الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفيلم الفرنسي ( سانت أومير) يكشف العنصرية في المجتمع الفرنسي

علي المسعود
(Ali Al- Masoud)

2023 / 12 / 26
الادب والفن


الفيلم الفرنسي ( سانت أومير) يكشف العنصرية في المجتمع الفرنسي


مخرجة الأفلام الوثائقية المذهلة أليس ديوب في أول فيلم روائي طويل لها ( سانت أومير) ويحكي اقصة راما (كايجي كاغامي) الروائية الشابة التي تحضر محاكمة لورانس كولي (غوسلاجي مالينغا) في محكمة الجنايات في سان أومير. المتهمة بقتل ابنتها البالغة من العمر خمسة عشر شهرا بعد تركها طفلتها الرضيعة على شاطئ في شمال فرنسا عام 2013 . شاركت في كتابة السيناريو "ماري ندياي"الفائزة بجائزة كونكور في عام 2009 دراما بسيطة في قاعة المحكمة تتطور إلى سرد مأساوي وكشف تأثير العزلة في الشعور باليأس والاكتئاب . اصبحت القضية تعرف باسم "فابيين كابو" سرعان ما استحوذت حكايتها على البلاد بما في ذلك المخرجة الوثائقية أليس ديوب التي علمت بالقضية لأول مرة عندما رأت صورة كابو في صحيفة اللوموند الفرنسية ونقلتها القنوات الفرنسية . الفيلم يستند إلى محاكمة" فابيين كابو " في عام 2016 والتي حضرت المخرجة الوثائقية أليس ديوب في قاعة المحكمة في مدينة سان أومير واستمعت إلى شهادة فابيين كابو، وهي امرأة فرنسية سنغالية متهمة بقتل ابنتها الرضيعة. أطعمت كابو الطفلة قبل وضعها على رمال شاطئ " بيرك سور مير" وتركها تغرق مع المد المتصاعد.
سافرت كولين إلى فرنسا في عمر الثامنة عشرة عام لتدرس القانون بالجامعة كما أراد الأب لها، ولكنها لم تستكمل دراستها واختارت دراسة الفلسفة، وحزن الأب وقرر عدم إرسال مال لها مرة أخري، وهنا تأزمت الحياة معها وأصبحت تعيش مع خالتها فترة ثم تتركها بسبب توتر العلاقة بينهما، تعمل جليسة أطفال، وأيضا ساءت علاقتها مع أمً أحد الأطفال، تعرفت على رجل فرنسي في السابعة والخمسين من عمره يدعى لوك دومونتيت (كزافييه مالي)، ودخلت في قصة حب محبطة لن تؤدي إلا إلى مزيد من العزلة. لم يقدمها للمجتمع ولأسرته وابنته كما قالت في المحاكمة. وجدت في بلدا الاغتراب صعوبات الحياة التي ولدت في نفسها شعورا خطيرا بالعزلة والغضب. عند توجيه التهمة الى كولي بقتل طفلتها، لم تنكر القيام بذلك؛ بل تؤكد على كل ذلك. عند سؤال القاضية لماذا قتلت إبنتك؟ أجابت: "لا أعرف، آمل أن تعطيني هذه المحاكمة الإجابة ". على الرغم من إعترافها بقتل ابنتها الرضيعة إلا أنها تصرّ بأنها غير مذنبة وتعلن نفسها غير مسؤولة عن أفعالها وتصرً على أنها كانت هدفاّ الى الشعوذة سواء من عائلتها في السنغال أو من شريكها السابق والد طفلها. تنتهي محاكمة كولي بمحام الدفاع في خطاب صارخ حول الضرورة الأخلاقية: "هذه هي قصة امرأة وهمية، امرأة لا يراها أحد، لا أحد يعرفها. ستكون قد أصدرت حكما، ولكنه ليس عادلاً . لم تخف حملها، بل أخفت نفسها “. انتقلت المتهمة فابيين كابو إلى باريس لدراسة القانون وتحولت لاحقا إلى الفلسفة في خطوة جريئة، غربتها الباريسية جعلتها معزولة مادياًً ومعنويا ً عن والديها وغير قادرة على مواصلة دراستها. في وقت لاحق، دخلت في علاقة غير معلنة مع رجل أبيض أكبر منها سنا، ادعت أنها أبقتها مخفية عن الأصدقاء والعائلة وحملت منه. عندما ولدت ابنتها ظهرت عليها علامات اكتئاب ما بعد الولادة وصارت في حالة ذهنية مشوشة، وأصبحت غير قادرة على النوم وتعاني من الهلوسة، رفضت مغادرة المنزل حتى تبلغ الطفلة ستة أشهر على الأقل، بعد فترة اتخذت قراراً بالتخلص من الطفلة، استقلت قطارا إلى منتجع بيرك وتركت الطفلة على شاطئ البحر كي تجرفها أمواج البحر وتختفي بين أحشاء البحر .
تقول المخرجة ديوب: "عندما سئلت كولي عن سبب قتل طفلها، استخدمت هذه الجملة التي كانت غريبة تماما ولكنها في نفس الوقت معبرة جدا. "تركت طفلي على الشاطئ مع المد القادم حتى يتمكن البحر من حمل جسدها"، كما لو كانت منفصلة تماما عن الفعل والذنب . منتشيه بهذا التناقض الواضح في الشعور – بحيث ذكرت إنها عادت إلى المنزل في باريس في اليوم التالي كما لو كانت "تتسوق للتو" وأخبرت المحكمة أنها تعتقد أنها كانت تحت تأثير أعمال "السحر". الفيلم يتبع راما (كايجي كاغامي) الأستاذة في جامعة باريسية وصاحبة مشروع كتابة رواية عن هذه القضية التي ثارت الراي العام الفرنسي في حينها. تظهر راما كأستاذة جامعية ومؤلفة روائية ناجحة ومن خلفية مهاجرة سنغالية أيضاً. تحضر محاكمة لورانس كولي (غوسلاجي مالاندا) في مدينة سانت أومير. المتهمة لورانس امرأة سنغالية شابة مثقفة وطالبة دكتوراه وتحضر في كتابة إطروحة عن لودفيغ فتغنشتاين ( فيلسوفًا نمساويًا بريطانيًا عمل أساسًا في المنطق وفلسفة الرياضيات وفلسفة العقل وفلسفة اللغة). بداية الفيلم، تتقدم امرأة شابة تحمل رضيعا بين ذراعيها في صمت في الظلام حيث يرتفع المد المتصاعد . في اللقطة التالية، تستيقظ راما (كايجي كاغامي) من كابوس من قبل رفيقها والذي أخبرها أنها كانت تتحدث مع والدتها أثناء نومها. في مدرج الجامعة يلتقي المشاهد براما وهي من أصل سنغالي، وأستاذة جامعية، وكاتبة روائية ومتزوجة من الفنان الموسيقي أدريان، تظهر في بداية الفيلم وهي تحاضر في الجامعة عن مارغريت دوراس، في هذا المشهد الافتتاحي، تطلب راما وهي تقوم في تحليل مشهد رئيسي من سيناريو دوراس لفيلم آلان رينيه لعام 1959 "هيروشيما حبيبتي"، حين تظهر مجموعة من النساء الفرنسيات وقد حلقت رؤوسهن خلال فترة الاحتلال الألماني لفرنسا. راما امرأة سعيدة في علاقتها مع زوجها مع طفل في الطريق. تحزم حقيبة صغيرة وتسافر إلى مدينة (سان أومير) وتأخذ مكانها في قاعة المحكمة، تراقب المتهمة لورانس وهي تمشي إلى المنصة شخصية انعزالية تعيش وحيدة وبدون عائلة ومن دون اتصال بالعالم الذي من حولها. بينما تصف لورانس شعورها بالعزلة حتى في علاقتها مع رفيقها لوك دومونت (كزافيير مالي) الأكبر سنا وتؤمن بأن السحر السنغالي هو الذي دفعها إلى ترك طفلتها الرضيعة بمفردها على الشاطئ لتجرفه المد والجزر، تجد راما نفسها في شك من استعدادها للأمومة وتحمل المسؤولية بعد أن تستعيد ذكرياتها مع والدتها ومرحلة شبابها. تومض ذاكرة طفولة الأستاذة الجامعية والكاتبة الروائية راما بصرامة والدتها التي تتصف التي ترسم لها مستقبلها ودراستها والتي تناطر حياة الكاتبة راما. وهي تخاف أن تلقى مصير المتهمة أو أن تتكرر مأساة علاقتها بأمها مرة أخري، تجد راما نفسها منجذبة ومتعاطفة مع لورانس، لوجود تناظر في تجاربهم وخلفياتهم المماثلة وتضامنهم الضمني كنساء سود.
تحاول المخرجة ديوب خلق دراما تستكشف عدة مسائل حرجة مثل الهوية الوطنية للمهاجر الأفريقي في فرنسا، والصدمات المتعددة الأجيال المهاجرة، وإخفاقات فرنسا السياسية والثقافية المستمرة في عكس تنوعها العرقي. يقودنا الفيلم إلى الاهتمام بثلاث شخصيات، شخصيتين حقيقيتين وشخصية خيالية، ولديهما العديد من النقاط المشتركة، الاثنتان من أصول عائلتهم السنغالية ومستوياتهم الثقافية والفكرية العالية جدا فقط. " فابيين كابو " شخصية حقيقية تحولت في الفيلم الى شخصية "لورانس كولي “. ذهبت المخرجة أليس ديوب، إلى مدينة "سانت أومير " في يونيو 2016 لحضور المحاكمة الحقيقية لفابيان كابو، دون هدف حقيقي في البداية، فقط الرغبة في مشاركة لحظة المحاكمة هذه مع المتهمة. بين فابيين كابو وأليس ديوب ، في هذا السياق خلال محاكمة لورانس بجريمة (وأد الأطفال) كانت الروائية راما تتساءل عن العلاقات غير الدافئة التي تربطها مع والدتها وعن الرابطة (الأمومة)، ومشاعرها مع طفلها الذي لم يولد بعد. راما (كايجي كاغامي) الأستاذة التي تراقب التجربة خلسة من منطقة جلوس المتفرجين. يتم الكشف عن خلفية عائلة لورانس وحياتها في فرنسا وشخصيتها في قاعة المحكمة وأسئلة قاضية التحقيق (فاليري دريفيل). تتحدث المتهمة لورانس بهدوء وبطريقة مدروسة بالفرنسية ومن الواضح أنها امرأة متميزة وجادة لكنها معقدة. من خلال محاكمتها تثير المخرجة عدة قضايا تتعلق بالوحدة والاغتراب والعزلة عن المجتمع الفرنسي بالإضافة الى قضية السحر وهو مفهوم لا يوائم مع البيئة الغربية لذا رفضته القاضية. ما يميز الفيلم هي المرافعة الختامية البليغة من محامي الدفاع ماستر فوديناي (أوريليا بيتيت) والتي كانت بمثابة بيان مؤثر يتم قراءته مباشرة إلى الكاميرا. الفيلم يتناول تعقيدات الحياة لامرأة سوداء وضغوط الأمومة عليها. توضح المخرجة "كانت هذه فرصة لإنشاء صورة لامرأة سوداء بكل تعقيداتها ، نادرا ما رأيتها في الفيلم أو قرأت في الأدب وهو شيء أفتقده كثيرا لم أصنع هذا الفيلم بشكل خاص للتعامل مع موضوع وأد الأطفال ". شعرت المخرجة ديوب " بالافتتان" بهذه الشخصية المثقفة. وتضيف:" هزتني التجربة بشكل كبير، ويمكنني القول إنها سمحت لي في المواساة، وفهم أشياء عميقة جدا عن نفسي. لقد أفادتني في تقييم علاقتي مع والدتي وابني. ولكن يجب أن أقول أيضا إنني حميت نفسي أثناء المحاكمة من خلال تدوين الملاحظات بشكل متقطع، وهذا هو السبب في أنني تمكنت من الحصول على [الحوار] حرفيا في الفيلم. لهذا السبب أنا مهتم ب لورانس كولي: أنا لست مهتما كثيرا بها كمجرمة. أنا مهتم برؤية امرأة لم يتم سماعها أبدا “.
يعتمد السيناريو على جريمة حقيقية وقضية قضائية، حاولت المخرجة مزج الحقيقي من الأحداث مع المتخيل. المرأتين في القصة بينهما أوجه تشابه عديدة - كلاهما من أصل أفريقي وكذالك علاقاتهما متوترة مع أمهاتهما. جعلت المخرجة من شهادة كابو فرصة للكاتبة الروائية راما في التفكير في حياتها الخاصة وتستعيد علاقتها مع أمها وأمومتها الوشيكة. أما عن غاية المخرجة في سرد قصة كابو أو الرسالة التي أرادت توصيلها. تجيب المخرجة ديوب على هذه الأسئلة:" مهمتي كمخرجة هي أيصال صوت النساء السود وأن يسمع العالم أعماق النساء السود بطريقة مختلفة ونادراّ ما تظهر في السينما وخاصة في السينما الفرنسية" . تحاول الكاتبة راما أن تفهم - كل من خلفيات رحلة لورانس، ودوافعها الخاصة. كما أن الفيلم يبرز قضايا التراث الاستعماري، وقضايا الأمومة، هناك قواعد اللعبة القضائية والإعلامية والعنصرية وعدم المساواة المادية والثقافية وأكثر من ذلك. في المحكمة، تنظر راما إلى لورانس وتتلاقى نظراتهما تشعر بحبل مشدود وخيط غير مرئي بينهما . في مشهد رئيسي، تتبادل لورانس كولي نظرتها مرة أخرى مع راما، وتبتسم لها، تاركة إياها مستاءة ومتوترة . بعد لحظات قليلة، في غرفتها بالفندق، تبكي راما عند الاتصال بزوجها “أخشى أن أكون مثلها" . تسعى المخرجة " أليس ديوب " جاهدة لوصف العنف الأكثر غدرا لهذه المحاكمة، وكشفت عن كراهية النساء والعنصرية في المجتمع الفرنسي. أليس ديوب تتناول مواضيع رئيسية إلى حد ما: العنف وطقوس العدالة، والهويات المتعددة، وكونها أما، والاختلافات الطبقية، وعنصرية المجتمع الفرنسي، ومكان النساء السود في المجتمع الفرنسي. لكن المخرجة أليس ديوب فشلت في نقل رسالتها حول تمثيل المرأة ذات الأصل الأفريقي في نظرة بسيطة، ولا في إثارة عاطفة حقيقية تتعلق بقلق الشخصية راما.
محكمة "سانت أومير"
تجري معظم أحداث الفيلم داخل محكمة "سانت أومير" هو اسم البلدية التي تقع المحكمة في نطاقها في شمال فرنسا، ومن خلال المحاكمة والأسئلة التي توجه للمتهمة من رئيسة المحكمة والادعاء وهيئة المحلفين وتداخل المحامي المكلف في الدفاع عنها، يرفع الغطاء بشكل كامل عن القضية وخلفياتها وماضي المتهمة العائلي. تعطي ديوب (التي كتبت السيناريو مع أمريتا ديفيد وماري ندياي) الشخصيات، وخاصة لورانس في مشاهد ممتدة ومونولوجات طويلة تتطور فيها الروايات التي يطلبها المحققون منهم. عند استجواب لورانس، تبدأ القاضية (الذي تلعبه فاليري دريفيل) بفحص قصة حياة المدعى عليه بأكملها - الولادة والطفولة والعائلة والأصدقاء والمصالح والطموحات والميول، وعموميات سنواتها في فرنسا. المرأة قيد المحاكمة، لورانس كوليه (الممثلة كوسلاجي ماليندا) شابة ولدت في السنغال لعائلة من الطبقة الوسطي وجاءت إلى فرنسا لدراسة الفلسفة، الأب يعمل مترجم في الأمم المتحدة والأم لا تعمل، وكان جل اهتمامهما هو تعليمها تعليما جيدا وأن تتحدث الفرنسية وبعد فترة قصيرة من ولادتها وقع الطلاق بين الوالدين، وأصبحت الطفلة وحيدة مع جدتها التي ترعاها بينما الأم دائما غائبة ومتعبة ولا يوجد تلاق فيما بينهما ولا اهتمامات مشتركة ، والأب تراه مرة في الشهر وليس لديها أصدقاء .
وفي المحكمة، يصرخ الناس مطالبين ب"عقوبة الإعدام".في هذه القضية التي صدمت فرنسا. في عام 2013 تركت فابيان كابوابنتها البالغة من العمر 15 شهرا على شاطئ بيرك سور مير شمال فرنسا وعثر على الطفلة أديلايد غارقة في صباح اليوم التالي ،عند لتحقيق مع والدة الضحية أعترفت بسرعة بجريمتها. ومع ذلك، خلال محاكمتها تؤكد فابيان كابو أنها لم تكن تريد قتل طفلها ولكنها أُجبرت على القيام بتأثير السحر . أما الوقائع فقد ظلت المخرجة مخلصة لها إلى أقصى الحدود. ولكنها عمدت الى تغير ألاسماء ومنحت فابيان كابو اسم لورانس كولي، وتتحول أديلايد الصغيرة إلى ليلي. تستكشف ديوب ظلام غريزة الأمومة المعذبة من خلال إضافة شخصية راما، المؤلفة والأستاذة الجامعية إلى القصة، التي تأتي لمتابعة المحاكمة من أجل كتابة رواية جديدة عن المراة. وهي أيضًا من أصل أفريقي، ولديها ثقافة مشتركة مع ثقافة لورانس كولي وتشكل حلقة الوصل بين المتفرج والأم التي تقتل الأطفال. اعترفت أليس ديوب في عرض الأول الفيلم في مهرجان فينسيا السينمائي "أنا أصور لإعطاء شكل وتعبيرعن غضبي عما يجري من حولنا". الفيلم يناقش أيضا موضوع المهاجرين الأفارقة وصعوبات الاندماج والمشاكل التي تقابلهم في مسيرتهم وخاصة المشاكل المادية التي قد تدفعهم لارتكاب أخطاء تكلفهم الكثير. في يونيو عام 2016، حكمت محكمة الجنايات في سان أومير على" فابيين كابو" بالسجن لمدة عشرين عاما لقتلها ابنتها الصغيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة


.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟




.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا