الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب غزة واعادة رسم عملية السلام

محمد لفته محل

2023 / 12 / 27
القضية الفلسطينية


هناك اربع اهداف للحرب الاسرائيلية على غزة، اثنان منها معلن، واثنان منها غير معلن. الاثنان المعلن هما تدمير قدرات حماس (بعدما كان ابادة حماس) واعادة الرهائن الى اسرائيل باقوة العسكرية. وبعد 80 فشلت اسرائيل في تحقق هذين الهدفين.
الهدفان غير المعلنان هما تدمير غزة وابادة اكبر عدد من سكانها اولا، وتهجير ماتبقى من المدنيين الى مصر والاردن ثانيا، ولم يتحقق من هذين الهدفين سوى الاول فقط.
بهذه المقدمة اعتبر ان حماس تربح الحرب، والذين يقولون عكس ذلك بمعيار خسارة الالاف المدنيين، فان هؤلاء يجهلون عدم تحقيق الاهداف الثلاثة الباقية للحرب الاسرائيلية على غزة، وعلى افتراض صحة هذا المعيار، لماذا تستمر اسرائيل في الحرب بدل تكبدها خسائر في جنودها؟ بالعكس ان اصرار اسرائيل على مواصلة الحرب يدل على عدم نصرها، وعبارة نتنياهو "حتى تحقيق النصر" يدل على عدم تحقيق الاهداف.
لا تصدقوا مسرحية صحوت الضمير الامريكي حول قتل المدنيين، فالذي سمح بقتل الآلاف الابرياء ورفض وقف اطلاق النار بالسماح لاسرائيل بالقصف او بالفيتو الاممي، لايمكن ان يكون له ضمير. والحقيقة ان هذا التغير في التصريحات جاء من الفشل العسكري في القضاء على حماس، وفشل محاولتين لإعادة رهائن بالقوة، وهذا السبب الحقيقي الذي دعا امريكا لحفظ ماء الوجه لكي تتذرع بالانسانية للتمهيد لايقاف اطلاق النار.
اسرائيل بدأت تدرك استحالة هزيمة حماس، ويخيل لي ان استمرار الحرب هو لاتمام تدمير غزة (الجنوب ايضا) وايقاع المزيد من القتلى، ولدفع الباقي للتهجير بعدما اصبحت غزة مدينة غير صالحة للعيش، ولان مستقبل رئيس الوزراء مؤجل باستمرار الحرب، لذلك يعمل كل جهده على مواصلة هذه الحرب.
المقاومة الفلسطينية تقاتل ثلاث دول هي الجيش الاسرائيلي والسلاح والتخطيط الامريكي والاستخبارات والطلعات الجوية البريطانية، وهذه المقاومة صدمت هذه الدول وادهشتها، واكثر ما اغاضها ان هذا الخصم الذي كانت تحتقره اهانها بابسط اسلحته.
هناك علاقة بين ازدياد قتل المدنيين الفلسطينيون وبين زيادة ادخال المسعدات، وبين ازدياد مقتل الجنود الاسرائيليون في الميدان، ولذلك بدأت بعمليات اعدامات ميدانية للتعويض عن خسائرها البشرية. وعندما يبرر المحللون الاسرائيليون هذه الجرائم بالمقارنة مع اجواء الحرب العالمية الثانية فانهم بذلك يكشفون عن حربهم الوجودية (التي كانت وجودية بين الحلفاء والنازيين) وعدم التزامهم بقوانين الحرب التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية. والغريب ان القيم الثقافية الغربية (قدسية حياة الانسان) التي استفزت بمعركة طوفان الاقصى لم تستفز هذه القيم بقتل المدنيين الفلسطينيين، وهذا يعني بقاء المعايير المزدوجة في التعامل مع الآخر.
اسرائيل لن تنسى استغلال حزب الله في محنتها عندما راح يضرب قراها للتخفيف عن غزة. ورغم اعتقادي بعدم قدرة هذا الاجراء على التخفيف عن غزة، لكن قيمته هو استكمال معركة طوفان الاقصى بتوسيع توازن الردع، لإعادة رسم عملية السلام متوازنة. وهذا ما تدرك خطورته اسرائيل وتحاول منعه. لذلك باعتقادي انها قررت ضرب لبنان ليس للقضاء على حزب الله، انما لمعاقبة لبنان على سكوته عن حزب الله، ولتجعل من بيروت وسيلة ضغط على حزب الله في اي حرب مقبلة (بعدما نجحت وسيلة الضغط سابقا) وهي بذلك تلغي مايسمى "قواعد الاشتباك" ولضرب مشروع توازن الردع في مهده.
ان مقدمات هذه الحرب المقبلة تم التمهيد له سياسيا، فقد طرحت اسرائيل "مبادرة سلام" مع لبنان تطالب فيه من حزب الله الرجوع الى ماوراء نهر الليطاني مقابل الانسحاب من اراضي لبنانية حدودية تحتلها اسرائيل (وتستطيع اعادة احتلالها بسهولة). المبادرة طرحت بطريقة يرفضها حزب الله وبذلك فان مبررات الحرب تكون مشروعة.
تدمير المستشفيات بات جزء من استراتيجية الحرب اسرائيل على غزة، وذلك دفع الفلسطينيون للهجرة بعدما تختفي المشافي ولقتل المصابين، ومنها البحث عن جثث الاسرى الاسرائيليون ومنها سرقة الاعضاء الداخلية (الكبد، الكلى، العيون) وبذلك فان الفلسطيني لايسلم حتى بعد استشهاده من اسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال