الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن والسلطة في الشرق الاوسط

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2023 / 12 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


.

في النظم الديكتاتورية، يمتلك الحاكم سلطة مطلقة وغالبًا ما يتمتع بسلطة غير محدودة وغير مسؤولة. في هذا السياق، ينظر الحاكم إلى المواطن عادة على أنه مجرد أداة لتحقيق أهدافه الشخصية والسياسية. يتم تعزيز السلطة والسيطرة على المواطنين من خلال مجموعة من الآليات التي تشمل قمع الحريات الأساسية والتضييق على حقوق الإنسان وتكميم الأصوات المعارضة. يتم تعزيز هذه النظرة السلطوية عن طريق تحديد القوانين واللوائح التي تكبح حرية التعبير وحرية التجمع وتقييد الحق في المشاركة السياسية. كما يتم استخدام الأجهزة الأمنية والجهات القضائية بشكل مفرط لقمع المعارضة وقمع أي صوت يعارض السلطة. يتم تكوين نظام إعلامي يخضع للرقابة لترويج الرؤية الحاكمة وتأطير المواطنين حسب مصالح الحاكم. علاوة على ذلك، يتم احتكار الثروة والموارد من قبل الحاكم والمقربين منه، بينما يعيش اغلبية من المواطنين في فقر وحاجة. يتم تقويض حقوق العمل والتعليم والرعاية الصحية، ويتم تجاهل احتياجات المجتمع ككل. بشكل عام، ينظر إلى المواطن في النظم الديكتاتورية على أنه عبد إزاء النظام والحاكم، وليس كفرد يمتلك حقوق وحريات فردية. يفتقد المواطن في هذا النظام الفرصة للتعبير عن آرائه وتطلعاته والمشاركة في صنع القرارات السياسية. لا ان حقبة النظم الديكتاتورية لا تستمر طويلا بوجود غليان اجتماعي لكن ليس من الضرورة بمكان أن يتولد نظام ميليشياوي عند تفكك نظام ديكتاتوري بفعل إرادة خارجية لان النظام الميليشاوي عبارة عن ديكتاتوريات متعددة ومصغرة تمارس النهج العام للنظام الديكتاتوري وتبعية اجنبية. التحول من نظام ديكتاتوري إلى نظام ديكتاتورية الميليشيات يعتمد على العديد من العوامل والظروف المحلية والسياسية والاجتماعية.
يحدث تفكك النظام الديكتاتوري عندما يتراجع التأييد الشعبي للحاكم، أو عند حدوث اضطرابات اجتماعية أو سياسية شديدة.و في سياق الفوضى وعدم الاستقرار، قد تنشأ مجموعات مسلحة تسعى لتعويض الفراغ السلطوي وحماية المصالح الخاصة أو الجماعية. يمكن أن تكون هذه المجموعات ميليشيات مسلحة تمثل مصالح فئوية محددة أو تكون قوات مسلحة غير رسمية.
في بعض الحالات، يمكن أن يكون السبب الرئيسي لتفكك النظام الديكتاتوري هو الضغط الداخلي والاحتجاجات الشعبية. عندما يصبح لدى الشعب رغبة قوية في التغيير والتحرر من القمع، يمكن أن يشكل الاحتجاج والمقاومة السلمية ضغطًا كافيًا لكسر نظام الحكم الديكتاتوري. قد يتم ذلك من خلال مظاهرات سلمية، إضرابات عامة، حملات مقاطعة اقتصادية، وغيرها من الأشكال السلمية للمعارضة المنظمة ويكون هذا ممكنا في حال توفر الدعم الخارجي. علاوة على ذلك، يمكن أن يحدث تفكك النظام الديكتاتوري بسبب الصراعات الداخلية في النخبة الحاكمة نفسها. عندما ينقسم الحاكمون ويتخاصمون بشأن السلطة والمصالح، قد يؤدي ذلك إلى تدهور النظام وتفككه.
في العالم العربي هناك دول ما يسمى الربيع العربي, حدث التغيير نتيجة تدخل دول كبرى واخرى اقليمية وادت الى نشوء دول ميليشياوية ضعيفة ,هل كان هذا باتفاق ام صدفة...؟. يُلاحظ أن التدخل الخارجي في الربيع العربي كان متنوعًا ومعقدًا، حيث تدخلت دول مختلفة بأشكال وأشكال متنوعة، بدءًا من التدخل العسكري المباشر إلى الدعم المالي والسياسي والدبلوماسي. كانت هناك دول تدعم الحكومات القائمة في بعض الدول، في حين قدمت دعمًا للمعارضة في دول أخرى. تتدخل الدول بناءً على مصالحها السياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وتتأثر قراراتها بعوامل متعددة مثل الأمن القومي والتوجهات الإيديولوجية والنفوذ الإقليمي والدولي.
تلعب الصراعات القومية والطائفية دورًا هامًا في نشوء الدول الميليشياوية. عندما تندلع الصراعات العرقية أو الطائفية، يمكن أن تتشظى المجتمعات وتتجه نحو تشكيل ميليشيات تحمل أجندات محددة للدفاع عن مجموعاتهم العرقية أو الطائفية. يمكن أن يؤثر التدخل الخارجي من قبل دول أخرى في تعزيز نشوء الدول الميليشياوية الضعيفة. قد تدعم دول أجنبية مجموعات مسلحة محلية أو تمولها أو توفر لها التدريب والتسليح، وهذا يؤدي إلى تعزيز تأثير هذه المجموعات وزيادة سيطرتها على الأراضي المحلية.
قد يلجأ الأفراد إلى الانضمام إلى الميليشيات بحثًا عن حماية ومصادر دخل. عندما يعاني السكان من فقر مدقع وتهميش اجتماعي، قد تكون الميليشيات الواجهة الوحيدة للحصول على الخدمات الأساسية والدعم الاجتماعي.
هذه العوامل ليست قائمة شاملة، وقد تتفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض وتتفاعل مع الظروف المحلية لتشكل السياق الذي يساهم في نشوء الدول الميليشياوية الضعيفة في العالم العربي.
تحتاج الميليشيات إلى تمويل وموارد للبقاء والتوسع. يمكن أن تعتمد على تمويل من مصادر مختلفة مثل تهريب المخدرات أو الاتجار بالأسلحة أو الانتهازيين المحليين أو حتى الدعم الخارجي. توفر هذه الموارد للميليشيات القوة المالية والعسكرية لتعزيز نفوذها وتوسيع نطاقها
. قد تعتبر بعض الدول أن التعاون مع الميليشيات يمكن أن يسهم في تحقيق الاستقرار النسبي في المناطق المتضررة. في بعض الحالات، تعتبر الدول أن الميليشيات تلعب دورًا في فرض النظام ومنع الفوضى، وبالتالي يمكن أن يعتبروا التعاون معها حلاً مؤقتًا للحفاظ على النظام والاستقرار
قد تواجه الدول صعوبات في التعامل مع الميليشيات نتيجة لقوتها العسكرية وتمتعها بشبكات واسعة وتأثير محلي قوي. في بعض الحالات، قد تكون الدول غير قادرة على إخضاع الميليشيات بسهولة أو تحقيق النصر العسكري عليها، وبالتالي تختار التعايش معها بدلاً من محاولة إزاحتها أو تصفيتها.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن هذا التعاون يمكن أن يكون ذا تأثير مؤقت وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى تفاقم المشاكل على المدى الطويل. فالميليشيات غالبًا ما تتمتع بطبيعة غير قانونية وتستخدم أساليب عنيفة وتنتهك حقوق الإنسان، وبالتالي يمكن أن يؤدي تعاون الدول معها إلى استمرار العنف وعدم الاستقرار في المنطقة.
يلعب الصراع الدولي على الهيمنة العالمية تأثير على نتائج التغييرات في دول الربيع العربي. الصراع الدولي على الهيمنة العالمية يتضمن التنافس بين القوى العظمى والدول الإقليمية والممارسات الجيوسياسية المختلفة في سياق العلاقات الدولية.
تغييرات الربيع العربي كانت تحركات شعبية تهدف إلى الاحتجاج على الظلم والقمع والفساد والمطالبة بالديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية. ومع ذلك، فإن نتائج هذه التغييرات تعتمد على عدة عوامل متشابكة، بما في ذلك التدخل الدولي والتفاعلات الإقليمية والمصالح الجيوسياسية للدول الكبرى. وبالتالي استمرت العلاقة بين المواطن والسلطة كما هي في النظم الديكتاتورية.
تاريخيًا، كانت هناك حالات تدخل خارجي فعلي تمثل الاستعمار، حيث احتلت الدول الأوروبية باستعمال قوة عسكرية وسياسية على أجزاء من العالم وسيطرت على مواردها وشعوبها. ومع ذلك، يعتبر التدخل الخارجي في العصر الحديث عادةً أكثر تعقيدًا وقد يأخذ أشكالًا متعددة، بما في ذلك التدخلات العسكرية والدعم المالي والدبلوماسي والتأثير السياسي.
كان هناك توازن للقوى بين عدة دول كبرى تتنافس في ساحة العلاقات الدولية، مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة. وفي العصر الحديث، تشهد الساحة الدولية تنافسًا وتفاعلًا بين عدة قوى ولاعبين كبار.
يمكن أن تكون هناك تحولات في الهيمنة السياسية العالمية على مر الزمن. يمكن أن يتغير التوازن القوى وظهور قوى جديدة وانحسار قوى أخرى. ومن المهم أن نلاحظ أن العالم يشهد حاليًا تعددية في الهيمنة السياسية، حيث تلعب عدة دول دورًا مهمًا في صياغة السياسة الدولية واتخاذ القرارات, التوازن القوى العالمي ليس شيئًا ثابتًا، بل يتأثر بتطورات سياسية واقتصادية واجتماعية وتكنولوجية في العالم.
ان علاقة السلطة والمواطن تعد عاملاً مهمًا في ولادة العديد من الظواهر والمؤسسات في المجتمع، بما في ذلك الدين والسياسة والقوة العسكرية. إن الرغبة في الحصول على السلطة والحفاظ عليها هي قوة دافعة قوية وراء العديد من التطورات والتغيرات في التاريخ البشري, لكنها لم تغادر نظام العبودية في شرقنا العربي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب