الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرغبة في الاغراء ام تدجين

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 12 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


هناك العديد من العوامل العقلية التي يمكن أن تؤدي إلى وثوق الأشخاص بالدعايات غير الصحيحة أو غير الموثوقة. يكون للأشخاص رغبة قوية في الاعتقاد بشيء ما، سواءً لأنه يتوافق مع معتقداتهم الحالية أو لأنه يلبي احتياجاتهم النفسية أو العاطفية. ويكون من الصعب على الأشخاص رفض الدعايات التي تتعارض مع ما يرغبون فيه أن يكون صحيحًا
تحتوي بعض الدعايات غير الصحيحة على عناصر جذابة أو وعود للفوائد أو الحلول السريعة والسهلة. يمكن أن يجعل هذا الإغراء الأشخاص يتجاهلون الأدلة أو الحقائق العلمية المتاحة ويثقون في الدعايات دون تمحيصها بعناية. يمكن أن تلعب الثقة في المصادر الاجتماعية دورًا في تعزيز وثوق الأشخاص بالدعايات غير الصحيحة. على سبيل المثال، إذا كانت الدعاية مدعومة من قبل أشخاص ذوي نفوذ أو يتمتعون بسمعة جيدة، يكون من الصعب على الأشخاص تحويل هذه الثقة إلى شك أو تشكيك في صحة الدعاية. عندما يكون للأشخاص معرفة محدودة بموضوع معين، يكون من الصعب عليهم تقييم صحة الدعايات المتعلقة بهذا الموضوع. يمكن أن يستغل المروجون للدعايات غير الصحيحة هذا النقص في المعرفة من خلال استخدام مصطلحات معقدة أو غموض اللغة لإعطاء انطباع بالمصداقية والمعرفة العميقة. تؤثر العوامل العاطفية مثل الخوف، والقلق، والعجز، والتوتر في قدرة الأشخاص على تقييم الدعايات بشكل منطقي. ويكون الشخص المضطرب عاطفيًا أكثر عرضة لتصديق الدعايات غير الصحيحة التي تعده بحلول سريعة لمشاكله أو تخفيف قلقه. العوامل العقلية التي ذكرتها قد تكون موجودة في مختلف المجتمعات الإنسانية. إنها عوامل عامة قد تؤثر على طريقة تفكير الأفراد واتخاذ القرارات فيما يتعلق بالدعايات غير الصحيحة. ومع تطور المجتمعات الانسانية على عدم تصديق الدعايات غبر الصحيحة يضمحل هذا التأثير
هناك عدة عوامل يمكن أن تساعد المجتمعات الإنسانية على عدم تصديق الدعايات غير الصحيحة و الخلاص من تدجين العقل. التعليم الجيد والوعي العام بالمعلومات والمهارات الحيوية عاملًا مهمًا في تمكين الأفراد من تقييم الدعايات وفهم صحة المعلومات. عندما يكون للناس معرفة عن الطرق العلمية والمعايير الموضوعية للتقييم، فإنهم يصبحون أكثر قدرة على التحليل النقدي للمعلومات والتمييز بين الحقائق والأكاذيب وبالتالي يكونون اصعب في محاولة تدجين العقل. يمكن أن يلجأ الأفراد إلى البحث والتحقق من المصادر والمعلومات قبل أن يصدقوا دعاية معينة. عندما يتعلم الأشخاص أن يكونوا نقادًا وأن يستفسروا عن مصادر المعلومات ويتأكدوا من صحتها، فإنهم يصبحون أقل عرضة للتأثر بالدعايات غير الصحيحة
تشكل الثقة في المصادر الموثوقة دورًا هامًا في تصدي الأفراد للدعايات غير الصحيحة. عندما يعتبر الأشخاص المؤسسات العلمية والمنظمات المستقلة والمصادر الموثوقة الأخرى كمصادر موثوقة للمعلومات، فإنهم يصبحون أكثر قدرة على رفض الدعايات غير الموثوقة أو غير الصحيحة. يلعب النقاش والحوار العقلاني دورًا في تعزيز الوعي والتفكير النقدي لدى الأفراد. عندما يتم تشجيع الأشخاص على طرح الأسئلة والتحليل المنطقي للمعلومات ومناقشة وجهات النظر المختلفة، فإنهم يصبحون أكثر قدرة على التمييز بين الحقائق والزيف وعدم تصديق الدعايات غير الصحيحة. يساهم الوعي بأهمية الأدلة العلمية والطرق العلمية في تقييم الحقائق في تعزيز قدرة الأفراد على تجاهل الدعايات غير الصحيحة وتجاوز عملية التدجين
ان تعزيز الوعي بأساليب التلاعب الإعلامي واستراتيجيات الدعاية غير الصحية يمكن أن يساعد في تجنب تأثيرها. عندما يكون للأفراد فهم عميق للتكتيكات المستخدمة في الدعاية غير الصحية مثل التلاعب بالمشاعر واستخدام الأحكام السطحية، فإنهم يصبحون أكثر قدرة على فهم هذه الدعاية. يمكن أن تختلف الثقافات والأوضاع الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية بين المجتمعات، وبالتالي قد يكون لها تأثير على طريقة استجابة الأفراد للدعايات وثقتهم بها. لذا، قد تكون هناك اختلافات بين المجتمعات فيما يتعلق بمدى وثوق الأشخاص بالدعايات غير الصحيحة والعامل الأهم الذي يؤدي إلى الاستعداد للتدجين هو الانطباع الذي يشكله المقدس, يلعب المقدس دور المصدر الموثوق في تصديق الدعايات غير الصحيحة والتدجين.
المقدس يمكن أن يكون مصدرًا مهمًا للإيمان والقيم الدينية للأفراد والمجتمعات. وفي بعض الأحيان، يتم استخدام المقدس أو النصوص الدينية كمصدر للدعايات والتأكيدات غير الصحيحة. ومع ذلك، فإن الاعتماد على المقدس وحده لتصديق الدعايات غير الصحيحة قد يكون غير مناسب ومحفوف بالمخاطر لعدة أسباب. المقدس غالبًا ما يكون موضع تفسيرات متعددة ومختلفة من قبل الأفراد والمجتمعات. وقد يؤدي هذا إلى وجود آراء متناقضة حول معنى وتفسير النصوص المقدسة. وبالتالي، يمكن أن تستخدم الدعايات غير الصحيحة تفسيرات محددة للمقدس لترويج أجنداتها الخاصة. الأفراد يميلون إلى تصديق الدعايات غير الصحيحة التي تتوافق مع معتقداتهم الدينية الشخصية دون القيام بتقييم موضوعي للأدلة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى الانسجام مع الدعايات غير الصحيحة وتصديقها بدون اعتبار للحقائق العلمية أو الأدلة المتوفرة. يستخدم البعض المقدس كوسيلة للسيطرة والتحكم على المجتمعات. قد يسعى الأفراد أو المؤسسات إلى ترويج دعايات غير صحيحة باعتبارها جزءًا من العقائد الدينية لتحقيق أهدافهم الشخصية أو السياسية. من الأهمية بمكان أن يتم توجيه المقدس بطريقة تعزز الفهم الشامل والتوازن في التفسيرات والتطبيقات. ينبغي أن يتم استخدام النصوص المقدسة بشكل حكيم ومتوازن، مع مراعاة السياق التاريخي والثقافي والاجتماعي المحيط. وفي النهاية، يجب على الأفراد أن يكونوا قادرين على تقييم الدعايات بناءً على الأدلة العلمية والمنطقية بغض النظر عن مصدرها.
بعض المجتمعات الانسانية تجاوزت تصديق الدعاية الكاذبة بالعلم والمعرفة لكن كثير من المجتمعات لاتزال تان من وطأة البقاء في قعر الحضارة بسبب تصديق الدعاية الكاذبة تحت ضغط المقدس.
. يكون هناك ضغط اجتماعي قوي على الأفراد في بعض المجتمعات لتصديق الدعاية الكاذبة المرتبطة بالمقدس. يمكن أن يكون الانتماء الاجتماعي والخوف من العقاب أو الاستبعاد دوافع لتصديق الدعاية حتى في ظل عدم وجود أدلة قوية. لا يمكن القول بأن تصديق الدعاية الكاذبة في المجتمعات يكون خاصية فقط للمجتمعات المتخلفة. فالتصديق للدعاية الكاذبة يمكن أن يحدث في أي مجتمع بغض النظر عن مستوى تطوره الحضاري.
ومع ذلك، يمكن أن يكون للتدجين الحضاري دور في زيادة تصديق الدعاية الكاذبة في بعض المجتمعات. عندما يتطور المجتمع ويتعلم، يصبح لديه المزيد من الوسائل والمعرفة لتقييم المعلومات والدعاية بشكل منطقي وعلمي. يتم تعزيز التحصيل العلمي والتعليم وتطور الثقافة التفكيرية والنقدية في المجتمعات المتقدمة، وهذا يساعد على الحد من تأثير الدعاية الكاذبة.
من الضروري الاعتراف بأن هناك تحديات تواجه بعض مجتمعاتنا في تطورها الحضاري والتخلص من تصديق الدعاية الكاذبة والتدجين الحضاري. هذه التحديات قد تشمل قصور التحكم السياسي والاجتماعي. ولكن لا ينبغي تعميم الأفكار أو الأحكام على المجتمعات بناءً على مستوى تطورها الحضاري فحسب، فالعديد من المجتمعات المتقدمة تواجه تحديات فيما يتعلق بتصديق الدعاية الكاذبة والتلاعب الإعلامي أيضًا.
ان الحل يكمن في تعزيز التعليم والوعي والتفكير النقدي في جميع المجالات والنظر الى الانسان كما هو مقدس ونزع الهالة التدجينية للاساطيروالنابعة من العماء الاول ، سواء كانت في مراحل تطوره المبكرة أو المتقدمة. يجب أن نسعى لإنشاء مجتمعات تعتمد على المعرفة والحقائق وتشجع على التحقق والتفكير النقدي و المستقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء