الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الترجمة بزمن الانحطاط الثقافي

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2023 / 12 / 26
الادب والفن


الترجمة من العربية للغات الأخرى وتحديدًا الإنكليزية، خرافة واقعية مقارنة مترجمًا بمكانة صالح علماني، الإسبانية، منير بعلبكي الإنكليزية، وقليلون يؤلفون الترجمة كما لو كانوا هم الروائيين المبدعين. مرّرتُ بحسرة بعد طوفان التجارب النووية لترجمة نص روايتي يسرا البريطانية، وكأن المطلوب عالم لغات فضائي حتى يتأهل لمستوى الخرافيين المبدعين من أمثال علماني.
البداية مترجم زكتهُ دار النشر العريقة التي نشرت الرواية وأغلب رواياتي الأخرى مشكورة، وقبل أن يبدأ سقط نيزك من السماء وأوقفه، فرشح مترجم معروف ولديه خبرة طويلة وبدأ العمل بجزءٍ من الرواية، فأوقفته وأبلغت دار النشر بنسخة من الترجمة فكانت سطحيّة صادمة نقلت بلغة الصحافة. فأعذرت المسئولة وأخذتُ المهمة على عاتقي حتى وضَع القدر صدفة مترجمة خبيرة وقارئة للروايات وتدير مكتب للترجمة بالإضافة لمعرفة اجتماعية. قطعت شوطًا في ترجمة فصول من الرواية، رأيت فيها نكهة غرائبية تكاد تجاري الرواية، سعدت بذلك وبعثت الفصول المترجمة لصديق مخضرم شيخ في الترجمة غير الأدبية ولكن نظرته الثاقبة وحدها تكشف ثنايا وأسرار العمل. فجاءت الصدمة مطابقة لملاحظات دار النشر الأجنبية من حيث عدم مطابقة فقرات من الرواية إضافة لسقوط بعض الفقرات وعجز عن ترجمة مفردات مجازية صعبة!!
آخر محاولة كانت قراءة من صديق أجنبي يحمل الجنسية الغربية ومعرفة قديمة عمل بترجمة الأشعار خاصة، قال بالحرف: هذه الرواية بحاجةٍ للمترجم الذي درس المجاز وقريب من العمل بقدرك أنت.
آخر رأي متطرف سمعته وهبط عليّ مثل كابوس هاري بوتر وكدت أقتنع به لولا حاجز المنع الشائك الذي سدّت به الطريق ابنتي وهو: انشر العمل على أيّ حال بالترجمة شبه المكتملة واترك المجهول أو الغيب يحدد المدى، من يعلم ربما هذا الذي سيحقق الإنجاز، نحن في عصر القراءة السريعة والسهلة الممتنعة، هل تظنّ أن كل الأعمال العربية المترجمة واجهت مثل هذه الاختبارات العصية التي يضعها المؤلفون؟ هناك من يحلم بأقل من ذلك، غير ان الابنة الحصيفة قالت: ستوب أوقف المهزلة ودع الرواية ترقد في سلام وسكينة حتى يحين موعد استيقاظها.
هل نحن بزمنٍ عربي منحط ثقافيًا فقدنا فيه كرامة الأدب حتى سبقتنا القارات الخمس بطي ملف الترجمة للغات الأجنبية...لا حكومات عربية، لا مؤسسات ثقافية جادة مؤهلة سوى لترجمات الجوائز، ركيكة وغير مجدية، سؤال صعب الإجابة عليه مؤكد: ما فائدة ترجى من ترجمة رواية عربية من قبل دار نشر عربية؟ ما الفرق بين النسختين العربية والأجنبية سوى تفاهة النسخة المترجمة لتسقط معها النسخة الأصلية، وهذه خسارتان في مهب الريح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل