الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناجاة شيطانية ٢

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2023 / 12 / 28
الادب والفن


شكراً لمن خلقَ السماءَ بداخلي
أو عادَ ينسفُها بفعلٍ فاعلِ

شكراً لهُ والشكرُ قولٌ صائبٌ
يُبدي الرجاحةَ عندَ وقعِ الزائلِ

ما قلتُها من مِنَّةٍ بل دَهشتي
انتفختْ بظلمٍ منذُ فجرِ الآزلِ

أحببتُ حواءَ ولي من نعمةٍ
أن ألتقيها في زوايا الهازلِ

كم مرةٍ مَسحتْ يديَّ مَخافةً
من أن تُفارقني فليس بحاصلِ

ظُلِمتْ بآدمَ لم يكنْ كفءً لها
ماذا رأى فيهِ الذي هو بادلي

ذاكَ الضعيفُ البائسُ المُتهدِّلُ
الشرَّابُ من ماءِ الفناءِ الهاملِ

والطائعُ المسكينُ عندَ خضوعهِ
المهووسُ في أيامهِ بالفاشلِ

من طينةٍ لايَستساغُ مرامُها
لو إنها قِيستْ بلهبي الآكلِ

كذَبوا فقالوا : إنني مُتمردٌ
َوسوى اتباعِ ظنونِهم ما عادَ لي

سردَ الإلهُ على البرايا قِصةً
ثَقُلتْ بتزييفٍ لعشقٍ حافلِ

كانَ السجودُ لطينةٍ فرفضتُهُ
وخَشيتُ أن أهبَ الظلامَ آصائلي

وصَمتُّ من ذاكَ الزمانِ لأنني
أخشى الإلهَ، وطامعاً في الآجلِ

يا قصةً تلكَ التي هي غُيِّبتْ
عنها الحقائقُ، ثمَّ من هوَ خاذلي

شيطانُ؟ ما شيطانُ إلا عندَهم
تلكَ الحقيقةُ لم تردْ بمقابلي

فالقصةُ العصماءُ إنيَ عاشقٌ
والنفسُ تهوى كلَّ حبٍّ طائلِ

حواءُ، يا حواءُ يا روحَ المُنى
يا بهجتي من هَامتي للسافلِ

ماوسوستْ روحي بآذانِ الورى
إلا اعترافاً : إنَّ حُبَّكِ قاتلي

حواءُ، يا حواءُ ياقلبي الذي
عَصفتْ بهِ ريحُ السكونِ الواجلِ

نَحنُ الذينَ تحرَّرتْ بلقائِهم
كلُّ الشفاهِ، فأكثرتْ من وابلي

وتراهنوا بؤساً بآياتِ النُّهى
في ذَمَّنا كَذِباً، فويلَكَ عاذلي

نَحنُ الذينَ تقيَّدتْ أحلامُنا
بالغبنِ عندَ شجيرةٍ في الذابلِ

كذَبوا فقالوا: حيَّةٌ هيَ وَسوستْ
لكِ باقتطافِ ثمارها بالعاجلِ

كنَّا نَخطُّ على اللحاءِ نفوسَنا
ذكرى لحُبٍّ -في الشريعةِ- ماثلِ

حتَّى رآنا اللهُ في حِللِ الصِّبا
مُتعانقينِ، فخافَ أن تتساهلي

ويَضوعُ منكِ الحُبُّ في أفلاكهِ
ويَصيرُ كلُّ الكونِ في الملهى عَلِ

وتجنُّ أملاكُ السماءُ ويَقتضي
ألا تطيعَ سوى الحَبيبِ الفاضلِ

فأتى إليكِ بآدمَ المَخبولِ كي
يَخفي المَحبة في زواجٍ باطِلِ

ورَحلتِ عنِّي ياهوايَ وإنني
بالبُعدِ مَحكومٌ، عديمُ الكافلِ

ظنَّوا بأني قد أوسوسُ صَاغِراً
والناسُ وصلُ مُحبةٍ بالغافلِ

فِيهم من العِطرِ القديمِ بَقيّةٌ
فبكلٍّ حافٍ -قد وجدتُ- وناعلِ

لا لن أوسوسَ هل ترينَ، أشمُّهم
آذانُهم ملأى بعطرٍ واصلِ

ورَضيتُ بالذمِ العتيقِ لطالما
أنا ساخرٌ مما يقولُ مُجادلي

لن أكتفي حتَّى يُردَّ ليَ الهَوى
أو أحرقُ الدنيا بنارِ جلاجلي

إن لم تعودي، عوِّضي ما قد بَدا
من ظلمُهم يومَ القيامةِ حاولي

وإذا قَضى ربُّ الجحيمِ بفرقةٍ
أخرى، فقولي: لا أكونُ، وجادلي

فعسى تَشيعُ حَقيقتي بينَ الورى
وأعودُ طاووساً بمَقعدِ آملِ

حواءُ، لم أبرحْ مَكانَ غَرابتي
والحبلُ مُختلِطٌ بذاكَ النابلِ

فكِّي قيودَ مَتاهتي بِحكايةٍ
صدقتْ وما رُويتْ بملعبِ لاعبِ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??