الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبور قنطرة الانتخابات .. دون ضمان سلامتها.!!

علي عرمش شوكت

2023 / 12 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من البديهيات ادراك ان الانتخابات لاتمثل سوى احدى تجليات الديمقراطية، ولكنها تحسب قنطرة للعبور. فينبغي ان تحظى بحماية القوانين الرسمية ، وهي في حالة تشابه الى حد ما، قافلة محملة بالنفائس لكونها تهدف ( وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ) لذا يلزمها اتقاء شر اعدائها من قطاع الطرق وهم كثر جلهم من لصوص السياسة.. فغالباً ما يتسارع الناس لعبور هذه القنطرة بغية الحصول على الحقوق وفرص الحياة المشروعة . ومن المؤلم ان يتغاضى البعض منهم اشكالات التجارب الماضية، لعلهم يجدون في" خرج المتاع " بقايا رغيف خبز كان قد فلت من يد السرّاق.. ان هذا ظن المجرد ولكن يتبناه العديد من الذين يمتلكون عزماً واصراراً في سبيل نفض ركام الفشل. ولا يدخل في حساباتهم الاستسلام.
وهذا ما شاهدناه لدى قوى التغيير، التي قررت خوض عملية الانتخابات حتى النهاية. وهي تدرك بانها جديرة بتلقي النتائج مهما كانت. ويذهب ظنها الى ان ذلك سيشكل تكراراً لتجارب ماضية، بغية جعل حاصلها مؤسساً لتراكم كمي لابد ان يؤدي الى تغيير نوعي حسب القوانين الموضوعية.. عذراً هكذا يقرأ الموقف.
ان المنقبين في سجلات الانتخابات العراقية الماضية، لا يضنيهم التعب في ادراك المكررات والتجاوزات، التي امست شواهد على خلع العملية الانتخابية وقطع" حبلها السري " عن رحم امها الديمقراطية. مما يميت اي نفس لها مبشراً بولادة ما كانت تحمله. وليس بمستغرب ان يبدل الوليد الحقيقي الذي تتأمله الناس الى مسخ ميت. لان القابلة اي " المفوضية " هي الساحرة التي تقلب المخاضات الى حمل كاذب. وهكذا نرى الفائز يصبح بقدرة قادر فاشلاً بامتياز. والعكس صحيحاً.
اما الذين يتمكنون من عبور قنطرة الانتخابات، وان كانت احمالهم الانتخابية متواضعة من الثقل العددي و المعنوي، فتجدهم قد تولاهم الاستغراب من تعامل الغربلة لما جنوه وقد خضع الى" كمركة ومكوس " من قبل حاجز تدقيق و سلخ مجرد من الشرعية، ضمن عملية ما انزلت بقانون . وجانب اخر تتحول نتائج هذه الدراماتيكيا الانتخابية لدى الجالسين على التل وحتى العاقدين الامال على العابرين للقنطرة الانتخابية الخارجين من عنق الزجاجة، الى حالة من الشماتة التي لا تليق بالخيرين والمدركين وان كان بعضهم وكاتب هذه السطور منهم حيث ايد المشاركة في الانتخابات على علتها، ففي التقيم هي واجب وحق ، ليس بشامت بقدر ما كان عاتباً على عدم ادراك ستراتيجي مسبق لخوض هور العملية السياسية العكر الذي اصبح بلا ضفاف امنة تذكر .
يبدو قد اخذ التساؤل يتضخم عرضاً وطولاً منطلقاً من بُعد حسابات يمتد عبر عشرين عاماً، تخللته احداث ليست بالهينة تستحق ان تقيّم تحليلاً ونقداً وتفسيراً واستنتاجاً الى ان تصل الى مرحلة التغيير، الذي بات مخدراً للاسف ويكاد ان يفقد معناه وفحواه لان المسمى " تغيير ديمقراطي " يطلق في مناخ تهتك فيه الديمقراطية رغم نمطها الشكلي، وتخلف ادواتها، وفقر محيطها المجتمعي، اي انها مازالت عائمة لم تجد لها مجتمع ديمقراطي يحتويها. حيث يذهب البعض المستفيد من عدم وجود الديمقراطية بالقول: " ان الشعوب التي اعتمدت الديمقراطية اخذت من الزمن شوطاً طويلاً حتى تمكنت منها " ان ذلك خطاً شائعاً، يرددونه دون ان يعلموا ان تلك الشعوب لم تحظ بتجربة سابقة لكي تتعلم منها. بينما الان تسخر التجارب الناجحة في عموم العالم الذي تزدهر ويعمها السلام والتمنية والتطور الحضاري ...فلمن المشتكى ؟! .. القرار للشعوب والعتب عليها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب


.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا




.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في