الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هراء سام و معادي للعلم من الذين يقدّمون أنفسهم على أنّهم - محِرّرون من الإستعمار - ... و المسؤوليّة الحقيقيّة الملقاة على عاتقنا

شادي الشماوي

2023 / 12 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


هراء سام و معادي للعلم من الذين يقدّمون أنفسهم على أنّهم " محِرّرون من الإستعمار " ... و المسؤوليّة الحقيقيّة الملقاة على عاتقنا
جريدة " الثورة " عدد 824 ، 16 أكتوبر 2023
https://revcom.us/en/counter-productive-and-damaging-nonsense-would-be-decolonizers-and-real-responsibility-we-have

في هذه الأيّام ، تصبّ حمم الإرهاب على رأس الشعب الفلسطيني . و يأتي هذا عقب هجوم 7 أكتوبر 2023 الذى شنّته مجموعة حماس الأصوليّة الإسلاميّة الرجعيّة و الذى شمل قتل و أسر مدنيّين إسرائيليّين . ( و من أجل فهم أعمق لما يحدث و لماذا ، إقرأوا مقال " حرب الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة ضد غزّة : ما الذى يجرى و لماذا و إلى أين يؤدّى ... )www.revcom.us و ما الذى تحتاجون إلى القيام به إزاء ذلك " بموقع
“Israel’s Genocidal War Against Gaza: What’s Happening, Why, Where This May Go…And
What YOU Need To Do About It.”
https://revcom.us/en/israels-genocidal-war-against-gaza-whats-happening-why-where-may-go-and-what-you-need-do-about-it
يحتاج الناس الواعون إلى أن يتّحدوا على نطاق واسع في الوقوف ضد جرائم إسرائيل التي تتمتّع بالدعم الكامل للولايات المتّحدة . و كجزء هام من هذا ، يجب على الناس أن يناقشوا على أوسع نطاق ممكن أسباب هذه الحرب و طُرق خوض النضال الراهن و ما هو الحلّ – و هذا بدوره ينبغي أن يعني دراسة و نقاش و جدال حول كيفيّة المضيّ قُدُما إلى الأمام ، في كلّ من الولايات المتّحدة و في الشرق الأوسط نفسه . و كما تُشير مقالاتنا و رسائلنا في هذا الوقت ، هناك الكثير من الجدالات و النقاشات العامة الجارية – و هناك حاجة إلى المزيد منها !
لكن وسط هذا الغليان ، بعض الناس من المتيقّظين [ جماعة سياسات الهويّة – المترجم ] أو ما يسمّى ب " اليسار " في الولايات المتّحدة قد حاججوا بأنّ الناس في البلدان الإمبرياليّة لا يحقّ لهم أن ينقدوا أو بالفعل حتّى أن يطرحوا أسئلة بشأن أعمال حماس الأصوليّة الإسلاميّة ، الرجعيّة لأنّه من المفترض أنّه علينا أن نعترف ب " حقّ الناس المستَعمَرين في كلّ مكان في مقاومة إحتلال أرضهم بأيّة وسائل يعتبرونها ضروريّة " . و هؤلاء " المتيقّظين " أو ما يسمّى ب " المحرّرين من الإستعمار " يتذيّلون و حتّى يدافعون عن الجنون التيوقراطي الزاخر بالإنتقامالنابع من حماس متناسين نقد برنامجهم و نظرتهم الإيديولوجيّة أو بعض التصرّفات البشعة التي قاموا بها في 7 أكتوبر خدمة لذلك البرنامج .
و هذا خاطئ و أسوأ من ذلك على مستويين إثنين . أوّلا ،لا وجود لشيء لا يمكن رؤيته ؛ أنسا مستعمَرين لديهم نظرة موحّدة لما يجب القيام به . و من المفيد هنا أن نقتبس من مدخل مقال هام و مناسب مباشرة لبوب أفاكيان ، " قيادة السود و السكّان الأصليّين و ذوى البشرة الملوّنة (BIPOC) لا وجود لشيء كهذا – القتال ضد الإضطهاد و القيادة التي نحتاج إليها "( مقال متوفّر ضمن كتاب شادي الشماوي،" متابعات عربيّة و عالميّة - نظرة شيوعيّة ثوريّة (4) 2021-2022"، مكتبة الحوار المتمدّن ) :
" كثيرا ما نستمع هذه الأيّام إلى بعض الأطراف تتحدّث عن كيف أنّه من الضروري أن نتّبع قيادة السود و السكّان الأصليّين [ الهنود الحمر – المرتجم ] و ذوى البشرة الملوّنة ( "BIPOC "/ " البيبوك " من هنا فصاعدا ) . لكن في الواقع مثل هذه القيادة غير موجودة – و لا وجود لشيء ك" البيبوك " يمثّل نوعا من الزيّ الموحّد و القوّة الإجتماعيّة الموحّدة .
طبعا ، يوجد سود و يوجد سكّان أصليّون و غيرهم من ذوى البشرة الملوّنة و يتعرّض جميع هؤلاء الناس إلى اشكال متنوّعة من الميز العنصريّ و الإضطهاد . غير أنّه هناك إختلافات حقيقيّة جدّا صلب كلّ هؤلاء الناس و بينهم . فلكلّ مجموعة منهم تاريخها الخاص و ظروفها الحاليّة الخاصّة في إرتباط بالتطوّر التاريخي و الواقع الراهن لهذه البلاد و النظام الذى يحكم هذه البلاد ( و يهيمن على العالم ككلّ ) : النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و في صفوف كلّ هؤلاء الناس ، ثمّة طبقات مختلفة و فئات إجتماعيّة مختلفة و أناس يحملون وجهات نظر و أهداف مختلفة إيديولوجيّا و سياسيّا – وهي أحيانا تتباين تباينا راديكاليّا .
المسألة ليست عدم وجود أساس لتوحيد الجماهير الشعبيّة لهذه المجموعات المختلفة ؛ و إنّها الوحدة التي ستفضى إلى وضع نهاية فعليّة لإضطهادها – و لكلّ أصناف الإضطهاد – لن تتطوّر و لا يمكن أن تتطوّر بإتّباع مفهوم أنّ الزيّ الموحّد المفترض ل " البيبوك " يجب أن يقود أو سيقود ."
ثانيا ، تُفضى الأفكار و البرامج المختلفة إلى نتائج مختلفة . و لاحقا ، في هذا النصّ ذاته لأفاكيان – وهو مرّة أخرى أساسيّ لكلّ إمرء يسعى إلى الإبحار عبر هذا الوضع الشائك و المعقّد الذى نجد أنفسنا فيه – سجّل النقطة التالية :
" ما هو حيويّ الأهمّية ليس إلى أيّ جزء قد ينتمى أنصار " الهويّة " بل ما هو مضمون أفكارهم و برامجهم و إلى أين ستؤدّى هذه الأفكار و البرامج إن وقع تكريسها ؟
كما شدّدت على ذلك سابقا :
" حقيقة الشيء لا ترتهن بمن يقولها ، أو بما تحدثه فيك من شعور . لأنّ شيئا ينبع من مصدر تحبّونه يغدو حقيقة ؛ و لأنّ شيئا ينبع من مصدر لا تحبّونه يغدو غير صحيح. " و الحقيقة ليست " مسابقة من أجل الشعبيّة " . لأنّ الكثير من الناس يعتقدون في شيء لا يجعله حقيقة ؛ و لأنّ قلّة من الناس فقط تعتقد في شيء لا يجعله غير الحقيقة .
الحقيقة موضوعيّة – و هذا يعنى : أن يكون شيء صحيح أم لا مرتهن بتناسبه مع الواقع الفعليّ . "
" في حين نحتاج إلى التشديد بقوّة على كامل التاريخ و الواقع الراهن للإضطهاد الرهيب و تجربة المتعرّضين مباشرة إلى هكذا إضطهاد ، إن كان الهدف فعلا هو إلغاء الإضطهاد و إجتثاثه ، المعيار الذى ينبغي تطبيقه على أفكار كلّ فرد ( أو كلّ مجموعة ) و مقترحاته هو تناسبها مع الواقع الموضوعيّ – و على وجه الضبط طبيعة مشكل خاص ( أو شكل خاص من الإضطهاد ) الذى يقف ضدّه الناس ، و مصدره و سببه ، و كيف يرتبط بالمشكل الجوهريّ ( النظام برمّته ) و كيف نعالج معالجة صحيحة العلاقة بين الأكثر خصوصيّة و الجوهريّ ، لأجل التقدّم نحو بلوغ الحلّ الفعليّ . ( و لا ، الواقع الموضوعي ليس " تركيبا " تفوّقيّا ذكوريّا – إنّما هو ... واقع موضوعيّ ).
هذا هو المعيار الذى يجب تطبيقه – هذا أساس تحديد ما هي الأفكار و البرامج التي ينبغي تبنّيها و العمل إنطلاقا منها ، و ما هي القيادة التي ينبغي إتّباعها ."
التعلّم من التاريخ : مثال إيران
و مثال جيّد لكيف تنسحب هذه الممارسة العمليّة بوسعنا لمسه في إيران . فالنظام في السلطة الآن في إيران – النظام الذى وقف و لا يزال يقف وراء القمع الوحشيّ للجماهير الشعبيّة بما فيها ملايين الناس في السنة الماضية الذين تمرّدوا ضد إضطهاد النساء و كامل النظام الإضطهادي هناك – عمليّا وصل إلى السلطة من خلال ثورة فيها عدد من القوى المتنوّعة إلتقت لتُطيح بالحكم المقيت في إيران ، حكم الشاه . و كانت عدّة قوى تتنازع في تلك الثورة – مثلما يحصل في أيّ صراع جدّي من أجل السلطة . و إضافة إلى التيوقراطيّين الإسلاميّين الذينكسبوافى نهاية المطاف ، وُجد شيوعيّون و ديمقراطيّون برجوازيّون تقليديّون و عديد التيّارات الفكريّة الأخرى التي كانت تتبنّى برامج متباينة لإيران . و عبر سلسلة معقّدة من الصراعات بين هذه القوى و مؤامرات قوى متنوّعة ، كسب المعركة التيوقراطيّون الرجعيّون الذين لم تكن لديهم قط نظرة و لا برنامجا أبعد من الحصولعلى موقع أفضل فى إطارالنظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي ، و هم يحكمون الآن إيران [ منذ 1979 – المرتجم ] بطرق خبيثة و قمعيّة . و حينما كسبوا السلطة ، قتلوا عددا كبيرا من معارضيهم – بالخصوص الشيوعيّين الثوريّين حيث أعدموا الآلاف منهم .
و المسألة هي : بينما الأمّة الإيرانيّة واقع ، كانت هذه الأمّة و لا تزال متكوّنة ( و مجدّدا ، نستشهد بنصّ بوب أفاكيان عن " قيادة البيبوك " ) ، " ثمّة طبقات مختلفة و فئات إجتماعيّة مختلفة و أناس يحملون وجهات نظر و أهداف مختلفة إيديولوجيّا و سياسيّا – وهي أحيانا تتباين تباينا راديكاليّا . " و في إيران ، لا توجد إنقسامات طبقيّة فحسب بل إيضا إنقسامات حسب خطوط قوميّة فإلى جانب القوميّة المهيمنة – التي تمثّلها الزمرة التيوقراطيّة الإسلاميّة في السلطة – ثمّة أمم و قوميّات مضطَهَدَة منها الأكراد و البالوش و الأفغان وما إلى ذلك – و جميعها منقسمة إلى طبقات مختلفة لها قوى سياسيّة مختلفة تمثّل أفكارا مختلفة لكيفيّة التحرّر . و أجل ، هناك تيّارات سياسيّة متباينة تروّج لحلول متباينة راديكاليّا في ما يتّصل ب " ما العمل ؟ " لوضع نهاية للإضطهاد الذى ما إنفكّ يزداد سوءا طوال ال44 سنة الفظيعة من الحكم الإسلاميّ – نفس نوع الحكم الذى تفرضه حماس و تتطلّع إلى الحفاظ عليه بمساعدة إيرانيّة ، على الشعب الفلسطينيّ .
لا تملك حماس إستراتيجيا قابلة للتحقيق لكسر قبضة إسرائيل على الشعب الفلسطيني و النظام الذى ستفرضه حماس و فرضته منذ 2006 في مجال ضيّق سمحت لها إسرائيل إلى مدّة حديثة بأن تحكمه ، سيظلّ مرتهنا بواحدة من القوى الإمبرياليّة و سيظلّ يعتمد على القمع و الإضطهاد للبقاء في السلطة . و الإنتقام الذى يحتفلون به و يدافعون عنه بصوت عالى جدّا يحطّ من الذين تقع قيادتهم – أو إجبارهم على – تنفيذ ذلك ، و لا يفعل عدا إشعال غضب العدوّ و تقسيم الشعب.
و الحرب التي تخوضها الآن إسرائيل جعلت الناس يتساءلون . لماذا يحدث هذا ؟ هل علينا أن نعيش على هذا النحو ظ كيف يجب أن نقاتل ؟ كيف يمكن تغيير الأشياء ؟ و ما الى يجب القيام به ؟ ليس لكلّ إمرء فقط حقّ بل عليه أيضا مسؤولية الصراع للإجابة على هذه الأسئلة بينما يجرى النضال بشراسة لإيقاف حرب العدوان و الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة المدعومة من الولايات المتّحدة .
في مواجة هذه المسؤوليّة ، ينبغي أن تكون هذه النقطة الختامية من مقال بوب أفاكيان إيّاه هي المرشدة :
" كلّ من يهتمّ لأمر وضع الإنسانيّة و مصيرها تقع على عاتقه مسؤوليّة ليس المشاركة بنشاط في مقاومة الإضطهاد و النهب و التدمير الناجمين عن هذا النظام فحسب بل أيضا مسؤوليّة تبنّى و تطبيق منهج و مقاربة علميّين لتشخيص المشكل الجوهريّ و الحلّ الفعليّ ، و كيفيّة خوض القتال بأكثر فعاليّة بإتّجاه هدف وضع نهاية عمليّا لهذا الإضطهاد و النهب و التدمير . "
Follow: @TheRevcoms
Read: https://www.revcom.us
Watch: youtube.com/TheRevComs








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه


.. الاعتداء على أحد المتظاهرين خلال فض اعتصام كاليفورنيا في أمر




.. عمر باعزيز عضو المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي