الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأيت سمكة تبكي ونزلت الماء لأغسل دموعها

فرج بصلو

2006 / 11 / 23
الادب والفن


كل ما لا أملكه يقبع بقبوي
كمخزون ضائع
لذا للحظة أنا أحتفل نفسي
في قفصي العقلي
وبيدي جورية وردية
تسخر من كافة البضائع

*
إذا كانت للضباب عيوناً
فأنا سأغمض عيوني الباطنية
والتصق ببئرنا القديم
تحت الدوالي القامشلية
لأصنت وأصنت
طالما مازالت عصافير الله
هناك تغرد

*
نفس السماء نفس المطر
والهواء :
يقرص كضرب الحجر
والطواقي تطير كالحجل
وأنا كلما حاولت أطير
بدا لي إني محاصراً
بمساحات الكون الشاسعة
وكأن الزمان ونبّاح المكان
فقد ساعته
في قلب الفوضى
والفضاء
ورحلاتي المرجوة إلى الصباح
تبدأ دائماً عن سبل الجزر الليلية
لأجمع نفسي من حطام الحطام
وألتئم طائراً على جناح الجن
إلى يوم العيد القديم المعتق
لألتقط من الأثير المعجج تلاوين الدروبس
المبعثر على باحة حوشنا
من قطرميس كسرته جدتي عمداً
لتفقأ عيون الشيطان

*
من يوم سمّوا النجارة
حضارة
إتقنوا صنع التوابيت
ونحروا الناس بلا سبب
انا أبيع حياتي مقابل الكثير من اللا شيء
في سوق المفلسين
ولأنني نجاراً
استقام مع نفسه ومع البشر
عمري ما عوجت ساعدي مسماراً
وقلمي يخط السخريات
حتى في المرارة

*
لأنني لا أقلل من شأن القتلة
أعلم يامخبر سيغتالوني يوماً
لذا أطجع وتحت لحافي قنبلة
ويدي تداعب مسدساً كاتماً

*
من قعر الدهور تعود سفينتي الغارقة
ومعها غنم الدار
والمواشي
مبللة من غسيلها في النهر
عند الجسر الصغير
وتثغوا قائلة : وصلت
فأين العليق –
أيها الوصّيون المارقة !

*
مطارد أنا, فحتى زرازير الشتاء تطاردني في منامي

*
مشؤوم أنا ففقط البوم من أعالي توتاتنا يونسني
وانا اتألم ليلاً على مُنايا
وقصائدي تتفكك من قوافيها وتغفى صامتة

*
شاهدت يد الشحاذ ترقص تملقاً أمام صاحب الشفقة
وقررت أن لا أكون شحاذاً

*
أتوه من الحنين في مطر المطر
باحثاً عن ديك أحمر
محنط بالسكر
وفيّ ربيع الولدنة يكتنز كالجوهر

*
أسير إلى مرآتي
لأمضي من أمام ذاتي
هابطاً في درجات
عمري
إلى أسفل الأسفل
وكأنني أمثل حاكم بلادي الأهبل

*
ياأصدقائي في سجن الوطن الكبير
حينما لا توجد أوتار في كمنجاتنا
إنضموا إليّ لنعزف على أرواحنا

*
أيها الموظف في تره الطغيان
لا تسلني عن عمري
وقد ضاع مني عمري
من زمان في متاهاتكم
فأنا أبحث عن خبزي المرّ
والصمت المغطي على صوتي
لا يغطي على حسي
لأني لست شحاذاً في مقاطعتكم

*
طنين الذباب عند القبور ولا نغمات وليّ عند القصور

*
كمن احترف السرقة
في ليالي الشهب اختلستُ النجوم
كمشة كمشة

*
تطوّعني أقاليم الفكرة كتطويع جو السيرك بهلويات المهرجين

*
بتُّ جائعاً على الضفاف
فرأيت سمكة تبكي
ونزلت الماء لأغسل دموعها
بدموعي
لكنها ما إن شاهدتني
غنت لي وأطربتني
تا كدت أبقى عندها ما تبقى من عمري
فأحسنت إليّ
خرجت معي وغذتني

*
يا وكيل الأقدار
ضعني حَجَرة ملساء وصغيرة
في قعر بئرنا القديم
لتكسيني العذوبة
وانعكاسات السماء على وجهي
من حسد النجوم ليلاً
ومن شرارات الشمس
بمرور الأيام
وأعدك مجدداً: بالعذوبة ستمتليء الخوابي
والجرار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خالد النبوي: فيلم أهل الكهف يستحق الوقت الذي استغرقه بسبب ال


.. أنا والست والجيران?? علاقة ممتعة بين مزاج صلاح عبدالله وصوت




.. كل الزوايا - الفنان أيمن الشيوي مدير المسرح القومي يوضح استع


.. كل الزوايا - هل الاقبال على المسرح بيكون كبير ولا متوسط؟ الف




.. كل الزوايا - بأسعار رمزية .. سينما الشعب تعرض 4 أفلام في موس