الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (15)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


كل من قال شيئا من الأشياء-أي شيء كان- فقد قال بوجه من الوجوه أشياء كثيرة. أرسطو –المنطق.

"وهنا في الوطن(=الولايات المتحدة)، في اللحظات التي يكون فيها الخوف والشك والغضب والغيظ الشديد، علينا أن نعمل بجدية أكبر للتمسك بالقيم التي تجعلنا ما نحن عليه. نحن أمة الحرية الدينية وحرية التعبير. لدينا جميعا الحق في النقاش والاختلاف والاحتجاج السلمي، ولكن دون خوف من استهداف المدارس أو أماكن العمل أو أي مكان آخر في مجتمعاتنا".
و حاصل ما طفا على الحياة الأمريكية و زخم الحراك المناصر للقضية الفلسطينية؛ جعل المواطنين الأمريكيين يقفون عيانا على واقع سياسة بلادهم الخارجية؛ معها أصبحت الولايات المتحدة بدرجة ما رهينة للسياسة الإسرائيلية. وهي مضطرة لتحمل تبعات على جسامة بسبب تصرفات حليفتها، التي لا تستطيع التخلي عنها ولا السيطرة عليها بشكل كامل. مما زاد في عزلتها عن مواطنيها. الأمر الذي جعل مجتمع الخبراء في دائرة بايدن يجمعون كلمتهم؛ حينما استخلصوا استشرافا لا يمكن تجاوزه؛ حيث شخصوه و بايدن صدع به:

"في السنوات الأخيرة، تم إعطاء الكثير من الكراهية الكثير من الأكسجين، مما أدى إلى تأجيج العنصرية وزيادة مقلقة في معاداة السامية في أمريكا. وقد تكثف ذلك في أعقاب هجمات7 أكتوبر. تشعر العائلات اليهودية بالقلق من استهدافها في المدرسة، أثناء ارتداء رموز عقيدتهم في الشارع أو ممارسة حياتهم اليومية. في الوقت نفسه، فإن الكثير من الأمريكيين المسلمين والأمريكيين العرب والأمريكيين الفلسطينيين، والعديد من الفئات الأخرى، يشعرون بالغضب والأذى، خوفا من عودة ظهور الإسلاموفوبيا وانعدام الثقة الذي رأيناه بعد 9/11".

لم يكن هذا في وارد الحصول لظرف تاريخي محايث؛ و لكنهم عليه عاملون؛ و بصدده؛ مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي الأمريكيان أصدر تحذيرا جديدا من المخاطر المحتملة على السلامة في الولايات المتحدة، نتيجة للحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وجاء في بيان مشترك عنهما أنهما يقدران أن التوترات المستمرة المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وحماس من المرجح أن تزيد من التهديد بأعمال عنف من جانب جهة فاعلة منفردة.وعلى الرغم من أن هذا الإعلان ليس ردا على أي نشاط تآمري محدد، فمن المرجح أن هذه الأحداث هي هدف جذاب للجهات الفاعلة المنفردة التي تستوحي أفعالها من مجموعة من الأيديولوجيات نظرا لسهولة الوصول إليها وطبيعتها الرمزية. يأتي هذا مضافا إلى سابق تحذيرين مماثلين في أكتوبر في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" يوم 7 أكتوبر.
لم يكن هذا حقيقا بالتنويه؛ و علته تحيد عن الصواب و تتخطى وجهة الحق، و هي تصوب سهام التحذير؛ فالشعب الأمريكي بات يقظا كفاية ليحسم الوجهة التي تحرض على الكراهية.
فجو بايدن عينه شرع يعبر عن "انزعاجه الشديد" من تعالي النعوت التي تصفه شخصيا في التظاهرات؛ التي تشهدها العديد من المدن الأمريكية احتجاجا على موقفه بشأن العدوان على غزة.
"غضب" بايدن من هذه الأوصاف والعبارات، لم يتوقف عند التصريح فقط، بل تعداه بأمر لتشكيل لجنة استشارية لرصد الجهات التي تقف وراء هذه "العبارات" والتي اعتبرها "ظالمة أو غير منصفة"، و أنها قد "تؤثر على المزاج الإنتخابي للجمهور".مما جعل الطاقم المشرف على منصات التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض، يعجل بتشكيل لجنة تقنية، وبعد التدقيق ألفى ثلاث "عبارات" تتكرر تحديدا على المنصات وفي التظاهرات وهي :"جو الجزار"، و "جو النائم"، و "كم طفلا قتلت اليوم؟".

"لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي عندما ترفع الكراهية رأسها. يجب علينا، دون مراوغة، أن ندين معاداة السامية و الإسلاموفوبيا وغيرها من أشكال الكراهية والتحيز. يجب أن نتخلى عن العنف والنقد اللاذع وأن نرى بعضنا البعض ليس كأعداء بل كأخوة أمريكيين".

لذا سارع بايدن و محيطه إلى إصدار الأوامر بمراقبة منصات التواصل الاجتماعي والتضييق عليها، ليكون هو أول من يقفز على قول فصل؛ بالكاد انتصر له قبل أسطر "نحن أمة الحرية الدينية وحرية التعبير".و بالجملة في القول؛ تصرفه اللافت لم يكن حبا في دفع كراهية؛ هي حقا في شخصه مكرسة ، و إنما لانزعاجه من تلك الأوصاف الحاطة منه؛ و التي من شأنها أن تقلل حقيقة من حظوظه الانتخابية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير