الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإقتصاد والنهب والحرية !!

حسن مدبولى

2023 / 12 / 26
الادارة و الاقتصاد


فى الدول الرأسمالية يؤمنون بأن التحرير الشامل لآليات إدارة الإقتصاد الوطنى يعتبر هو المدخل الرئيسى للتنمية وتحقيق الرفاهية وبالتالى فهم يستبعدون أى تدخل للدولة فى الشأن الاقتصادى الوطنى ،
وترى المنظومة السياسية الغربية إنه ينبغى على الدول الأخرى التى لا تنتمى لها، أن تعمل على تعديل الأنماط الحالية السائدة فى أنشطتها الإقتصادية والإجتماعية، وأن تلتزم بتطبيق وإتباع سياسات إقتصاد السوق الحر، كمدخل ضرورى لتبادل المصالح التجارية معها ،
وطبقا لهذه الرؤية الأحادية التى يتبناها ويقودها ويسوقها صندوق النقد الدولى، فإنه ينبغى على الدول الأخرى (النامية او المتخلفة) أن تقوم بإلغاء الدعم والتخلص من الشركات العامةوتسريح وتشريد العمالةفى الأجهزة والمؤسسات الحكوميةوكذلك تحرير أسعار الصرف للعملات الوطنية (التعويم)
وترك تحديد أسعار السلع والبضائع لآليات العرض والطلب(أسعار السوق) الخ،لكى تنال تلك الدول شهادات الصلاحية الغربية السحرية التى تتيح لها الإلتحاق بقطار التقدم والنمو وتحقق الرفاهيةالمنشودة،
المثير للدهشة والعجب هنا أن تلك السياسات الإقتصادية لم تحقق نجاحا يذكر فى أى دولة نامية تتشابه مع واقع وظروف الدولةالمصرية بل أن تطبيق تلك السياسات أدى إلى كوارث متعددة وصلت لحد إعلان إفلاس بعض الدول مثل اليونان والأرجنتين وشيلى وغيرها،
فالنجاح الذى حققته بعض الدول الغربية الرأسمالية لم يتحقق فقط بسبب السياسات السحرية الغربية التى تتركز على نهج المنافسة الإقتصادية المطلقة، لكن هذا النجاح يعود فى معظمه إلى سياسات الهيمنة الاقتصاديةبكافة أشكالها والتى مارستها و لا تزال تمارسها تلك الدول الاستعمارية ضد البلدان الأخرى الأقل نموا ، من أستغلال إقتصادى، ونهب للثروات،وإستغلال للعقول والموارد البشرية ،
و على سبيل المثال يمكن الأشارة ألى ما فعله الرئيس الأميركى السابق دونالد ترامب 2016-2020 من إستنزاف لموارد معظم الدول الخليجية وارغامها (بالبلطجة والتهديد) على عقد صفقات أسلحة بالمليارات، وإعتبار ذلك نجاحا لنموذجه اليمينى الفاشى،وكذلك استمرار تلك الممارسات فى ظل حكم بايدن ( الديموقراطى)
أيضا ما تم فضحه أخيرا فى القارة الأفريقية من وجود نهب ممنهج لثروات بعض الشعوب الأفريقية( كمالى وساحل العاج والنيجر والجابون والسنغال ) والتى تقوم به فرنسا سواء فى عهد اليمينى ماكرون، أو فى ظل حكم الحزب (الأشتراكى ) الفرنسى، وهو ما إدى إلى العديد من الإنقلابات العسكرية المناوئة لتلك الهيمنة الإستعمارية !!
لكن من المهم كذلك أن نشير إلى أن هناك أسباب أخرى موضوعية ساهمت بنسبة كبيرة فى تحقيق النجاحات الإقتصادية الغربية، أهمها أن أتباع النهج الإقتصادى الرأسمالى فى تلك الدول الغربية، تلازمه وترادفه حريات سياسية مطلقة، تتيح للشعوب امكانية التغيير (عبر صناديق الإقتراع الحقيقية ) والتخلص من أية حكومة غير كفؤة تحقق فشلا أو نتائج غير مقبولة، وهو أمر يختلف جذريا عما يحدث فى الدول المتخلفة التى تدار فى غالبيتها بالقسر والإجبار والإرغام على الرضا بالفساد وانعدام الكفاءة، وعلى قبول التبعية للمنظومة الغربية، التى تدعم بدورها هذا القهر والفساد !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف هي العلاقة بين البنوك الفلسطينية والإسرائيلية؟


.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم السبت 27 إبريل 2024 بالصاغة


.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24




.. الرئيس الفرنسي يحث الاتحاد الأوروبي على تعزيز آليات الدفاع و