الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
شقاء العرب أم خروجهم من التاريخ؟
محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)
2023 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية
"تأملات في شقاء العرب" كتاب لسمير قصير، وخروج العرب من التاريخ كتاب لفوزي منصور. كلاهما بحث عن عجز الأمة عن مواكبة الحداثة وعن الخوف من طوفان الرأسمالية. ليسا وحيدين. ما من أمر أحيط بالاهتمام كأزمات العالم العربي المتراكمة منذ شكيب إرسلان وتساؤله عن تقدم الغرب وتخلف المسلمين حتى طوفان الأقصى.
يطرح مثل هذا السؤال عند منعطفات التاريخ. عند بلوغ الحضارة مرحلة شيخوختها يتهيأ مولود حضاري جديد للخروج من صلبها. الحضارة العربية ليست عاقراً، القابلة السياسية هي المسؤولة عن ولادة قيصرية. صرخ الشاعر محمد الماغوط باسم المولود قائلاً، "أنا قطعاً لم أكن موصولاً إلى رحم أمي بحبل صرة بل بحبل مشنقة".
كسلاً أو تكاسلاً أو تشاؤماً، قيل "العرب جرب"، ومعناه أن العروبة وباء. ومن موقع التباهي الأجوف تفاخر بعضهم بقومية عربية في شعر المتنبي أو في قصر الحمراء في غرناطة. بين التشاؤم والتباهي عكف آخرون على التفكير بحثاً عما أسماه سمير قصير "الشقاء العربي"، أو فوزي منصور "الخروج من التاريخ"، أو سمير أمين "التطور اللامتكافئ" أو مهدي عامل "أزمة البرجوازية" أو أدونيس، "غلبة الثابت على المتحول" في الفكر العربي.
قد يكون سمير قصير قاسياً في تحميل العروبة مسؤولية التخلف. حكم لا يخلو من الصحة لأن المرحلة القومية الأوروبية هي أسوأ ما أنتجته الرأسمالية. "اللحظة القومية العربية"، حتى لو كانت في نظر المتعصبين استثناءً، أثبتت القاعدة.
استدرك قصير قائلاً، ليست السبب الوحيد. "البيروقراطية شلّت الأجهزة الاقتصادية في مصر" توريث السلطة، التواطؤ مع الأصولية الإسلامية، الترويج لثقافة الموت. "التشكيك بالوحدة الداخلية وقلة الثقة التي يوليها الشعب للمؤسسات"، حتى مصر التي يعود تاريخ الدولة فيها إلى آلاف السنين، والتي شهدت أيام سلالة عصر محمد علي نهضة رائدة في الصناعة والزراعة وأيام الناصرية نهضة في الآداب والفنون لم تحظ بمباركة الإسلام السياسي.
الأزمة الأخطر في نظره هي أزمة الدولة. فالأنظمة "قبلت بالتنازل طوعاً أو كرهاً عن سيادتها في مجال الاقتصاد والمال". هل يلتقي قصير مع سمير أمين في ضرورة بناء "اقتصاد متمحور على الذات"؟ لكن السيادة الوطنية اليوم لم تعد تحمل مضمون البدايات، وخصوصاً في الاقتصاد، حيث أن هوية الرساميل تتحدد بقدرتها على اختراق حدود الأوطان والدول، وعلى التداول بمصطلحات مالية ونقدية واحدة على اختلاف العملات.
تشخيص أسباب الشقاء يصبح أكثر تعقيداً حين يكون العدو السياسي شريكاً في الاقتصاد. هذه حال العلاقة مع الولايات المتحدة التي ينطبق عليها قول المتنبي، ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى..... عدواً له ما من صداقته بدّ.
في بحثه عن أسباب الشقاء، قام قصير بجولة بانورامية على دول العالم العربي "من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر". نقاط مضيئة نادرة في صحراء العتمة. انقلابات عسكرية، فائض من النفط وفائض من التخلف. ترسيمة للتاريخ مشوهة، عصر ذهبي فانحطاط ونهضة موؤودة. مناكدة ومساكنة من غير زواج بين الدين والعروبة. هل كان سيبدل أحكامه مع طفرة تشهدها بلدان الخليج بعد قرنين على سؤال إرسلان أم أن "وجه المرأة المحجوب سيبقى دليلاً مؤلماً على التخلف؟"
الأحزاب الدينية والقومية واليسارية جربت حظها، قدم كل منها تشخيصاً وعلاجاً قوامه الرفض. تحريم الوهابية زيارة قبور الأولياء. إدانة التطبيع مع العدو الصهيوني. مقاطعة البضائع الأميركية. الأمة لم تعرف بعد ماذا تريد.
شقاء العرب ناجم أساساً من غياب الديمقراطية. الاستبداد هو الآفة، وهو سبب خروجهم من التاريخ.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - وقفة مع العوار
محمد ناجي
(
2023 / 12 / 27 - 08:50
)
اصح يانايم ... هذا صوت آخر يحدد العلة والعوار ، فهل تسمعون ام تفضلون صمت القبور !
( شقاء العرب ناجم أساساً من غياب الديمقراطية. الاستبداد هو الآفة، وهو سبب خروجهم من التاريخ. ) !
2 - رفض الحداثة
منير كريم
(
2023 / 12 / 27 - 14:30
)
الاستاذ محمد علي مقلد المحترم
اولا ليس فقط العرب لم ينتقلوا للحداثة , توجد امم ودول عديدة اخرى لم تستطع الدخول للحداثة
وفيما يخصنا نحن في البلدان العربية فاذا كانت الحداثة تعني اساسا العقلانية والعلمانية والديمقراطية فهي قضية ثقافية اصلا اي ماقبل سياسة اي ان السياسة هي النتيجة والثقافة هي الاصل
وثقافتنا تستند الى الاسلام الرجعي اضافة الى العنصرية العرقية والطائفية والجنسية
المهمة تفع اذن في تغيير العقلية السائدة والثقافة السائدة من خلال التنوير والعلمانية والحرية
فهي اكبر من حجم الاحزاب انها قضية بناء مجتمع مدني متحضر
شكرا
3 - 1تقديس الهوية
حميد كشكولي
(
2023 / 12 / 27 - 15:17
)
بعد التحية،
الكتابان -تأملات في شقاء العرب- و-خروج العرب من التاريخ- كلاهما يطرحان السؤال نفسه: لماذا عجز العرب عن مواكبة الحداثة؟
يجيب سمير قصير عن هذا السؤال بالقول إن العرب عجزوا عن الاندماج في الحداثة بسبب خوفهم من فقدان هويتهم الإسلامية. وقد دفعهم هذا الخوف إلى رفض كل ما هو غربي، حتى لو كان هذا الشيء ضروريًا للتقدم.
أما فوزي منصور فيرى أن العرب عجزوا عن الحداثة بسبب سيطرة الرأسمالية على العالم. وقد ساهمت الرأسمالية في تعميق الظلم الاجتماعي في العالم العربي، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية.
**ولكن، هل يعني عجز العرب عن مواكبة الحداثة أنهم خرجوا من التاريخ؟**
في رأيي، لا يعني هذا بالضرورة أنهم خرجوا من التاريخ. فكل حضارة تمر بمراحل من التقدم والتراجع. وقد يكون العرب في مرحلة تراجع الآن، ولكن هذا لا يعني أنهم لن يعودوا إلى التقدم مرة أخرى.
4 - 2تقديس الهوية
حميد كشكولي
(
2023 / 12 / 27 - 15:18
)
في رأيي، هناك عدة عوامل يمكن أن تساعد العرب على العودة إلى التقدم، منها:
* **التخلص من الخوف من فقدان الهوية العربية الإسلامية.**
***ويجب على العرب أن يدركوا أن الحداثة هي وسيلة لفهم الإسلام وتراثهم وتاريخهم بشكل أفضل وتطبيقه بشكل أكثر فاعلية.
* **مواجهة الظلم الاجتماعي.** يجب على العرب أن يكافحوا ضد الظلم الاجتماعي، وذلك من خلال بناء مجتمعات أكثر عدالة ومساواة.
* **بناء دولة ديمقراطية.** تعد الديمقراطية شرطًا أساسيًا للتقدم، حيث إنها تسمح للناس بالتعبير عن آرائهم واختيار قادتهم.
**ولكن، هل يمكن أن يحدث هذا بالفعل؟**
هذا سؤال يصعب الإجابة عليه. فهناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على مستقبل العرب، ومنها:
* **الأحداث السياسية التي تجري في العالم العربي.** يمكن أن تؤدي هذه الأحداث إلى تفاقم الأزمات أو إلى حدوث تغييرات إيجابية.
* **التطورات العلمية والتكنولوجية.** يمكن أن تؤدي هذه التطورات إلى خلق فرص جديدة للتقدم.
* **وعي الشعب العربي.** إذا أصبح الشعب العربي أكثر وعياً بمشاكله وأكثر رغبة في التغيير، فسوف يكون من الأسهل تحقيق التقدم.
.. في الحادث الثاني من نوعه : إصابة عنصرين من قوة اليونيفيل جرا
.. وئام وهاب: إيران ليست المشكلة بل أميركا والعرب
.. لويد أوستن يؤكد لنظيره الإسرائيلي استعداد واشنطن للدفاع عن ش
.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تعلن تدمير ناقلة جند إسرائيلية في
.. اندلاع مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في جبل صبيح ببلدة بيت