الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تصلح المذكرات ما افسدته الحكومات

توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)

2006 / 11 / 23
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


الساسة العراقيون كتبوا مذكراتهم وكذلك الشعراء والاعلاميون والفنانون.للدرجة التي اصدر العراقيون من المذكرات في دور النشر والطباعة ما لم يصدره غيرهم في هذا المجال.
اغلب كتب (السيرة والمذكرات) التي كتبها وزراء سابقون وبرلمانيون ومناضلون وشعراءكتبت وطبعت في دور نشر عربية واجنبية ثم تسللت سرا الى العراق وانتشرت من خلال ثقافة الاستنساخ السرية وتلقفها العراقيون برغبة وحماس يدفعهم فضول مفرط لاكتشاف المسكوت عنه من صفحات تاريخهم الوطني ووقائعه المطمورة في ذاكرة الشهود والوثائق التالفةوما تركه الراحلون في درجات مكتباتهم.
لايمكن اطلاق توصيف عمومي لهذه المذكرات ولا ايجاد قواسم مشتركة لها في الوقائع والاحداث والمواقف بل على العكس تميزت بالتناقضات والتقاطعات وتبادل الاتهامات والشكوك في نوايا البعض بالبعض الاخر.
مما يجعلها صورة سلبية من سلبيات الشخصية العراقية وتناقضاتها كما تعكس في الوقت نفسه ظاهرة التهروء الحزبي والسياسي للعراق في مختلف مراحله التاريخية كما تعكس ظاهرة الاهدار للمشاريع الابداعية وتبعثر الجهود الجماعية للتيارات الفكرية والادبية.
ورغم ذلك يمكن تفسير ازدياد مؤلفات المذكرات العراقية واقبال الرموز العراقية على تدوين مذكراتهم كشكل من اشكال الاحتجاج الثقافي والتاريخي على مرويات التاريخ في مناهج السلطة التعليمية والحزبية ومادبجته باقلام مزوريها المحترفين من الكتاب والاعلاميين وخشيتها من ضياع الحقيقة التي يعرفها جيدا الناجون من مجازر وابادات واعتقالات وحملات المسخ والتشويه واتلاف الوثائق التي تشير لحقيقة ضائعة اوواقعة منسية ولهذا سارع الشيوعيون والاسلاميون والمستقلون وحتى القوميون المنبوذون والمطرودون من جحيم السلطات التي حكمت العراق بالحديد ومنطق القسوة والابادات. كل هؤلاء بادروا لتدوين مذكراتهم وشهاداتهم بكشوفات وتجليات متغايرة في درجة المصداقية والاقتراب من الحقيقة كما اختلط فيها تقديس الذات وتبرأتها من ما ارتكبه البعض من هؤلاء الرواة من جرائم سياسية بحق شعبهم اختلط ذلك بمشاعر الذنب والاعتراف الصريح لدى النفر القليل ومن الممكن ان يكون الكاتب (حسن العلوي) نموذجا ايجابيا وخاصة حيال شخصية وطنية نالت المزيد من التشويه والحيف كشخصية عبد الكريم قاسم في كتابه (عبدالكريم قاسم رؤية بعد العشرين).
ظهرت هذه المطبوعات لتكتب السطور المقتطعة من وثائق التاريخ الرسمي وردا على اكاذيبه وافتراءاته التي تعتبر حدثا انقلابيا دمويا ك(انقلاب شباط )(عروس الثورات )رغم بشاعة هذه العروس وما التهمته انيابهامن ضحايا ابرياء خلال الايام الاولى من زفافها انه مثال واحد من عشرات الامثلة التي تعبر عن حجم التزوير والبهتان في كتابة التاريخ وطمس حقائقه ما يهمنا في هذا السياق هو مسؤولية المهمة الثقافية التي تقرأ بجد ومثابرة هذه الارث الثقافي الوطني في هذه المؤلفات واعادة تقييمه ودراسته على ضوء المنهجية الحديثة في العلوم المختلفة التاريخية وغيرها ومن ثم استخلاص مادة تاريخية وثقافية رغم كل تناقضاتها وتقاطعاتها تصلح للانطلاق والشروع بكتابة تاريخ وطني وادبي واجتماعي للعراق.
من هنا نجد ان العناية والاهتمام بثقافة وادب المذكرات مهما كانت ادبية او سياسية تقع في صلب واهتمام ثقافتنا العراقية الجديدة التي استغرقت كثيرا بما ابعدها عن وفضائها الاجتماعي والسياسي الذي اثر كثيرا في توجهات وملامح هذه الثقافة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا