بشرية‘. لا أقول هذا بخفة ، بل هي حقيقة بسيطة ان هذه الكلمات لا تصدر إلا عن متطرف نازي".
أضاف: " يتذكر اصحاب الضمائر في أرجاء المعمورة ويحتفون بشجاعة اليهود في غيتو وارصو ، ثاروا وحملوا البنادق ضد الحصار النازي، متاهبين للموت واقفين بدل انتظار الموت بسلبية مثل الأغنام. رغم اننا في جنوب إفريقيا اعتبُرنا إرهابيين حين حملنا السلاح ضد نظام الأبارتهايد فقد اعتُرِف بنضالنا المسلح في جنبات الأرض نشاطا مشروعا. المقاومة المسلحة ضد الاحتلال والطغيان العسكريين يعترف بها على صعيد كوني احد حقوق القانون الدولي، وحقا معنويا في نظرية الحروب العادلة ."
وأنهى مقاله بالقول: " العديد من اليهود ، بمن فيهم مواطنون شجعان في إسرائيل، معارضون بعمق للصهيونية ولدولة إسرائيل؛ في الولايات المتحدة أعداد كبيرة من الشبان اليهود تحولوا ضد إسرائيل؛ شبكات يهودية اممية مناهضة للصهيونية تعلن منذ امد ان للفلسطينيين الحق بالمقاومة ، معلنين أيضا ان إسرائيل لا تتحدث باسمهم. وهذه تدحض بروباغاندا الصهيونية ، التي تزعم ان إسرائيل تمثل جميع اليهود في أنحاء العالم.

والشخصية الثانية التي نستحضرها صديقا لنضال الشعب الفلسطيني ميريك إديلمان، نائب قائد انتفاضة غيتو وارصو وأحد المكافحين القلائل ممن كتبت لهم النجاة؛ فيما يلي ما كُتِب عنه بصدد موقفه من دولة إسرائيل والصهيونية والشعب الفلسطيني في حفل تأبينه عام 2009 :
"لم يكف إديلمان عن استنكار دولة إسرائيل ؛ مرة تساءل امام مراسل الصحيفة الإسرائيلية ، ييديعوت أحرونوت ، "أي شعب يهودي نتحدثين عنه؟ " وأجاب ’ أنشئت إسرائيل بعد تدمير الثقافة اليهودية الممتدة في الزمن، ازدهرت ما بين نهري الفيستولا والدون؛ ثقافة إسرائيل ليست ثقافة يهودية ؛ وإذا أردتم العيش بين ملايين العرب فعليكم ان تختلطوا بهم ، وتتركوا عملية الاستيعاب والزواج المختلط يفعلان فعلهما‘ .
" دولة إسرائيل واجهت بالكراهية مارك إديلمان لأنه عاش على النقيض من كل خطاياها وجرائمها الأصلية . كان أشهر شخصية مثالية من ماضي الحركة العمالية والاشتراكية التي ضمت أغلبية اليهود في اوروبا ، والتي بذلت إسرائيل والصهيونية كل ما بمقدورهما لشطب كل أثارها بالتاريخ، وحتى من المكتبات !
"وعندما سألته صحفية إسرائيلية إن كان موته سوف ينسي الناس انتفاضة غيتو وارصو، كانت إجابة إديلمان: ’ كلا، هذا الحدث ترك آثاره على التاريخ والموسيقى والأدب والفنون. إسرائيل بالذات هي التي تضع ذاكرتنا امام خطر الشطب. بالنسبة لكم، الإسرائيليين، حرب الأيام السته(1967)، أهم حدث في التاريخ اليهودي الحديث؛ بمقدوركم الاعتماد على دولة ودبابات وعلى حليف اميركي قوي؛ في ذات الوقت كنا مائتي شاب نحمل ستة مسدسات فقط، لكن كنا متفوقين معنويا" .
وحين حاولت الصحفية التشكيك في دورالمتعاونين اليهود في الإبادة رد إديلمان بسخرية حادة أحرجتها:" تلك فلسفتك الإسرائيلية ، التي تتألف من الإيمان أن باستطاعتكم قتل عشرين عربيا طالما يظل يهودي واحد على قيد الحياة. فيما يتعلق بنا لا مكان لشعب مختار او أرض موعودة‘."

من جهة، جمهور من المتوحشين بليدي الإحساس ممن لا يرون غضاضة في ذبح آلاف الأطفال في غزة، وبعناد يدعمون نتنياهو وجلاديه في حرب الإبادة. ومن جهة مقابلة الكاسريلزيون والإديلمانيون ممن يواصلون التقاليد التحررية اليهودية الطويلة، تراث ماركس، آينشتاين، وولتر بنجامين ، روزا لوكسمبرغ، كافكا، تروتسكي والكثيرون غيرهم. من جهة سخرية هياج قاتل وكراهية معنوية لجميع الإديلمانيين والكاسريلزيين؛ ومن الجهة المقابلة ما أطلق عليه كاسريلز " حق الفلسطينيين الأخلاقي والقانوني في المقاومة المسلحة"، يكملها إديلمان، إذ كتب في رسالة مفتوحة عام 2003، الى" جميع قادة منظمات المقاومة الفلسطينية العسكرية او شبه العسكرية او الأنصار والى جميع جنود الجماعات الكفاحية الفلسطينية"، يضفي عليهم اوصافا بالطبع غير ارهابيين بل "بارتيسانز"[أنصار]. بالتاكيد يعرفون أفضل من غيرهم ماذا يعني مقاومة العنصرية والجور والإخضاع ومكافحة العنصرية واللاإنسانية.




!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام