الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرعاية الصحية بالمغرب: انضمام الطلبة والمهنيين إلى الاحتجاجات على مستوى البلاد

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2023 / 12 / 25
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


تشهد الرعاية الصحية في المغرب حاليًا حالة من الاضطراب، حيث يعبر المهنيون في مختلف القطاعات عن استيائهم وإحباطهم بشأن ظروف العمل والاعتراف والتعويض.
امتدت الاضطرابات الآن إلى طلبة الطب، الذين قاطعوا الامتحانات النهائية في كليتي الطب والصيدلة في جميع أنحاء المغرب، ما أدى إلى تضخيم مطالبهم بمستقبل أكثر وضوحا وأمانا.
وصوتت أغلبية ساحقة من طلبة الطب والصيدلة بنسبة 97%، و91%، لصالح مقاطعة الامتحانات، فضلا عن الإضراب المفتوح الذي يشمل الدروس النظرية والعملية، والتدريب في المستشفيات، بحسب اللجنة الوطنية للطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب.
وقالت اللجنة: “بعد استنفاد كل سبل الحوار ومواجهة تعنت السلطات في نقاشات مطولة تبدو فارغة، نحمل وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي المسؤولية المباشرة عن تصاعد حالة السخط بين الطلبة وعامة الناس عن الوضع الحالي".
تشمل مطالب الطلبة، التي تم نقلها عبر قنوات مختلفة، بما فيها الاعتصامات المحلية والإضرابات والاحتجاجات الأخيرة على مستوى البلاد، اعتراضات على تقليص فترة التعليم الطبي من سبع إلى ست سنوات دون اتخاذ إجراءات مصاحبة.
في فبراير 2022، أعلن وزير التعليم العالي المغربي عبد اللطيف الميراوي قرار الحكومة بتقليص مدة التكوين الطبي إلى ست سنوات.
وقالت الحكومة إن القرار يندرج في إطار خطتها لتحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد في المغرب والمشروع الوطني لتوسيع نطاق التأمين الصحي ليشمل كل مغربي. ومع ذلك، فقد تعرضت هذه الخطوة لانتقادات واسعة النطاق من قبل طلبة الطب الذين قالوا إن هذه الخطوة ستؤثر على جودة التعليم والتكوين.
كما طالب طلبة الطب بالوضوح في ما يتعلق بالدورة الثالثة وأثاروا مخاوف بشأن استبعادهم من عملية صنع القرار.
- فصول مزدحمة وتعويضات غير كافية
كما انتقدوا العدد المتزايد لطلبة الطب وعدم كفاية البنية التحتية التعليمية في قطاع الصحة المغربي، ما يعكس المخاوف بشأن الاكتظاظ، وجودة التعليم، والقدرة على توفير التكوين الفعال، والاستعداد العام لنظام الرعاية الصحية لتلبية متطلبات المجتمع والزيادة في عدد الطلبة.
بالإضافة إلى ذلك، اشتكوا من عدم كفاية التعويضات مقابل التكوين، ما تسبب لهم في ضغوط مالية وجعل من الصعب عليهم تغطية نفقاتهم التعليمية خلال فترات التكوين.
هذا، وكشف تقرير صادر عن اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب عام 2022، عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها طلاب الطب في المغرب بسبب عدم توفر المساعدات المالية الكافية.
وخلص الاستطلاع المعتمد في التقرير إلى أن 92% من طلبة الطب المغاربة يعتمدون على الدعم المالي من أسرهم لإكمال دراستهم، حيث قال 58% إنهم غيروا عاداتهم الغذائية بعد الالتحاق بكلية الطب بسبب القيود المالية.
يذكر أن طلبة الطب في المغرب يحصلوت على منحة دراسية بقيمة 630 درهم مغربي (62 دولار) شهريا، بينما يحصل الأطباء المقيمون على 2000 درهم مغربي (199 دولارا) شهريا.
ورغم إجراء مناقشات مكثفة مع وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة، قال طلبة الطب المغاربة لم يتلقوا حلولا أو ردودا ملموسة على مطالبهم. فقرروا رفض ما وصفوه بـ«الوعود الفارغة» من الوزارتين، والإصرار على التحرك الملموس.
وأضافت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أنهم يطالبون الحكومة والوزارات المشرفة يالاستجابة العاجلة لمطالبهم العادلة، مؤكدين على “الإحباط الذي يشعر به أطباء المستقبل وصيادلة وأطباء الأسنان في المغرب”. كما يصر الممرضون والتقنيون على المعاملة العادلة.
لا تقتصر الاضطرابات في قطاع الرعاية الصحية على الجسم الطلابي، حيث يحتج المهنيون، بما فيهم الممرضون وتقنيو الرعاية الصحية، بهمة ةنشاط أيضا على ظروف العمل السيئة وعدم الاعتراف بهم، فضلاً عن المطالبة بمراجعة شروط الترقية.
وتشمل الاحتجاجات في قطاع الرعاية الصحية شكاوى من الممرضات وتقنيي الصحة الذين قالوا إنهم لم يستفيدوا من وعود الحكومة بتحسين ظروف العمل وحزم التعويضات على الرغم من اتفاق الميزانية الكبير في فبراير 2022.
كما ادعى بعض الممرضين وتقنيي الرعاية الصحية أن مخصصات الميزانية والمزايا المالية لم يتم توزيعها بشكل عادل بين مختلف المتخصصين في الرعاية الصحية. وقالوا إن مجموعات معينة استفادت أكثر من غيرها، مما أدى إلى تفاوت في التعويضات والحوافز.
وقالت النقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الرعاية الصحية في بيان : “نطالبكم بالاستجابة العاجلة للمطالب المالية المشروعة للممرضين وتقنيي الرعاية الصحية، خاصة في ظل التوتر الحالي داخل القطاع بسبب المعاملة التفضيلية والتمييزية بين القطاعات والفئات”.
وقالت النقابة إن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية دعت نقابات القطاع الصحي إلى طاولة المفاوضات هذا الأسبوع لمعالجة مطالب مختلف الفئات المهنية داخل القطاع.
واجتمعت النقابة مؤخرا لمناقشة اجتماعها المرتقب مع الوزارة، مؤكدة أنها “لن تقبل بأقل من المعاملة العادلة للممرضات”.
وهناك مشكلة أخرى تواجه القطاع وهي النقص الحاد في العاملين في المجال الطبي، ما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها أخصائيو الرعاية الصحية ويؤثر على قدرتهم على تقديم رعاية عالية الجودة للمرضى.
إلى ذلك، كشف مجلس المحاسبة المغربي عن العدد المنخفض بشكل غير متناسب للعاملين في مجال الصحة مقارنة بالحجم الإجمالي للسكان.
وبلغ عدد العاملين في مجال الصحة لكل 1000 فرد 1.64 في نهاية عام 2021، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى البالغ 4.45 اللازم لتحقيق الأهداف المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة.
المصدر: https://www.moroccoworldnews.com/2023/12/359757/moroccan-healthcare-in-crisis-as-students-professionals-join-nationwide-protests








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة