الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدالة والنذالة

وسام جواد

2023 / 12 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


بُعَيدَ الإعلان عن تشكيل فريق عمل للتحقيق في"الاعتداءات"على السفارة الأمريكية في بغداد، بتكليف من السوداني، وتلبية لطلب وزير الدفاع الأمريكي بـمُحاسبة المهاجمين وتقديمهم "للعدالة"، عبّرَت السفيرة، ألينا رومانسكي عن شكرها لإلقاء القبض على بعض المشتبه بهم.
والأسئلة هنا كثيرة، وكذلك هي الملاحظات :
- أمكن إلقاء القبض على المطلوبين بسرعة قياسية، بينما ظلت مئات الآلوف من ضحايا العدوان الأمريكي على الشعب العراقي تبحث عن العدالة، وتنادي أين حقي ؟.
- 20 عام من جرائم الأحتلال الأمريكي، لم تُحرّك ساكنا في السوداني، لكن ساكِنهُ تحرّك بمُجرد أن تعرَّض وكر الجاسوسية وقواعد الغزاة الى هجمات المُطالبين برحيلهم !
- كان الأجدر بالسوداني ان يشكل فريق عمل للتحقيق في جرائم المُعتدي (الإحتلال)، لا المُعتدى عليه (العراق). فهل أغفل جوهر المشكلة، وعجز عن اعتقال القتلة، أم أنه أضاع البوصلة ؟. وفي كل الأحوال مهزلة !
- إن مطالبة وزير الدفاع الأمريكي بتقديم المهاجمين الى العدالة، يُعدُّ أحد أمثلة الضحالة، وتخطي حدود الصلف والنذالة، والدليل ما أعلن عنه المتحدث باسم الخارجية الصينية :
" شنت الولايات المتحدة، منذ عام 2001، حروبا، أو قامت بعمليات عسكرية في حوالي 80 دولة، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، مما أسفر عن مقتل أكثر من 800 ألف شخص، بينهم حوالي 300 ألف مدني. ( تصوروا هذه الأرقام ) فهل لوزيرالدفاع الأمريكي بعد هذه الجرائم، حق الكلام عن العدالة ؟.
- لا، لم أكمل بَعد، فقائمة الجرائم الأمريكية طويلة، وأعداد الضحايا ليست قليلة، ونسيانها من الأمور المستحيلة، وإليكم التذكير بهذه الحصيلة :
1833- الغزو الأمريكي لنيكاراغوا.
1888- دخول القوات الأمريكية إلى البيرو.
1846- احتلال القوات الأمريكية أراضي مكسيكية، وضمها دون حق ( تكساس ).
1848- احتلال وضم أراضي مكسيكية أخرى ( كاليفورنيا ونيومكسيكو).
1854- تدمير ميناء "غراي تاون" في نيكاراغوا، لمنع حكومتها من دخول عميل أمريكي إلى أراضيها.
1855- غزو الأورغواي، وقناة بنما.
1857- التدخل في نيكاراغوا ثانية، لإفشال محاولة عدو أمريكا وليم روكر تولي السلطة.
غزو كولومبيا، والقيام بعدة عمليات ضدها في 1885، 1891، 1892، 1893، 1898، 1899.
1888- التدخل الأمريكي في هايتي.
1891- التدخل في تشيلي.
1894- التدخل الأمريكي مرة أخرى في نيكاراغوا.
1898 – الحصار البحري على كوبا وأخذ خليج "غوانتانامو" الذي تأسر فيه مئات الضحايا في ظروف وحشية همجية غير إنسانية، باعتراف الأمريكيين أنفسهم.
1901 - 1902 تدخل أمريكا ثانية في كولومبيا.
1902- التدخل في هندوراس.
1904- الهجوم علي بنما.
1905- الهجوم علي هندوراس.
1907- مهاجمة ست مدن في هندوراس.
1907- الهجوم علي المكسيك لمساعدة الديكتاتور بورويرو دمزبراي.
1907- الهجوم علي نيكارجوا، والتدخل في الدومينيكان لقمع الثورة.
1908- المشاركة في الحرب بين هندوراس ونيكاراغوا.
1910- التدخل بالقوة العسكرية في انتخابات بنما.
1911- التدخل لقمع الانقلاب ضد حكومة نيكاراغوا.
1911- العدوان على الهندوراس لدعم الثورة بقيادة مانويل بونيلا ضد الرئيس المنتخب ميغيل داويا.
1911- قمع الانتفاضة المناهضة للولايات المتحدة في الفلبين.
1912- التدخل العسكري في الصين، والعدوان على كوبا.
1912- الهجوم على بنما وهندوراس .
1914- قوات المارينز تعتدي على هاييتي في عملية إنزال جوي وسرقة البنك المركزي، بحجة استرداد الديون .
1915- احتلال هاييتي، والبقاء فيها 19 سنة .
1916- تدخل القوات الأمريكية في الدومنيكان ضد الثورة على السلطة الفاسدة، وقد فرضت أمريكا على شعب الدومنيكان حكومة عسكرية عميلة لها حتى عام 1924.
1917- احتلال كوبا.
1918- المشاركة في الحرب العالمية الأولى .
1919- التدخل العسكري في بنما وكوستاريكا .
1920- هجوم واعتداء آخر على هندوراس.
1921- الهجوم علي جواتيمالا.
1922- التدخل عسكريا في تركيا.
1922- تدخل القوات الأمريكية في السلفادور.
1924- التدخل عسكريا في الصين.
1925- الهجوم عسكريا علي هندوراس مرة أخرى.
1926- الهجوم علي بنما مرة أخرى.
1927- هجوم آخر على نيكارجوا .
1932- احتلال الصين .
1933- احتلال نيكارجوا.
1934- احتلال هايتي.
1937- هجوم على السلفادو.
1945- إعتداء على نيكارجوا.
1945- ارتكبت أمريكا أحدى ابشع الجرائم في التاريخ بقصفها هيروشيما و ناجازاكي، بالقنابل الذرية، وقتل حوالي 220 ألف شخص، وأكثر من 100 الف شخص في القصف مباشرةً
1947- الهجوم على اليونان.
1950- الهجوم على الفلبين وبورتوريكو.
1950- التورط في الحرب الكورية.
1952- التدخل في إيران والقضاء على حكومة مُصدّق الوطنية وإعادة شاه إيران.
1954- أطاحت أمريكا بحكومة غواتيمالا بالقوة.
1958- الهجوم على كوريا.
1958- العدوان على لبنان.
1959- الإعتداء على بنما، وهجوم القوات الأمريكية على لاوس.
1960- الهجوم على هايتي، وعمليات عسكرية ضد الاأكوادور.
1961- غزو خليج الخنازير في كوبا.
1962- الحصار البحري والجوي على كوبا لإجبار السوفييت على إبعاد صواريخهم الذرية عن الجزيرة.
1963- انقلاب 8 شباط 1963 الأسود في العراق، بسماعدة مباشرة من وكالة المخارات الأمريكية للاطاحة بنظام الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم .
1965- الهجوم علي بنما.
1965- الحرب في فيتنام، التي استخدمت فيها أمريكا كل انواع الأسلحة المحرمة ضد الشعب الفيتنامي المسالم .
1966- استخدام الغازات السامة في الحرب على فيتنام .
1966- الهجوم علي جواتيمالا.
1967- حرضت المخابرات الأمريكية جيش بوليفيا ضد جيفارا وتمكنت من اغتياله.
1970- غزو كمبوديا والإعتداء على الأمير سيهانوك وأسقاطه، وتسليم السلطة لحكومة موالية لأمريكا .
1971- الدعم العسكري الأمريكي لأندونيسيا ضد الفلبين.
1972- قصف لاوس.
1973- العدوان الأمريكي على تشيلي واغتيال رئيسها الشرعي سلفادور اليندي، وأقامة حكومة ديكتاتورية عسكرية فيها.
1980- الهجوم علي نيكارجوا.
1981- نشر الصواريخ الستراتيجة في أوروبا.
1983- عمليات عسكرية ضد ايران.
1986- التدخل العسكري في جرينادا.
1988- الهجوم علي ليبيا، والهندوراس.
1989- اسقاط طائرة إيرانية، ومقتل 290 راكب.
1989- غزو بنما.
1991- اخماد الاضطرابات في جزر العذراء البريطانية.
1991- العدوان الأمريكي والحرب على العراق.
1995- العدوان على البوسنة.
1998- احتلال الصومال وأستخدام الأساليب الفاشية ضد مواطنيها.
1999- القصف الهمجي على السودان.
2001- الحرب ضد يوغوسلافيا تحت غطاء حلف شمال الاطلسي .
2001- الهجوم على أفغانستان واحتلالها تحت ذريعة مطاردة تنظيم القاعدة، حيث تبين أن أمريكا أسست وجهزت تنظيم القاعدة.
2003- الهجوم الفاشي على العراق واحتلاله دون تفويض، في خرق واضح لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
2011- الهجوم على ليبيا والإطاحة بالزعيم معمر القذافي .
2011- الدعم الكبير للمجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا لإسقاط الرئيس السوري.
2015- العدوان على اليمن.
2022- الدعم غير المحدود للنظام النازي في كيف.
2023- الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني في حربه النازية ضد الشعب الفلسطيني .

فهل قرأ السوداني شيئا عن تاريخ أمريكا الحافل بالجرائم والعدوان ضد شعوب العالم، واذا قرأ، هل فهم خطأ، بل جريمة التعامل مع حكومة تسببت بخراب ودمار العراق ؟
السوداني وصف منفذي الهجوم بـ"المجاميع المنفلتة"، الخارجة عن القانون، وبأنها لا تعكس "القرار العراقي الوطني" الذي عبرت عنه الحكومة العراقية في مناسبات رسمية عدة.
- فهل كانت مجاميع القوات الأمريكية منذ إحتلال العراق والى وقتنا الحاضر، منضبطة وداخلة في القانون ؟.
- عن أي قرار "وطني" يدور الحديث، ومَن أصدره، وهل يصبح القرار وطنيا، دون أن يطلع الشعب على تفاصيله ؟.
- وفقا لوسائل إعلام عراقية، أعلن مؤخرا عن استشهاد 12من قوات وزارة الداخلية و6 من أفراد الحشد الشعبي في هجوم شنته المقاتلات الأميريكية. فهل تدخل هذه الجريمة ضمن القرار الوطني والعدالة ؟.
العدالة أيها السيدات والسادة، وكذب الإدعاء بوجود السيادة، يتطلب فحص العقول في العيادة، للتأكد من عدم إصابتها بالبلادة. فلا سيادة بوجود قوات الاحتلال، وبطردها فقط تتحقق العدالة، واما تبرير بقائها فخيانةُ ونذالة.

موسكو
27.12.2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي