الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود

رضي السماك

2023 / 12 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


منذ نكبة 1948والشعب الفلسطيني يتعرض لمآسٍ وكوارث متعددة المناحي جراء اغتصاب إسرائيل وطنه وتشريده منه، وطنه،ناهيك عن الحروب العدوانية المتواصلة التي تشنها عليه انتقاما من مقاومته الوطنية المشروعة لتحرير وطنه.وعلى الرغم مما بذله الفلسطينيون والعرب من جهود مضنية، بكل الوسائل الإعلامية والدبلوماسية الممكنة، لشرح عدالة قضيتهم الوطنية القضية دولياً، إلا أن العالم لم يفق على مظلومية هذا الشعب كما أفاق عليها مع انطلاقة حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل بلا هوادة على قطاع غزة منذ أزيد من شهرين ونيف. على أن هذه الإفاقة ما كان لها أن تتم، لولا مشاهد الوحشية والبربرية للعدوان الصهيوني الصادمة للضمير الإنساني ، والمرتكبة خصوصاً بحق الأطفال والنساء، حيث يتم انتشالهم- جرحى وجثثاً وأحياءً- من تحت أنقاض بيوتهم المستهدفة.
لكن هل فكّرنا للحظة بأن تلك المشاهد المبثوثة للعالم، عبر "السوشيال ميديا" والفضائيات العالمية، إنما يعود الفضل فيه للمراسلين الفلسطينيين وأبناء أهالي القطاع؟ إذ لولاهم لما عرف العالم تلك المشاهد غير المسبوقة في حجم بربريتها وهمجيتها في كل حروب إسرائيل على الدول العربية وحركات المقاومة الفلسطينية، ذلك بأن صور وتقارير أولئك المراسلين والمصورين هي التي هزت الضمير العالمي الحي، وهي التي فشل الإعلام الإسرائيلي والغربي -وعلى رأسه الأميركي- في تكذيبها، وبفضل تلك المشاهد أيضاً، هبت المسيرات الأحتجاجية التي ما فتئت متواصلة في عواصم ومدن دول العالم،سيما في الدول الغربية الحليفة لإسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة ، دع عنك عن وسائل الاحتجاج العالمية الأُخرى، و التي تعبّر عنها منظمات ونقابات عالمية وأحزاب ورموز كبيرة متعددة المشارب والانتماءات من مختلف النخب السياسية والثقافية والأدبية والفنية. وتحت تأثير تلك مشاهد حرب الإبادة الهمجية ، عبّر لفيف متنوع من كبار المسؤولين والكوادر الوظيفية والإدارية في الدول الغربية الداعمة للعدوان عن سخطهم لمواقف حكومات بلدانهم المساندة للعدوان، أو المتواطئة معه أيضاً.على نحو ما تابعنا في الولايات المتحدة، كما ظهر ذلك من خلال بيانات ورسائل الاحتجاجات في وزارة الخارجية والبيت الأبيض،وما تابعناه أيضاً في فرنسا من قِبل سفرائها في المنطقة العربية، دع عنك عن أعداد من الوزراء والنواب في الدول الغربية الأُخرى.
وإذا كان أغلب المراسلين الحربيين في العالم يؤدون مهمتهم الإعلامية تنفيذاً لأوامر إدارية ولاعتبارات معيشية، ويختارون عادة الأماكن الأقل خطورةً في الحروب والنزاعات العسكرية، فإن المراسلين والمصورين الفلسطينيين يضعون تلك الاعتبارات في مؤخرة اهتماماتهم عند تأدية وظيفتهم الإعلامية ، ولذلك نجدهم يختارون الأماكن الأشد خطورة على مقربة شديدة من من مسارح جرائم الحرب الفاشية التي تقترفها إسرائيل بحق شعبهم ، غير آبهين في ذلك بأرواحهم، ولم يفعلوا إلا لأنهم مؤمنون بشدة
بأهمية الرسالة النضالية التي يؤدونها من خلال وظيفتهم الإعلامية بها، والتي تتجلى في المقام الأول في تسليط الأضواء من أقرب نقطة ممكنة على تلك الجرائم البشعة المرتكبة بحق أبناء شعبهم كما أسلفنا ،متحلين في ذلك برباطة جأش مُدهشة وروح معنوية نضالية عالية منقطعة النظير.
وما كان تحليهم بتلك الصفات النضالية المقدامة، لولا وعيهم بعمق وخطورة تلك الرسالة النضالية، باعتبارها شكلاً مهماً من أشكال المقاومة الهادفة ليس لكسب الرأي العام العالمي إلى جانب قضية شعبهم فحسب، بل ولتوثيق جرائم حرب الإبادة المحرمة دولياً التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أهالي القطاع، ومن هنا يمكننا فهم تفاقم أعداد الشهداء في صفوفهم، حتى بلغ العدد الإجمالي أزيد من 100 شهيد. وإذ أن كانت رسالة المراسل المناضل الفلسطيني لا تقل أهمية عن المناضل في معركة المواجهة مع العدو، فإن الواجب يفرض على كل الإعلاميين العرب الملتزمين بنصرة ودعم القضية الفلسطينية، وبضمنهم المثقفون وحملة الأقلام الوطنية تكثيف دعمهم لأشقائهم الفلسطينيين، كما يفرض عليهم ذلك الواجب تكثيف كتاباتهم في هذه المرحلة لكشف وتعرية جرائم العدو بحق المراسلين الفلسطينيين الذين التي يتعرضون لمخاطر التصفية من قِبل جيش الأحتلال. والدور منوط في هذا الواجب أيضاً بمنظماتهم ونقاباتهم الصحفية الوطنية المحلية، بالإضافة لممارسة أدوارهم دولياً من خلال عضوية اتحاداتهم في المنظمات العالمية أو من خلال غيرها من المنظمات الصديقة،وصولا لتشكيل أكبر ضغط دولي صحفي وإعلامي ممكن على إسرائيل والقوى الغربية الحليفة لها، وعلى رأسها أميركا لوقف المذابح الإسرائيلية بحق أهالي قطاع غزة فوراً، والعمل بكل الوسائل المتاحة للحيلولة دون إفلات إسرائيل من العقاب، بتحميلها مسؤولية كل النتائج المترتبة على عدوانها الإجرامي على القطاع، بما في ذلك حق الفلسطينيين في التعويضات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جلال عمارة يختبر نارين بيوتي في تحدي الثقة ???? سوشي ولا مصا


.. شرطي إسرائيلي يتعرض لعملية طعن في القدس على يد تركي قُتل إثر




.. بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة


.. تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا




.. أسترازنيكا.. سبب للجلطات الدموية